سوف نتحدث عن المؤلفة كاري لورنس، المؤلفة المبدعة التي ألفت عدة كتب للأطفال لاقت نجاحًا باهرًا، وسنبيّن كيف حولت فكرةً بسيطةً جاءتها أثناء عملها في روضة للأطفال إلى كتاب يُنشر في متاجر الكتب الإلكترونية، ويحقق لها دخلًا ماديًا.
لا يُعَد تأليف كتاب للأطفال أمرًا سهلًا، خاصةً لمن ليس لديهم تجارب سابقة، لذا سوف نتحدث عن تجربة الأستاذة كاري الناجحة في التأليف.
كانت كاري دائمًا تتخيل نفسها تكتب روايات أو دواوين شعريةً، لكنها لم تتخيل أبدًا أن تؤلف كتابًا للأطفال، ومع ذلك أطلقت في خريف عام 2015 كتابها الأول Don’t Eat Your Boogers، وهو كتاب توعوي موجه للأطفال الصغار يحضّهم على تجنب العبث بالأنف، ولقد كانت هذه التجربة من أفضل التجارب التي مرت في حياتها، وفيما يلي تفاصيل تلك التجربة، بدايةً من الفكرة وحتى التنفيذ.
1. بداية فكرة الكتاب
قد يتساءل بعض الناس: من أين أتت لكاري فكرة الكتاب؟ ومن أين جاءتها فكرة تأليف كتاب توعوي للأطفال عن عدم العبث بإفرازات أنفهم المخاطية؟
لقد كانت كاري تعمل في روضة أطفال، وكانت دائمًا معرضةً لرؤية هذا النوع من سلوكياتهم، لذا عندما حل موسم البرد والإنفلونزا في أحد الأيام، كان معظم الأطفال مصابين بالرشح ويعانون من سيلان أنفي، وكانت كاري وزميلتها تقضيان يومهما في مسح أنفيهما الصغيرتين؛ بعدها سمعت كاري فجأةً أحد الأطفال يصرخ قائلًا: “يااع.. لا تأكل مخاطك، هذا مقرف!” فلمعت الفكرة في رأسها فورًا، وضحكت في صمت.
وجلست تفكر بعد عدة أيام في عنوان مناسب، وألفت حبكة القصة واسمًا للشخصية الرئيسة، ثم عادت إلى المنزل باكرًا في مساء يوم الجمعة من نفس الأسبوع، وكتبت المسودة الأولى بعد الانتهاء منها، ورمتها جانبًا على نحو غير متوقع، ونستها كأنها لم تكن.
2. المبادرة
تلقّت كاري -بعد عامين من تلك الواقعة- تدريبًا عن الكتابة المستقلة، وكان المشروع الختامي لنهاية التدريب -الذي طلبه المدرب منها ومن زملائها- هو كتابة قصة قصيرة أو رواية أو قصة للأطفال.
قررت كاري عندها تنقيح قصتها القديمة وتقديمها، فقد كانت متحمسةً لسماع وجهة نظر جديدة، خاصةً أنها كانت قد عرضتها سابقًا على والدتها وبعض زملائها في العمل.
ولقد أدهش المدرب كاري بعد ما قدمت قصتها، إذ أعطاها أعلى علامة بين زملائها مع كثير من الثناء والمديح، كما نصحها أن تحاول إرسالها إلى دور النشر.
لذا أرسلت القصة إلى إحدى دور النشر، لكنها رُفضت بعد بضعة أشهر، ثم نصحها أحدهم بتجربة معرض الكتاب لتقديمها لهم، لكن القصة رُفضت مرةً أخرى، ثم كانت محاولتها الأخيرة مع مجلة محلية، إلا أنها لاقت رفضًا ثالثًا.
أُصيبت كاري بالإحباط بعد كل هذا الرفض، لكن لم تغب عن بالها كلمات المدرب التشجيعية، إذ قالت في نفسها: “طالما أن المدرب رأى شيئًا مميزًا في قصتي، فلا بد أنها جيدة، لذا لن أيأس بسهولة”.
3. التحقق من الفكرة
لقد حاولت كاري كثيرًا أن تنشر قصتها، لكنها نست شيئًا مهمًا، وهو جمهورها الحقيقي، فليقل المحررون ما يريدون، لكن آراء الأطفال هي الاختبار الحقيقي لقصتها، لذلك رتبت جلسةً في إحدى غرف المدرسة، وجمعت فيها أطفالًا من سن 5 إلى 12 عامًا كي تقرأها لهم.
كانت قلقةً بعض الشيء، فقد كانت القصة ما تزال بالأبيض والأسود دون أي رسومات أو صور، كما كانت تسأل نفسها مترددةً: “هل ستعجبهم القصة؟ وهل سيستمتعون بها؟ بل هل سيجلسون لسماعها أساسًا؟”.
لقد شرحت لهم أن هذه القصة من تأليفها، وأنها ترغب في مشاركتها معهم، وطلبت منهم أن يكونوا صريحين في رأيهم سواءٌ أعجبتهم أم لا، كما أخبرتهم أنه إن لم تعجبهم فلن تغضب منهم، بل ستساعدها أفكارهم وآراؤهم في إعادة كتابة القصة وجعلها أفضل.
أخبرها بعض الناس بعد الانتهاء من قراءة القصة أنهم أحبوا كيفية تحول الشخصية الرئيسة إلى اللون الأخضر، وأحب البعض الآخر أنه كان على الشخصية الرئيسة أن تأكل الخضروات السيئة المذاق من أجل أن تتحسن، كما أعجبتهم حقيقة أنها أكلت مخاطها في المقام الأول.
حتى قال طفل أو طفلان: “أريد مثل هذا الكتاب”، عندها شعرت كاري أن بين يديها شيئًا مميزًا، وكانت تلك اللحظة هي التي قررت فيها أن تنشر الكتاب بنفسها.
4. إيجاد رسام
لم تكن كاري تعرف الكثير من الأشخاص في هذا المجال، لذلك لجأت إلى سؤال من حولها لعلهم يساعدونها في إيجاد رسام ماهر.
دلتها السيدة التي نسقت كتابها على رسامة رائعة تُدعى جانين، فألقت كاري نظرةً على أعمالها السابقة من كتب الأطفال التي رسمتها، فأعجبتها كثيرًا، لذا راسلتها بالبريد الإلكتروني مع بعض الأسئلة، وتحدثت معها كثيرًا خلال تلك الأشهر، عندما كانت تحاول جمع المال من أجل دفع تكاليف أتعاب الرسامة.
لقد كان أمرًا رائعًا للغاية أن ترى كاري جانين ترسم شكل الشخصية على حسب وصفها، ولقد بدت أفضل مما كانت تتخيلها، كما كان من المثير للغاية مشاهدة الشخصية -التي كانت كاري تحلم بها- تنتقل من مجرد رسمة مرسومة بقلم رصاص إلى شخصية مفعمة بالألوان الكاملة.
5. تجهيز طلب النشر
بمجرد أن انتهت جانين من تصميم الغلاف، بدأت كاري بإعداد طلب النشر على أحد مواقع دور النشر، وبعد إعداد الطلب أُعلمت كاري بموعد صدور نسخة مسودة من الكتاب، ثم بعد موافقتها على كامل المسودة، يصبح كل شيء جاهزًا لموعد الإصدار.
من المهم عندما تؤلف كتابًا أن تجد دار نشر إلكتروني توزع كتابك على المتاجر الإلكترونية المختلفة، بل على متاجر الكتب خارج شبكة الإنترنت كذلك.
6. الاستعداد ليوم النشر
صدر رسميًا كتاب كاري الأول في الثاني من شهر نوفمبر عام 2015 في العديد من متاجر الكتب عبر الإنترنت، كما سمح لها مديرها بوضع شاشة عرض في الردهة الأمامية للروضة مع بطاقة العمل وبعض الحلوى المطاطية، ونزلت مرةً أخرى إلى إحدى غرف المدرسة، لكن كانت هذه المرة تحمل قصتها على هيئة كتاب حقيقي ملون، كما وزعت بعض الحلوى على الأطفال، وأخبروها أنهم أحبوا فكرة أن تمتلك الآنسة كاري كتابها الخاص.
لا زالت كاري تفكر حتى اليوم فيما كان من الممكن أن يحدث لو لم تحضر تدريب الكتابة المستقلة ولم تتلقَّ ثناءً من المدرب أو لم تقرأ الكتاب للأطفال، فربما ظل الكتاب موضوعًا على أحد الأرفف في منزلها، لذا فقد كان الأمر مقدرًا لها.
تفخر كاري بنفسها لأنها لم تسمح للرفض بأن يقوض عزيمتها، بل استمعت إلى كل تلك الآراء الإيجابية، وحققت حلمًا لم تتوقع أنها ستحققه يومًا من الأيام، وذلك بتأليف ونشر كتاب للأطفال، لذا فهي سعيدة بما آلت إليه الأمور.
سوف نتحدث عن المؤلفة كاري لورنس، المؤلفة المبدعة التي ألفت عدة كتب للأطفال لاقت نجاحًا باهرًا، وسنبيّن كيف حولت فكرةً بسيطةً جاءتها أثناء عملها في روضة للأطفال إلى كتاب يُنشر في متاجر الكتب الإلكترونية، ويحقق لها دخلًا ماديًا.
لا يُعَد تأليف كتاب للأطفال أمرًا سهلًا، خاصةً لمن ليس لديهم تجارب سابقة، لذا سوف نتحدث عن تجربة الأستاذة كاري الناجحة في التأليف.
كانت كاري دائمًا تتخيل نفسها تكتب روايات أو دواوين شعريةً، لكنها لم تتخيل أبدًا أن تؤلف كتابًا للأطفال، ومع ذلك أطلقت في خريف عام 2015 كتابها الأول Don’t Eat Your Boogers، وهو كتاب توعوي موجه للأطفال الصغار يحضّهم على تجنب العبث بالأنف، ولقد كانت هذه التجربة من أفضل التجارب التي مرت في حياتها، وفيما يلي تفاصيل تلك التجربة، بدايةً من الفكرة وحتى التنفيذ.
1. بداية فكرة الكتاب
قد يتساءل بعض الناس: من أين أتت لكاري فكرة الكتاب؟ ومن أين جاءتها فكرة تأليف كتاب توعوي للأطفال عن عدم العبث بإفرازات أنفهم المخاطية؟
لقد كانت كاري تعمل في روضة أطفال، وكانت دائمًا معرضةً لرؤية هذا النوع من سلوكياتهم، لذا عندما حل موسم البرد والإنفلونزا في أحد الأيام، كان معظم الأطفال مصابين بالرشح ويعانون من سيلان أنفي، وكانت كاري وزميلتها تقضيان يومهما في مسح أنفيهما الصغيرتين؛ بعدها سمعت كاري فجأةً أحد الأطفال يصرخ قائلًا: “يااع.. لا تأكل مخاطك، هذا مقرف!” فلمعت الفكرة في رأسها فورًا، وضحكت في صمت.
وجلست تفكر بعد عدة أيام في عنوان مناسب، وألفت حبكة القصة واسمًا للشخصية الرئيسة، ثم عادت إلى المنزل باكرًا في مساء يوم الجمعة من نفس الأسبوع، وكتبت المسودة الأولى بعد الانتهاء منها، ورمتها جانبًا على نحو غير متوقع، ونستها كأنها لم تكن.
2. المبادرة
تلقّت كاري -بعد عامين من تلك الواقعة- تدريبًا عن الكتابة المستقلة، وكان المشروع الختامي لنهاية التدريب -الذي طلبه المدرب منها ومن زملائها- هو كتابة قصة قصيرة أو رواية أو قصة للأطفال.
قررت كاري عندها تنقيح قصتها القديمة وتقديمها، فقد كانت متحمسةً لسماع وجهة نظر جديدة، خاصةً أنها كانت قد عرضتها سابقًا على والدتها وبعض زملائها في العمل.
ولقد أدهش المدرب كاري بعد ما قدمت قصتها، إذ أعطاها أعلى علامة بين زملائها مع كثير من الثناء والمديح، كما نصحها أن تحاول إرسالها إلى دور النشر.
لذا أرسلت القصة إلى إحدى دور النشر، لكنها رُفضت بعد بضعة أشهر، ثم نصحها أحدهم بتجربة معرض الكتاب لتقديمها لهم، لكن القصة رُفضت مرةً أخرى، ثم كانت محاولتها الأخيرة مع مجلة محلية، إلا أنها لاقت رفضًا ثالثًا.
أُصيبت كاري بالإحباط بعد كل هذا الرفض، لكن لم تغب عن بالها كلمات المدرب التشجيعية، إذ قالت في نفسها: “طالما أن المدرب رأى شيئًا مميزًا في قصتي، فلا بد أنها جيدة، لذا لن أيأس بسهولة”.
3. التحقق من الفكرة
لقد حاولت كاري كثيرًا أن تنشر قصتها، لكنها نست شيئًا مهمًا، وهو جمهورها الحقيقي، فليقل المحررون ما يريدون، لكن آراء الأطفال هي الاختبار الحقيقي لقصتها، لذلك رتبت جلسةً في إحدى غرف المدرسة، وجمعت فيها أطفالًا من سن 5 إلى 12 عامًا كي تقرأها لهم.
كانت قلقةً بعض الشيء، فقد كانت القصة ما تزال بالأبيض والأسود دون أي رسومات أو صور، كما كانت تسأل نفسها مترددةً: “هل ستعجبهم القصة؟ وهل سيستمتعون بها؟ بل هل سيجلسون لسماعها أساسًا؟”.
لقد شرحت لهم أن هذه القصة من تأليفها، وأنها ترغب في مشاركتها معهم، وطلبت منهم أن يكونوا صريحين في رأيهم سواءٌ أعجبتهم أم لا، كما أخبرتهم أنه إن لم تعجبهم فلن تغضب منهم، بل ستساعدها أفكارهم وآراؤهم في إعادة كتابة القصة وجعلها أفضل.
أخبرها بعض الناس بعد الانتهاء من قراءة القصة أنهم أحبوا كيفية تحول الشخصية الرئيسة إلى اللون الأخضر، وأحب البعض الآخر أنه كان على الشخصية الرئيسة أن تأكل الخضروات السيئة المذاق من أجل أن تتحسن، كما أعجبتهم حقيقة أنها أكلت مخاطها في المقام الأول.
حتى قال طفل أو طفلان: “أريد مثل هذا الكتاب”، عندها شعرت كاري أن بين يديها شيئًا مميزًا، وكانت تلك اللحظة هي التي قررت فيها أن تنشر الكتاب بنفسها.
4. إيجاد رسام
لم تكن كاري تعرف الكثير من الأشخاص في هذا المجال، لذلك لجأت إلى سؤال من حولها لعلهم يساعدونها في إيجاد رسام ماهر.
دلتها السيدة التي نسقت كتابها على رسامة رائعة تُدعى جانين، فألقت كاري نظرةً على أعمالها السابقة من كتب الأطفال التي رسمتها، فأعجبتها كثيرًا، لذا راسلتها بالبريد الإلكتروني مع بعض الأسئلة، وتحدثت معها كثيرًا خلال تلك الأشهر، عندما كانت تحاول جمع المال من أجل دفع تكاليف أتعاب الرسامة.
لقد كان أمرًا رائعًا للغاية أن ترى كاري جانين ترسم شكل الشخصية على حسب وصفها، ولقد بدت أفضل مما كانت تتخيلها، كما كان من المثير للغاية مشاهدة الشخصية -التي كانت كاري تحلم بها- تنتقل من مجرد رسمة مرسومة بقلم رصاص إلى شخصية مفعمة بالألوان الكاملة.
5. تجهيز طلب النشر
بمجرد أن انتهت جانين من تصميم الغلاف، بدأت كاري بإعداد طلب النشر على أحد مواقع دور النشر، وبعد إعداد الطلب أُعلمت كاري بموعد صدور نسخة مسودة من الكتاب، ثم بعد موافقتها على كامل المسودة، يصبح كل شيء جاهزًا لموعد الإصدار.
من المهم عندما تؤلف كتابًا أن تجد دار نشر إلكتروني توزع كتابك على المتاجر الإلكترونية المختلفة، بل على متاجر الكتب خارج شبكة الإنترنت كذلك.
6. الاستعداد ليوم النشر
صدر رسميًا كتاب كاري الأول في الثاني من شهر نوفمبر عام 2015 في العديد من متاجر الكتب عبر الإنترنت، كما سمح لها مديرها بوضع شاشة عرض في الردهة الأمامية للروضة مع بطاقة العمل وبعض الحلوى المطاطية، ونزلت مرةً أخرى إلى إحدى غرف المدرسة، لكن كانت هذه المرة تحمل قصتها على هيئة كتاب حقيقي ملون، كما وزعت بعض الحلوى على الأطفال، وأخبروها أنهم أحبوا فكرة أن تمتلك الآنسة كاري كتابها الخاص.
لا زالت كاري تفكر حتى اليوم فيما كان من الممكن أن يحدث لو لم تحضر تدريب الكتابة المستقلة ولم تتلقَّ ثناءً من المدرب أو لم تقرأ الكتاب للأطفال، فربما ظل الكتاب موضوعًا على أحد الأرفف في منزلها، لذا فقد كان الأمر مقدرًا لها.
تفخر كاري بنفسها لأنها لم تسمح للرفض بأن يقوض عزيمتها، بل استمعت إلى كل تلك الآراء الإيجابية، وحققت حلمًا لم تتوقع أنها ستحققه يومًا من الأيام، وذلك بتأليف ونشر كتاب للأطفال، لذا فهي سعيدة بما آلت إليه الأمور.
ذات صلة:
No related posts.
admin