التسويق بين الماضي والحاضر والمستقبل
بداية التسويق مُبهمة حتى الآن، ويوجد اختلاف بين المؤرخين والعلماء في ذلك، فمنهم من يقول إنه بدأ منذ العصور القديمة في عمليات المقايضة وتبادل السلع، والبعض الأخر يشير إلى أن التسويق بدأ في العقود التالية للثروة الصناعية والتي تغير فيها مفهوم التسويق الذي كان يركز على المنتج إلى التسويق الذي يركز على المستهلك.
فبعد الثورة الصناعية ذات المنافسة، أصبحت هناك حاجة لاستخدام تقنيات التسويق لزيادة المبيعات التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من المنافسة، المتمثلة في التركيز على تحقيق رغبات العملاء، وتحسين طرق التوزيع، وترويج المنتجات والتواصل مع المستهلك. فقد أصبح الهدف الشاغل هو إقناع العميل بأن المنتج أو الخدمة هي الأفضل في السوق. وقد كان الاعتماد في ذلك الوقت على بعض الأنشطة التسويقية من التسويق الشخصي والإعلانات المطبوعة مثل المجلات، والصحف، إضافةً إلى استخدام الراديو والتلفزيون.
وفي عصرنا الحالي، لا نشهد تغيرًا على الأهداف التسويقية، ولا على مستوى مفاهيمه، ولكن تغيرت الأنشطة التسويقية المتبعة من قبل إدارات التسويق والمسوقين، ففي البداية ظهرت أجهزة الكمبيوتر، ومن ثم الإنترنت في الفترة من 1995 إلى 2002 الذي أحدثت تحولًا كبيرًا بدخول الرقمنة إلى التسويق. فنجد الآن التسويق عبر محركات البحث، ومنصات التواصل الاجتماعي، والبريد الإلكتروني وغيرها من القنوات التي تشكل الهيكل الأساسي للتسويق اليوم.
في المستقبل، من الممكن أن نشهد تغيرًا في التقنيات المستخدمة في التسويق، حتى في المزيج التسويقي نفسه، فيتحول من كونه يركز على المنتج والمكان والترويج والسعر (4Ps)، إلى التركيز على المشاركة، والخبرة، والتفرد والتعاطف، إضافة إلى التغير في شخصية المستهلك المتمثلة في جيل الألفية الذي يعد من أكثر الأجيال ارتباطًا بالتكنولوجيا.
كل هذه التغييرات تؤدي إلى تغير في تقنيات التسويق، فيُستخدم الذكاء الاصطناعي للتوقع برغبات المستهلكين أو ما يسمى بالتحليل التنبؤي، وفي روبوتات الدردشة، إضافة إلى البحث والتفاعلات الصوتية والتي بدأت الآن في Google أو Siri أو Amazon Echo، ولا ننس استخدام الواقع المعزز والواقع الافتراضي لتحديد مواصفات المنتجات. وهذا من شأنه أن يغير أو يضيف بعض المهارات التسويقية التي يجب أن يتحلى بها المسوقين.
المهام الرئيسية لقسم التسويق
بعد هذه الإطلالة السريعة على حاضر ومستقبل التسويق، يكون الوقت قد حان للحديث عن المهام والأدوار التي ينفذها مدير فريق التسويق لتحقيق متطلبات التسويق في وقتنا الحاضر. صحيح أن أغلب هذه المهام تشمل الفريق كله، لكن ينبغي بوصفك مديرًا للتسويق أن تكون مُلمًا بها، لأنك سوف تكون على رأس الهرم، وجميع المسؤوليات توكل إليك في نهاية المطاف.
1. إجراء بحوث التسويق
يجب أن يبدأ كل شيء بالبحث، وهذا ما تركز عليه إدارة التسويق في كل خطوة تخطوها، إذ إنها تدرس السوق المكون من المنافسين والجمهور المستهدف، والتعرف على شخصياتهم واحتياجاتهم ونقاط الضعف والفرص التي يمكن استغلالها، وتحليل وضع الشركة الحالي (الداخلي والخارجي) عبر الوسائل المختلفة، سواء بالبحث الميداني أو على منصات التواصل الاجتماعي أو بإنشاء الاستبيانات.
ومن خلال بحوث التسويق، سيكون لدى إدارة التسويق تصور عما ستكون عليه القرارات التسويقية، بناءً على البيانات التي تم جمعها، ومن ثم تحويل هذه البيانات إلى معلومات يمكن الاستفادة منها، في اتخاذ القرارات، ومن أمثلة المعلومات التي يمكن البناء عليها في هذه المرحلة، التعرف على:
- حاجات ورغبات العملاء المستهدفين.
- الميزات التي تتمتع بها خدمات ومنتجات المنافسين.
- نقاط الضعف لدى المنافسين.
2. وضع الأهداف التسويقية الخاصة بالمؤسسة
بعد إجراء بحوث التسويق، على إدارة التسويق في كل مؤسسة أن تقيّم الفرص المتاحة للشركة، وتعمل على وضع الأهداف الخاصة بها لاستغلال هذه الفرص، فطبيعة السوق المتغيرة تجعل من المهم التخطيط لهذه الأهداف لمواجهة أيّ تحديات مستقبلية.
ولأن هذه الأهداف جزء مهم من الخطة التسويقية، فيجب أن تتصف بالذكاء، أيّ أن تكون قابلة للقياس، والتحقق، وواقعية ومحددة بالزمن، ومن أمثلة هذه الأهداف:
- زيادة الوعي بالعلامة التجارية.
- جذب عملاء جدد والاحتفاظ بالعملاء الحاليين.
- زيادة مبيعات وربحية الشركة لنسبة معينة.
- زيادة حصة الشركة في السوق الحالي، وتعريفها على أسواق جديدة.
3. تخطيط الأنشطة التسويقية
حتى تحقق الأهداف، لا بد من أن تكون هناك أنشطة أو مهام، تتسم بالتنظيم والتخطيط، وهذا ما تركز عليه إدارة التسويق، إذ تقيس الاستراتيجيات التسويقية وتخطط لجميع الأنشطة الترويجية، من تصميم المنتجات، والترويج للعلامة التجارية للشركة حتى التخطيط لعمليات البيع والتوزيع، ووضع الميزانيات لهذه الأنشطة، ومن ثم مراقبة الأداء.
وعملية التخطيط يمكن أن تكون طويلة الأجل تمتد من خمس سنوات وأكثر، ومتوسطة المدى من سنة إلى خمس سنوات، وقصيرة الأجل من أسبوع إلى شهر. ويهدف التخطيط طويل المدى إلى وضع بعض الاستراتيجيات والرؤى التي تشكل مستقبل الشركة.
4. تخطيط المنتجات
يبدأ تخطيط المنتج عندما ترغب المؤسسة في تقديم منتج جديد للسوق، فيجمع فريق التسويق الأفكار عن المنتجات التي يمكن تقديمها، استنادًا على معلومات دراسة السوق، والتي يمثل فيها العملاء المصدر الخصب والأول لهذه الأفكار، مع الوضع في الحسبان أنه يمكن أن تُحدد هذه الأفكار من المصادر الداخلية.
بعد ذلك، تقيم هذه النتائج للتأكد من ربحيتها ومدى توفر المواد الخام والخبرات اللازمة لإنتاجها مع التناغم مع استراتيجيات المؤسسة، وتحليل المخاطر المستقبلية، ثم تحول الفكرة من الورق إلى منتج ليتم اختباره، وتتواصل مهام إدارة التسويق في تحديد الجمهور المستهدف، وتسعير المنتج، وتحديد الزمن المناسب لإطلاقه وكيف يتم إطلاقه والترويج له.
ليس هناك تسويق من دون ترويج فهو جزء أساسي من أيّ خطة التسويقية، لهذا نجده من مهام إدارة التسويق، مشتملًا على الترويج للمنتجات والخدمات والعلامة التجارية، بهدف زيادة المبيعات، وتعريف العملاء بالمنتجات، وزيادة الوعي بالعلامة التجارية وغيرها من الأهداف التي تصب في مصلحة الشركة، وتمارس إدارة التسويق العديد من الأنشطة الترويجية ومنها:
- البيع الشخصي.
- العلاقات العامة.
- الإعلانات التلفزيونية.
- الإعلانات على المجلات والصحف.
- الإعلانات على منصات التواصل الاجتماعي، البريد الإلكتروني ومحركات البحث.
6. تسعير المنتجات
السعر في حد ذاته بجعله ميزة تنافسية، يمكن التعويل عليها، مما سيعود على الشركة بالكثير من النفع، فنجده يؤثر على معدل الاحتفاظ بالعملاء وجذبهم مؤثرًا بالزيادة أو النقصان على حصة الشركة السوقية، واستمراريتها. ويعد التسعير عاملًا مهمًا لتغطية التكاليف التسويقية وغير التسويقية. وفي هذا الصدد تولي إدارة التسويق للتسعير أهمية عظمى؛ لأنه مرتبط مع أهدافها الموضوعة مُسبقًا.
فتبدأ بوضع استراتيجيات التسعير، بعد التعرف على أسعار المنافسين، وحساب تكلفة المنتج، وضع السوق من حيث المنتجات البديلة والمكملة والوضع الاقتصادي وسياسات الدولة وتوقعات المشترين.
7. توزيع المنتجات
أيضًا تتولى إدارة التسويق مهمة توزيع المنتجات، وتعد تلك العملية من عناصر المزيج التسويقي المهمة. فيبدأ مدير التسويق بتحديد القنوات المناسبة لتوزيع منتجات الشركة، فربما يعتمد على التوزيع المباشر أو من خلال تجار التجزئة أو الجملة أو على التوزيع المتعدد القنوات بعد التعرف على طبيعة المستهلك، السوق والعوامل المتعلقة بالشركة.
توكل مهمة تكوين فريق التسويق لمدير التسويق مباشرةً، الذي يجمع أفضل المواهب والخبرات، ومن ثم يقودهم لتحقيق أهداف المؤسسة التسويقية، وهذا يدل على أن نجاح فريق التسويق يبدأ من المدير، الذي يمثل إدارة التسويق، ودعنا نقف قليلًا في هذه الجزئية ونتناول كيفية تكوين فريق تسويق ناجح، ونتحدث عن التحديات التي تعيق ذلك:
كيفية تكوين فريق تسويق ناجح؟
يوجد نوعين من فرق التسويق، الأولى هي الفرق التي تكون على أرض الواقع والتي تمارس التسويق الميداني أو من الممكن أن نقول التسويق التقليدي إضافةً إلى التسويق الرقمي. والنوع الثاني من الفرق هي الفرق الرقمية وهي التي يقتصر دورها على أداء أنشطة التسويق الرقمي، وبالتأكيد هناك اختلاف في التحديات التي تواجه كل نوع، لكنهما يعدان متجانسين من حيث عوامل النجاح، والتي تتمثل في:
أولًا: تحديد الأهداف
قبل البدء في تكوين الفريق، من المستحسن وضع بعض الأهداف العامة، التي بضوئها تُكتشف معالم الطريق من الموارد والخبرات المفتقر إليها في مسيرة تحقيق هذه الأهداف، وبالتأكيد تتبعها أهداف أخرى أكثر تحديدًا بعد تكوين الفريق وتحديد الأدوار.
ثانيًا: اختيار أعضاء الفريق بعناية
بعد تحديد الأهداف، يبدأ مدير التسويق في وضع كل هدف على الطاولة ومن ثم استعراض الخبرات والمهارات اللازمة لتحقيقه، وبناءً عليها ينتقي أعضاء الفريق. واختيار الأشخاص الخطأ سيحُدث قصور في تحقيق هذه الأهداف .لذا، من الضروري اختيار أعضاء الفريق بدقة والتأكد من أن لديهم الخبرة والمهارة الكافية لتنفيذ المهام وتحقيق الأهداف الفنية، إلى جانب بعض الصفات الشخصية الهامة لتكوين فريق تجمعه روح التعاون والعمل ضمن الفريق، وأن يكونوا أصحاب أفكار ورؤى مختلفة ومبدعين.
ثالثًا: تحديد الأدوار وإدارة عملية صُنع القرار
تحديد الأدوار لأعضاء الفريق أمر مهم، حتى لا يصيبهم الإرباك والتشويش عند بدء العمل. فالتهاون في هذا الأمر من شانه أن يحدث صراع على أنشطة بعينها. ولتحديد الأدوار يحتاج مدير الفريق لتصنيف المواهب والخبرات، ومن ثم تحديد الأهداف المراد تحقيقها، ومطابقة الأهداف مع الخبرات.
على سبيل المثال، إذا كان لأحد أعضاء الفريق خبرة في التسويق على منصات التواصل الاجتماعي، من الممكن توكيله بمهمة إدارة منصات التواصل الاجتماعي، لتحقيق هدف المؤسسة المتمثل في زيادة الوعي بالعلامة التجارية، والأمر كذلك لباقي الأعضاء في الفريق.
رابعًا: تدريب أعضاء الفريق
بعد اختيار أعضاء الفريق المناسبين من حيث المهارات والخبرات، من المستحسن إشراكهم في عملية تدريب شاملة، ولا سيما أنهم سيعملون ضمن فريق واحد والذي يحتاج لمهارات معينة، وأيضًا قد توكل لهم بعض المهام التي لم تمر عليهم من قبل. وهذا التدريب من الممكن أن يكون في بعض الجوانب الفنية، أو في سبيل تحقيق التعاون والعمل كفريق واحد.
لكن أولًا، وقبل ممارسة أيّ نشاط تدريبي، من المهم تحديد الفجوة التدريبية والاحتياجات لكل فرد في الفريق، ومن ثم تقدير تكاليف التدريب والعائد المتوقع منه، واختيار أفضل المدربين والتقنيات التدريبية مع إمكانية اللجوء إلى التدريب الداخلي من خلال الموظفين الأكفاء أو التدريب الخارجي لدى المراكز المتخصصة أو على الإنترنت. ودائمًا في أثناء ونهاية التدريب لا بد من قياس مدى تقدم المتدربين في العملية التدريبية.
خامسًا: بناء الثقة بين أعضاء الفريق
الفرق ذات الإنتاجية العالية، هي فرق مكونة من أعضاء ذو مهارات وخبرات وثقة بينهم في أعلى مستوياتها. وهذه الثقة تمثل أساس التعامل بين أعضاء الفريق، ومدى قيامهم بالمهام وتحقيقها، ومن دونها قد لا يتحقق التعاون الذي يسفر عنه تحقيق المهام والأهداف الموضوعة، ويصبح جل الأمر خلافات تنشأ بين حين وآخر مما يخلق ضعف في الأداء.
والثقة بين أعضاء الفريق يجب أن تكون الشاغل الوحيد لمدير التسويق، فيبدأ في عقد المناسبات لزيادة تآلفهم، ووضع كل شخص في مكانه المناسب، فلا يمكن لأحد أن يثق في شخص يراه أنه غير كفء. كذلك لا بد من تعزيز مبدأ المساواة والمناصفة والابتعاد عن التشكيك في قراراتهم ومنحهم الفرصة لدعم بعضهم البعض.
التسويق بين الماضي والحاضر والمستقبل
بداية التسويق مُبهمة حتى الآن، ويوجد اختلاف بين المؤرخين والعلماء في ذلك، فمنهم من يقول إنه بدأ منذ العصور القديمة في عمليات المقايضة وتبادل السلع، والبعض الأخر يشير إلى أن التسويق بدأ في العقود التالية للثروة الصناعية والتي تغير فيها مفهوم التسويق الذي كان يركز على المنتج إلى التسويق الذي يركز على المستهلك.
فبعد الثورة الصناعية ذات المنافسة، أصبحت هناك حاجة لاستخدام تقنيات التسويق لزيادة المبيعات التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من المنافسة، المتمثلة في التركيز على تحقيق رغبات العملاء، وتحسين طرق التوزيع، وترويج المنتجات والتواصل مع المستهلك. فقد أصبح الهدف الشاغل هو إقناع العميل بأن المنتج أو الخدمة هي الأفضل في السوق. وقد كان الاعتماد في ذلك الوقت على بعض الأنشطة التسويقية من التسويق الشخصي والإعلانات المطبوعة مثل المجلات، والصحف، إضافةً إلى استخدام الراديو والتلفزيون.
وفي عصرنا الحالي، لا نشهد تغيرًا على الأهداف التسويقية، ولا على مستوى مفاهيمه، ولكن تغيرت الأنشطة التسويقية المتبعة من قبل إدارات التسويق والمسوقين، ففي البداية ظهرت أجهزة الكمبيوتر، ومن ثم الإنترنت في الفترة من 1995 إلى 2002 الذي أحدثت تحولًا كبيرًا بدخول الرقمنة إلى التسويق. فنجد الآن التسويق عبر محركات البحث، ومنصات التواصل الاجتماعي، والبريد الإلكتروني وغيرها من القنوات التي تشكل الهيكل الأساسي للتسويق اليوم.
في المستقبل، من الممكن أن نشهد تغيرًا في التقنيات المستخدمة في التسويق، حتى في المزيج التسويقي نفسه، فيتحول من كونه يركز على المنتج والمكان والترويج والسعر (4Ps)، إلى التركيز على المشاركة، والخبرة، والتفرد والتعاطف، إضافة إلى التغير في شخصية المستهلك المتمثلة في جيل الألفية الذي يعد من أكثر الأجيال ارتباطًا بالتكنولوجيا.
كل هذه التغييرات تؤدي إلى تغير في تقنيات التسويق، فيُستخدم الذكاء الاصطناعي للتوقع برغبات المستهلكين أو ما يسمى بالتحليل التنبؤي، وفي روبوتات الدردشة، إضافة إلى البحث والتفاعلات الصوتية والتي بدأت الآن في Google أو Siri أو Amazon Echo، ولا ننس استخدام الواقع المعزز والواقع الافتراضي لتحديد مواصفات المنتجات. وهذا من شأنه أن يغير أو يضيف بعض المهارات التسويقية التي يجب أن يتحلى بها المسوقين.
المهام الرئيسية لقسم التسويق
بعد هذه الإطلالة السريعة على حاضر ومستقبل التسويق، يكون الوقت قد حان للحديث عن المهام والأدوار التي ينفذها مدير فريق التسويق لتحقيق متطلبات التسويق في وقتنا الحاضر. صحيح أن أغلب هذه المهام تشمل الفريق كله، لكن ينبغي بوصفك مديرًا للتسويق أن تكون مُلمًا بها، لأنك سوف تكون على رأس الهرم، وجميع المسؤوليات توكل إليك في نهاية المطاف.
1. إجراء بحوث التسويق
يجب أن يبدأ كل شيء بالبحث، وهذا ما تركز عليه إدارة التسويق في كل خطوة تخطوها، إذ إنها تدرس السوق المكون من المنافسين والجمهور المستهدف، والتعرف على شخصياتهم واحتياجاتهم ونقاط الضعف والفرص التي يمكن استغلالها، وتحليل وضع الشركة الحالي (الداخلي والخارجي) عبر الوسائل المختلفة، سواء بالبحث الميداني أو على منصات التواصل الاجتماعي أو بإنشاء الاستبيانات.
ومن خلال بحوث التسويق، سيكون لدى إدارة التسويق تصور عما ستكون عليه القرارات التسويقية، بناءً على البيانات التي تم جمعها، ومن ثم تحويل هذه البيانات إلى معلومات يمكن الاستفادة منها، في اتخاذ القرارات، ومن أمثلة المعلومات التي يمكن البناء عليها في هذه المرحلة، التعرف على:
2. وضع الأهداف التسويقية الخاصة بالمؤسسة
بعد إجراء بحوث التسويق، على إدارة التسويق في كل مؤسسة أن تقيّم الفرص المتاحة للشركة، وتعمل على وضع الأهداف الخاصة بها لاستغلال هذه الفرص، فطبيعة السوق المتغيرة تجعل من المهم التخطيط لهذه الأهداف لمواجهة أيّ تحديات مستقبلية.
ولأن هذه الأهداف جزء مهم من الخطة التسويقية، فيجب أن تتصف بالذكاء، أيّ أن تكون قابلة للقياس، والتحقق، وواقعية ومحددة بالزمن، ومن أمثلة هذه الأهداف:
3. تخطيط الأنشطة التسويقية
حتى تحقق الأهداف، لا بد من أن تكون هناك أنشطة أو مهام، تتسم بالتنظيم والتخطيط، وهذا ما تركز عليه إدارة التسويق، إذ تقيس الاستراتيجيات التسويقية وتخطط لجميع الأنشطة الترويجية، من تصميم المنتجات، والترويج للعلامة التجارية للشركة حتى التخطيط لعمليات البيع والتوزيع، ووضع الميزانيات لهذه الأنشطة، ومن ثم مراقبة الأداء.
وعملية التخطيط يمكن أن تكون طويلة الأجل تمتد من خمس سنوات وأكثر، ومتوسطة المدى من سنة إلى خمس سنوات، وقصيرة الأجل من أسبوع إلى شهر. ويهدف التخطيط طويل المدى إلى وضع بعض الاستراتيجيات والرؤى التي تشكل مستقبل الشركة.
4. تخطيط المنتجات
يبدأ تخطيط المنتج عندما ترغب المؤسسة في تقديم منتج جديد للسوق، فيجمع فريق التسويق الأفكار عن المنتجات التي يمكن تقديمها، استنادًا على معلومات دراسة السوق، والتي يمثل فيها العملاء المصدر الخصب والأول لهذه الأفكار، مع الوضع في الحسبان أنه يمكن أن تُحدد هذه الأفكار من المصادر الداخلية.
بعد ذلك، تقيم هذه النتائج للتأكد من ربحيتها ومدى توفر المواد الخام والخبرات اللازمة لإنتاجها مع التناغم مع استراتيجيات المؤسسة، وتحليل المخاطر المستقبلية، ثم تحول الفكرة من الورق إلى منتج ليتم اختباره، وتتواصل مهام إدارة التسويق في تحديد الجمهور المستهدف، وتسعير المنتج، وتحديد الزمن المناسب لإطلاقه وكيف يتم إطلاقه والترويج له.
5. الإعلان والترويج
ليس هناك تسويق من دون ترويج فهو جزء أساسي من أيّ خطة التسويقية، لهذا نجده من مهام إدارة التسويق، مشتملًا على الترويج للمنتجات والخدمات والعلامة التجارية، بهدف زيادة المبيعات، وتعريف العملاء بالمنتجات، وزيادة الوعي بالعلامة التجارية وغيرها من الأهداف التي تصب في مصلحة الشركة، وتمارس إدارة التسويق العديد من الأنشطة الترويجية ومنها:
6. تسعير المنتجات
السعر في حد ذاته بجعله ميزة تنافسية، يمكن التعويل عليها، مما سيعود على الشركة بالكثير من النفع، فنجده يؤثر على معدل الاحتفاظ بالعملاء وجذبهم مؤثرًا بالزيادة أو النقصان على حصة الشركة السوقية، واستمراريتها. ويعد التسعير عاملًا مهمًا لتغطية التكاليف التسويقية وغير التسويقية. وفي هذا الصدد تولي إدارة التسويق للتسعير أهمية عظمى؛ لأنه مرتبط مع أهدافها الموضوعة مُسبقًا.
فتبدأ بوضع استراتيجيات التسعير، بعد التعرف على أسعار المنافسين، وحساب تكلفة المنتج، وضع السوق من حيث المنتجات البديلة والمكملة والوضع الاقتصادي وسياسات الدولة وتوقعات المشترين.
7. توزيع المنتجات
أيضًا تتولى إدارة التسويق مهمة توزيع المنتجات، وتعد تلك العملية من عناصر المزيج التسويقي المهمة. فيبدأ مدير التسويق بتحديد القنوات المناسبة لتوزيع منتجات الشركة، فربما يعتمد على التوزيع المباشر أو من خلال تجار التجزئة أو الجملة أو على التوزيع المتعدد القنوات بعد التعرف على طبيعة المستهلك، السوق والعوامل المتعلقة بالشركة.
8. تكوين فريق التسويق
توكل مهمة تكوين فريق التسويق لمدير التسويق مباشرةً، الذي يجمع أفضل المواهب والخبرات، ومن ثم يقودهم لتحقيق أهداف المؤسسة التسويقية، وهذا يدل على أن نجاح فريق التسويق يبدأ من المدير، الذي يمثل إدارة التسويق، ودعنا نقف قليلًا في هذه الجزئية ونتناول كيفية تكوين فريق تسويق ناجح، ونتحدث عن التحديات التي تعيق ذلك:
كيفية تكوين فريق تسويق ناجح؟
يوجد نوعين من فرق التسويق، الأولى هي الفرق التي تكون على أرض الواقع والتي تمارس التسويق الميداني أو من الممكن أن نقول التسويق التقليدي إضافةً إلى التسويق الرقمي. والنوع الثاني من الفرق هي الفرق الرقمية وهي التي يقتصر دورها على أداء أنشطة التسويق الرقمي، وبالتأكيد هناك اختلاف في التحديات التي تواجه كل نوع، لكنهما يعدان متجانسين من حيث عوامل النجاح، والتي تتمثل في:
أولًا: تحديد الأهداف
قبل البدء في تكوين الفريق، من المستحسن وضع بعض الأهداف العامة، التي بضوئها تُكتشف معالم الطريق من الموارد والخبرات المفتقر إليها في مسيرة تحقيق هذه الأهداف، وبالتأكيد تتبعها أهداف أخرى أكثر تحديدًا بعد تكوين الفريق وتحديد الأدوار.
ثانيًا: اختيار أعضاء الفريق بعناية
بعد تحديد الأهداف، يبدأ مدير التسويق في وضع كل هدف على الطاولة ومن ثم استعراض الخبرات والمهارات اللازمة لتحقيقه، وبناءً عليها ينتقي أعضاء الفريق. واختيار الأشخاص الخطأ سيحُدث قصور في تحقيق هذه الأهداف .لذا، من الضروري اختيار أعضاء الفريق بدقة والتأكد من أن لديهم الخبرة والمهارة الكافية لتنفيذ المهام وتحقيق الأهداف الفنية، إلى جانب بعض الصفات الشخصية الهامة لتكوين فريق تجمعه روح التعاون والعمل ضمن الفريق، وأن يكونوا أصحاب أفكار ورؤى مختلفة ومبدعين.
ثالثًا: تحديد الأدوار وإدارة عملية صُنع القرار
تحديد الأدوار لأعضاء الفريق أمر مهم، حتى لا يصيبهم الإرباك والتشويش عند بدء العمل. فالتهاون في هذا الأمر من شانه أن يحدث صراع على أنشطة بعينها. ولتحديد الأدوار يحتاج مدير الفريق لتصنيف المواهب والخبرات، ومن ثم تحديد الأهداف المراد تحقيقها، ومطابقة الأهداف مع الخبرات.
على سبيل المثال، إذا كان لأحد أعضاء الفريق خبرة في التسويق على منصات التواصل الاجتماعي، من الممكن توكيله بمهمة إدارة منصات التواصل الاجتماعي، لتحقيق هدف المؤسسة المتمثل في زيادة الوعي بالعلامة التجارية، والأمر كذلك لباقي الأعضاء في الفريق.
رابعًا: تدريب أعضاء الفريق
بعد اختيار أعضاء الفريق المناسبين من حيث المهارات والخبرات، من المستحسن إشراكهم في عملية تدريب شاملة، ولا سيما أنهم سيعملون ضمن فريق واحد والذي يحتاج لمهارات معينة، وأيضًا قد توكل لهم بعض المهام التي لم تمر عليهم من قبل. وهذا التدريب من الممكن أن يكون في بعض الجوانب الفنية، أو في سبيل تحقيق التعاون والعمل كفريق واحد.
لكن أولًا، وقبل ممارسة أيّ نشاط تدريبي، من المهم تحديد الفجوة التدريبية والاحتياجات لكل فرد في الفريق، ومن ثم تقدير تكاليف التدريب والعائد المتوقع منه، واختيار أفضل المدربين والتقنيات التدريبية مع إمكانية اللجوء إلى التدريب الداخلي من خلال الموظفين الأكفاء أو التدريب الخارجي لدى المراكز المتخصصة أو على الإنترنت. ودائمًا في أثناء ونهاية التدريب لا بد من قياس مدى تقدم المتدربين في العملية التدريبية.
خامسًا: بناء الثقة بين أعضاء الفريق
الفرق ذات الإنتاجية العالية، هي فرق مكونة من أعضاء ذو مهارات وخبرات وثقة بينهم في أعلى مستوياتها. وهذه الثقة تمثل أساس التعامل بين أعضاء الفريق، ومدى قيامهم بالمهام وتحقيقها، ومن دونها قد لا يتحقق التعاون الذي يسفر عنه تحقيق المهام والأهداف الموضوعة، ويصبح جل الأمر خلافات تنشأ بين حين وآخر مما يخلق ضعف في الأداء.
والثقة بين أعضاء الفريق يجب أن تكون الشاغل الوحيد لمدير التسويق، فيبدأ في عقد المناسبات لزيادة تآلفهم، ووضع كل شخص في مكانه المناسب، فلا يمكن لأحد أن يثق في شخص يراه أنه غير كفء. كذلك لا بد من تعزيز مبدأ المساواة والمناصفة والابتعاد عن التشكيك في قراراتهم ومنحهم الفرصة لدعم بعضهم البعض.
ذات صلة:
No related posts.
admin