1. عدم وضوح الرؤية

 

الرؤية هي الصورة التي تريد لمشروعك أن يكون عليها مستقبلًا بناءً على أهدافك وتطلعاتك من وراء تأسيس المشروع وما تطمح لتحقيقه، امتلاكك لرؤية واضحة يضمن لك العمل على الأهداف الصحيحة ومعرفة الآليات لتحقيق تلك الرؤية والأهداف وما تطمح له، ويتم التعبير عن الرؤية على شكل بيان مكتوب ضمن خطة المشروع أو الشركة.

غياب الرؤية الواضحة من أبرز المشاكل التي تواجه رواد الأعمال المبتدئين، وكثيرًا ما يشكل ذلك عقبة في طريق تحديد أهداف صحيحة وواضحة تصل بالمشروع إلى المكانة التي يستحقها، خاصة أن الرؤية الواضحة هي المحفز والمحرك الرئيسي لفريق العمل وهي التي تحدد مدى إيمانه بفكرة المشروع ومن ثم حماسه وشغفه بالعمل عليه.

هناك العديد من الأسباب التي قد تحول دون امتلاك رائد الأعمال لرؤية واضحة لمشروعه وما يعمل عليه، ولسنا بصدد سردها هنا، وإنما الأهم أن تحدد تطلعاتك وطموحاتك مما تعمل عليه، ومن ثم تحدد رؤية واضحة قابلة للتطبيق ضمن إطار زمني محدد بحيث تصل بمشروعك إلى ما تريده فعلًا.

2. غياب المؤشرات ومقاييس الأداء

مؤشرات الأداء عبارة عن مقاييس لأداء المشروع ومدى التقدم الذي يحققه بمرور الوقت، أي تخبرك إذا ما كنت تسير بالاتجاه الصحيح نحو أهدافك أو أن هناك جانبًا ما يحتاج إلى تطوير أو تحسين أو شكل من التعديلات.

تستخدم المشاريع مقاييس الأداء على مستويات متعددة، إذ يمكن استخدامها للتعرف إلى أداء كل جانب من جوانب المشروع مثل أداء التسويق أو أداء المبيعات أو خدمة العملاء، في مستويات متقدمة تعطي المؤشرات صورة أشمل عن أداء المشروع ككل.

أما الخطأ الذي يرتكبه رواد الأعمال بهذا الجانب فهو إما تحديد خاطئ للمقاييس بحيث لا تعطي صورة فعلية عن أداء المشروع أو أي من أقسامه أو عدم تحديد مؤشرات بالمرة.

على سبيل المثال، لا يمكن اعتبار عدد الزوار إلى متجر إلكتروني مؤشر أداء، لأن عدد الزوار لا يؤثر بالنتائج الفعلية للمتجر وهي المبيعات، وإنما نسبة المبيعات من إجمالي عدد الزوار هو المؤشر الفعلي على مدى نجاح المشروع، لأن المبيعات هي القيمة الفعلية والربح الحقيقي.

لذلك احرص على وضع مؤشرات أداء صحيحة ودقيقة تعطي صورة حقيقية عن أداء مشروعك ومدى التقدم تجاه الأهداف المحددة، المؤشرات الصحيحة هي تلك التي ترتبط بشكل مباشر بأهداف المشروع والقيمة الحقيقية له.

3. التركيز على النمو

تشرَّب رواد الأعمال فكرة النمو بما فيه الكفاية وصار من البديهي لأي مشروع أن يكون النمو على رأس قائمة أهدافه، وبغض النظر عن جدوى النمو للمشروع وإذا ما كان ذلك قرارًا صائبًا أم لا ومدى استعداد المشروع والقائمين عليه لفعل ذلك.

تفشل نحو 70% من المشاريع الناشئة بسبب استراتيجيات النمو السريع غير المدروس، لذا من المحتمل جدًا أن يكون قرار التركيز على النمو خاطئًا. إذ قد تحتاج جوانب أخرى هذا التركيز، ربما لا يمتلك المشروع الموارد الكافية واللازمة للنمو، أو أن فريق العمل غير مستعدًا بعد لهذا القرار.

طبعًا هذا لا يعني أن قرار نمو المشروع دائمًا خاطئ، ولكن على رائد الأعمال دراسة كل حيثيات المشروع وما يمتلكه من مؤهلات وموارد، ومن ثم تقرير أي الجوانب التي يجب التركيز عليها فعلًا، هل هي المبيعات، أو خدمة العملاء، أو تطوير المنتج، أم النمو والتوسع لأسواق جديدة؟

4. الوثوق في الحدس

 

على الرغم من صعوبة الإقرار بشكل كلي بصدق أو خطأ الحدس الشخصي، فالكثير من الشركات الكبيرة والناجحة اليوم بدأت فكرة عابرة في ذهن مؤسسيها، تويتر وانستقرام وبنتريست أمثلة جيدة على ذلك، إلا أنه ليس دائمًا حدسك خيارًا جيدًا لتأسيس شركة، وغالبًا ما سيكون مخاطرة كبيرة.

وبغض النظر إذا ما كنت مستعدًا لمخاطرة من هذا النوع أم لا، فمن الأفضل لك التأكد من جدوى حدسك وإذا ما كان هناك أية عوامل أو أفكار أو أدلة تؤيد هذا الحدس وتدعم ما لديك من أفكار. بوضوح أكثر يجب أن تتأكد إذا ما كان هناك فئة من الناس مستعدون لتبني فكرتك ودفع المال مقابل ما ستقدمه لهم سواء خدمة أو منتج.

الأمر يتطلب الكثير من البحث والدراسة والتحليل لبيانات وأرقام ودراسات سوق وفئة مستهدفة حتى تتمكن من الوصول إلى القرار الصحيح بخصوص جدوى الاعتماد على حدسك أم لا.

الاعتماد بشكل مفرط على الحدس الشخصي لتأسيس مشروع ودون التأكد من جدوى الفكرة وإذا ما كان هناك أية عوامل تدعمها وتؤيدها أمر خاطئ كليًا ومن المحتمل أن يؤدي بنا إلى نتائج سلبية كبيرة على المشروع.

5. قرارات التوظيف الخاطئة

رواد الأعمال المبتدئين هم أكثر من يرتكب الأخطاء المتعلقة بسياسات وقرارات التوظيف في مشاريعهم، ولذلك تأثيرات عدة على مختلف جوانب العمل، بدءًا من التكاليف المادية إلى ضعف الإنتاجية مرورًا بالتأثير على سمعة المشروع وغياب ثقافة العمل المتوازنة.

أبرز الأسباب التي تؤدي إلى قرارات توظيف خاطئة الاعتماد على العلاقات الشخصية في التوظيف وليس على المؤهلات المهنية، توكيل مهام التوظيف إلى أشخاص غير مؤهلين بشكل جيد لإدارة الموارد البشرية، وصعوبة تتبع أداء العاملين بشكل مباشر، بالإضافة إلى مواجهة صعوبة في جذب أشخاصًا مؤهلين ويمتلكون المهارات اللازمة فعلًا للمشروع.

ما يزيد الأمر سوءًا هو أن تأثيرات قرارات التوظيف الخاطئة لا تظهر بشكل مباشر وإنما قد يحتاج الموضوع بعض الوقت لحين اكتشاف الأخطاء وتأثيراتها بهذا الشأن، وما لذلك من تأثير على عمل المشروع ومخرجاته ككل.

6. المشروع أولًا وليس العميل

المشروع مهم وما تقدمه فيه من منتجات أو خدمات كذلك، ولكن العميل هو الأهم، فمهما أبدعت في صناعة منتج فريد ومميز وبجودة عالية لن تحقق أرباحًا دون وجود عميل على استعداد لدفع المال وشراء المنتج.

يسيء رواد الأعمال المبتدئين فهم هذه المعادلة، وسرعان ما تجد جل تركيزهم منصبًا على المشروع أو المنتج الرئيسي فيه متجاهلين كليًا حاجة العميل وما يتطلع له من هذا المنتج. مهما كان منتجك متميزًا وفريدًا. ركز على تجربة المستخدم مع هذا المنتج وإذا ما كان يقدم منفعة حقيقة للعميل ويلبي طموحاته.

وفي حال لم تنجح بتطبيق هذه المعادلة على مشروعك سيكون من السهل على العملاء التخلي عنك والتوجه نحو مشروع آخر منافس لك يقدم منتجًا عمليًا ويحقق تطلعات العملاء من خلاله وما يبحثون عنه.

7. تجاهل المنافسين

 

على الرغم من أن استراتيجيات تجاهل المنافسين كانت فكرة ناجحة في الكثير من الصناعات سابقًا، إلا أنها لم تعد تجدي نفعًا اليوم مع توسع الأسواق ونمو المبيعات وظهور أسواق التجارة الإلكترونية التي لا تعرف حدودًا أو سوقًا واحدة وإنما خلقت أجواء منافسة مفتوحة عابرة للحدود، لذلك في حال نصحك أحدهم اليوم بتجاهل المنافسين لمشروعك فقد يكون من الأفضل لك تجاهله هو عوضًا عن تجاهل المنافس.

بحث ودراسة المنافسين يقدم لك فهمًا أعمق وأفضل للسوق والمستهلكين والمجال الذي سينشط فيه مشروعك، سيمنحك نظرة أوسع على طبيعة العملاء والفئات المستهدفة من الجمهور وخصائصهم وما الذي يبحثون عنه على صعيد المنتجات أو الخدمات المقدمة.

وبالتالي من شأن ذلك أن يوفر عليك الكثير من الوقت والجهد، عوضًا عن التجربة والتعلم من ممارساتك أنت، يمكنك إجراء دراسة شاملة لمنافسيك والتعلم من ممارساتهم واستثمار تلك النتائج لصالح مشروعك، لتكون بذلك وفرت الكثير من الجهد والوقت.

8. عدم اختبار الفكرة أو المنتج

 

من الطبيعي أن نعجب بأفكارنا ونمتلك حماسًا وشغفًا تجاهها، وبالتالي نؤمن بنجاحها وقيمتها بغض النظر إذا ما كانت الفكرة فعلًا كذلك أم لا، وحتى في حال سؤال الأشخاص من حولنا عنها أو اختبارها عليهم من الوارد جدًا أن ينتقل حماسنا تجاه الفكرة لهم، وبالتالي قد لا نتوصل من هكذا اختبار إلى نتيجة صحيحة تمامًا.

من الأفضل اختبار فكرتك على نطاق أوسع بعيدًا عن دائرة معارفك والأشخاص الذين تربطك بهم علاقة شخصية، خطأ من هذا النوع يحول دون دراسة جدوى كافيةٍ للفكرة ومدى القبول الذي يمكن أن تلقاه من الجمهور المستهدف.

على أي منصة مناسبة، أنشئ إعلانًا عن الخدمة أو المنتج الذي تنوي تقديمه وتابع مقدار تفاعل الفئة المستهدفة من الجمهور مع الإعلان ومدى تقبلهم للفكرة التي تنوي العمل عليها.

طبعًا هناك العديد من استراتيجيات الاختبار الأخرى التي يمكن الاعتماد عليها للتأكد من جدوى الفكرة بشكلها الأولي وقبل تنفيذها بشكل فعلي.

9. العمل بمفردك

من الشائع جدًا أن ينتاب رائد الأعمال المبتدئ إحساسًا بأنه هو أفضل من يقوم بالمهمة ويكاد يكون الوحيد الذي يعرف ما الذي يجب عليه فعلًا، ولكن من المؤسف أن نخبرك بعدم صحة هذا الإحساس، فمهما كنت شخصًا ذا مواهب ومهارات متعددة وقادرًا على التعلم بسرعة عالية، لن يكون بإمكانك فعل كل شيء يحتاجه مشروعك، وفي حال خاطرت بذلك لن تصل إلى نتائج مرضية إطلاقًا.

عوضًا عن استهلاك الكثير من الوقت في محاولة تنفيذ مهام لا تتقن متطلباتها، من الأفضل توظيف متخصصين بهذا الجانب واستثمار وقتك في جوانب تتقنها وتعرف كيف تتعامل معها.

تخلى عن فكرة العمل بمفردك، فمهما كان مشروعك صغيرًا أو متناهي الصغر من الطبيعي وجود أمور لا تتقن العمل عليها وبالتالي يتعين عليك الاستعانة بآخرين، يمكنك توظيف مستقلين متخصصين بالعمل الذي تحتاجه حيث سيقوم المستقل بتنفيذ المهام التي تريدها باتفاق بينك وبينه، وبذلك لن تكون مضطرًا لتوظيف أشخاص بشكل دائم، استعن بمنصة مستقل للحصول على خدمات مستقلين في التخصصات التي يحتاجها مشروعك.

10. الإفراط

الإفراط في العمل على المشروع أو الإفراط في الشغف تجاه الفكرة من المصاعب البارزة في حياة رواد الأعمال، إذ كثيرًا ما يؤدي بهم ذلك إلى حالة من الإرهاق والانعزال الاجتماعي ومن ثم خساراتهم لشبكة الأمان من حولهم، هذا بالإضافة إلى حالة عدم اليقين التي تحيط بهذا النوع من الأعمال.

كل ذلك من شأنه أن يؤدي إلى ما يعرف بـ “الاحتراق الوظيفي” والذي يكلف قطاع الأعمال في الولايات المتحدة سنويًا أكثر من 300 مليار دولار.

العمل على مشروعك الخاص أمر ممتع على الرغم من مصاعب البدايات والعقبات التي قد تواجهها، ولكن تجنب أن يقودك الحماس للإفراط والمبالغة في العمل حتى لا يعطي ذلك نتائج عكسية غير متوقعة ترتد بالسلب على مشروعك وما تقوم به من أعمال.

هذه أبرز أخطاء رواد الأعمال في البدايات والمراحل الأولى من العمل، بالمجمل جميعها تعد أمورًا وجوانب مهمة من المشروع والخطأ فيها سيؤدي حتمًا إلى نتائج غير مرغوبة بالنسبة لك كصاحب مشروع وقد ينسف الكثير من جهودك المبذولة، لهذا السبب خذ هذه القائمة من الأخطاء على محمل الجد في مشوارك الريادي وانتبه لكل التفاصيل المرتبطة بها حتى تحاول قدر الإمكان تجنبها.

التعامل مع ضغط العمل لدى موظفيك
فوائد العصف الذهني للمشاريع وفرق العمل

Leave a Comment