تعريف WordPress

يُعد نظام ووردبريس WordPress من أهم الأدوات التكنولوجية التي توفرها شبكة الإنترنت للمستخدمين في جميع أنحاء العالم، خاصةً أنه يُمثل أهمية قصوى عند إنشاء موقع إلكتروني أو تصميم صفحات الويب، فمن خلال هذا النظام التقني يكون بمقدورك إنشاء متجر إلكتروني أو مدونة ووردبريس احترافية أو تطبيق للهواتف الذكية دون تعلم أي لغة من لغات البرمجة.

ثم أن نظام ووردبريس بمنزلة تطبيق مجاني مفتوح المصدر، إذ يسمح للمطورين تعديل البرمجة وإعادة المشاركات وتوزيعها حسب اهتمامات وأولويات كل مستخدم على حِدة، إضافةً إلى أنه يُتيح لجميع مستخدميه لوحة تحكم شاملة يمكن بواسطتها نشر المحتوى الرقمي سواء كان نصوص أو مقاطع فيديو أو وسائط متعددة أو صور أو رسوم متحركة، وما إلى ذلك.

ومنذ إطلاق نظام ووردبريس في مايو من عام 2003، حقق شهرة عالمية وذاع صيته بين مستخدمي الإنترنت لا سيما أنه يتمتع بسهولة الاستخدام، ويدعم ما يزيد عن 70 لغة عالمية من بينها اللغة العربية والإنجليزية والإسبانية والألمانية وغيرها.

نشأة وتطور ووردبريس

مرت منصة ووردبريس بالعديد من التطورات والتغيرات منذ إصدارها قبل 18 عامًا، حينما قرر المطور “مايك ليتيل” والمطور”مات مولنويغ” إطلاق النسخة الأولى من هذا النظام الذي نال إعجاب العديد من المطورين والمستخدمين في تلك الفترة رغم أنه كان يقتصر على إنشاء مدونة ووردبريس الشخصية وإدارة مقالاتها، وسرعان ما شهدت إضافات تقنية متطورة ساعدت في انتشار النظام.

لم تمر سوى أشهر قليلة إلا تم إطلاق إصدار جديد تضمّن مِيزة قوية اشتهر بها تمثلت في الإضافات أو الـ Plugins، وذلك في عام 2004. فقد سمحت هذه الأداة للمطورين ومالكي المواقع الإلكترونية بزيادة الوظائف التقنية في مواقعهم، فأتاحت إنشاء المواقع بمختلف أشكالها وأنواعها، سواء كانت مواقع خدمية أو إخبارية أو تجارية، وذلك إلى جانب تخصصها الأساسي المتمثل في إنشاء المدونات.

ومن خلال هذه المِيزة، تمت إضافة خاصية النشر التلقائي على الشبكات الاجتماعية وتحسين الموقع لمحركات البحث SEO وإعداد نموذجات الاتصال، إلى جانب إضافة وسائل الدفع الرقمية بشتى أنواعها وإضافات التخزين التلقائي التي ساهمت في زيادة سرعة صفحات المواقع بدرجة كبيرة.

وفي العام 2005، أعلنت منصة WordPress عن إطلاق ميزات أخرى جذبت الآلاف من مستخدمي الإنترنت، حيث أتاحت ميزتي الصفحات Pages وكذلك القوالب Themes، اللتين وفرتا مزايا عدّة للمطورين، مثل القدرة على تحديد وتصميم المواقع وهيكلتها حسب رغبة مالكيها، إضافةً إلى إمكانية تصميم أي نوع من أنواع مواقع الويب مع اختلاف أغراضها المتعددة.

واستمرت منصة ووردبريس في ابتكار الأدوات والميزات التي شكلت قوة جذب هائلة للمستخدمين والمطورين في جميع أنحاء العالم، فقد سمحت بتغيير واجهة المستخدم في عام 2007، ووفرت ميزة أنواع المنشورات المخصصة Custom Post Types، وكذلك ميزة التصنيفات المخصصة Custom Taxonomies خلال عام 2010، ومن ثم حقق نظام ووردبريس نجاحًا كبيرًا في سنوات معدودات.

أما في عام 2012، دعم نظام ووردبريس مستخدميه بميزة أخرى حينما أضاف واجهة رسومية مُستحدثة للوحة التحكم في البرنامَج وقد أُطلق عليها اسم المُخصص Customizer التي أتاحت لأصحاب مواقع الويب تخصيص إعدادات مواقعهم ومدوناتهم الإلكترونية إلى جانب مشاهدة النتائج على الواجهة الأمامية دون الحاجة إلى تحميل صفحات الويب مرة أخرى.

وهكذا حقق ووردبريس المزيد من الطفرات النوعية خلال السنوات الماضية لمواكبة البيئات التكنولوجية المتغيرة وتقديم أفضل خدمة لمالكي المواقع وأصحاب المتاجر الإلكترونية والمدونات الشخصية ومنصات التجارة الإلكترونية من خلال تعدد إصدارات ووردبريس وتنوعها وتطورها، بما يخدم المطورين والمستخدمين من رواد الأعمال وأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

الفرق بين WordPress.org وWordPress.com

يجب التفرقة بين WordPress.org وWordPress.com، فعلى الرغم من كونهما تابعين لنظام ووردبريس، إلا أن هناك بعض الاختلافات بينهما. فمن خلال موقع WordPress.org يكون لديك مرونة أكبر في إدارة المحتوى على موقعك الإلكتروني، وتستطيع أن تمتلك نسخة مجانية قابلة للتحديث والتغيير في أي وقت، إلا أنك ستكون في حاجة إلى طرف ثالث يزودك بخدمة استضافة المواقع.

وفي هذه الحالة يقوم المستخدم بتنزيل برنامَج ووردبريس على جهاز الحاسوب، ثم يختار جهة خارجية لاستضافة موقعه إلى جانب شراء اسم المجال واختيار مساحة التخزين المناسبة بحرية تامة، ومن ثم إدارة محتوى الموقع وإدارة الخادم الخاص به.

أما موقع WordPress.com فإنه يختلف عن الأول في كونه لا يحتاج إلى أي استضافة خارجية، لا سيما أنه بمنزلة برنامج شامل يهدف إلى إنشاء المواقع والمدونات ومنصات التجارة الإلكترونية واستضافتها وإدارتها من خلال Automattic مجانًا، مع العلم أن الخدمة المجانية ستجعل موقعك فرعي يتبع موقع WordPress.com، حيث يظهر رابط موقعك لمستخدمي الإنترنت هكذا (www.yoursite.WordPress.com).

لكن غالبًا ما يحتاج المطورون والمستخدمون إلى ترقية حساب موقع WordPress الخاص بهم والحصول على مزايا إضافية والاستعانة بالإصدارات المدفوعة التي لها خطط أسعار مختلفة تناسب الجميع، وذلك لشراء مجال على موقع يتبع جهة استضافة خارجية ليصبح لديك اسم نطاق مستقل بذاته مثل (www.yoursite.com).

وهنا قد يطرأ في أذهان البعض تساؤل مهم حول أيًا من هذين الموقعين مثاليًا ويمكن الاعتماد عليه عند إنشاء المواقع، لكن لا توجد إجابة محددة لأن ذلك يرجع إلى عدة اعتبارات، مثل الميزانية التي وضعتها لإطلاق الموقع، والغرض من إنشائه، ومدى قدرتك على تحمل مسؤولية بعض الجوانب التقنية.

فهناك من يرغب في إنشاء موقع ويب أو مدونة أو متجر إلكتروني مجاني بالكامل ربما لعدم قدرته على تحمل نفقات هذا الغرض في الوقت الراهن، وفي هذه الحالة يكون الخيار الأمثل هو موقع WordPress.com، لكن لن يكون المستخدم قادرًا على تنزيل أي إضافات مخصصة أو سمات مدفوعة إلا بعد الترقية.

ويمكن الاستعانة بالموقع ذاته إذا كان المستخدم لا يريد تحمل مسؤولية إدارة الخوادم أو شراء مجال أو استضافة من طرف ثالث. ويستطيع استخدام الإصدارات المدفوعة للحصول على خطط مميزة وترقيات قوية تجعل المستخدم أكثر تحكمًا في موقعه.

في المقابل، يكون WordPress.org الأنسب لمن لديه الميزانية الكافية لإنشاء موقع ويب، إذ يتم دفع الأموال مقابل امتلاك بعض التقنيات والأدوات، مثل شراء اسم مجال مخصص من شركة استضافة خارجية. ثم أن هذا الموقع مثاليًا للمطورين والمستخدمين الذين يفضلون إدارة مواقعهم والتحكم الكامل فيها، إلى جانب تحملهم مسؤولية تثبيت الإضافات، وإدارة أمان المتجر أو الموقع واختيار جهة الاستضافة الخارجية، وما إلى ذلك.

مع العلم أن الخُطَّة المجانية في موقع WordPress.com تجعل مدونتك محملة بالعلامة التجارية لنظام ووردبريس، ثم أن الإعلانات التي يوفرها النظام في موقعك لن تكسب منها أي شيء، لكن بإمكانك إزالة هذه الإعلانات فيما بعد عند ترقية حسابك.

أما إذا كنت تخطط إلى تحقيق عائد مادي من إعلانات ووردبريس التي تنشر على موقعك، فإن موقع WordPress.org هو الأنسب لك، إذ يمكنك إدراج الإعلانات في صفحات الويب من خلال المكونات الإضافية للحصول على العائد المادي.

لماذا ووردبريس أفضل خِيار عند إنشاء المواقع؟

فوائد نظام ووردبريس عدّة ولا تحصى، ما جعله النظام الأفضل في إدارة المحتوى بالنسبة للكثيرين، فهناك أكثر من 42% من مواقع الويب في عالم الإنترنت تعتمد كليًا على منصة ووردبريس من بينها مواقع شهيرة تابعة لمنظمات عالمية كبرى، مثل وكالة رويترز للأنباء، وغرفة أخبار موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، والموقع الرسمي للبيت الأبيض، والموقع الرسمي لقناة BBC America الإخبارية، وغيرهم الكثير.

وتؤكد منصة ووردبريس أن إجمالي عدد زوار المواقع التي يدعمها موقع WordPress.com يصل إلى أكثر من 409 مليون زائر شهريًا، لكن لماذا يعد نظام ووردبريس الأنسب عند إنشاء موقع أو متجر إلكتروني أو مدونة ووردبريس مميزة؟

أولًا: التحكم في موقعك بحرية تامة

طالما أطلقت موقعك من خلال نظام ووردبريس، فإنه بإمكانك التحكم بحرية تامة في صفحات الويب أو تصميم المتجر الإلكتروني الخاص بك، فأنت لست بحاجة للاتصال بمصمم أو مطور الويب للقيام ببعض التعديلات الخفيفة، لأن بمقدورك إجراء هذه التحديثات ببساطة ويسر دون قلق.

ثانيًا: إنشاء متجر إلكتروني وإدارته بسهولة

يمكنك الآن البدء في إنشاء متجر إلكتروني أو موقع لشركتك من أي جهاز حاسوب أو هاتف ذكي متصل بالإنترنت، دون مقابل مادي إذا رغبت في ذلك، فهذا الأمر لن يتطلب منك سوى دقائق قليلة، خاصةً أن منصة ووردبريس تتسم بسهولة الاستخدام. كما تستطيع إدارة المحتوى الرقمي بخطوات بسيطة، فلن تكون بحاجة إلى بذل مجهود ذهني كبير، إذ أصبح لديك القدرة على حذف أو تعديل أي محتوى في ثوانٍ من خلال لوحة تحكم  ووردبريس الخاصة بموقعك.

ثالثًا: تحسين موقعك في محركات البحث SEO

يسعى أصحاب المواقع الإلكترونية والمتاجر الرقمية إلى تصدر مواقعهم في الصفحة الأولى بمحركات البحث أو ما يعرف بتحسين محركات البحث على موقعك SEO. وهذا توفره منصة ووردبريس لمستخدميها من خلال الإضافات المتخصصة لتحسين السيو داخل المحتوى الرقمي قبل نشره على صفحات الويب.

وهذا يؤكد أن نظام ووردبريس صديقًا ودودًا لتحسين محركات البحث SEO، ما يتيح لأصحاب المواقع المزيد من الزيارات لصفحاتهم، ومن ثم المساهمة في زيادة الوعي بالعلامة التجارية والوصول إلى الجمهور المستهدف من خلال البحث العضوي عبر محركات البحث دون تحمل تكلفة الإعلانات أو الاستعانة بفرق التسويق الرقمي، وبالتالي يساعدك في توسيع قاعدة العملاء ونمو المبيعات وزيادة الإيرادات.

ويؤكد القائمون على منصة ووردبريس أن أدوات تحسين محركات البحث في النظام تندمج تلقائيًا مع أفضل الممارسات العالية في مجال تحسين محركات البحث. بينما أشار موقع Search Engine Journal المعني بصناعة تحسين محركات البحث، أن موقع ووردبريس دوت كوم يعدّ النظام الأفضل من بين أنظمة إدارة المحتوى Content management system، إذ يمكن استثماره في نجاح تحسين محركات البحث.

رابعًا: لا يشترط تعلم لغات البرمجة

أهم ميزة يتمتع بها ووردبريس وتجعله من أشهر أنظمة إدارة المحتوى وأكثرها شيوعًا، تتمثل في عدم اشتراط تعلم لغات البرمجة التي تُعد معقدة بالنسبة للكثيرين. وهذا يرجع إلى كون البرنامَج بمنزلة نظام قائم بذاته ولا يحتاج إلى لغات البرمجة مثل HTML. إذ يمكنك إنشاء صفحة ويب وتحديد أحجام الخطوط، وتغيير أنماطها وإضافة الصور ومقاطع الفيديو ووصف الموضوع والعنوان، وما إلى ذلك دون تعلم البرمجة.

خامسًا: التفاعلية مع الجمهور المستهدف

يُعد نظام ووردبريس الاختيار المثالي لتقوية العلاقات بين العلامات التجارية والمستهلكين والعملاء المحتملين، إذ يساعدك هذا النظام المذهل في التفاعل مع جمهورك المستهدف من خلال توفير خاصية التعليق على الموضوعات التي تنشرها في صفحات الويب، وإمكانية مشاركتها على مواقع التواصل الاجتماعي بسهولة، ومن ثم تحقيق عنصر التفاعلية الذي يعكس مكاسب عدّة لشركتك على المدى البعيد.

ولم تقتصر التفاعلية على ذلك فحسب، إنما يمكنك إعداد اشتراكات البريد الإلكتروني، والقدرة على إبلاغ العملاء الحاليين والمحتملين بأحدث المنشورات والتدوينات، إلى جانب إضافة تقويم الأحداث ومعارض الفيديو وموجز فيس بوك وتويتر والعديد من الوظائف الحيوية لموقعك، مما يمنحك الفرص الثمينة لزيادة الولاء والثقة في علامتك التجارية.

سادسًا: تنزيل إضافات خيالية لنمو أعمالك

تتيح منصة ووردبريس للمطورين والمستخدمين ما يزيد عن 55 ألف إضافة تساعدك على بناء موقع متكامل وشامل بغرض نمو أعمالك وزيادة عدد عملائك، مثل إضافة HubSpot WordPress Plugin التي تسمح للمستخدمين بتوفير النوافذ المنبثقة، ومحادثات الدردشة مباشرةً على موقعك الإلكتروني دون تعقيد.

سابعًا: زيادة سرعة تحميل صفحات الويب

إذا كنت تريد إجراء المزيد من عمليات البيع من خلال متجرك الإلكتروني، فأنت بحاجة شديدة إلى سرعة فائقة في تحميل صفحات الويب الخاصة بمتجرك، وهذا ما يميز المواقع الإلكترونية التي يتم إنشائها من خلال نظام ووردبريس، لا سيما أنه يساعدك بشكل كبير في تحسين تجربة المستخدم.

وتشير الإحصائيات إلى أن مستخدمي الإنترنت قد يغادرون صفحة الويب إذا استغرق تحميلها أكثر من ثلاث ثوانٍ، وأن نصف مستخدمي الويب يتوقعون تحميل صفحة الموقع قبل أن تستغرق ثانيتين. لذا يهتم نظام وردبريس بسرعة تحميل الصفحات وتحسين أداء مواقع الويب، بواسطة خاصية التخزين التلقائي والمؤقت للمتصفح.

ثامنًا: التصاميم الجذابة مصدر إلهام العملاء

بأي حال من الأحوال، يتطلب إنشاء المواقع أو المتاجر الإلكترونية تصاميم مميزة تناسب النشاط أو الغرض الذي أُطلق من أجله. وهذا متاح في نظام ووردبريس، إذ يوفر العديد من التصاميم الجذابة والممتعة عند إنشاء المواقع أو تحديثها. تعدّ هذه التصاميم مصدر إلهام للعملاء وتوفر لهم تجربة مستخدم جيدة للغاية.

كما أن هذه تصاميم أنيقة تتبع اتجاهات تصميم الويب الحديثة، مثل إضافة الرسوم المتحركة الخفيفة لجذب انتباه الجمهور المستهدف، وذلك يمكّن المستخدمين والعملاء من التنقل بين صفحات الموقع والوصول إلى الهدف بسهولة، سواء كان إتمام عملية شراء أو إجراء تحويل ما أو الاشتراك في النشرات الإخبارية، ما يساعد على تحقيق الأهداف العامة للعلامة التجارية.

تاسعًا: فريق دعم متكامل عند الحاجة

لا يتوقف عمل منصة ووردبريس عند إنشاء المواقع واستضافتها وإدارتها فحسب، إنما تقدم لك خدمة دعم متكاملة على مدار الساعة، فإذا واجهت بعض المشكلات أو الأعطال الفنية في متجرك الإلكتروني أو صفحات الويب، ستجد فريق دعم احترافي يساعدك على وضع حلول وبدائل لهذه المشكلات التقنية، حتى إذا كنت لا تتقن اللغة الإنجليزية، فهناك العديد من مقدمي الدعم الأجانب والعرب المحترفين الذين يساعدنك في التغلب على المشكلات التي قد تواجهها.

ما هي خطط أسعار ووردبريس WordPress؟

يسمح نظام  WordPress.com لمستخدميه اختيار خطة الأسعار التي تناسب أهداف موقعك والميزانية التي تضعها، سواءً كنت تريد إنشاء متجر إلكتروني أو مدونة ووردبريس شخصية لمشاركة أفكارك ومقالاتك، أو للبدء في عمل تجاري جديد أو للرغبة في الحضور الافتراضي والانتشار المنظم لعلامتك التجارية عبر الإنترنت.

ما عليك سوى تحديد هدف موقعك، ثم اختيار خطة الأسعار المناسبة لغرضك. فمن الممكن إطلاق موقعك مجانًا مدى الحياة، لكن لن يكون اسم موقعك مستقلًا بذاته، بل سيكون مرتبطا بموقع WordPress.com، كما أنك لن تتمتع بالعديد من المزايا والإضافات التي تتطلب الدفع مقابل الحصول عليها.

أما الاختيار الثاني فإنه الأفضل للاستخدام الشخصي، خاصةً لو كنت من المبتدئين أو من ذوي الميزانية المحدودة، إذ تتيح لك المنصة دومين مجاني لمدة سنة، إضافةً إلى دعم غير محدود عبر البريد الإلكتروني وإزالة إعلانات ووردبريس، والحصول على أفضل استضافة خلال السنة، وذلك مقابل 4 دولارات شهريًا إذا اخترت أن يكون الدفع سنويًا، وفقًا لما تؤكده منصة ووردبريس عبر موقعها الرسمي.

وهناك نظام آخر يتيح لموقعك العديد من المزايا، مثل تحميل مقاطع الفيديو والحصول على أرباح من الإعلانات، ودعم خاصية المحادثات الحية والاستفادة من تحليلات جوجل، إضافةً إلى منحك دومين مجاني وأفضل استضافة لمدة عام، بجانب إزالة إعلانات ووردبريس أيضًا، وذلك مقابل 8 دولارات شهريًا (96 دولار سنويًا).

أما إذا كان لديك شركة ناشئة صغيرة، وقررت إنشاء متجر إلكتروني لزيادة الوعي بعلامتك التجارية، فإن أنسب خطة لك دفع 25 دولار شهريًا مقابل تنزيل وتثبيت المكونات الإضافية وتوسيع الوظائف لموقعك، مع إمكانية الوصول إلى ما يزيد عن 50 ألف من المكونات الإضافية في نظام ووردبريس، فضلًا عن توفير أدوات تحسين محركات البحث المتقدمة SEO، وإمكانية النسخ الاحتياطي، إلى جانب مزايا خطط الأسعار السابقة.

وبالنسبة إلى منصات التجارة الإلكترونية، فإن منصة ووردبريس تسمح بإنشاء متجرك عبر الإنترنت الذي تتوافر فيه الإضافات السابقة، علاوةً على الاستفادة من خيارات التصميم المتميزة للمتاجر الإلكترونية، وإمكانية قبول المدفوعات في أكثر من 60 بلد في العالم، والاندماج مع أفضل شركات الشحن، وذلك مقابل 45 دولار شهريًا (540 دولار سنويًا).

الاختلافات الجوهرية بين نظام ووردبريس والأنظمة الأخرى

أنظمة إدارة المحتوى Content Management System التي تعرف اختصار بـ CMS، هي منصات رقمية يمكنك من خلالها إنشاء المواقع، وتتميز بأنها تتيح لك واجهات بسيطة وتصاميم متميزة وإدارة موقعك وتحديث صفحاته ونشر المضامين والرسائل للجمهور المستهدف أو لعملائك.

وهناك أكثر من نظام لإدارة المحتوى مثل ووردبريس WordPress، وسكوير سبيس Squarespace، وجووملا Joomla، ودروبال Drupal، وغوست Ghost، وماجنتو Magento، ولكل نظام مزاياه الخاصة به، لكن قبل الاعتماد على نظام معين، ضع في الحسبان بعض الاعتبارات، مثل مدى مواكبة النظام لاحتياجات عملك أو أهداف شركتك والميزانية التي تلبي احتياجاتك، ومدى اكتسابك لمهارات إنشاء وتصميم المواقع ولغات البرمجة.

لذلك، عليك معرفة الفروق بين نظام ووردبريس وأنظمة إدارة المحتوى الأخرى، مثل سكوير سبيس وجووملا ودروبال، خاصةً أن هذه المنصات تعد من أشهر أنظمة إدارة المحتوى على شبكة الإنترنت.

أولًا: الفرق بين ووردبريس ودروبال

هناك بعض المزايا المشتركة والاختلافات الجوهرية بين نظامي دروبال Drupal ووورديس WordPress، فكلا المنصتين يمكن استخدامهما مجانًا، وبهما أيضًا إصدارات ومكونات مدفوعة، إلا أن المطورين المدربين على نظام Drupal أقل عددًا من مطوري نظام ووردبريس، وهذا يجعل المساعدة الخارجية في النظام الأول أكثر تكلفة من الثاني، وبالتالي يحتاج إلى ميزانية أعلى.

كما أن تحديث موقعك يتطلب الاستعانة بأحد المطورين المحترفين، للتعامل مع عملية التحديث أو برامج التثبيت إذا كنت تستخدم نظام دروبال، لكن إذا كان نظامك ووردبريس فإن عملية تحديث الموقع لن تحتاج منك أي جهد أو التعامل مع مطورين، ويمكنك إجراؤها ببساطة.

ويتميز نظام Drupal بأنه الأفضل في عملية تحسين موقعك على محركات البحث SEO، فعلى الرغم من أن موقع WordPress يساعدك في تصدر موقعك في الصفحات الأولى بمحركات البحث، إلا أن ذلك يتم من خلال تنزيل وتثبيت العديد من المكونات الإضافية للقيام بهذه المهمة، وذلك على عكس نظام دروبال الذي صُمم خصيصًا لأداء هذه العملية المهمة.

ويعد نظام Drupal أكثر مرونة من ووردبريس، ذلك لأنه يسمح بضبط موقعك وإدارته وفقًا لرغباتك واهتماماتك، ويتيح إمكانية تطوير موقعك بشكلٍ أفضل مع توسيع النطاق بسهولة، مقارنةً بأنظمة إدارة المحتوى الأخرى، إذا كنت على دراية بلغات الترجمة وماهرًا في استخدام لغة HTML. ولهذا السبب يكون هذا النظام الاختيار الأمثل للمؤسسات الكبرى.

ويتفوق هذا النظام على ووردبريس من ناحية الحماية، حيث تتوافر العديد من الإمكانات الأمنية في نظام دروبال تجعلها الأقوى حماية، ولتحقيق نفس النتائج في نظام WordPress يتطلب المزيد من الجهد، من خلال إضافة بعض المكونات الإضافية لمواجهة الثغرات والعيوب الأمنية.

ثانيًا: الفرق بين وورديرس وسكوير سبيس

لا مجال للمقارنة بين نظامي WordPress وSquarespace، لأن ووردبريس يتفوق عليه في جميع الأحوال، فإذا اخترت النظام الثاني Squarespace، فلن يكون لديك قابلية للتوسع، إضافةً إلى محدودية القوالب والمزايا والمكونات الإضافية، على عكس نظام ووردبريس الذي يزخر بالمزايا والمكونات الإضافية التي تقدر بالآلاف، وهو إلى ذلك أكثر مرونة على المدى البعيد مقارنة بنظام Squarespace.

ولا يوصي الخبراء باستخدام نظام Squarespace إذا كنت تود إنشاء متجر إلكتروني أو موقع متخصص في التجارة الإلكترونية، فهذا الخيار ليس مثاليًا ولن يحقق أهداف شركتك من نمو في المبيعات أو زيادة الإيرادات. ومن ثم تكون منصة WordPress هي الأنسب في هذه الحالة.

أما إذا رغبت في تصدير بيانات صفحات الويب الخاصة بك، فإنك ستكون بحاجة إلى وظائف إضافية لتنفيذ ذلك أثناء استخدامك نظام Squarespace، لكن في ووردبريس يكون بين يديك أدوات وتقنيات تجعل هذه المهمة الأسهل لك ودون قيود من نظام إدارة المحتوى.

كما يعد نظام وورديرس أفضل من وسكوير سبيس، من حيث خدمات النشر على المواقع الإلكترونية، فهو سهل الاستخدام وأشد تعمقًا وأكثر إفادة لاحتوائه على مزايا ومكونات إضافية ووظائف لا محدودة، على عكس Squarespace الذي يمكن أن يكون خيارًا مناسبًا فقط للمواقع الصغيرة التي تتطلب وظائف محدودة جدًا.

ثالثًا: الفرق بين الووردبريس وجووملا

يُعد نظام Joomla من أكثر أنظمة إدارة المحتوى جاذبية بين مستخدمي الإنترنت، إذ تستخدمه ملايين المواقع والتطبيقات والمدونات على شبكة الإنترنت، لا سيما أنه سهل الاستخدام ويتميز بقابليته للتوسع والتخصيص ومفتوح المصدر كما هو الحال في نظام الووردبريس.

لكن لا يختلف نظام ووردبريس عن جووملا كثيرًا. فمن حيث تكلفة إنشاء المواقع على النظامين، فكلاهما يمكن استخدامها مجانًا. كما أن النظامين يشتملان على الاستضافة الذاتية. لكن عند اختيارك نظام Joomla قد تحتاج إلى المزيد من الميزانية للتعاون مع المطورين عند الحاجة إليهم.

وإذا كنت من المبتدئين في إنشاء المواقع أو منصات التجارة الإلكترونية، فإن نظام ووردبريس يكون الأفضل بالنسبة لك، لأن منصة Joomla تتطلب مهارات تقنية عالية. لكن إذا اجتهدت واكتسبت بعض المهارات التقنية والخبرات في هذا المجال، فلا شك ستكون متميزًا في استخدام هذا النظام أيضًا.

ويكون نظام Joomla الأنسب إذا قررت إنشاء موقع إلكتروني يحقق لك تفاعلية أكثر مع جمهورك المستهدف وزيادة في المبيعات والإيرادات، خاصةً أنه يتيح إنشاء المواقع التي تحتوي على متاجر تجارة إلكترونية وتطبيقات اجتماعية، مثل تويتر وفيس بوك، ويوفر مزايا عديدة عند إنشاء منصات التجارة الإلكترونية، ما يجعل أهداف نشاطك التجاري أقرب إلى التحقيق. مع العلم أن تستطيع تنفيذ هذه المهام إذا استخدمت منصة ووردبريس، لكن ستكون بحاجة إلى إضافة بعض المكونات الإضافية التي تساعدك في التجارة الإلكترونية.

أهمية حصولك على موقع إلكتروني شخصي
الحفاظ على بياناتك من الاختراق

Leave a Comment