بعد اتخاذ القرار بامتهان مهنة المساعد الافتراضي وصنع مستقبل مشرق، فقد تخطر بالبال مخاوف وأسئلة شائعة بين الناس، مثل “ماذا لو”، وذلك قبل خطوّ الخطوة الأولى في الطريق والالتزام به، وهي مخاوف وأسئلة قائمة لدى البعض حتى هذه اللحظة.
إن الانتقال من مرتبة الشك إلى مرتبة اليقين مثير ومحفّز، حيث يبدأ المرء بالتفكير بالاحتمالات والإمكانيات التي أمامه، مثل: السيطرة على الوقت والشؤون المالية، ومزاولة مهنة يعرف أنه سوف يستمتع بها على الدوام، ثم تلوح مشكلة أخرى في البال، فيسأل صاحبنا نفسه كيف سيعثر على عميله الأول ثم الذي يليه والذي يليه؟ إنّ الثقة الراسخة بالإمكانيات الضخمة للمرء على أساس مساعد افتراضي يُعَدّ عامل قوة مهم له، لكن المقلق هو أنه يوجد الكثير من المساعدين الافتراضيين الذين يعلّقون ويسيطر عليهم الخوف من المجهول ويشلُّ تقدمهم.
أول وأهم مهمة للمساعد افتراضي هي البحث عن مصادر للعملاء واستقطابهم
يجب تركيز الجهود بصورة أساسية على تقصّي العملاء إلى حين الخروج بلائحة كاملة (أو أكثر)، وعلى استقطاب العملاء، بحيث يحصل على الحصة الأكبر من الوقت بعد تقديم الخدمات.
- التفكير الصحيح والثقة بإمكانية العثور على من يدفعون مقابل خدمات المساعد الافتراضي، وبأن المرء سوف يجدهم. فهناك الكثير من الأعمال التي لها احتياجات مختلفة، ويوظف أصحابها من يلبي لهم تلك الاحتياجات باستمرار.
- يحتاج المساعد الافتراضي كذلك إلى نظام لجمع العملاء لتولّي عملية إيجاد العملاء وإصابة عمل لديهم بأسهل الطرائق.
يزودك هذا المقال بخلاصة تلك الرحلة، وهي رحلة العثور على عملاء وبناء عمل مستدام وطويل الأمد وقابل للتوسع.
كيفية إيجاد أصحاب أعمال بحاجة إلى مساعد افتراضي
يجب إيجاد العملاء قبل محاولة إصابة عمل لديهم، وليس أي عملاء من هؤلاء العملاء التقليديين، فالمراحل الأولى من العمل هي مراحل استكشاف الخدمات التي يستمتع بتقديمها المساعد الافتراضي ويجيدها، بالإضافة إلى نوعية العملاء الذين يناسبونه، كما لا ينسى المساعد الافتراضي أنّ إنجازه لعمله يجب أن يكون بتخطيطه هو، وهذا يعني أن يملك نفسه فيما يفعله وفي اختيار من يعمل معه. ويتضمن جزء من ذلك الاستكشاف ما يُعرَف بتجربة الأشياء، فتأسيس عمل مثل مساعد افتراضي شأنه شأن أيّ عمل آخر، إذ يقتضي تراكم الخبرات والمعلومات، واتخاذ القرارات بناءً عليها؛ أما فيما يخص عمل لائحة بالعملاء، فهذا يترجم نفسه في الأغلب إلى عملية قبول العملاء والأعمال التي قد يحبها، وقد لا يحبها المساعد الافتراضي. ومن المهم أن يكون العمل بعقلية منفتحة وعدم الجمود، إذ عليك بالمرونة، وتبني فرص تجربة أشياء جديدة وتعلمها.
نعود الآن إلى السؤال المُلح: كيف نجد عميلنا الأول؟ وأول خطوة هي تقصي العملاء.
الفرص في كل مكان
قد يبدو هذا غريبًا، إلا أنه توجد الكثير من الاستراتيجيات المختلفة لكسب العملاء المحتملين، وأهم ما يجب وضعه في الحسبان، هو أنّ الفرص حرفيًا في كل مكان، ولهذا يكفي النظر إلى العالم بعين الواثق بقيمة خدماته، وإن لم يكن المرء واثقًا بهذا بعد، فلا بأس، إذ سيجد المساعد الافتراضي نفسه في أغلب الأوقات يطوّر نفسه ويراكم الخبرات حتى لو كان ذلك يعني ممارسة عمله بينه وبين نفسه، أو للأصدقاء والعائلة.
شبكة المعارف الحاضرة
يُلاحَظ أنّ الكثير من المساعدين الافتراضيين يبدأون بالبحث عن عملاء بين معارفهم الذين يعرفونهم مسبقًا. لكن لا يعني هذا أن يطلب الواحد منا العمل عند كل أصدقائه وعائلته فهذا غير لائق، بل يعني التماس الأفراد المناسبين لاِعلامهم بشأن عمله الجديد. حيث إذا لم يحتج أي منهم إلى هذه الخدمات، فقد يعرفون من يحتاجها، لذا فلا ضير إذًا في أن يطلب المساعد الافتراضي من شخص أن يذكره للغير، خصوصًا إن تعاملنا مع الأمر على أنه محادثة لا أكثر، أي مجرد محادثة يتشارك فيها الطرفان الاهتمام بالتساوي، و الاستماع للآخر، والتواصل معه.
يمكن استخدام استراتيجية إقناع بسيطة لكن فعالة، وتشمل تحديد 5-10 أشخاص للتواصل معهم، وكتابة مسودّة بريد إلكتروني للتواصل معهم مباشرةً، وطلب ترشيحهم لمن قد يحتاج خدماتك. تُعَدّ هذه الاستراتيجية غير معقّدة بالضرورة، إلا أنها قد تكون ممتازةً في العثور على عملاء ملائمين.
شبكة المعارف الحاضرة نقطة بداية جيدة، لكن لا تحصر نفسك فيها، فنظام كسب العملاء المذكور أعلاه يحتاج أكثر من ذلك.
إيجاد الأشخاص المناسبين
أول خطوة لإيجاد العملاء الجيدين عند بدء الانخراط في السوق، هي تحديد نوع العملاء الذي يريد المساعد الافتراضي العمل معهم، وهنا يجب على على المساعد الافتراضي أن يسأل نفسه من هم العملاء المثاليون بالنسبة له؟ أو ما هو سوقه المستهدف؟
ستساعد معرفة ذلك في تركيز الجهود على إيجاد عملاء من نوعية ما، بدلًا من ضرب ضربات حظ عشوائية آملين أن تنجح إحداها، ويمكن طرح هذه الأسئلة:
- أين أماكن تواجدهم على الإنترنت؟
- ما نوع الخدمات أو المنتجات التي يقدّمونها؟
- ما نوع الخدمات التي يحتاجونها؟
أماكن لتقصي العملاء
بعد تحديد الأشخاص الذين يريد المساعد الافتراضي العمل معهم، يأتي دور معرفة كيفية إيجادهم. لقد ذكرنا أنّ الفرص متواجدة في كل مكان حرفيًا، وذلك صحيح، وها هي بعض الأماكن التي يمكن العثور على الأعمال فيها.
- مواقع التواصل الاجتماعي: مكان يُصيب فيه المساعدون الافتراضيون أول عملائهم، والمهم هنا هو الحضور المتميز (تقديم المساعد الافتراضي نفسه باحترافية)، بحيث يغطّي المساعد الافتراضي معظم شبكات التواصل الاجتماعي لإيجاد العملاء، ويُعَدّ موقع لينكد إن مثالًا على المكان الذي يتواصل فيه المحترفون بهدف تكوين شبكة تواصل، ومزاولة أعمالهم. فاستخدام لينكد إن إذًا أمر بديهي لإيجاد فرص لتسويق الخدمات.
- جلسات تكوين شبكات تواصل الافتراضية أو الواقعية: لقد استجابت الكثير من مجموعات تكوين شبكات التواصل الاحترافية للاستعانة بالإنترنت، وهناك الكثير من الفرص للتواصل مع محترفين آخرين والتعلم عن عملهم.
- المواقع الوسيطة ومواقع العمل الحر ذات الأعمال المتنوعة: لا يُعَدّ هذا الاقتراح الأفضل بالنسبة لإيجاد العملاء، إلا أنّ الكثير من المساعدين الافتراضيين يستعينون بمواقع، مثل: مستقل، ويجب الانتباه إلى أنه في مثل هذه المواقع تذهب حصة من الأجر للموقع الوسيط أو موقع العمل الحر،وبالتالي قد يكون الأجر أقل من الذي تحصل عليه من جلب العملاء بنفسك.
- الجمهور القريب: يمر أغلبنا طوال الوقت بأعمال قد تحتاج إلى خدماتنا، فيُنصَح بفتح العيون على الفرص، والانتباه لها، وجعل الغاية من التواصل مع أصحاب الأعمال في جمهورنا القريب أو أيّ جمهور آخر هي خدمتهم.
- جوجل: بعد معرفة من هم الأشخاص الذين نرغب بالتواصل معهم، يمكن الاستعانة بجوجل للعثور على الكثير من الفرص. ونؤكد هنا على ضرورة التخصيص في البحث عند الاستعانة بهذه الاستراتيجية لتجنب التجول الذي لا ينتهي على الإنترنت.
كيفية إيجاد العملاء للكاتبين المستقلين
قد يدخل أحدنا عالم العمل الحر الرائع هذا على أساس كاتب مستقبل، أو مساعد افتراضي، ساعيًا إلى تقديم خدمات كتابة، وعند محاولة إيجاد عملاء للكاتبين المستقلين، هناك بعض الاستراتيجيات المحددة لاتباعها، فكما هو الحال في عمل المساعد الافتراضي، يريد الجميع بطبيعة الحال عملاءً مستعدين لدفع أجور عالية بدلًا من أي عملاء تقليديين.
عند محاولة كسب عملاء الكتابة الجيدين، سيتربع التخصص على العرش، إذ هناك الكثير من تخصصات الكتابة، مثل: أعمال المنفعة المتبادلة، وحقوق الطبع، والنشر، ودراسة الحالة، وغيرها من الأمثلة. وكلما أمكن تضييق دائرة التخصص، زاد الأجر الذي يستطيع الكاتب طلبه مقابل خدماته.
يُعَدّ إنشاء موقع مخصص للخدمات الكتابية فكرةً جيدة، حيث أنّ إنشاء موقع للكاتب هو طريقة ممتازة لإضفاء صفة رسمية على الكاتب مثل محترف ولإظهار جودة كتابته، وتُعَدّ منصة مستقل مكانًا جيدًا للعثور على عملاء كتابة، إذ يدفع العملاء الكثير مقابل المقالات في تلك المنصة، كما أنّ بناء ملف أعمال فيها سهل ومباشر.
ينبغي تذكُّر أنّ الطريق طويل، مما يعني أنّ المرء لن يجد عملاءً هناك على الفور على الأغلب (مع أن ذلك قد يقع)، بل إنّ ما يحكم هو جودة العمل والملف الشخصي، ويمكن تطبيق نفس استراتيجيات كسب عملاء المساعدين الافتراضيين لإيجاد عملاء للكاتبين المستقلين، إذ تحتاج الكثير من الأعمال إلى الخدمات الكتابية، وهناك فرص هائلة للكاتبين المستقلين، والمساعدين الافتراضيين لتقديم خدمات كتابية.
نمط التفكير عند البحث عن العملاء
عند البدء بالبحث عن العملاء الأوائل، من المهم تذكُّر الحاجة إلى الظهور، إذ لن يأتي العملاء للبحث عن المبتدئين (المبتدئين حاليًا)، وإن لم يبحث عنهم المبتدئون فلن يحصلوا على أي عملاء. يعاني الكثير من المساعدين الافتراضيين الجدد من “عقدة المحتال”، حيث يخشون من أنهم غير أكفاء للعمل وأنّ الناس سيكتشفون ذلك.
ينبغي معرفة أنّ الجميع لديهم مهارة واحدة على الأقل، بحيث تترجم هذه المهارة نفسها إلى خدمة أو عرض. وفي الواقع، يبدأ الجميع ورصيد خبرته في المساعدة الافتراضية صفر، بينما أنت تملك خبرات ومهارات، بل وربما تدربت على كيفية دعم الأعمال بخدماتك، كما أنه لا يوجد هناك من يحمل مسطرةً ليطلق أحكامًا تعسفيةً حول ما إذا كان الناس يعرفون كيف يؤدّون عملهم أو لا، ويتطلب الأمر الخروج من منطقة الراحة والعمل بواقعية، والأهم من كل ذلك الثقة بقيمة الخدمة.
الانضباط ضرورة
يُعَدّ الاتساق والانضباط أمران أساسيان في التسويق للعملاء بنظام كسب العملاء المضبوط، فالمسألة مسألة أرقام، حيث كلما زاد عدد العروض، زادت فرص إصابة عمل لدى عميل. لهذا يجب إذًا وضع عدد محدد من العروض التي تُرسَل يوميًا أو أسبوعيًا والالتزام به، وعند المحافظة على الانضباط، فستؤتي جهود العروض ثمارها ويقترب وقت حصادها.
يجب تذكُّر أن النتائج قد لا تظهر مباشرةً، كما قد يرد العملاء بعد أسابيع أو شهور وحتى سنين، فهناك قصص عن عملاء ردوا بعد سنتين، ولكن هذا لا يعني أنّ الأمر سيأخذ قرونًا. إذ يحدث كثيرًا في المقابل أن يصيب المساعدون الافتراضيون عملًا من أول عرض، وهذا ممكن. على أي حال، إن توفَّر الانضباط ولم تظهر النتائج، فيجب مراجعة العروض وتغيير الطريقة التي تتم بها، وقد يساعد في هذا، الاستفهام من العملاء الذين رَفضوا، أو اللجوء لصديق موثوق. لا بد من تذكُّر أن هذه الرحلة بأكملها هي درس وعملية تعليمية، وأنّ جميع الجهود حتى “الصغيرة” منها، تخدم الهدف النهائي المتمثل في النجاح.
الآن وبعد استعراضنا لبعض الأفكار حول كيفية العثور على العملاء، يأتي دور التعرف على بعض من أفضل الممارسات عند تقديم العروض.
كيفية كتابة عروض تقنع العميل
قد يكون تقديم العروض للعملاء مُرهبًا في البداية لكن هذا الشعور لا يوافق الواقع بالضرورة، فتقديم العروض هو الفرصة الأولى للمساعد الافتراضي لئلا يبقى مختبئًا خلف الشاشة ويتواصل مباشرةً مع أصحاب الأعمال، وحين بدء تقديم العروض يصبح الأمر أسهل مع الوقت، بل وقد يصبح يكون ممتعًا، فهو فرصة لتقديم الذات باحترافية والتواصل مع الآخرين، وعندما تبدأ آثاره بالظهور، فسيجد المرء نفسه حيويًا أكثر في العمل، بحيث يزداد شعوره بقيمة جهوده، وهذا أمر مضمون.
سيسهل استعمال هذه الاستراتيجيات بانضباط الحصول على الأعمال التي يفضلها المساعد الافتراضي في أقصر وقت ممكن.
وضع استراتيجية بعيدة الأمد لتقديم العروض للعملاء
هناك بضعة طرائق لصياغة العروض للعملاء، وأولها اتباع أسلوب “تقربي”، ما يعني بالتحديد، رصد فرصة عبر أحد المصادر المذكورة في القسم السابق (أو أي مصادر أخرى)، من أجل التواصل المبدئي، وبناء علاقة مع العميل.
قد تبدو هذه طريقةً تستغرق وقتًا طويلًا، إلا أنها مؤثِّرة وفعالة، حيث تتمثل في رصد الفرصة والبدء بمحادثة عبر الرد على بريد إلكتروني من أحد نتابعه، أو التفاعل على أحد منشورات مواقع التواصل الاجتماعي من شركة أو علامة تجارية نرغب بالعمل معها.
عند الظهور على رادار أحدهم، يمكن التواصل معهم والتعرف أكثر على عملهم، واحتياجاتهم المحتملة، وتقديم العروض لهم بالطبع. لكن لا يجب أن تستمر هذه الطريقة لوقت طويل كما يبدو، وإن أُسِّس لهذه الاتصالات بانضباط، فستتزايد الفرص. وتُعَدّ هذه الطريقة بمثابة زرع البذور التي يُجنَى من بعدها محصول من العملاء الرائعين إن التُزِم بها.
التواصل الصادق لفتح الطرق أمام الفرص المستقبلية
يتمثل جوهر عملية تكوين شبكات التواصل في عدم النظر إلى العلاقة مع العميل المحتمل بعين من يبحث عن العمل، بل بالتواصل الصادق. وإن لم يكن صاحب العمل الذي يُتواصل معه بحاجة لخدماتنا حاليًا، فقد تتمخض التجربة معهم عن اكتشاف شخص آخر يعرفونه بحاجة إليها.
تُعَدّ رؤية الفرصة والوثب إليها أحد طرائق التسويق الأخرى، فإن كان هناك شخص يبحث بنشاط عن مساعدة أو أعلن عن مواجهته لمصاعب في عمله، فلا وقت للتريث، لأن هذه فرصة ذهبية للتقدم وتقديم المساعدة لهؤلاء الأشخاص الموجودين حتمًا، سواءً طلبوا هم من يساعدهم في ذلك مثل وظيفة، أو استجبت بنفسك لأحد أصحاب الأعمال الذي يشكون على مواقع التواصل الاجتماعي، أو في الرسائل الإلكترونية من كثرة العمل والضغط.
الفرص الساخنة والفرص الباردة
يُطلَق على أصحاب الأعمال الذين يبحثون بجدّ عن المساعدة “فرصًا ساخنة”، بينما يُطلَق على التقرب من أحد قد لا يدرك بعد حاجته للمساعدة (إنما المساعد الافتراضي من قرر ذلك) تسمية “فرصة باردة”.
يمكن لمحاولة استغلال فرصة ساخنة أن تكون أسهل، إذ أنّ أصحاب العمل يبحثون فيها عن العمل مسبقًا، لكن الصعوبة فيها تكمن في المنافسة الشديدة عليها؛ بينما لمحاولة استغلال فرصة باردة فوائد، من بينها أنها متوفّرة بأعداد لا حصر لها، كما أنّ المنافسة عليها شبه معدومة غالبًا، إلى جانب قدرة الشخص على اللمعان في استغلال فرصة باردة، من خلال الإشارة إلى المساعدات الممكنة التي يمكنه تقديمها لم يكن ليدركها أصحاب العمل لولاه.
تتبع العملاء المحتملين
لا يُقصد بهذا التجسس عليهم -ليس مباشرةً على الأقل-، فعند التقرب إلى أصحاب العمل، فمن المهم التأني في عمل بعض الحسابات ومعرفتهم، وهذا ممكن بفعل أشياء بسيطة، مثل: قضاء بعض الوقت على موقعهم الإلكتروني، وحساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى يكتسب العرض المقدَّم لهم بعدًا شخصيًا عبر المراقبة، والتعليق لديهم، والظهور بين الآخرين. وتُعَدّ هذه فرصةً للاستفادة من التفاصيل التي جُمعت عن العملاء المحتملين ومن احتياجاتهم التي تم رصدها لجعل رفض عرضك أمرًا مستحيلًا.
التسويق عبر البريد الإلكتروني
يُعَدّ استعمال البريد الإلكتروني طريقةً تقليديةً للتسويق للعملاء المحتملين، وقد تشمل رسالته مقطع فيديو قصيرًا ومصورًا خصيصًا من أجلهم، لتعريف أنفسنا وتقديم خدماتنا.
نصيحة خبير: استعمال مقاطع الفيديو في التسويق وسيلة جدُّ فعالة، فهي من طرائق ترسيخ العلاقة مع العميل فورًا وجعله يعرف المساعد الافتراضي ويثق به ويحبه، وهي عوامل مهمة بالنسبة لأصحاب الأعمال عندما يفكرون بتوظيف أحد ما في عملهم.
قد يُسوّق المرء نفسه في بعض الحالات عبر تعبئة استمارة، أو طلب عبر موقع صاحب العمل، لكن هذا المقال يركز لأسبابه على التسويق عبر البريد الإلكتروني، بالصياغة الجيدة لجلب العملاء المثاليين المرغوبين. وينبغي الإشارة إلى أنّ أصحاب الأعمال مشغولون، ويتلقّون في كثير من الأوقات الكثير من رسائل البريد الإلكتروني بصورة مستمرة، فمن المهم إذًا عند محاولة جلب العملاء صياغة العروض صياغةً لافتة.
كيفية تسويق الخدمات للعملاء
فيما يلي سبع نقاط توضح كيفية تسويق الخدمات للعملاء:
- اختيار عنوان جيد للبريد الإلكتروني: بحيث سيلاحظ المتلقي الرسالة من عنوانها وبالتالي يفتحها، كما يجب استخدام عنوان ملفت مع الحفاظ على الاحترافية، ومع اكسابه بعدًا شخصيًا قدر الإمكان. مثال: “مرحبًا [فلان] يمكننا أن نشكل فريقًا رائعًا!”
- شخصنة الرسالة قدر الإمكان: أفضل الحالات هي التي يُرسَل فيها البريد الإلكتروني مباشرةً إلى صاحب العمل/ أو متخذي قرارات آخرين رُصِدوا في مجال العمل الذي يُسوَّق فيه، فاحتمال أن يتلقى الشخص الرسالة التي تحتوي على اسمه الأول ويستجيب لها، أكبر بكثير من الرسالة التي تحتوي على اسم الشركة. علمًا أنه ليس ممكنًا دائمًا الإحاطة باسم العميل المحتمَل، ولهذا يجب أخذ هذا في الحسبان لكن لا بأس في ذلك، إذ يمكن إرسال الرسالة دونه.
- الاقتضاب والاحترافية: يُنصح بالاقتضاب في الرسالة التسويقية دون إطالة، فلا أحد يملك الوقت الكافي (ولا الرغبة) في قراءة رسائل بريد إلكتروني طويلة، ويفضِّل الناس الدخول إلى صلب الموضوع مباشرةً، كما أنّ للرسائل المقتضبة أثر أفضل في نفوسهم. كما يجب أن تكون اللغة جذابةً ومحترفة، وأن تُظهر شخصيتك. ويجب عليك تذكُّر أنّ العرض هو الفرصة الأولى لتقديم الشخص نفسه على أساس شخص محترف، فلا يكفي لأصحاب الأعمال أن يتواصلوا مع أشخاص بل من المهم أيضًا أن يقدِّم هؤلاء أنفسهم على أساس محترفين.
- جعل الرسالة متمحورةً حولهم: وحول كيفية مساعدتهم، إذ يُعجَب أصحاب الأعمال بمن يهتمون بالنقاط التي تشكل مشكلات بالنسبة لهم، وينظرون إليها بعين من يريد المساعدة. بحيث يريدون السماع عن مهارات المساعد الافتراضي، وخدماته التي تناسب احتياجاتهم، وليس أن يسمعوه يطيل بالحديث عن نفسه.
- الثقة بالنفس: فهي تمنح المساعد الافتراضي زمام السيطرة على عمله، وتؤثِّر تأثيرًا عميقًا في أصحاب الأعمال. قد يتردد البعض في إشراك بعض الأشخاص الجدد في عملهم خصوصًا في حال كانوا معتادين على العمل لوحدهم، أو لم يعملوا مع مساعد افتراضي سابقًا. لهذا فثقة المساعد الافتراضي بقدرته على مساعدة صاحب العمل، ستساعد في تخفيف أي توتُّر، وستوصل لأصحاب العمل رسالةً مفادُها أنّ الشخص الذي أمامهم محترف حقيقي يجيد عمله.
- الالتزام بالتعليمات: سيضع بعض أصحاب الأعمال الذين يبادرون في طلب المساعدة (الفرص الساخنة سابقة الذكر) تعليمات واضحة حول الطريقة التي يريدون أن يتواصل المساعد الافتراضي بها معهم، وقد يكون ذلك باستخدام عناوين محدَّدة لرسائل البريد الإلكتروني، وتقديم معلومات محددة، أو غيرهما. ونكرر أنّ هذه هي الفرصة الأولى للمساعد الافتراضي في تقديم نفسه على أساس محترف بارع، لهذا يجب إذًا الالتزام بهذه التعليمات واتباعها بدقة.
- إرشاد العملاء المحتمَلين بذكر الخطوة التي يجب عليهم فعلها في عرضك في حال كانوا مهتمين بالتواصل معك، والعبرة هنا هي تسهيل تفاعل العميل مع المساعد الافتراضي (وتسهيل العمل معه مستقبلًا كذلك)، وجعل ذلك عمليةً سلسةً قدر المستطاع، إذ يجب أن يتضمّن العرض ما يجب أن يفعلوه لخطوّ الخطوة التالية، مثل: تذكر الرسالة “اضغط على زرّ الرد لإكمال المحادثة”، أو “ها هو رابط لجدول أعمالي لنحدد موعدًا للحديث عن العمل والبحث فيه.”
ويُنصح بصياغة بعض قوالب الرسائل التي يمكن تعديلها وشخصنتها حسب نوع العرض، إذ يُجنِّب هذا عناء التفكير برسالة أخرى عند كتابة كل عرض (والعروض كثيرة)، كما يسيِّر عملية إرسال العروض بسلاسة.
التسويق لخدمات الكتابة
ينبغي تضمين عرض خدمة الكتابة عينات كتابية، مثل: ملف PDF، أو رابط إلى موقع الكاتب، أو مدونته؛ ويجب الإنتباه إلى أنّ الرسالة ذاتها هي عينة تفصحِ عن كتابة مرسلها، لهذا فلابد من الاعتناء بقواعد اللغة، والترقيم، وسهولة قراءة النص.
كيفية متابعة العميل بعد إرسال العرض إليه
تُعَدّ محاولة الحصول على عملاء بعروض ممتازة ملحوظة دون متابعتهم، مضيعةً للوقت في أغلب الأحوال. فأصحاب الأعمال مشغولون كما ذكرنا،وقد لا يردون على الرسالة الأولى لأسباب لا تُعَد ولا تحصى.
المتابعة برسائل البريد الإلكتروني
تدل المتابعة، على الجدية في العمل مع العميل المحتمَل، وهي ليست إزعاجًا لهم أو اشغالًا لصندوق بريدهم الوارد، إذ ينبغي تذكّر أن 80% من المبيعات تتم من الرسالة الخامسة وحتى الثانية عشرة.
على رسائل المتابعة أن تكون مقتضبةً وفي صلب الموضوع، شأنها شأن الرسالة الأولى، كما ينبغي تذكير الشخص بالرسالة الأولى، وتاريخها حتى يسهل عليهم إيجادها. ولا يُنصح بإعادة إرسال الرسالة الأولى بل تذكير صاحب العمل باختصار وشرح رؤيتك في مساعدتهم.
التواصل معهم عبر رسائل مواقع التواصل الاجتماعي
يمكن أيضًا متابعة العملاء المحتَملين بالتواصل معهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ونكرر أنّ التنويع بين الطرائق يُعَدّ ممتازًا لإظهار الإصرار والجدية في العمل، كما ينبغي تذكّر أنّ الإصرار مختلف عن الإزعاج، وأنّ أغلب أصحاب الأعمال يقدِّرون من يبقون حولهم ويتابعونهم، ويوجد عدد لا حصر له من الحالات التي أصاب فيها مساعدون افتراضيون عملًا عبر المتابعة، بل لأنهم الوحيدون الذين اعتنوا بالمتابعة في بعضها.
قدر المتابعة وكيفيتها
تقضي القاعدة العامة بأن تكون المتابعة لأول مرة بعد 7-10 أيام بعد العرض الأول، وأن يكون التواصل عند المتابعة سريعًا وبسيطًا وعامًا. والوتيرة التي يُنصح بها بعد ذلك، هي مرة في الأسبوع لمدة أسبوعين، ثم كل بضعة أسابيع لمدة شهر، ثم مرةً في الشهر، إلى أن يصبح مجموع رسائل المتابعة عشرًا. قد تبدو هذه فترةً طويلة، إلا أنها تستحق العناء. ويمكن إشاحة الوجه عن أيّ مخاوف من “إزعاج” أحدهم، طالما أنّ الرسائل قصيرةً، وفي صلب الموضوع، واحترافية.
تُعَدّ المتابعة أحد معايير الأعمال، حيث يقدرها معظم أصحاب الأعمال ويتفهمونها، لكن قد تؤدي زيادة عدد رسائل المتابعة إلى حدّ معين، إلى صعوبة إدارتها، ولذا يجب التخطيط للرسائل ووضع ملاحظات لتسهيل إدارتها، فالمتابعة بحق “سلاح سري” في التسويق، وكسب العملاء.
أسواق مواقع التواصل الاجتماعي
يمكن لمن يسوِّق خدمات كتابية أن يخطو خطوةً كبيرةً بتقديم عرض إلى مجلة، أو جهة مهمة تنشر المحتوى على الإنترنت، وليس غريبًا أن ينضم بعض الكتبة الجدد ذوي المهارة إلى جهات كبيرة من ذوات المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي منذ بداية مسيرتهم المهنية، فهذا هو التسويق، إن لم يسأل ستكون الإجابة دائمًا “لا”.
تُعَدّ جينا هوركي مثالًا على شخصية ناجحة استعملت هذه الطريقة، حيث نشر موقع Huffington Post كتاباتها في بداية مسيرتها على أساس كتابة مستقلة، حيث كانت تجربةً رائعةً أضفت عليها الموثوقية مثل كاتبة ماهرة، وأصبحت مرجعًا لها عند التسويق لنفسها لدى عملاء الكتابة.
الانطلاق وإيجاد العميل الأول
إن أهم جزء في عملية التسويق هو مواجهة الواقع والبدء بالعمل، حيث سيصبح الأمر أسهل مع الممارسة، كما ستزيد الثقة بالنفس مع ازدياد الانضباط في وتيرة العمل، وتُعَدّ الخطوة الأولى في الأغلب هي الأصعب والأكثر إخافةً، لكن الأمر فعلًا يسهل مع الوقت.
باختصار: استخدام الاستراتيجيات المستعرضة في المقال، مع الانضباط، والمتابعة بكل تأكيد، والأهم من ذلك كله عدم الاستسلام.
يتوقع بعض المساعدين الافتراضيين الجدد حصولهم على عمل من أول بضعة عروض لهم، لتنكسر عزيمتهم لأنهم لم يروا نتائج عاجلة. صحيح أنّ الحصول على عمل من أول محاولة يحصل أحيانًا، إلا أن تقديم العروض يجب أن يجري في عروق المساعد الافتراضي مثل الدم، كما أنّ الالتزام به ضرورة.
في حال مواجهة مشكلات في جلب العملاء والتسويق لهم، يُنصح بتطوير المهارات بالتدريب، ويمكن الاستعانة بجمهور المساعدين الافتراضيين. وتقتضي الجدية في العمل الحر، استغلال الوقت في التعمق فيه وتعلم المزيد عنه والإقبال على جمهوره ليدعموك ويصححوا أخطائك ويغذّوك بآرائهم مباشرةً عبر التدريب، وكل ذلك يستحق أن يستثمره المرء.
بعد اتخاذ القرار بامتهان مهنة المساعد الافتراضي وصنع مستقبل مشرق، فقد تخطر بالبال مخاوف وأسئلة شائعة بين الناس، مثل “ماذا لو”، وذلك قبل خطوّ الخطوة الأولى في الطريق والالتزام به، وهي مخاوف وأسئلة قائمة لدى البعض حتى هذه اللحظة.
إن الانتقال من مرتبة الشك إلى مرتبة اليقين مثير ومحفّز، حيث يبدأ المرء بالتفكير بالاحتمالات والإمكانيات التي أمامه، مثل: السيطرة على الوقت والشؤون المالية، ومزاولة مهنة يعرف أنه سوف يستمتع بها على الدوام، ثم تلوح مشكلة أخرى في البال، فيسأل صاحبنا نفسه كيف سيعثر على عميله الأول ثم الذي يليه والذي يليه؟ إنّ الثقة الراسخة بالإمكانيات الضخمة للمرء على أساس مساعد افتراضي يُعَدّ عامل قوة مهم له، لكن المقلق هو أنه يوجد الكثير من المساعدين الافتراضيين الذين يعلّقون ويسيطر عليهم الخوف من المجهول ويشلُّ تقدمهم.
أول وأهم مهمة للمساعد افتراضي هي البحث عن مصادر للعملاء واستقطابهم
يجب تركيز الجهود بصورة أساسية على تقصّي العملاء إلى حين الخروج بلائحة كاملة (أو أكثر)، وعلى استقطاب العملاء، بحيث يحصل على الحصة الأكبر من الوقت بعد تقديم الخدمات.
يزودك هذا المقال بخلاصة تلك الرحلة، وهي رحلة العثور على عملاء وبناء عمل مستدام وطويل الأمد وقابل للتوسع.
كيفية إيجاد أصحاب أعمال بحاجة إلى مساعد افتراضي
يجب إيجاد العملاء قبل محاولة إصابة عمل لديهم، وليس أي عملاء من هؤلاء العملاء التقليديين، فالمراحل الأولى من العمل هي مراحل استكشاف الخدمات التي يستمتع بتقديمها المساعد الافتراضي ويجيدها، بالإضافة إلى نوعية العملاء الذين يناسبونه، كما لا ينسى المساعد الافتراضي أنّ إنجازه لعمله يجب أن يكون بتخطيطه هو، وهذا يعني أن يملك نفسه فيما يفعله وفي اختيار من يعمل معه. ويتضمن جزء من ذلك الاستكشاف ما يُعرَف بتجربة الأشياء، فتأسيس عمل مثل مساعد افتراضي شأنه شأن أيّ عمل آخر، إذ يقتضي تراكم الخبرات والمعلومات، واتخاذ القرارات بناءً عليها؛ أما فيما يخص عمل لائحة بالعملاء، فهذا يترجم نفسه في الأغلب إلى عملية قبول العملاء والأعمال التي قد يحبها، وقد لا يحبها المساعد الافتراضي. ومن المهم أن يكون العمل بعقلية منفتحة وعدم الجمود، إذ عليك بالمرونة، وتبني فرص تجربة أشياء جديدة وتعلمها.
نعود الآن إلى السؤال المُلح: كيف نجد عميلنا الأول؟ وأول خطوة هي تقصي العملاء.
الفرص في كل مكان
قد يبدو هذا غريبًا، إلا أنه توجد الكثير من الاستراتيجيات المختلفة لكسب العملاء المحتملين، وأهم ما يجب وضعه في الحسبان، هو أنّ الفرص حرفيًا في كل مكان، ولهذا يكفي النظر إلى العالم بعين الواثق بقيمة خدماته، وإن لم يكن المرء واثقًا بهذا بعد، فلا بأس، إذ سيجد المساعد الافتراضي نفسه في أغلب الأوقات يطوّر نفسه ويراكم الخبرات حتى لو كان ذلك يعني ممارسة عمله بينه وبين نفسه، أو للأصدقاء والعائلة.
شبكة المعارف الحاضرة
يُلاحَظ أنّ الكثير من المساعدين الافتراضيين يبدأون بالبحث عن عملاء بين معارفهم الذين يعرفونهم مسبقًا. لكن لا يعني هذا أن يطلب الواحد منا العمل عند كل أصدقائه وعائلته فهذا غير لائق، بل يعني التماس الأفراد المناسبين لاِعلامهم بشأن عمله الجديد. حيث إذا لم يحتج أي منهم إلى هذه الخدمات، فقد يعرفون من يحتاجها، لذا فلا ضير إذًا في أن يطلب المساعد الافتراضي من شخص أن يذكره للغير، خصوصًا إن تعاملنا مع الأمر على أنه محادثة لا أكثر، أي مجرد محادثة يتشارك فيها الطرفان الاهتمام بالتساوي، و الاستماع للآخر، والتواصل معه.
يمكن استخدام استراتيجية إقناع بسيطة لكن فعالة، وتشمل تحديد 5-10 أشخاص للتواصل معهم، وكتابة مسودّة بريد إلكتروني للتواصل معهم مباشرةً، وطلب ترشيحهم لمن قد يحتاج خدماتك. تُعَدّ هذه الاستراتيجية غير معقّدة بالضرورة، إلا أنها قد تكون ممتازةً في العثور على عملاء ملائمين.
شبكة المعارف الحاضرة نقطة بداية جيدة، لكن لا تحصر نفسك فيها، فنظام كسب العملاء المذكور أعلاه يحتاج أكثر من ذلك.
إيجاد الأشخاص المناسبين
أول خطوة لإيجاد العملاء الجيدين عند بدء الانخراط في السوق، هي تحديد نوع العملاء الذي يريد المساعد الافتراضي العمل معهم، وهنا يجب على على المساعد الافتراضي أن يسأل نفسه من هم العملاء المثاليون بالنسبة له؟ أو ما هو سوقه المستهدف؟
ستساعد معرفة ذلك في تركيز الجهود على إيجاد عملاء من نوعية ما، بدلًا من ضرب ضربات حظ عشوائية آملين أن تنجح إحداها، ويمكن طرح هذه الأسئلة:
أماكن لتقصي العملاء
بعد تحديد الأشخاص الذين يريد المساعد الافتراضي العمل معهم، يأتي دور معرفة كيفية إيجادهم. لقد ذكرنا أنّ الفرص متواجدة في كل مكان حرفيًا، وذلك صحيح، وها هي بعض الأماكن التي يمكن العثور على الأعمال فيها.
كيفية إيجاد العملاء للكاتبين المستقلين
قد يدخل أحدنا عالم العمل الحر الرائع هذا على أساس كاتب مستقبل، أو مساعد افتراضي، ساعيًا إلى تقديم خدمات كتابة، وعند محاولة إيجاد عملاء للكاتبين المستقلين، هناك بعض الاستراتيجيات المحددة لاتباعها، فكما هو الحال في عمل المساعد الافتراضي، يريد الجميع بطبيعة الحال عملاءً مستعدين لدفع أجور عالية بدلًا من أي عملاء تقليديين.
عند محاولة كسب عملاء الكتابة الجيدين، سيتربع التخصص على العرش، إذ هناك الكثير من تخصصات الكتابة، مثل: أعمال المنفعة المتبادلة، وحقوق الطبع، والنشر، ودراسة الحالة، وغيرها من الأمثلة. وكلما أمكن تضييق دائرة التخصص، زاد الأجر الذي يستطيع الكاتب طلبه مقابل خدماته.
يُعَدّ إنشاء موقع مخصص للخدمات الكتابية فكرةً جيدة، حيث أنّ إنشاء موقع للكاتب هو طريقة ممتازة لإضفاء صفة رسمية على الكاتب مثل محترف ولإظهار جودة كتابته، وتُعَدّ منصة مستقل مكانًا جيدًا للعثور على عملاء كتابة، إذ يدفع العملاء الكثير مقابل المقالات في تلك المنصة، كما أنّ بناء ملف أعمال فيها سهل ومباشر.
ينبغي تذكُّر أنّ الطريق طويل، مما يعني أنّ المرء لن يجد عملاءً هناك على الفور على الأغلب (مع أن ذلك قد يقع)، بل إنّ ما يحكم هو جودة العمل والملف الشخصي، ويمكن تطبيق نفس استراتيجيات كسب عملاء المساعدين الافتراضيين لإيجاد عملاء للكاتبين المستقلين، إذ تحتاج الكثير من الأعمال إلى الخدمات الكتابية، وهناك فرص هائلة للكاتبين المستقلين، والمساعدين الافتراضيين لتقديم خدمات كتابية.
نمط التفكير عند البحث عن العملاء
عند البدء بالبحث عن العملاء الأوائل، من المهم تذكُّر الحاجة إلى الظهور، إذ لن يأتي العملاء للبحث عن المبتدئين (المبتدئين حاليًا)، وإن لم يبحث عنهم المبتدئون فلن يحصلوا على أي عملاء. يعاني الكثير من المساعدين الافتراضيين الجدد من “عقدة المحتال”، حيث يخشون من أنهم غير أكفاء للعمل وأنّ الناس سيكتشفون ذلك.
ينبغي معرفة أنّ الجميع لديهم مهارة واحدة على الأقل، بحيث تترجم هذه المهارة نفسها إلى خدمة أو عرض. وفي الواقع، يبدأ الجميع ورصيد خبرته في المساعدة الافتراضية صفر، بينما أنت تملك خبرات ومهارات، بل وربما تدربت على كيفية دعم الأعمال بخدماتك، كما أنه لا يوجد هناك من يحمل مسطرةً ليطلق أحكامًا تعسفيةً حول ما إذا كان الناس يعرفون كيف يؤدّون عملهم أو لا، ويتطلب الأمر الخروج من منطقة الراحة والعمل بواقعية، والأهم من كل ذلك الثقة بقيمة الخدمة.
الانضباط ضرورة
يُعَدّ الاتساق والانضباط أمران أساسيان في التسويق للعملاء بنظام كسب العملاء المضبوط، فالمسألة مسألة أرقام، حيث كلما زاد عدد العروض، زادت فرص إصابة عمل لدى عميل. لهذا يجب إذًا وضع عدد محدد من العروض التي تُرسَل يوميًا أو أسبوعيًا والالتزام به، وعند المحافظة على الانضباط، فستؤتي جهود العروض ثمارها ويقترب وقت حصادها.
يجب تذكُّر أن النتائج قد لا تظهر مباشرةً، كما قد يرد العملاء بعد أسابيع أو شهور وحتى سنين، فهناك قصص عن عملاء ردوا بعد سنتين، ولكن هذا لا يعني أنّ الأمر سيأخذ قرونًا. إذ يحدث كثيرًا في المقابل أن يصيب المساعدون الافتراضيون عملًا من أول عرض، وهذا ممكن. على أي حال، إن توفَّر الانضباط ولم تظهر النتائج، فيجب مراجعة العروض وتغيير الطريقة التي تتم بها، وقد يساعد في هذا، الاستفهام من العملاء الذين رَفضوا، أو اللجوء لصديق موثوق. لا بد من تذكُّر أن هذه الرحلة بأكملها هي درس وعملية تعليمية، وأنّ جميع الجهود حتى “الصغيرة” منها، تخدم الهدف النهائي المتمثل في النجاح.
الآن وبعد استعراضنا لبعض الأفكار حول كيفية العثور على العملاء، يأتي دور التعرف على بعض من أفضل الممارسات عند تقديم العروض.
كيفية كتابة عروض تقنع العميل
قد يكون تقديم العروض للعملاء مُرهبًا في البداية لكن هذا الشعور لا يوافق الواقع بالضرورة، فتقديم العروض هو الفرصة الأولى للمساعد الافتراضي لئلا يبقى مختبئًا خلف الشاشة ويتواصل مباشرةً مع أصحاب الأعمال، وحين بدء تقديم العروض يصبح الأمر أسهل مع الوقت، بل وقد يصبح يكون ممتعًا، فهو فرصة لتقديم الذات باحترافية والتواصل مع الآخرين، وعندما تبدأ آثاره بالظهور، فسيجد المرء نفسه حيويًا أكثر في العمل، بحيث يزداد شعوره بقيمة جهوده، وهذا أمر مضمون.
سيسهل استعمال هذه الاستراتيجيات بانضباط الحصول على الأعمال التي يفضلها المساعد الافتراضي في أقصر وقت ممكن.
وضع استراتيجية بعيدة الأمد لتقديم العروض للعملاء
هناك بضعة طرائق لصياغة العروض للعملاء، وأولها اتباع أسلوب “تقربي”، ما يعني بالتحديد، رصد فرصة عبر أحد المصادر المذكورة في القسم السابق (أو أي مصادر أخرى)، من أجل التواصل المبدئي، وبناء علاقة مع العميل.
قد تبدو هذه طريقةً تستغرق وقتًا طويلًا، إلا أنها مؤثِّرة وفعالة، حيث تتمثل في رصد الفرصة والبدء بمحادثة عبر الرد على بريد إلكتروني من أحد نتابعه، أو التفاعل على أحد منشورات مواقع التواصل الاجتماعي من شركة أو علامة تجارية نرغب بالعمل معها.
عند الظهور على رادار أحدهم، يمكن التواصل معهم والتعرف أكثر على عملهم، واحتياجاتهم المحتملة، وتقديم العروض لهم بالطبع. لكن لا يجب أن تستمر هذه الطريقة لوقت طويل كما يبدو، وإن أُسِّس لهذه الاتصالات بانضباط، فستتزايد الفرص. وتُعَدّ هذه الطريقة بمثابة زرع البذور التي يُجنَى من بعدها محصول من العملاء الرائعين إن التُزِم بها.
التواصل الصادق لفتح الطرق أمام الفرص المستقبلية
يتمثل جوهر عملية تكوين شبكات التواصل في عدم النظر إلى العلاقة مع العميل المحتمل بعين من يبحث عن العمل، بل بالتواصل الصادق. وإن لم يكن صاحب العمل الذي يُتواصل معه بحاجة لخدماتنا حاليًا، فقد تتمخض التجربة معهم عن اكتشاف شخص آخر يعرفونه بحاجة إليها.
تُعَدّ رؤية الفرصة والوثب إليها أحد طرائق التسويق الأخرى، فإن كان هناك شخص يبحث بنشاط عن مساعدة أو أعلن عن مواجهته لمصاعب في عمله، فلا وقت للتريث، لأن هذه فرصة ذهبية للتقدم وتقديم المساعدة لهؤلاء الأشخاص الموجودين حتمًا، سواءً طلبوا هم من يساعدهم في ذلك مثل وظيفة، أو استجبت بنفسك لأحد أصحاب الأعمال الذي يشكون على مواقع التواصل الاجتماعي، أو في الرسائل الإلكترونية من كثرة العمل والضغط.
الفرص الساخنة والفرص الباردة
يُطلَق على أصحاب الأعمال الذين يبحثون بجدّ عن المساعدة “فرصًا ساخنة”، بينما يُطلَق على التقرب من أحد قد لا يدرك بعد حاجته للمساعدة (إنما المساعد الافتراضي من قرر ذلك) تسمية “فرصة باردة”.
يمكن لمحاولة استغلال فرصة ساخنة أن تكون أسهل، إذ أنّ أصحاب العمل يبحثون فيها عن العمل مسبقًا، لكن الصعوبة فيها تكمن في المنافسة الشديدة عليها؛ بينما لمحاولة استغلال فرصة باردة فوائد، من بينها أنها متوفّرة بأعداد لا حصر لها، كما أنّ المنافسة عليها شبه معدومة غالبًا، إلى جانب قدرة الشخص على اللمعان في استغلال فرصة باردة، من خلال الإشارة إلى المساعدات الممكنة التي يمكنه تقديمها لم يكن ليدركها أصحاب العمل لولاه.
تتبع العملاء المحتملين
لا يُقصد بهذا التجسس عليهم -ليس مباشرةً على الأقل-، فعند التقرب إلى أصحاب العمل، فمن المهم التأني في عمل بعض الحسابات ومعرفتهم، وهذا ممكن بفعل أشياء بسيطة، مثل: قضاء بعض الوقت على موقعهم الإلكتروني، وحساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى يكتسب العرض المقدَّم لهم بعدًا شخصيًا عبر المراقبة، والتعليق لديهم، والظهور بين الآخرين. وتُعَدّ هذه فرصةً للاستفادة من التفاصيل التي جُمعت عن العملاء المحتملين ومن احتياجاتهم التي تم رصدها لجعل رفض عرضك أمرًا مستحيلًا.
التسويق عبر البريد الإلكتروني
يُعَدّ استعمال البريد الإلكتروني طريقةً تقليديةً للتسويق للعملاء المحتملين، وقد تشمل رسالته مقطع فيديو قصيرًا ومصورًا خصيصًا من أجلهم، لتعريف أنفسنا وتقديم خدماتنا.
قد يُسوّق المرء نفسه في بعض الحالات عبر تعبئة استمارة، أو طلب عبر موقع صاحب العمل، لكن هذا المقال يركز لأسبابه على التسويق عبر البريد الإلكتروني، بالصياغة الجيدة لجلب العملاء المثاليين المرغوبين. وينبغي الإشارة إلى أنّ أصحاب الأعمال مشغولون، ويتلقّون في كثير من الأوقات الكثير من رسائل البريد الإلكتروني بصورة مستمرة، فمن المهم إذًا عند محاولة جلب العملاء صياغة العروض صياغةً لافتة.
كيفية تسويق الخدمات للعملاء
فيما يلي سبع نقاط توضح كيفية تسويق الخدمات للعملاء:
ويُنصح بصياغة بعض قوالب الرسائل التي يمكن تعديلها وشخصنتها حسب نوع العرض، إذ يُجنِّب هذا عناء التفكير برسالة أخرى عند كتابة كل عرض (والعروض كثيرة)، كما يسيِّر عملية إرسال العروض بسلاسة.
التسويق لخدمات الكتابة
ينبغي تضمين عرض خدمة الكتابة عينات كتابية، مثل: ملف PDF، أو رابط إلى موقع الكاتب، أو مدونته؛ ويجب الإنتباه إلى أنّ الرسالة ذاتها هي عينة تفصحِ عن كتابة مرسلها، لهذا فلابد من الاعتناء بقواعد اللغة، والترقيم، وسهولة قراءة النص.
كيفية متابعة العميل بعد إرسال العرض إليه
تُعَدّ محاولة الحصول على عملاء بعروض ممتازة ملحوظة دون متابعتهم، مضيعةً للوقت في أغلب الأحوال. فأصحاب الأعمال مشغولون كما ذكرنا،وقد لا يردون على الرسالة الأولى لأسباب لا تُعَد ولا تحصى.
المتابعة برسائل البريد الإلكتروني
تدل المتابعة، على الجدية في العمل مع العميل المحتمَل، وهي ليست إزعاجًا لهم أو اشغالًا لصندوق بريدهم الوارد، إذ ينبغي تذكّر أن 80% من المبيعات تتم من الرسالة الخامسة وحتى الثانية عشرة.
على رسائل المتابعة أن تكون مقتضبةً وفي صلب الموضوع، شأنها شأن الرسالة الأولى، كما ينبغي تذكير الشخص بالرسالة الأولى، وتاريخها حتى يسهل عليهم إيجادها. ولا يُنصح بإعادة إرسال الرسالة الأولى بل تذكير صاحب العمل باختصار وشرح رؤيتك في مساعدتهم.
التواصل معهم عبر رسائل مواقع التواصل الاجتماعي
يمكن أيضًا متابعة العملاء المحتَملين بالتواصل معهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ونكرر أنّ التنويع بين الطرائق يُعَدّ ممتازًا لإظهار الإصرار والجدية في العمل، كما ينبغي تذكّر أنّ الإصرار مختلف عن الإزعاج، وأنّ أغلب أصحاب الأعمال يقدِّرون من يبقون حولهم ويتابعونهم، ويوجد عدد لا حصر له من الحالات التي أصاب فيها مساعدون افتراضيون عملًا عبر المتابعة، بل لأنهم الوحيدون الذين اعتنوا بالمتابعة في بعضها.
قدر المتابعة وكيفيتها
تقضي القاعدة العامة بأن تكون المتابعة لأول مرة بعد 7-10 أيام بعد العرض الأول، وأن يكون التواصل عند المتابعة سريعًا وبسيطًا وعامًا. والوتيرة التي يُنصح بها بعد ذلك، هي مرة في الأسبوع لمدة أسبوعين، ثم كل بضعة أسابيع لمدة شهر، ثم مرةً في الشهر، إلى أن يصبح مجموع رسائل المتابعة عشرًا. قد تبدو هذه فترةً طويلة، إلا أنها تستحق العناء. ويمكن إشاحة الوجه عن أيّ مخاوف من “إزعاج” أحدهم، طالما أنّ الرسائل قصيرةً، وفي صلب الموضوع، واحترافية.
تُعَدّ المتابعة أحد معايير الأعمال، حيث يقدرها معظم أصحاب الأعمال ويتفهمونها، لكن قد تؤدي زيادة عدد رسائل المتابعة إلى حدّ معين، إلى صعوبة إدارتها، ولذا يجب التخطيط للرسائل ووضع ملاحظات لتسهيل إدارتها، فالمتابعة بحق “سلاح سري” في التسويق، وكسب العملاء.
أسواق مواقع التواصل الاجتماعي
يمكن لمن يسوِّق خدمات كتابية أن يخطو خطوةً كبيرةً بتقديم عرض إلى مجلة، أو جهة مهمة تنشر المحتوى على الإنترنت، وليس غريبًا أن ينضم بعض الكتبة الجدد ذوي المهارة إلى جهات كبيرة من ذوات المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي منذ بداية مسيرتهم المهنية، فهذا هو التسويق، إن لم يسأل ستكون الإجابة دائمًا “لا”.
تُعَدّ جينا هوركي مثالًا على شخصية ناجحة استعملت هذه الطريقة، حيث نشر موقع Huffington Post كتاباتها في بداية مسيرتها على أساس كتابة مستقلة، حيث كانت تجربةً رائعةً أضفت عليها الموثوقية مثل كاتبة ماهرة، وأصبحت مرجعًا لها عند التسويق لنفسها لدى عملاء الكتابة.
الانطلاق وإيجاد العميل الأول
إن أهم جزء في عملية التسويق هو مواجهة الواقع والبدء بالعمل، حيث سيصبح الأمر أسهل مع الممارسة، كما ستزيد الثقة بالنفس مع ازدياد الانضباط في وتيرة العمل، وتُعَدّ الخطوة الأولى في الأغلب هي الأصعب والأكثر إخافةً، لكن الأمر فعلًا يسهل مع الوقت.
باختصار: استخدام الاستراتيجيات المستعرضة في المقال، مع الانضباط، والمتابعة بكل تأكيد، والأهم من ذلك كله عدم الاستسلام.
يتوقع بعض المساعدين الافتراضيين الجدد حصولهم على عمل من أول بضعة عروض لهم، لتنكسر عزيمتهم لأنهم لم يروا نتائج عاجلة. صحيح أنّ الحصول على عمل من أول محاولة يحصل أحيانًا، إلا أن تقديم العروض يجب أن يجري في عروق المساعد الافتراضي مثل الدم، كما أنّ الالتزام به ضرورة.
في حال مواجهة مشكلات في جلب العملاء والتسويق لهم، يُنصح بتطوير المهارات بالتدريب، ويمكن الاستعانة بجمهور المساعدين الافتراضيين. وتقتضي الجدية في العمل الحر، استغلال الوقت في التعمق فيه وتعلم المزيد عنه والإقبال على جمهوره ليدعموك ويصححوا أخطائك ويغذّوك بآرائهم مباشرةً عبر التدريب، وكل ذلك يستحق أن يستثمره المرء.
ذات صلة:
No related posts.
admin