هناك عدد قليل من الشركات التي تستطيع تطبيق استراتيجيات إدارة العلامة التجارية بشكل صحيح. وهو ما يفسر سيطرة معظم الشركات الكبرى على حصة هائلة من السوق بدون امتلاك موقع إلكتروني حتى أو إطلاق الحملات الإعلانية بمبالغ طائلة. فكيف يمكن أن تؤثر إدارة العلامة التجارية على نتائج الشركات إذًا؟

تمييز العلامة التجارية

في عالم تملؤه المنافسة أصبح من المحتمل ظهور علامات تجارية كبيرة بحصص سوقية متقاربة تقريبًا. ولكي تميز كل علامة منهم نفسها يجب أن يكون لها وقع خاص على الجماهير. فمن خلال إدارة العلامة التجارية بطريقة ناجحة، تتمكن العلامات التجارية من تعزيز الوعي بها وتسهيل إدراك المستهلكين لها؛ وهو ما يُسهّل على العملاء تمييزها بين العلامات الأخرى.

التنافس في الأسواق المزدحمة

قد يبدو الحصول على موطئ قدم في سوق مليء بالمنافسين أمرًا مستحيلًا. لكن رائد الأعمال المخضرم يعلم جيدًا ما يجب فعله في هذه الحالة، وهو البحث عن ميزة تنافسية، أي معرفة الاحتياجات التي يمكن تقديمها إلى العملاء بشكل مختلف عن تلك الشركات، وبناء جمهوره حولها. هنا يأتي دور إدارة العلامة التجارية عن طريق وضع تلك المميزات في المقدمة، بهذه الطريقة وحدها يمكن النمو في الأسواق المزدحمة.

كسب الثقة

يلاحظ العديد من رواد الأعمال الشباب الذين أطلقوا متاجر إلكترونية جديدة، أن أغلب العملاء يتوقفون عند عملية الدفع. أي يقوم العميل بالبحث عن المنتج، ويضيفه إلى سلة المشتريات ويذهب إلى صفحة الدفع ثم يغادر، ماذا يحدث في هذه الحالة؟

يتمحور السبب حول ثقة العميل بالمتجر الإلكتروني، رغم أنه قد يكون ممسكًا ببطاقة الدفع الإلكتروني وعلى وشك الدفع، إلا أنه يفكر في عقله “لماذا أشتريها من هذا المتجر ولا أشتريها من سوق دوت كوم أو أمازون؟”؛ يعود الأمر إلى ثقة العميل في العلامات التجارية الكبيرة التي ترتفع درجة موثوقيتها عن غيرها.

تسريع عمليات الشراء

يتعرض العملاء لعدد من المراحل المتتالية قبل أن يقرروا عملية الشراء. تبدأ أولًا من الوعي بالعلامة التجارية وإدراكها، وصولًا إلى اختبار مدى موثوقيتها. بالنسبة للعلامات التجارية التي لا تزال مبتدئة أو لم تحصل على قبول جماهيري، سوف يواجه عملاؤها تلك المراحل في كل مرة يقرر أحدهم شراء المنتجات. لكن بتحقيق الشروط السابقة -وهي أساسيات إدارة العلامة التجارية- يتخطى المستهلك تلك المراحل بسرعة وينطلق إلى عملية الدفع مباشرة وهو ما يسرع عمليات الشراء.

دفع العملاء لإنفاق المزيد

من السهل بالنسبة للعملاء شراء منتجات عديدة من علامة تجارية شهيرة، عوضًا عن اختبار العلامة الجديدة! فيشعر العملاء بالارتياح للعلامات التجارية التي قاموا بتجربتها أو التي تحصد سمعة وموثوقية جيدة بالأسواق. ويدفعهم ذلك إلى إنفاق المزيد من الأموال دون الخوف من عدم مناسبة تلك المنتجات لهم بعد ذلك.

تقليل التكاليف

تنفق الشركات في بداية انطلاقها مبالغ طائلة على التسويق وتعين فريق كبير من الموظفين، لكي يقوموا ببناء الجمهور المناسب. بعد ذلك تصبح أهم مميزات بناء علامة تجارية ناجحة، هي زيادة جذبها للعملاء مع كِبر حجمها، أي تصبح مغناطيسية، وبذلك تقل تكاليف حملات التسويق مقارنة بالأرباح.

ولا ننسى أن العملاء لا يتوقفون عن التحدث إلى بعضهم البعض، وبالنسبة للشركات التي تستحوذ علامتها التجارية على حصة ضخمة، يُعد المستهلك عميل ومسوّق في ذات الوقت.

الاحتفاظ بالموظفين

قد تبدو ميزة الاحتفاظ بالموظفين غريبة هنا بعض الشيء، لكن وجود علامة تجارية قوية يساهم في زيادة ولاء الموظفين مثلما يساهم في زيادة ولاء العملاء. فكلما زاد عدد الموظفين المخلصين، زادت إنتاجية الشركة. حيث يعمل الموظف المخلص بكفاءة قد تصل إلى أضعاف كفاءة الموظفين الذين ما يزالوا في منتصف الطريق، وهو ما تريده كل شركة بالتأكيد.

أصول العلامة التجارية
لماذا ينبغي الاهتمام ببناء العلامة التجارية الشخصية

Leave a Comment