إدارة المنتجات الرقمية هو مجال واسع ومتنوع وحماسي، وفي عالم يستطيع فيه العملاء مقارنةً المنتجات عبر الإنترنت بسهولة، سيكون من الذكي الاستثمار في فريق إدارة منتجات قوي.

تركز إدارة المنتجات الرقمية على المنتجات الموجودة على أجهزة الحاسوب والهواتف المحمولة والألواح الإلكترونية والأجهزة الأخرى المماثلة، فتجد على سبيل المثال أن تطبيقًا ما يمثل محور تركيز ودخل شركة معينة، وتمثل مواقع الإنترنت مثالًا آخر عن المنتجات الرقمية، فمواقع Expedia و Amex Travel Portal و Priceline و Kayak كلها أمثلة عن منتجات رقمية، وهي محركات بحث خاصة للسفر حدّدت احتياجاتها وبنت منتجًا تؤمن أنه يحل مشاكل العملاء.

بطبيعة الحال، فإن جعل منتج ما مربحًا يتطلب دقةً وإبداعًا أكثر، فالمنتج الممتاز لوحده لن يقنع الجميع بالدفع مقابل الحصول عليه، ويستطيع فريق إدارة المنتجات الاستثنائي إدارة دورة حياة منتج موجود مسبقًا أو توسيع نطاق أفكار المنتجات الجديدة، واختبار هذه الأفكار والتعرف على احتمالات النجاح والفشل أثناء بناء المنتج.

سنغطي في هذا المقال عدة نقاط من بينها دور مديري المنتجات والتخصصات الأخرى التي يمكن أن يتعاونوا معها، ومجالات معارفهم، وما الذي يجعل منتجًا ما استثنائيًا، وكذا الأدوات التي يستخدمها مديرو المنتجات؛ وفي الأخير سنعرض ردًا على طلب تقديم عروض Request For Proposal RFP افتراضي كمثال توضيحي، إذ يحدد طلب تقديم العروض الافتراضي ما تريد الشركة بناءه أو تحسينه، والميزانية المخصصة لذلك، والتكنولوجيا، والجدوى والبنية التحتية الحاليتين، والجدول الزمني؛ ويتضمن الرد خارطة الطريق لمنتج افتراضي، والبنية التفصيلية للعمل، ودليل الأولويات، واقتراحات للمتطلبات التكنولوجية؛ وبذلك فإن الرد الافتراضي سيمس عدة ميادين باستخدام المعرفة المكتسبة من الدورات الأكاديمية المختلفة لشرح مقاربة العمل.

إدارة المنتجات الرقمية

دور مدير المنتجات معروف جيدًا في أيامنا هذه، إذ تظهر العديد من الدورات التعليمية والمدارس المتخصصة في دور مدير المنتجات باستمرار. وفي هذا الصدد، تقدم أكاديمية حسوب دورةً عن ذلك مع شهادة معتمدة يمكن الحصول عليها بعد إتمام الدورة والنجاح بالاختبار وتقديم مشروع التخرج.

يمكن تعريف دور مدير المنتجات ببساطة بأنه الطرف الذي يمثل العميل، ورغم أن هذا التعريف يبدو أحيانًا أنه يبالغ في تبسيط دور مدير المنتجات، فإنه وصف ممتاز لإيصال الفكرة للأطراف الراغبة في فهم هذا الدور.

يتزايد الطلب على دور مدير المنتجات باستمرار. ففي سنة 2021، تحصل مديرو المنتجات حسب موقع Glassdoor على المرتبة الثالثة كأحسن وظيفة في الولايات المتحدة الأمريكية بدخل متوسط قدّر بـ 121,107 دولارًا أمريكيًا. وتعتمد معايير التصنيف التي استخدمها الموقع على قياس الدخل المتوقع، ودرجة الرضا الوظيفي الكلية، وعدد فرص العمل المتاحة، إذ نال دور مدير المنتجات علامةً منخفضةً في مجال الرضا الوظيفي، إلا أنه تمكن من حصاد المرتبة الثالثة ضمن أفضل الوظائف، وذلك من خلال تحقيق علامات ممتازة في مجالي متوسط الدخل وفرص العمل.

تنحدر إدارة المنتجات الحديثة من دور “رجال العلامة التجارية” الذين ظهروا خلال ثلاثينيات القرن الماضي لأول مرة في مذكرة لـ Neil McElory، وتمثل دورهم آنذاك في أن يكونوا المسؤولين الحصريين عن العلامة التجارية من مبيعات وتسويق وعلاقات مع العملاء، وبالتالي فإن دورهم كان أساسًا ضمان جودة المنتج. بالإضافة إلى ذلك، أسندت لرجال العلامة التجارية مسؤولية التعرف على الفرص، وعمل تحليل SWOT الرباعي الاستراتيجي، والاحتفاظ بالمستندات. ورغم أن هذه المهام لم تكن حرفيةً، إلا أن هذه المصطلحات قريبة جدًا من الدور المعاصر لمدير المنتجات الرقمية.

توجد العديد من المسارات الوظيفية التي يمكن اتباعها للوصول إلى وظيفة مدير المنتجات، ولعل أوضحها تحوّل المبرمجين ومطوري البرامج أو مديري المشاريع إلى إدارة المنتجات.

لقد دخل العديد من مديري المنتجات إلى هذا المجال صدفةً خلال مسيرتهم الوظيفية دون السعي المباشر له من خلال البحث عن عمل، كما أن كثيرًا منهم يبدؤون في وظيفة مختلفة في قسم مجاور لقسم إدارة المنتجات، مثل خدمة الزبائن أو مجال الأعمال أو التسويق أو العمليات أو الهندسة. يعرض الشكل الموالي تمثيلًا للمسار الوظيفي الممكن لمدير المنتجات.

الصورة 1- المسار الوظيفي لمدير المنتجات

زيادةً على ما سبق، يُعَد دور مدير المنتجات الرقمية المعاصر أحد أفضل الأدوار المستقلة عن البرمجة في مجال الصناعات التكنولوجية حسب موقع 80,000.org، أخذًا في الحسبان أن مجال التكنولوجيا هو أحد أكثر ميادين العمل جاذبيةً في عصرنا الحالي، فامتلاك مهارات التطوير هو ميزة إضافية لمدير المنتجات الرقمية، إلا أننا سنفصل أكثر في الأجزاء الأخرى من المقال حول ميادين المعارف، ففي النهاية، مدير المنتجات هنا مسؤول عن بناء وتطوير منتج رقمي ناجح، ويمكن أن يكون أداةً من أدوات برامج الحاسوب أو تطبيقات شبكة الإنترنت والهاتف الجوال أو غيرها من المنتجات المماثلة.

إحدى أهم الفروقات بين مديري المنتجات وغيرهم من محترفي التكنولوجيا هو أن مديري المنتجات غير مختصين في أي مجال، فهم بمثابة متوسطي ميدان في فريق كرة قدم، ومهمتهم هي التخطيط ووضع الاستراتيجيات والتواصل مع جميع الأطراف داخل فريق العمل، وقد تشمل مجالات تدخلهم المتعددة الهندسة، والتصميم، ونجاح العملاء، والمبيعات، والتسويق، والعمليات المالية، والشؤون القانونية، وغيرها.

لا يقرر مديرو المنتجات بالضرورة ما يجب إنتاجه، وذلك لأن بعض المنظمات تمتلك دورًا وظيفيًا تحت مسمى “مالك المنتج” لهذا النوع من المسؤولية، إلا أن اتباع منهج منظم للابتكار وضمان نجاح المنتج هو مسؤولية مدير المنتجات.

مدراء المنتجات وزملاؤهم في فرق العمل

يمكن أن تشمل أوجه تفاعل المعارف المتعددة لمديري المنتجات الرقمية المعاصرين فريق التصميم، والهندسة، والتطوير، وتحليل البيانات، والمبيعات، والتسويق، والمالية، والإدارة؛ وحتى الشؤون القانونية. ويتوقف عدد أوجه التفاعل هذه على نطاق المنتج، إذ يستطيع مدير المنتجات الممتاز الاستفادة من كل فرد في الفريق متعدد الوظائف، وحتى من موارد خارج الفريق للمساعدة في اتخاذ قرارات أفضل.

يجب أن يعمل مدير المنتجات وفريق التصميم معًا وعن قرب لأن تجربة المستخدم وواجهة المستخدم تمثلان جزءًا واسعًا من المنتج، واللذان يؤثر مباشرةً على جاذبيته، ومن المهم أن نفهم أن الهدف الوحيد لفريق التصميم هو ليس تجميل المنتج، ولكن أيضًا بناء أفضل تجربة ممكنة للمستخدم، وهنا تظهر الأهمية الخاصة لشخصية المستخدم، وفهم نقاط مشاكل المستخدمين، وتحديد حالات الاستخدام. ينبغي على مدير المنتجات وفريق التصميم طرح أسئلة صعبة للتأكد من أنهم يفهمون حوافز المستخدمين.

إذا كان على مدير المنتجات وفريق التصميم فهم ما يريده المستخدم، فإن كيفية تحقيق ذلك يعتمد في أغلبه على فريق الهندسة، وهنا يتمثل دور مدير المنتجات في توفير المعلومات القيّمة حول المستخدمين وحوافزهم، وحالات الاستخدام.

يستخدم فريق الهندسة هذه المعلومات في تطوير طرق التمثيل الأفضل وبناء الحل الضروري، وعرض البدائل المتاحة في نفس الوقت. ومن الجدير بالذكر هنا، أن مديري المنتجات ليس عليهم بالضرورة الاهتمام بالجداول الزمنية لتسليم المنتجات، إلا أنه لا يزال عليهم التواصل مع أصحاب المصلحة الآخرين لإدارة توقعاتهم، فالجدول الزمني لتسليم المنتجات هو في العادة من مسؤولية مدير المشروع.

تتمثل المسؤولية الأساسية لفريق المبيعات والتسويق في الجمع بين منتج سبق اختباره وسوق ملائم لهذا المنتج، إما لإدخال المنتج للسوق للمرة الأولى أو لدعم نموه في سوق يتواجد فيها مسبقًا، ويوفر مدير المنتجات لفريق التسويق شخصيات المستخدمين والسلوكات واقتراحات القيمة، ويُعَد التواصل المستمر مع أعضاء فريق العمل أحد أهم عوامل نجاح وصلابة هذا التفاعل.

من جهة أخرى وحسب توزيع الموارد وتوفرها، قد يتضمن فريق عمل المنتج مديرًا للمشروع وخبيرًا في البيانات، ويُعَد مديرو المشاريع موردًا هامًا يمكن الاعتماد عليهم عند التواصل حول تبعات المنتج، كما أنهم يساعدون في تسيير الجدول الزمني ونطاق عملية تطوير المنتج. وفي المقابل، يمكن لخبراء البيانات مثل المحللين أن يؤدوا دور واجهة قوية عندما تتوفر لهم معلومات كافية لصياغة فرضيات قوية، ويمكن بعد ذلك تحديد كيف وما هي البيانات التي ينبغي جمعها، واستخدام البيانات المجموعة لتحسين المنتج.

دراسة حالة طلب تقديم عروض افتراضي

اسم الشركة: ابق معنا

خلفية الشركة: ابق معنا هي شركة لحجوزات إقامات السفر عمرها 20 عامًا، وهي إحدى أولى الشركات التي تواجدت في السوق بمنصة رقمية للحجوزات تتيح للعملاء إيجاد إقامات متعددة لرحلاتهم وعطلهم.

تتمثل استراتيجية الشركة في عرض مجموعة واسعة من الإقامات أثناء السفر بما في ذلك الفنادق والأسرّة ووجبات الإفطار والمضيفين الأفراد، وتعمل الشركة حاليًا حصريًا في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، مع إمكانية توسيع الأعمال إلى أقاليم أخرى في الأفق. تمتلك الشركة حاليًا أكثر من 400 ألف تسجيل و8 ملايين مستخدم من كندا والولايات المتحدة الأمريكية.

يهدف طلب تقديم العروض هذا إلى توضيح حاجة الشركة إلى تطبيق خاص بالهواتف الجوالة لمستخدميها، إذ تعرف الشركة حاليًا نموًا سريعًا، كما أن العديد من المستثمرين قدموا أموالهم للشركة لزيادة نموها ودفعها إلى الأمام. زيادةً على ذلك، فإن الشركة وجدت من خلال استطلاعات الرأي وأشكال التواصل الأخرى مع المستخدمين أن تطبيقًا على الهاتف هو إحدى أكثر الأمور التي يطلبونها.

البنية الحالية للشركة

لدى الشركة حاليًا منصة حجوزات رقمية رائدة على شبكة الإنترنت يستعملها كل المستخدمين لحجز الإقامات أثناء سفرهم. واجهة الموقع الأمامية مبنية باستخدام JavaScript/React، أما الواجهة الخلفية فتعتمد على إطار عمل Ruby and the Rails، كما تستخدم الشركة برنامج إدارة قواعد البيانات MySQL في تسيير قواعد بيانات الموقع، وهي قاعدة بيانات علائقية، وتمثل هذه العناصر الثلاث المذكورة التقنيات الرئيسية لعمل الموقع؛ كما أن الشركة لا تخطط لأي تغيير في إطار العمل هذا على المدى المنظور (خلال الثلاث سنوات القادمة). من جهة أخرى، تشمل الأطراف الثالثة الموردة التي تتعامل معها الشركة كلًا من جوجل (للتحليل) والخدمات السحابية لأمازون، Twilio و Mixpanel و GitHub وأطراف أخرى.

ما تريده الشركة من طلب تقديم العروض

ترغب الشركة من خلال طلبها في تلقي عروض تتضمن على الأقل خارطة طريق للمنتج، وهيكل تقسيم العمل، وفهرس الحزمة، ودليل أولوية التطوير، والمخطط الهيكلي، كما ينبغي أن يتضمن التطبيق الهاتفي كل الوظائف الموجودة حاليًا على موقع الشركة على شبكة الإنترنت، ورغم المرونة الممكنة في في الميزات التي ينبغي أن يتضمنها التطبيق، إلا أنه يجب على العروض المقدمة أن تتضمن شروحات حول أي توصيات مقترحة.

الرد المقترح على طلب تقديم العروض الافتراضي

لا يستحسن في العادة أن تُعِد الردود على طلبات تقديم العروض منفردًا، إلا أن دراسات الحالة مثل هذه تُعَد فرصةً ممتازةً للتمرّن والتحضير لدراسات الحالة المستقبلية، سواءً كان ذلك لأغراض أكاديمية أو مهنية.

تتمثل أول خطوة في تحضير الرد على طلب تقديم العروض، في قراءة الطلب معمقًا وتصفية بعض المعلومات غير الضرورية، والتي لا ترتبط بالعمل المطلوب.

تشمل المعلومات المفيدة حول العملاء البنية الحالية لبرامج الحاسوب التي يستخدمونها ومجموعة التكنولوجيات المستخدمة والنطاق الي يمكنهم العمل فيه؛ بالإضافة إلى ما يريدون منك أن تبني لهم. ويمكن استخدام هذه المعلومات لتوليد المزيد من الأسئلة وطلب المزيد من الاجتماعات الاستقصائية مع العميل لجمع المعلومات حول متطلبات المشروع.

يلجأ العميل في بعض الأحيان إلى وكالات المنتجات الرقمية دون أن يمتلك فكرةً واضحةً عما يريده، كما يمكن أن تكون لديهم مجموعة من المتطلبات التي لا تتلاءم وفهم المهندسين والمبرمجين، إلا أنه يمكن النظر إلى هذه المتطلبات من وجهة نظر العميل والمستخدمين ومساعدة أعضاء فريق عمل المنتج الآخرين في تحقيق فهم أفضل باستخدام دراسات الحالة وقصص المستخدمين.

فيما يلي أربعة أهداف تهم العميل:

  1. يستطيع المستخدم البحث والحجز بسهولة.
  2. نظام المكافآت للتطبيق يوفر قيمة للمستخدمين.
  3. برنامج المكافآت يشجع على الولاء ويبقي على العملاء ويزيد من استخدام التطبيق.
  4. تقديم سهولة إضافية للمستخدمين من خلال توفير تطبيق هاتفي دون التأثير على الوظائف الموجودة حاليًا أو الإنقاص منها.

بعد تحديد أهداف مشروع العميل، ينبغي الانتقال إلى المتطلبات والتي تُعَد مهمةً بنفس القدر، وقد نتنج المتطلبات عن الشركة أو العميل، أو عن المستخدم أو نتيجة لأمور تقنية، كما يمكن التفكير في المتطلبات على أنها شروط ينبغي على المشروع تحقيقها أو العمل ضمن نطاقها.

فيما يلي المتطلبات الأولية المتعلقة بالمشروع الوارد في طلب تقديم العروض الافتراضي محل الدراسة في هذا المقال:

  1. يحدد العميل الأطراف الثالثة الموردة.
  2. مجموعة التكنولوجيات المقدمة يجب أن تتلاءم جيدًا وإطار العمل الموجود مسبقًا، وينبغي على إجراءات الأمان أن تكون في نفس مستوى الإجراءات الحالية على الأقل.
  3. ينبغي على التطبيق الهاتفي أن يلبي على الأقل أو يتجاوز إرشادات الوصول المنصوص عليها في مشروع A11Y.
  4. يحدد العميل برنامج التعاون ويسهل الاجتماعات بين جميع الموردين وفريق عمل المشروع.

بعد تحديد أهداف ومتطلبات المشروع، عادةً ما ننتقل إلى وضع اللمسات الأخيرة على نطاق منتج الحد الأدنى (Minimum Viable Product MVP)، والذي يُعَد المرحلة الأولى لإطلاق التطبيق، كما ستضاف أي تحسينات أو خصائص إلى عمليات الإطلاق المستقبلية أو المراحل اللاحقة. يساعد تحديد نطاق منتج الحد الأدنى في بناء منتج قادر على تقديم القيمة للمستخدمين فوريًا، وبالتالي زيادة جاذبيته، كما ينبغي أن يكون المنتج أيضًا قابلًا للاستخدام حتى يتمكن العملاء من تبرير عملية الدفع مقابل الحصول عليه.

يوضح الشكل الموالي مخرجات أخرى يمكن استعمالها للتواصل مع العميل ومساعدته على فهم رؤيتك للمنتج.

الصورة 2- دليل أولويات التطوير للتطبيق الهاتفي لشركة ابق معنا

تظهر الصورة 2 دليل أولوية التطوير للتطبيق الهاتفي لشركة “ابق معنا”، ودليل أولوية التطوير شبيه بالهيكل الشبكي الذي ينقل المعلومات حول تحديد المكونات التي تحتاج إلى الظهور في شاشة معينة، وعادةً ما يبدو الهيكل الشبكي شبيهًا جدًا بالمنتج النهائي. بالإضافة إلى ذلك، إحدى أهم منافع استخدام دليل أولوية التطوير هو أنه يتيح لكل الأطراف المتعاونة التركيز على هدف كل شاشة وكل تجربة.

عند النظر إلى الهياكل الشبكية، كثيرًا ما نميل إلى لتركيز على التفاصيل الفورية مثل نوع الخط المستعمل والحجم والشكل والنصوص الأخرى التي من الممكن أن تتغير لاحقًا، إلا أن دليل أولوية التطوير سيسمح لنا بالتركيز على تجربة المستخدم وضمان أن الشاشة التي نعمل عليها ستساعدنا في تحقيق أهدافنا.

الصورة 3- مخرجات التعاون للتطبيق الهاتفي لشركة ابق معنا

توضح الصورة 3 مجموعةً من ملصقات الملاحظات تتضمن أفكارًا وأسئلةً وافتراضات. تحتاج بعض الافتراضات إلى المناقشة في الاجتماعات أو الجلسات المستقبلية مع العميل من أجل معرفة المزيد من المعلومات. على سبيل المثال، يفترض فريق العمل في الرد الافتراضي أنه ينبغي إطلاق نسخة IOS من التطبيق خلال المرحلة الأولى بسبب ارتفاع الحصة السوقية لنظام التشغيل هذا في أمريكا الشمالية، وهذا مع الأخذ في الحسبان أيضًا أن مقر شركة العميل وعملياته تتمركز في أمريكا الشمالية، إلا أنه قد يكون لدى العميل أفكارًا أخرى في جعبته لم يعبر عنها خلال اللقاء الأول.

الصورة 4- مخرجات جلسة التعاون للتطبيق الهاتفي لشركة ابق معنا

يمثل الشكل 4 مخرجات عملية تحديد أولويات خصائص التطبيق، إذ أن العميل تقدم بطلب تقديم عروض مع قائمة من الخصائص التي يريدها، وينبغي على مقدمي العوض ترتيب أولويات هذه الخصائص وتصنيفها إلى مجموعات مختلفة. الخصائص التي يجب الحصول عليها ستدمج في منتج الحد الأدنى في المرحلة الأولى للإطلاق، وعادةً ما تكون هناك مساحة أكبر للمناورة بالنسبة للصنفين الآخرين من الأولويات. يستحسن في بعض الأحيان اقتراح خاصيات وتحسينات جديدة، ما يسمح بزيادة جاذبية استخدام التطبيق النهائي، ويعد العديد من الأشخاص إشعارات الدفع معيارًا للتحسين، إلا أنها ليست خاصيةً رئيسيةً يحتاجها العميل، لذلك قد تنتهي إشعارات الدفع في صنف “خصائص من الأفضل الحصول عليها” بعد بعض جلسات الاجتماعات حول المتطلبات مع العميل/ المستخدمين النهائيين.

من جهة أخرى، فإن استيثاق المستخدمين والترخيص جد هامة للعمل ،لأنها تحمي البيانات القيّمة، كما أن لدى العملاء مخاوف متعلقة بالأمان، إذ يمكن أن يقترح أحدهم أن المستخدمين لا يحتاجون إلى تسجيل الدخول أو التسجيل في الموقع لمشاهدة الحجوزات الحالية أو للحجز مادام لديهم رقم تأكيدي، إلا أن ذلك يعني أن أي أحد يستطيع رؤية معلومات حجوزات أي مستخدم إذا تحصل على رقمه التأكيدي بطريقة أو بأخرى.

سبب مهم آخر لإدخال خاصية استيثاق المستخدمين والترخيص في الإصدار الأول للتطبيق الهاتفي هو أن نظام المكافآت سيتوقف على سلامة هاتين الخطوتين، إذ يحتاج مستخدمو التطبيق إلى التسجيل للدخول في برنامج المكافآت، كما يحتاجون إلى تسجيل الدخول للوصول إلى معلومات حسابهم، والتي تتضمن فئة الولاء التي ينتمون إليها، وهو ما يتلاءم والمتطلبات التي وضعها العميل بخصوص تضمين برنامج المكافآت في منتج الحد الأدنى MVP.

بالنسبة للخصائص الأخرى مثل تعديل معلومات الحساب وطرق الدفع المفضلة وتعديل الحجوزات، يمكنها الانتظار إلى المراحل اللاحقة للإطلاق لإدراجها كما هو موضح في الصورة 4، وذلك لأن الموقع الإلكتروني الحالي للعميل يتيح هذه الخصائص، ويمكن تخصيص الموارد لبناء منتج حد أدني ممتاز دو تشتيت التركيز، رغم أن هذا سيسبب دون شك بعض الصعوبات لمستخدمي التطبيق الهاتفي، ولكن أحيانًا لا تسمح الميزانية المتاحة بمعالجة العديد من العناصر دفعة واحدة.

اعادة استثمار أرباحك في العمل
أهمية التمييز الإبداعي لعلامتك التجارية

Leave a Comment