مشاكل في قطاع ريادة الأعمال

غالبًا ما يتصوّر روّاد الأعمال وجود فجوةً فرصيّة بين الموجود، وبين ما يمكن

أن يوجد، ولسد تلك الفجوة يتم اللجوء إلى حلّ المشاكل الرّيادية، فحلّ المشاكل الرّيادية

هو عمليّة استخدام الابتكار، والحلول الإبداعيّة لسدّ تلك الفجوة بحلّ مشاكل مجتمعيّة، أو تجاريّة،

أو تقنية تكنولوجيّة. وقد تقود المشاكل الشّخصيّة أحيانًا إلى فرص رياديّة، إذا تحقّقت

منها في السّوق، حيث يتصوّر رائد الأعمال فرصة ملء الفجوة بحلّ ابتكاريّ قد يتطلّب مراجعة

منتج ما، أو إنشاء منتج جديد كليًّا. وعلى أيّة حال، يقترب رائد الأعمال من عمليّة حلّ المشاكل بطرائق مختلفة.

سنعرض في ما يلي شروحات أكثر عن مصطلح حل المشاكل الريادية، نموذجيه المعروفين،

وأهم المهارات الواجب امتلاكها للقدرة على حل هذا النوع من المشاكل، إلى جانب تقديم أنواع

حلالي المشاكل الذين يتخذون طرقا متباينة لحل مشاكلهم الريادية للوصول إلى نتيجة واحدة،

حتى تتمكن من المفاضلة بين الطريقة الأنسب لك، ولوقتك، وطبيعة المشكلة التي أمامك،

وسد الفجوة الفرصية التي أمامك.

الفرق بين حل المشاكل واتخاذ القرارات

لا بدّ قبل الخوض في هذا المقال من التّفريق بين اتّخاذ القرارات، وبين حلّ المشاكل، حيث أنّ:

اتّخاذ القرار مطلوب لمواصلة، أو تسهيل عمليّة من شأنها التأثير على سير العمليّة، أو الشّركة،

ويمكن أن تكون بديهيّة، أو تتطلّب بحثاً، ووقتاً طويلا من التّفكير.

حلّ المشاكل عمليّة أكثر مباشرةً، إذ تنطوي على حلّ لمشكلة تخلق فجوةُ بين الوضع الحالي، والوضع المرجو.

روّاد الأعمال حلاّلو مشاكل يقدّمون حلولََا باستخدام الإبداع، أو المشاريع الابتكاريّة الّتي تستغلّ الفرص،

ويركّز هذا المقال على المقاربات المختلفة لحلّ المشاكل، والتعرّف على الاحتياجات الّتي تساعد

روّاد الأعمال المحتملين على الخروج بأفكار، وصقلها.

نموذجا حل المشاكل: التكييف والابتكار

نجد نموذجين بارزين لحلّ المشاكل: المتّكيّف، والمبتكر، وقد طوّر مايكل كيرتون عالم النّفس

البريطانيّ الشّهير نظريّة مخزون KAI اختصار (Kirton Adaption-Inovvation) بمعنى نظريّة

كيرتون للتكيّيف، والابتكار، لقياس أسلوب الفرد في حلّ المشاكل، وتعتمد تفضيلات حلّ المشاكل

وفق كيرتون على خصائص الشّخصيّة من أصالة بمعنى الإبداع، وتوافق، وكفاءة؛ حيث يحدّد مخزون

KAI نهج الفرد في حلّ المشاكل بقياس اتّفاقه مع عبارات ترتبط بالخصائص الشّخصيّة،

مثل: القدرة على المجيء بأفكار جديدة، واتّباع القواعد، والعمل مع المجموعات، وتوجيه التصرّف اليوميّ نظاميّا؛

وتصنّف النّتائج الفرد إما مبتكرًا، أو متكيّفًا، فالأوّل شديد الأصالة (الأفكار الأصليّة)، لا يحبّ التّوافق،

ولا يقدّر النّجاعة بقدر ما يفعل المتكيّفون.

النّموذج التكيّفيّ،

قد يستخدم رائد الأعمال النّهج الأوّل الأكثر محافظة في حلّ المشاكل، وهو النّموذج التكيّفيّ،

ويبحث هذا النّموذج عن حلول المشاكل بطرق معينة بعد تجريبها، ومعرفة نجاعتها، و يقبل

النّموذج التكيّفي تعريف المشكلة، ويهتمّ بحلّ المشاكل بدلًا من العثور عليها، كما يسعى هذا

النّهج إلى نجاعة أكبر بينما يركّز على الاستمراريّة والاستدامة؛ أمّأ النّهج الثّاني، الأكثر إبداعًا

فهو النّموذج الابتكاريّ في حلّ المشاكل الرّياديّة، وهو يستخدم تقنيات غير معروفة في السّوق تثمر عن تفوّق المنظّمة.

إن أسلوب حلّ المشاكل ابتكاريًّا يتحدّى تعريف المشكلة، ويكتشف المشاكل، وسبل حلّها،

كما يتحدّى الافتراضات القائمة، فهو باختصار يقوم بالأشياء بطريقة مختلفة، إذ يستعمل التّفكير

خارج الصّندوق، ويبحث عن حلول جديدة، والجِدّةُ سمة مشتركة في ريادة الأعمال الإبداعيّة،

وهي ما يدفع روّاد الأعمال نحو هذه الطّريقة في حلّ المشاكل، وحسب د. شون م باول المحاضر

بجامعة Wollongong في أستراليا: “يتميّز روّاد الأعمال المبدعون بأسلوب إداريّ مميّز يعتمد على الحدس،

وعدم الرّسميّة، واتّخاذ القرارات السّريعة، في حين أنّ أساليب التّفكير الأكثر تقليديّة ليست متوافقة

مع الخصائص الفريدة لروّاد الأعمال المبدعين.”، وطريقة حل المشاكل هذه لا تغير من المنتج،

بل تخلق شيئًا جديدًا تمامًا.

تكنولوجيا الضّوء الأبيض

عُرّفت مرافق الرّعاية الصحيّة على سبيل المثال بأنّها مصدر للمكوّرات العنقوديّة الذّهبيّة

المقاومة للميثيسيلين (MRSA)، وهي عدوى مميتة يمكن أن يكون لها آثار طويلة المدى على المرضى،

لذا طوّرت شركة Vital Vio الّتي يقودها كولين كوستيلو تكنولوجيا الضّوء الأبيض الّتي تطهّر بفعالية

المرافق الصحيّة باستهداف جزيء محدّد في البكتيريا، ويمكن لهذا الضّوء الآمن تمامًا للبشر أن يضيء

باستمرار لقتل البكتيريا المتجدّدة. إنّ نموذج الحلّ التكيّفي في هذه الحالة كان ليسعى إلى تقليل

خطر البكتيريا داخل المستشفى، لكنّ Vital Vio طوّرت تقنيةً جديدةً تمامًا للقضاء عليها، وقد سبقتها

حلول تكيّفيّة منها عمليّات، وبروتوكولات قائمة للوقاية من البكتيريا، مثل: إجبار الأطبّاء، والممرّضين،

ومقدّمي الرّعاية الصّحيّة الآخرين على تنظيف أيديهم بالماء، والصّابون؛ أو فركها بمحلول كحولي قبل،

وبعد رعاية المريض، مع فحص بشرة المريض بحثا عن البكتيريا، وتنظيف حجرات المستشفى،

والأدوات الطبيّة، وغسل الملابس، وأغطية الأسرّة، وتجفيفها في أدفأ درجات الحرارة الموصى بها.

العلاقة بين الابتكار وريادة الأعمال
نصائح لتعزيز نشاطك في عالم ريادة الأعمال

Leave a Comment