مقدمة عن الالتزام التنظيمي :
يعد الالتزام من الظواهر المهمة في حياة البشرية بشكل عام ، وفي منظمات الأعمال بشكل خاص ، ونتيجة لذلك فقد برزت الحاجة إلى دراسة السلوك الإنساني في المنظمات بغرض تحفيزه وزيادة التزامه ، مما أدي إلى ظهور العديد من النظريات وإجراء الكثير من الأبحاث الميدانية والتطبيقية في الفترة الأخيرة ، والتي هدفت في معظمها إلى تحديد العوامل المؤثرة .
وتشير الأدبيات الإدارية إلى أن الالتزام التنظيمي Oranizational Commitment أصبح من أكثر المسائل التي تشغل بال إدارة المنظمات ، إلا أن مفهومه العلمي الصحيح لم يحظ بالاهتمام المطلوب من قبل المختصين في العالم الغربي إلا في نهاية الستينات وأوائل السبعينات وهناك من تناول الالتزام من طرفي المشتري أو الزبون أو المنتفع من الخدمة ، وهو يعبر عن التزامه تجاه جهد المورد للسلع أو الخدمة باستمرار التعامل معه ، ويعبر عن الولاء .
ونظراً لتعدد الأدبيات في تحديد مفهوم الالتزام التنظيمي من زوايا مختلفة ، وفضلاً عن كون الالتزام التنظيمي من المواضيع المعقدة ضمن حقل السلوك التنظيمي ، سنقوم فيما يلي باستعراض مستفيض حول مفهوم وأهمية الالتزام ، وخصائص الالتزام وأبعاده ، أنواع الالتزام ، بالإضافة إلى طرق قياسه وذلك بهدف فهمه من جميع جوانبه .
مفهوم الالتزام التنظيمي :
عرف Smith الالتزام بأنه الرغبة الفردية في بذل مستوي عالٍ من الجهد لصالح المنظمة والرغبة الشديدة للبقاء فيها ومن ثم قبول أهدافها .
وحدده Veccbio بأنه الرغبة التي يبديها الفرد في التفاعل الاجتماعي من أجل تزويد المنظمة بالحيوية والنشاط ومنحها الولاء . وبين Kiesler أن الالتزام يشير إلى قوة إيمان الفرد وقبوله بأهداف المنظمة وقيمها ، والرغبة في بذل قصاري الجهود لصالحها والمحافظة علي عضويته فيها .
كما ويعرف Zaltman & DeshPande الالتزام بأنه ” رغبة مستمرة للمحافظة علي العلاقة القيمة ” . فالالتزام لم يلعب دوراً أساسياً في العلاقات من وجهة نظر البائع .
وينشأ مفهوم الالتزام من علم النفس الصناعي / المؤسساتي ، وقد تم النظر إليه كنية أو قصد لاستمرارية مجال أو نشاط من مجالات الفعل ، مثل المحافظة علي علاقة مع شرك من شركاء العمل .
ويعرف Geyskens, et..al الالتزام بالحاجة المفهومة للمحافظة علي علاقة أحيطت بنتيجة هامة متوقعة أو تكاليف متغيرة ترتبط بالانصراف . وينظر إلى الالتزام كرأي مهم جداً في تطوير سبل العلاقات الطويلة المدى أو كرد فعل مستحسن وفاعل . ولذلك فإن الالتزام هو فكرة نفسية للعقل ، يتشكل من خلالها موقف يتعلق باستمرار العلاقة مع العميل في العمل .
أهمية الالتزام التنظيمي :
لقد أكدت العديد من الدراسات علي أهمية الالتزام ومدى تأثيره علي المستوي الفردي والتنظيمي ، بل تعدي بعض الدراسات إلى تأثير الالتزام علي المستوي الاجتماعي والقومي ، ومن نتائج هذه الدراسات :
1- التأكيد علي ارتفاع تكلفة التغيب والتأخير عن العمل وتسرب العمالة من المنظمة وانخفاض درجات الرضا الوظيفي ، كما سلطت ذات النتائج الضوء علي أهمية البحث عن الأسباب المؤدية لخلق مثل تلك الظواهر السابقة والمكلفة والتي تستنزف جهد وإمكانيات المنظمات .
2- التأكيد علي الأهمية الواضحة للالتزام التنظيمي خاصة فيما يتعلق بالتأثير الإيجابي للالتزام التنظيمي علي مجموعة الظواهر السلبية وخفض آثارها ، إذ أوضحت تلك الدراسات أن راتفاع مستوي الالتزام التنظيمي في بيئة العمل ينتج عنه انخفاض في مستويات مجموعة الظواهر السلبية ، وفي مقدمتها تأتي ظاهرتا الغياب والتهرب من أداء العمل .
3- التأكيد علي أن اهمية الالتزام التنظيمي باعتباره احد المتغيرات المهمة التي يمكن الاعتماد عليها مؤشراً للتنبؤ بمستويات معدل دوران العمل وتغيب العاملين .
4- العلاقة الواضحة بين الالتزام التنظيمي والإنتاجية ، حيث أكد الباحثون أن الالتزام لدي العامل الياباني نتيجة لطبيعة ثقافته ، هو السبب الأساسي لتفوق المصانع والمنظمات اليابانية علي مثيلاتها من المصانع والمنظمات الأمريكية ز
5- التأكيد علي أهمية متغير الالتزام التنظيمي من خلال ارتباط ذلك المتغير بمجموعة المخرجات المهمة والتي يأتي في مقدمتها الأداء الوظيفي ، السلوك الاجتماعي داخل الوظيفة ، والاتجاهات الإيجابية نحو العمل إضافة إلى المبادرة والإبداع .
وبسبب أهمية الالتزام ، فإن توفر العوامل التي تؤثر في الالتزام تكون هامة ، وتتضمن نوعية الخدمة ( جودتها ) والرضا ، ويعتبران بنيتين أساسيتين في ميدان تسويق الخدمات ، ومرتبطتين بالالتزام ، ومن ثم ، فإن دراسات عديدة في مجال التسويق بالعلاقة قد أظهرت أن هذين العاملين يبدوان حاسمين في التأثير علي الالتزام .
ويؤكد شفيق علي متطلبات التزام المنظمة ، بالآتي :
1- تزويد العملاء بأفضل العروض الممكنة .
2- المحافظة علي مستويات الأداء .
3- تصميم وتوجيه كافة الأنشطة ، والعمليات ، والإجراءات في المنظمة للوفاء بالالتزامات التي قطعتها علي نفسها .
4- التحسين المستمر في الخدمات ، والسلع التي تقدمها المنظمة .
5- عدم وضع معايير غامضة قابلة للعديد من التفسيرات المختلفة .
6- عدم إعلان المنظمة علي بعض المعايير التي لا تنوي تحقيقها .
أبعاد الالتزام التنظيمي :
اتجه العديد من الدراسات إلى تشخيص عدد من الأبعاد للاستدلال بها عن مستوي الالتزام وتحديد طبيعة تأثيره في المتغيرات التنظيمية والسلوكية .
هذا وسيتم استعراض الأبعاد التي حددها نموذج الالتزام مدى الحياة ، وهي كل من الولاء ، والمسؤولية ، والرغبة في العمل ، والإيمان بالمنظمة أبعاداً يمكن من خلالها التعبير عن الالتزام التنظيمي ، وفيما يري توضيح لهذه الأبعاد :
1- الولاء التنظيمي :
يري البعض أن أساس الولاء هو درجة تكرارية الشراء السائدة للماركة ، ولكن الفرد قد يكرر الشراء لماركة ما نتيجة عدم وجود بدائل مقنعة وعديدة لديه .
وبالتالي فإن الولاء الموجود قد لا يكون له أي أساس منطقي كبير لعدم توافر بدائل مقنعة من المنتج ، ولاعتبارات أخرى قد يكون أهمها مستوي القدرات الشرائية المتوفرة لهذا الفرد أو ذلك .
ويعرف الولاء التنظيمي بأنه قوة تطابق الفرد مع منظمته وارتباطه بها ، ويشير إلى عدم رغبة العاملين في ترك المنظمة التي يعملون فيها لحصولهم علي المكاسب المختلفة من حوافز ومكانة اجتماعية وحرية مهنية ، وهو الالترباط النفسي الذي يربط الفرد بالمنظمة مما يدفعه للاندماج في العمل وإلى تبني قيم المنظمة .
ومما سبق نجد أن مفهوم الولاء التنظيمي هو أحد أبعاد الالتزام التنظيمي حيث إن كليهما يمثل الرغبة الشديدة بالبقاء وتبني قيم وأهداف المنظمة والعمل علي تحقيق أهدافها .
2- المسؤولية تجاه المنظمة :
قد يكون من الصعف تحديد مفهوم المسؤولية أو قياسها بسبب تعارض الآراء حول هذا المفهوم إلا أنه يمكن حصر معناها في معنيين رئيسيين هما ، المسؤولية القانونية ، والأخلاقية ، أما المسؤولية القانونية فهي شبيهة في معناها للمساءلة وتعني ” محاسبة الموظف المقصر من قبل رؤسائه الإداريين والسياسيين الذين يمكنهم توقيع العقوبة عليه ، أما المسؤولية الأخلاقية فهي شبيهة في معناها للولاء أو الانتماء ويقظة الضمير ، وتعني : المسؤولية التي يشعر بها الموظفون تجاه الفعاليات التي يتصل بها عملهم .
فالمسؤولية تجاه المنظمة تعني إحساس الفرد بالالتزام نحو البقاء في المنظمة وذلك مقابل الدعم الجيد الذي تقدمه المنظمة لمنتسبيها والسماح لهم بالمشاركة والتفاعل الإيجابي ، ليس فقط في تحديد الإجراءات وكيفية تنفيذ العمل ، بل المساهمة في وضع الأهداف ورسم السياسات العامة للمنظمة ، مما يجعل الفرد يمتنع عن ترك المنظمة لكونه ملتزماً أخلاقياً في تكمين المنظمة في تحقيق هذه الأهداف وتنفيذ السياسات التي شارك في وضعها وكذلك لالتزامه بأخلاق المهنة التي تحتم عليه البقاء في المنظمة .
4- الرغبة بالاستمرار بالعمل في المنظمة :
يتمثل بعد الالتزام بالاستمرار بالعمل في المنظمة ببعد الالتزام التنظيمي المستمر ، وإن درجة التزام الفرد في هذه الحالة تقاس بالقيمة الاستثمارية التي يحققها الفرد لو استمر في المنظمة مقابل ما سيفقده لو قرر الالتحاق بجهات أخرى ، حيث إن تقييم الفرد لأهمية البقاء مع المنظمة يتأثر بمجموعة من العوامل منها التقدم في السن وطول مدة الخدمة ، والتي تعتبر من المؤشرات الرئيسة لوجود رغبة لدي الفرد في الاستمرار في عمله .
حيث إن الفرد استثمر جزءاً لا بأس به من حياته في المنظمة وأي تفريط أو تساهل من قبله بمثابة خسارة له ، خاصة إذا كانت أوجه الاستثمار هذه غير قابلة للنقل إلى عمل آخر ، وبما أن الفرد يعطي قيمة للعلاقات الشخصية مع زملاء العمل والتي بنيت عبر السنين .
ونظام التقاعد قد يختلف من منظمة لأخرى والمهارات النادرة قد ترتبط بمنظمة دون الأخري ، فالأفراد الذين تقدمت بهم السن قد يفضلون البقاء بالمنظمة نظراً لتضاؤل فرص العمل بالنسبة لهم في أماكن أخرى .
5- الإيمان بالمنظمة :
يعني مدى إيمان الأفراد بالمنظمة التي يعملون بها ومدى افتخارهم بعضويتها ، ويتكون هذا البعد لدي الفرد بمدى معرفته للخصائص المميزة لعمله ودرجة استقلالية وأهمية وكيان وتنوع المهارات المطلوبة ، وقرب المشرفين ، وتوجيههم له .
كما يتأثر بدرجة إحساس الفرد بأن البيئة التنظيمية التي يعمل بها تسمح له بالمشاركة الفعالة في مجريات اتخاذ القرارات سواء فيما يتعلق بالعمل أو يخصه هو ، وكل هذا يجعله يفتخر بانتمائه لمنظمته وعرض نشاطاتها بشكل إيجابي ععند حديثه للآخرين عنها ، وتبني مشاكلها كما لو كانت مشكلته الخاصة ، والشعور بوجود جو أخوي يربطه بعمله .
أنواع الالتزام :
قسم Geyskens, et al الالتزام إلى ثلاثة أنواع ، هي :
الالتزام العاطفي Affective ( ارتباط عاطفي بسبب المتشابهة والتماثل ) ، والالتزام المحسوب Calculative ( ويعزي الارتباط إلى أسباب ذرائعية وأحياناً يسمي الالتزام المصلحي أي وجود مصلحة في استمرار التعامل وكثيراً ما يطلق عليه أيضاً من قبل الباحثين الالتزام المستمر Continuance ، والالتزام المعياري Normative .
وتتعلق جميع عناصر الالتزام هذه بمجالات نفسية ، مع أنها تنشأ من حوافر مختلفة من أجل المحافظة علي العلاقة بين المنظمة والعاملين فيها .
فالالتزام العاطفي يعني أن المؤسسات تريد أن تبقي علي العلاقة مع العاملين ، لأنهم يحبون شريكهم ، وكذلك الاستمتاع بالشراكة والشعور بحس من الولاء والانتماء .
أما الالتزام المحسوب فهو المدى الذي يدرك فيه الشريكان الحاجة لإيجاد علاقة تعزي إلى التكاليف الهامة المتغيرة والمتوقعة أو إلى نقص في البدائل .
أما الالتزام المعياري يعني أن الشركاء يبقون في علاقات لأنهم يشعرون بأن عليهم فعل ذلك .
وفي الأدبيات ، يوجد وجهتا نظر مهيمنتان في الالتزام المؤسساتي ، وبناء علي إحدى وجهات النظر ، يكون الالتزام حالة فاعلة من حالات العقل التي تكون للفرد تجاه العلاقة مع فرد آخر . ويسمي هذا النوع من الالتزام العاطفي ، ويحدث الالتزام العاطفي من قبل شخص يشارك ويعرف القيم الخاصة بالمؤسسة ويضفي عليها صفة ذاتية .
ويقوم الالتزام العاطفي علي إحساس بالمحبة والاتصال العاطفي بالشراكة ، وينظر الطرف الآخر إلى الالتزام علي أنه سلوكي أكثر من كونه مؤثراً . ويشار إلى هذه الصيغة كالتزام محسوب وينشأ من تقييم معرفي للاستحقاق الذرائعي للعلاقة المستمرة مع المؤسسة ، ويعد الالتزام العاطفي الأكثر فاعلية في الحافظة علي العلاقات المتبادلة النافعة وتطويرها بين الشركاء ، ويكون للإلتزام العاطفي تأثير إيجابي علي :
– نية البقاء في علاقة .
– الرغبة في البقاء في علاقة .
– الأداء .
– الاستعداد للاستثمار في علاقة .
وهناك من يري أن أنواع الالتزام التنظيمي ، هي كما يلي :
1- الالتزام باستمرار العلاقة Continuance Commitment :
وهو نفسه الالتزام المحسوب ويشير الالتزام الاستمراري إلى قوة رغبة الفرد ليبقي في العمل بمنظمة معينة لاعتقاده بأن ترك العمل فيها يكلفه الكثير .
فكلما طالبت مدة خدمة الفرد في المنظمة فإن تركه لها سيفقده الكثير مما اسثمره فيها علي مدار الوقت مثل ( خطط المعاشات ، والصداقة الحميمة لبعض الأفراد ) وكثير من الافراد لا يرغب في التضحية بتلك الأمور ، ومثل هؤلاء الأفراد يقال فيهم : إن درجة ولائهم الاستمراري عالية .
2- الالتزام العاطفي Affective Commitment :
ويعبر عن قوة رغبة الفرد في الاستمرار بالعمل في منظمة معينة ، لأنه موافق علي أهدافها وقيمها ويريد المشاركة في تحقيق تلك الأدهاف . وأحيانا تمر بعض المنظمات بفترات تغير جوهرية قد تتغير فيها بعض أهداف وقيم المنظمة ، وهنا يسأل الفرد نفسه : إذا كان باستطاعته التكيف مع الأهداف والقيم الجديدة ، فإذا كانت الإجابة نعم ، فإنه يستمر بالمنظمة أما إذا وجد أنه سيصعب عليه التكيف ، فسيترك العمل بالمنظمة .
3- الالتزام المعياري Normative Commitment :
وهو يشير إلى شعور الفرد بأنه ملتزم بالبقاء في المنظمة بسبب ضغوط الآخرين ، فالأشخاص الذين يقوي لديهم الالتزام المعياري يأخذون في حسابهم إلى حد كبير ما يمكن أن يقوله الآخرون لو ترك العمل بالمنظمة . فهو أي الفرد ، لا يريد أن يسبب قلقاً لمنظمته أو يترك انطباعاً سيئاً لدي زملائه بسبب تركه العمل . إذن فهو التزام أدبي حتى ولو كان علي حساب نفسه .
مقدمة عن الالتزام التنظيمي :
يعد الالتزام من الظواهر المهمة في حياة البشرية بشكل عام ، وفي منظمات الأعمال بشكل خاص ، ونتيجة لذلك فقد برزت الحاجة إلى دراسة السلوك الإنساني في المنظمات بغرض تحفيزه وزيادة التزامه ، مما أدي إلى ظهور العديد من النظريات وإجراء الكثير من الأبحاث الميدانية والتطبيقية في الفترة الأخيرة ، والتي هدفت في معظمها إلى تحديد العوامل المؤثرة .
وتشير الأدبيات الإدارية إلى أن الالتزام التنظيمي Oranizational Commitment أصبح من أكثر المسائل التي تشغل بال إدارة المنظمات ، إلا أن مفهومه العلمي الصحيح لم يحظ بالاهتمام المطلوب من قبل المختصين في العالم الغربي إلا في نهاية الستينات وأوائل السبعينات وهناك من تناول الالتزام من طرفي المشتري أو الزبون أو المنتفع من الخدمة ، وهو يعبر عن التزامه تجاه جهد المورد للسلع أو الخدمة باستمرار التعامل معه ، ويعبر عن الولاء .
ونظراً لتعدد الأدبيات في تحديد مفهوم الالتزام التنظيمي من زوايا مختلفة ، وفضلاً عن كون الالتزام التنظيمي من المواضيع المعقدة ضمن حقل السلوك التنظيمي ، سنقوم فيما يلي باستعراض مستفيض حول مفهوم وأهمية الالتزام ، وخصائص الالتزام وأبعاده ، أنواع الالتزام ، بالإضافة إلى طرق قياسه وذلك بهدف فهمه من جميع جوانبه .
مفهوم الالتزام التنظيمي :
عرف Smith الالتزام بأنه الرغبة الفردية في بذل مستوي عالٍ من الجهد لصالح المنظمة والرغبة الشديدة للبقاء فيها ومن ثم قبول أهدافها .
وحدده Veccbio بأنه الرغبة التي يبديها الفرد في التفاعل الاجتماعي من أجل تزويد المنظمة بالحيوية والنشاط ومنحها الولاء . وبين Kiesler أن الالتزام يشير إلى قوة إيمان الفرد وقبوله بأهداف المنظمة وقيمها ، والرغبة في بذل قصاري الجهود لصالحها والمحافظة علي عضويته فيها .
كما ويعرف Zaltman & DeshPande الالتزام بأنه ” رغبة مستمرة للمحافظة علي العلاقة القيمة ” . فالالتزام لم يلعب دوراً أساسياً في العلاقات من وجهة نظر البائع .
وينشأ مفهوم الالتزام من علم النفس الصناعي / المؤسساتي ، وقد تم النظر إليه كنية أو قصد لاستمرارية مجال أو نشاط من مجالات الفعل ، مثل المحافظة علي علاقة مع شرك من شركاء العمل .
ويعرف Geyskens, et..al الالتزام بالحاجة المفهومة للمحافظة علي علاقة أحيطت بنتيجة هامة متوقعة أو تكاليف متغيرة ترتبط بالانصراف . وينظر إلى الالتزام كرأي مهم جداً في تطوير سبل العلاقات الطويلة المدى أو كرد فعل مستحسن وفاعل . ولذلك فإن الالتزام هو فكرة نفسية للعقل ، يتشكل من خلالها موقف يتعلق باستمرار العلاقة مع العميل في العمل .
أهمية الالتزام التنظيمي :
لقد أكدت العديد من الدراسات علي أهمية الالتزام ومدى تأثيره علي المستوي الفردي والتنظيمي ، بل تعدي بعض الدراسات إلى تأثير الالتزام علي المستوي الاجتماعي والقومي ، ومن نتائج هذه الدراسات :
1- التأكيد علي ارتفاع تكلفة التغيب والتأخير عن العمل وتسرب العمالة من المنظمة وانخفاض درجات الرضا الوظيفي ، كما سلطت ذات النتائج الضوء علي أهمية البحث عن الأسباب المؤدية لخلق مثل تلك الظواهر السابقة والمكلفة والتي تستنزف جهد وإمكانيات المنظمات .
2- التأكيد علي الأهمية الواضحة للالتزام التنظيمي خاصة فيما يتعلق بالتأثير الإيجابي للالتزام التنظيمي علي مجموعة الظواهر السلبية وخفض آثارها ، إذ أوضحت تلك الدراسات أن راتفاع مستوي الالتزام التنظيمي في بيئة العمل ينتج عنه انخفاض في مستويات مجموعة الظواهر السلبية ، وفي مقدمتها تأتي ظاهرتا الغياب والتهرب من أداء العمل .
3- التأكيد علي أن اهمية الالتزام التنظيمي باعتباره احد المتغيرات المهمة التي يمكن الاعتماد عليها مؤشراً للتنبؤ بمستويات معدل دوران العمل وتغيب العاملين .
4- العلاقة الواضحة بين الالتزام التنظيمي والإنتاجية ، حيث أكد الباحثون أن الالتزام لدي العامل الياباني نتيجة لطبيعة ثقافته ، هو السبب الأساسي لتفوق المصانع والمنظمات اليابانية علي مثيلاتها من المصانع والمنظمات الأمريكية ز
5- التأكيد علي أهمية متغير الالتزام التنظيمي من خلال ارتباط ذلك المتغير بمجموعة المخرجات المهمة والتي يأتي في مقدمتها الأداء الوظيفي ، السلوك الاجتماعي داخل الوظيفة ، والاتجاهات الإيجابية نحو العمل إضافة إلى المبادرة والإبداع .
وبسبب أهمية الالتزام ، فإن توفر العوامل التي تؤثر في الالتزام تكون هامة ، وتتضمن نوعية الخدمة ( جودتها ) والرضا ، ويعتبران بنيتين أساسيتين في ميدان تسويق الخدمات ، ومرتبطتين بالالتزام ، ومن ثم ، فإن دراسات عديدة في مجال التسويق بالعلاقة قد أظهرت أن هذين العاملين يبدوان حاسمين في التأثير علي الالتزام .
ويؤكد شفيق علي متطلبات التزام المنظمة ، بالآتي :
1- تزويد العملاء بأفضل العروض الممكنة .
2- المحافظة علي مستويات الأداء .
3- تصميم وتوجيه كافة الأنشطة ، والعمليات ، والإجراءات في المنظمة للوفاء بالالتزامات التي قطعتها علي نفسها .
4- التحسين المستمر في الخدمات ، والسلع التي تقدمها المنظمة .
5- عدم وضع معايير غامضة قابلة للعديد من التفسيرات المختلفة .
6- عدم إعلان المنظمة علي بعض المعايير التي لا تنوي تحقيقها .
أبعاد الالتزام التنظيمي :
اتجه العديد من الدراسات إلى تشخيص عدد من الأبعاد للاستدلال بها عن مستوي الالتزام وتحديد طبيعة تأثيره في المتغيرات التنظيمية والسلوكية .
هذا وسيتم استعراض الأبعاد التي حددها نموذج الالتزام مدى الحياة ، وهي كل من الولاء ، والمسؤولية ، والرغبة في العمل ، والإيمان بالمنظمة أبعاداً يمكن من خلالها التعبير عن الالتزام التنظيمي ، وفيما يري توضيح لهذه الأبعاد :
1- الولاء التنظيمي :
يري البعض أن أساس الولاء هو درجة تكرارية الشراء السائدة للماركة ، ولكن الفرد قد يكرر الشراء لماركة ما نتيجة عدم وجود بدائل مقنعة وعديدة لديه .
وبالتالي فإن الولاء الموجود قد لا يكون له أي أساس منطقي كبير لعدم توافر بدائل مقنعة من المنتج ، ولاعتبارات أخرى قد يكون أهمها مستوي القدرات الشرائية المتوفرة لهذا الفرد أو ذلك .
ويعرف الولاء التنظيمي بأنه قوة تطابق الفرد مع منظمته وارتباطه بها ، ويشير إلى عدم رغبة العاملين في ترك المنظمة التي يعملون فيها لحصولهم علي المكاسب المختلفة من حوافز ومكانة اجتماعية وحرية مهنية ، وهو الالترباط النفسي الذي يربط الفرد بالمنظمة مما يدفعه للاندماج في العمل وإلى تبني قيم المنظمة .
ومما سبق نجد أن مفهوم الولاء التنظيمي هو أحد أبعاد الالتزام التنظيمي حيث إن كليهما يمثل الرغبة الشديدة بالبقاء وتبني قيم وأهداف المنظمة والعمل علي تحقيق أهدافها .
2- المسؤولية تجاه المنظمة :
قد يكون من الصعف تحديد مفهوم المسؤولية أو قياسها بسبب تعارض الآراء حول هذا المفهوم إلا أنه يمكن حصر معناها في معنيين رئيسيين هما ، المسؤولية القانونية ، والأخلاقية ، أما المسؤولية القانونية فهي شبيهة في معناها للمساءلة وتعني ” محاسبة الموظف المقصر من قبل رؤسائه الإداريين والسياسيين الذين يمكنهم توقيع العقوبة عليه ، أما المسؤولية الأخلاقية فهي شبيهة في معناها للولاء أو الانتماء ويقظة الضمير ، وتعني : المسؤولية التي يشعر بها الموظفون تجاه الفعاليات التي يتصل بها عملهم .
فالمسؤولية تجاه المنظمة تعني إحساس الفرد بالالتزام نحو البقاء في المنظمة وذلك مقابل الدعم الجيد الذي تقدمه المنظمة لمنتسبيها والسماح لهم بالمشاركة والتفاعل الإيجابي ، ليس فقط في تحديد الإجراءات وكيفية تنفيذ العمل ، بل المساهمة في وضع الأهداف ورسم السياسات العامة للمنظمة ، مما يجعل الفرد يمتنع عن ترك المنظمة لكونه ملتزماً أخلاقياً في تكمين المنظمة في تحقيق هذه الأهداف وتنفيذ السياسات التي شارك في وضعها وكذلك لالتزامه بأخلاق المهنة التي تحتم عليه البقاء في المنظمة .
4- الرغبة بالاستمرار بالعمل في المنظمة :
يتمثل بعد الالتزام بالاستمرار بالعمل في المنظمة ببعد الالتزام التنظيمي المستمر ، وإن درجة التزام الفرد في هذه الحالة تقاس بالقيمة الاستثمارية التي يحققها الفرد لو استمر في المنظمة مقابل ما سيفقده لو قرر الالتحاق بجهات أخرى ، حيث إن تقييم الفرد لأهمية البقاء مع المنظمة يتأثر بمجموعة من العوامل منها التقدم في السن وطول مدة الخدمة ، والتي تعتبر من المؤشرات الرئيسة لوجود رغبة لدي الفرد في الاستمرار في عمله .
حيث إن الفرد استثمر جزءاً لا بأس به من حياته في المنظمة وأي تفريط أو تساهل من قبله بمثابة خسارة له ، خاصة إذا كانت أوجه الاستثمار هذه غير قابلة للنقل إلى عمل آخر ، وبما أن الفرد يعطي قيمة للعلاقات الشخصية مع زملاء العمل والتي بنيت عبر السنين .
ونظام التقاعد قد يختلف من منظمة لأخرى والمهارات النادرة قد ترتبط بمنظمة دون الأخري ، فالأفراد الذين تقدمت بهم السن قد يفضلون البقاء بالمنظمة نظراً لتضاؤل فرص العمل بالنسبة لهم في أماكن أخرى .
5- الإيمان بالمنظمة :
يعني مدى إيمان الأفراد بالمنظمة التي يعملون بها ومدى افتخارهم بعضويتها ، ويتكون هذا البعد لدي الفرد بمدى معرفته للخصائص المميزة لعمله ودرجة استقلالية وأهمية وكيان وتنوع المهارات المطلوبة ، وقرب المشرفين ، وتوجيههم له .
كما يتأثر بدرجة إحساس الفرد بأن البيئة التنظيمية التي يعمل بها تسمح له بالمشاركة الفعالة في مجريات اتخاذ القرارات سواء فيما يتعلق بالعمل أو يخصه هو ، وكل هذا يجعله يفتخر بانتمائه لمنظمته وعرض نشاطاتها بشكل إيجابي ععند حديثه للآخرين عنها ، وتبني مشاكلها كما لو كانت مشكلته الخاصة ، والشعور بوجود جو أخوي يربطه بعمله .
أنواع الالتزام :
قسم Geyskens, et al الالتزام إلى ثلاثة أنواع ، هي :
الالتزام العاطفي Affective ( ارتباط عاطفي بسبب المتشابهة والتماثل ) ، والالتزام المحسوب Calculative ( ويعزي الارتباط إلى أسباب ذرائعية وأحياناً يسمي الالتزام المصلحي أي وجود مصلحة في استمرار التعامل وكثيراً ما يطلق عليه أيضاً من قبل الباحثين الالتزام المستمر Continuance ، والالتزام المعياري Normative .
وتتعلق جميع عناصر الالتزام هذه بمجالات نفسية ، مع أنها تنشأ من حوافر مختلفة من أجل المحافظة علي العلاقة بين المنظمة والعاملين فيها .
فالالتزام العاطفي يعني أن المؤسسات تريد أن تبقي علي العلاقة مع العاملين ، لأنهم يحبون شريكهم ، وكذلك الاستمتاع بالشراكة والشعور بحس من الولاء والانتماء .
أما الالتزام المحسوب فهو المدى الذي يدرك فيه الشريكان الحاجة لإيجاد علاقة تعزي إلى التكاليف الهامة المتغيرة والمتوقعة أو إلى نقص في البدائل .
أما الالتزام المعياري يعني أن الشركاء يبقون في علاقات لأنهم يشعرون بأن عليهم فعل ذلك .
وفي الأدبيات ، يوجد وجهتا نظر مهيمنتان في الالتزام المؤسساتي ، وبناء علي إحدى وجهات النظر ، يكون الالتزام حالة فاعلة من حالات العقل التي تكون للفرد تجاه العلاقة مع فرد آخر . ويسمي هذا النوع من الالتزام العاطفي ، ويحدث الالتزام العاطفي من قبل شخص يشارك ويعرف القيم الخاصة بالمؤسسة ويضفي عليها صفة ذاتية .
ويقوم الالتزام العاطفي علي إحساس بالمحبة والاتصال العاطفي بالشراكة ، وينظر الطرف الآخر إلى الالتزام علي أنه سلوكي أكثر من كونه مؤثراً . ويشار إلى هذه الصيغة كالتزام محسوب وينشأ من تقييم معرفي للاستحقاق الذرائعي للعلاقة المستمرة مع المؤسسة ، ويعد الالتزام العاطفي الأكثر فاعلية في الحافظة علي العلاقات المتبادلة النافعة وتطويرها بين الشركاء ، ويكون للإلتزام العاطفي تأثير إيجابي علي :
– نية البقاء في علاقة .
– الرغبة في البقاء في علاقة .
– الأداء .
– الاستعداد للاستثمار في علاقة .
وهناك من يري أن أنواع الالتزام التنظيمي ، هي كما يلي :
1- الالتزام باستمرار العلاقة Continuance Commitment :
وهو نفسه الالتزام المحسوب ويشير الالتزام الاستمراري إلى قوة رغبة الفرد ليبقي في العمل بمنظمة معينة لاعتقاده بأن ترك العمل فيها يكلفه الكثير .
فكلما طالبت مدة خدمة الفرد في المنظمة فإن تركه لها سيفقده الكثير مما اسثمره فيها علي مدار الوقت مثل ( خطط المعاشات ، والصداقة الحميمة لبعض الأفراد ) وكثير من الافراد لا يرغب في التضحية بتلك الأمور ، ومثل هؤلاء الأفراد يقال فيهم : إن درجة ولائهم الاستمراري عالية .
2- الالتزام العاطفي Affective Commitment :
ويعبر عن قوة رغبة الفرد في الاستمرار بالعمل في منظمة معينة ، لأنه موافق علي أهدافها وقيمها ويريد المشاركة في تحقيق تلك الأدهاف . وأحيانا تمر بعض المنظمات بفترات تغير جوهرية قد تتغير فيها بعض أهداف وقيم المنظمة ، وهنا يسأل الفرد نفسه : إذا كان باستطاعته التكيف مع الأهداف والقيم الجديدة ، فإذا كانت الإجابة نعم ، فإنه يستمر بالمنظمة أما إذا وجد أنه سيصعب عليه التكيف ، فسيترك العمل بالمنظمة .
3- الالتزام المعياري Normative Commitment :
وهو يشير إلى شعور الفرد بأنه ملتزم بالبقاء في المنظمة بسبب ضغوط الآخرين ، فالأشخاص الذين يقوي لديهم الالتزام المعياري يأخذون في حسابهم إلى حد كبير ما يمكن أن يقوله الآخرون لو ترك العمل بالمنظمة . فهو أي الفرد ، لا يريد أن يسبب قلقاً لمنظمته أو يترك انطباعاً سيئاً لدي زملائه بسبب تركه العمل . إذن فهو التزام أدبي حتى ولو كان علي حساب نفسه .
ذات صلة:
No related posts.
GFX4arab
مهتم بالجرافيكس وملحقاته اشرف حاليا على موقع www.gfx4arab.com