أولًا: ما هي ريادة الأعمال؟
توجد العديد من التعريفات التي تصف مفهوم ريادة الأعمال، نتيجة للتطورات الكثيرة الحادثة في هذا المجال باستمرار. يعد مصطلح (entrepreneurship) فرنسيّ الأصل، ويستخدم في وصف الأعمال التجارية المبتكرة القائمة على تحمل المخاطرة، من أجل صناعة أعمال لها القدرة على تحقيق النجاح. مع اختلاف مفهوم ريادة الأعمال، لكنّ جميعها تدور في هذا الإطار المتعلق بالابتكار والمخاطرة.
أهمية ريادة الأعمال
تتجاوز أهمية ريادة الأعمال أثرها الإيجابي على حياة رائد الأعمال، لكنّها تقدم أيضًا العديد من الفوائد إلى المجتمع، إذ دور ريادة الأعمال في التنمية الاقتصادية هو دور مهم جدًا للعديد من الدول في الوقت الحالي. يمكن تضمين فوائد ريادة الأعمال في النقاط التالية:
خلق المزيد من فرص العمل
تعتمد ريادة الأعمال في نجاحها على مهارة الأفراد المسئولين عن تأسيس الأعمال التجارية. بالتالي، كلّما ظهرت شركة جديدة، ستبحث عن موظفين للعمل في وظائفها المختلفة، وهو ما يعني خلق المزيد من فرص العمل في المجتمع، وقابلية توظيف الكثير من الأشخاص للعمل في هذه الشركة.
لا تكتفِ ريادة الأعمال بتوفير فرص جديدة فقط، لكنّها تفتح الباب نحو خلق مجالات جديدة كليًا، مطلوبة من أجل القدرة على العمل في مشاريع ريادة الأعمال. على سبيل المثال، تظهر وظائف جديدة باستمرار لم تكن موجودة قبل ذلك، ويحاول الأشخاص تطوير أنفسهم للحصول على فرصة عمل في هذه الوظائف.
تعزيز الابتكار في المجتمع
يرتبط تخصص ريادة الأعمال والابتكار بدرجة كبيرة جدًا، فالابتكار هو جزء من تعريف ريادة الأعمال ولا يمكن تجاوزه أبدًا، إذ هذه صفة مهمة في المشاريع الريادية. الميزة الحقيقية في الابتكار هو أنه يفتح الباب نحو تطور حقيقي في المجتمع، من خلال دعم وإنشاء أفكار جديدة، وتطوير التكنولوجيا المستخدمة، وغيرها.
بالتالي يساهم كل ذلك في تحسين جودة حياة الأفراد، إذ تتوفر مشاريع تسهّل على الإنسان حياته، وتقلل من الصعوبات. على سبيل المثال، لم يعد الفرد مضطرًا إلى الذهاب لمحلات تجارية في كل مرة يرغب في اقتناء أدوات جديدة، بل أصبح بإمكانه تصفح الخيارات المتاحة على المتاجر الإلكترونية، وإتمام عملية الشراء من المنزل، ثم استلام المطلوب من المنزل أيضًا دون أي مجهود.
التأثير على المجتمع بالإيجاب
يؤدي الاعتماد على ريادة الأعمال إلى إحداث تغيير كامل في المجتمع، فالكثير من المشروعات تحدث تطورًا هائلًا، نتيجة التخصصية التي تتواجد بها. مثلًا توجد العديد من الأعمال الريادية التي تؤدي إلى تحسين مستوى التعليم، أو تحسّن من أداء الخدمات الصحية، وغيرها من الأمور التي تؤكد أهمية ريادة الأعمال في المجتمع.
في الوقت ذاته، تعتمد ريادة الأعمال الناجحة على البحث ودراسة الأسواق والعملاء جيدًا قبل البدء في أي مشروع، وهو ما يعني توفر العديد من الدراسات التي يمكن الاستفادة منها في تحسين أحوال المجتمع بالإيجاب، إذ يمكن التعاون بين رواد الأعمال والمؤسسات المسئولة عن البحث والتطوير، سواءً لتنفيذ هذه الأبحاث، أو مشاركة النتائج النهائية، وهو ما يستفيد منه الطرفان في تحسين الأمور في المجتمع.
التحديات التي تواجه رائد الأعمال
لا يعني ذلك أن ريادة الأعمال هي طريق يمتلئ بالسعادة، بل في الواقع توجد العديد من التحديات التي تواجه رائد الأعمال، التي تجعل نمط حياته ليس سهلًا على الإطلاق، ودائمًا ما يعاني من أجل الوصول إلى أهدافه. من أبرز التحديات التي تواجه رائد الأعمال:
المخاطرة في تنفيذ الفكرة والخوف من الفشل
تقوم ريادة الأعمال على مفهوم اكتشاف الفرص من خلال المخاطرة. بالطبع ليس حبًا في المخاطرة، ولكن لأنّها غالبًا توفر العديد من الفرص المحتملة للنجاح، التي لا يمكن اكتشافها سوى بالتجربة، بشرط وجود ما يشير إلى احتمالية نجاح الفكرة.
يوجد اقتباس مشهور يُنسب إلى “هنري فورد” عن الوضع قبل اختراع السيارة، واعتماد الناس على الخيول، يقول به:
إذا سألت الناس ماذا يريدون، ستكون إجابتهم: خيول أسرع.
لذا، المخاطرة هي محور مهم في ريادة الأعمال، لكن تظل احتمالية الفشل تحيط برواد الأعمال، وغالبًا لا يمكن الوصول إلى النموذج الناجح إلّا بالاعتماد على الكثير من التجارب، وهو الأمر المرهق بالتأكيد لأي شخص فلا أحد يحب شعور الفشل.
الضغوطات والمسؤوليات العائلية
من أهم التحديات التي تواجه رائد الأعمال هي الضغوطات المستمرة التي يواجهها، لا سيّما في بداية تنفيذ مشروعه، إذ لا يضمن إمكانية النجاح في المشروع بعد، إلى جانب رؤيته لأقرانه يعملون في وظائف تقليدية، لكنّهم يحصلون على رواتبهم باستمرار، دون القلق بشأن مستقبل الفكرة.
على ناحية أخرى، قد لا تسير الأمور بأفضل صورة في البداية نتيجة الحاجة للإنفاق على المشروع، فأحيانًا يعتمد رواد الأعمال على تمويل مشاريع ريادة الأعمال من مدخراتهم الشخصية، إلى جانب صعوبة تحصيل الأموال المخطط لها منذ البداية، حتى يصل المشروع إلى مرحلة جيدة. بالطبع إذا كان رائد الأعمال مسئول عن أسرة، فهذا أحيانًا يضعه في ضغط نتيجة المسئوليات العائلية.
تكلفة الفرصة البديلة
يستخدم مصطلح تكلفة الفرصة البديلة (Opportunity Cost) في الاقتصاد لوصف عملية الإنفاق على خيار معين، في سبيل التنازل عن خيار آخر. يواجه رائد الأعمال ضغوطات تتعلق بهذه الفكرة إذا قرر اتخاذ مسيرته في ريادة الأعمال، وتأسيس مشروعه الخاص مع وجود العديد من المخاطر واحتمالية الفشل.
إذ بينما يطور الأفراد الآخرون من حوله أنفسهم في الوظائف المختلفة، فهو يركّز كل مجهوداته على مشروعه، وفي حالة حدوث أي مشكلة تضطره إلى إنهاء المشروع، فلن يكون لديه المقومات الكافية للعمل في الوظائف المعتادة، نتيجة امتلاكه الخبرة في مساحة محددة. بالتالي، يعد هذا من أهم التحديات التي تواجه رائد الأعمال، في أن يجد نفسه قد خسر مشروعه، وخسر فرصة امتلاك وظيفة تؤهله للنجاح.
ما هو مستقبل تخصص ريادة الأعمال؟ ولماذا أصبح توجهًا للعديد من الأفراد؟
على الرغم من تعدد التحديات في ريادة الأعمال، إلّا أنّ مستقبل تخصص ريادة الأعمال يصبح واعدًا مع تقدم الوقت، وذلك للعديد من الأسباب المتعلقة برواد الأعمال، وتطور طريقة تفكيرهم في الأمور المختلفة في الحياة العملية. من أهم الأسباب التي توضح رغبة رواد الأعمال في اللجوء إلى هذا المجال:
امتلاك الأموال وتحقيق النجاحات الشخصية
يعود السبب الرئيسي من اللجوء إلى ريادة الأعمال هو رغبة الأفراد في امتلاك الأموال، وتحقيق النجاحات الشخصية. إذ تعد ريادة الأعمال من أهم طرق الثراء حاليًا، فيسعى الأفراد إلى إنشاء أعمال تجارية، بهدف الاستفادة منها وبيعها لاحقًا من خلال التخارج (Exit)، مثل بيع الشركة إلى شركة أخرى ترغب في الاستحواذ عليها.
حتى إذا لم يخطط رواد الأعمال إلى بيع شركتهم، فهم يأملون من خلالها في تحقيق نجاحات واسعة، تمنحهم اسمًا ناجحًا في المجتمع، وتجعلهم يملكون قصة نجاح حقيقية يفتخرون بها، فتكون ريادة الأعمال سببًا في امتلاكهم للأموال والنجاح في الوقت نفسه.
الحرية والاستقلالية في تنفيذ الأفكار
من أهم الأشياء التي تدفع الأشخاص للتفكير في ريادة الأعمال، هي الحرية والاستقلالية التي يحصلون عليها في تنفيذ أفكارهم، فلا يوجد من يمنعهم عن تنفيذ أفكارهم، سواءً مدير يتحكم بأفكارهم، أو سياسة العمل بصفة عامة التي تحد من قدراتهم على تنفيذ ما يرغبون به.
من المهم بالطبع إدراك رواد الأعمال أنّ الحرية لن تكون مطلقة، إذ توجد بعض العوامل التي ستتحكم في الأمر، مثل آراء الشركاء في المشروع، أو توجيهات المستثمرين، أو حتى تعليقات العملاء وتطلعاتهم. لكن في النهاية تتيح ريادة الأعمال قدرًا من الإبداع للراغبين في تنفيذ أفكارهم.
الرغبة في مساعدة المجتمع
من أهم الدوافع التي تحفّز رواد الأعمال، وتشجعهم على التفكير في إنشاء مشروعاتهم الخاصة، هي رغبتهم في مساعدة المجتمع، من خلال رؤيتهم لمشكلة معينة يعاني منها الأشخاص، وبالتالي يفكرون في الطريقة المناسبة لحل هذه المشكلة عبر تنفيذ مشروع خاص بهم.
قد تتواجد أسباب ودوافع أخرى للعمل في ريادة الأعمال، لكن وفقًا للوضع الحالي، وكذلك مع وجود العديد من فرص الدعم التي تحصل عليها المشاريع الريادية، يفكر الكثير من الأفراد في امتلاك مشروع خاص به، حتى يستثمر هذه الفرص، ويبدأ رحلة النجاح الخاصة به.
ثانيًا: 4 من أهم أنواع ريادة الأعمال لا بد من معرفتها
مع تطور مفهوم ريادة الأعمال، يحدث تطور آخر في أنواع ريادة الأعمال وتصنيفات المشاريع المنفذة بها. رغم ذلك يمكن الحديث عن أربعة من أهم أنواع المشاريع الريادية التي تعد المظلة الرئيسية لبقية الأنواع:
1. ريادة الأعمال الصغيرة
تمثل ريادة الأعمال الصغيرة النسبة الأكبر من المشاريع، وهي تعبّر عن رواد الأعمال الذين ينشئون أعمالًا خاصة بهم، بهدف الاعتماد عليها كمصدر لكسب العيش. تحقق هذه المشاريع جميع مبادئ ريادة الأعمال، لكن لا تهدف إلى التوسع أو الانتشار، بل تتمثل أهداف ريادة الأعمال بالنسبة لهم هنا في إنشائها كمصدر للحياة.
على الأغلب يكون السبب في ذلك هو رغبة رواد الأعمال في الإبقاء عليها كذلك، نتيجة عدم وجود إمكانية للتوسع في عملياتها، أو لأنّ الأمر يتطلب بذل مجهود إضافي لتحقيق هذا الهدف، أو نتيجة الاعتماد على تمويل المشروع ذاتيًا أو من خلال طرق بسيطة لا بالاعتماد على وجود مستثمرين في المشروع. يعد هذا النوع الأكثر شيوعًا من بين أنواع ريادة الاعمال في الوقت الحالي.
2. ريادة الأعمال القابلة للتوسع
يهتم رواد الأعمال في هذا النوع بتأسيس مشروعات بهدف التوسع مستقبلًا. يعتمد رائد الأعمال على البدء بالحد الأدنى من الخصائص في المشروع (MVP)، حتى يقدر على الوصول إلى نموذج العمل المناسب للمشروع، القادر على التكرار والتطوير وتحقيق الأموال.
على الأغلب يهتم رواد الأعمال بعد الوصول إلى هذه المرحلة، ببدء البحث عن المستثمرين الراغبين في تمويل مشروعاتهم. ثم بعد الحصول على التمويل المناسب، يستخدمه رواد الأعمال في تحقيق النمو والتوسع وفقًا للخطة الأصلية.
3. ريادة الشركات الكبيرة
تعرف الشركات الكبيرة كيفية توظيف الإبداع والابتكار في ريادة الأعمال، وكيفية استثمارهما لتحقيق تطور في المنتجات والخدمات التي تقدمها إلى العملاء. لذا، النوع الثالث من أنواع ريادة العملاء هو المختص بالشركات الكبيرة الموجودة فعلًا، التي تحرص على تطوير عملياتها، وقد تقدم منتجات جديدة كليًا لهم.
تعتمد الشركات الكبيرة في هذا النوع على مواكبة التطورات التكنولوجية الحادثة، وكثيرًا ما تنفّذ استراتيجياتها من خلال الشراكات مع شركات أخرى، أو من خلال الاستحواذ على هذه الشركات وشرائها، لاستخدامها في تحسين عملياتها. تعد شركة جوجل نموذجًا ناجحًا على ريادة الشركات الكبيرة.
4. ريادة الأعمال الاجتماعية
يهتم رواد الأعمال في ريادة الأعمال الاجتماعية بإنشاء مشاريع بهدف مساعدة المجتمع. يرى رواد الأعمال مشكلة في المجتمع، ثم يقررون التفكير في الحل المناسب لها، أيًا يكن هذا الحل بالنسبة لهم، سواءً تمثل في إنشاء أفكار جديدة تمامًا، أو من خلال تطوير للأفكار الموجودة قبل ذلك.
قد يتوسع رواد الأعمال في هذا النوع تدريجيًا مع الوقت، أو قد يرغب أصحابها في الإبقاء عليها ضمن دائرة الأعمال الصغيرة. لكن يظل الاختلاف بينها وبين بقية الأنواع متمثلًا في الهدف النهائي منها، وهو تقديم المساعدة إلى المجتمع، لا التركيز على مستوى الربحية.
أولًا: ما هي ريادة الأعمال؟
توجد العديد من التعريفات التي تصف مفهوم ريادة الأعمال، نتيجة للتطورات الكثيرة الحادثة في هذا المجال باستمرار. يعد مصطلح (entrepreneurship) فرنسيّ الأصل، ويستخدم في وصف الأعمال التجارية المبتكرة القائمة على تحمل المخاطرة، من أجل صناعة أعمال لها القدرة على تحقيق النجاح. مع اختلاف مفهوم ريادة الأعمال، لكنّ جميعها تدور في هذا الإطار المتعلق بالابتكار والمخاطرة.
أهمية ريادة الأعمال
تتجاوز أهمية ريادة الأعمال أثرها الإيجابي على حياة رائد الأعمال، لكنّها تقدم أيضًا العديد من الفوائد إلى المجتمع، إذ دور ريادة الأعمال في التنمية الاقتصادية هو دور مهم جدًا للعديد من الدول في الوقت الحالي. يمكن تضمين فوائد ريادة الأعمال في النقاط التالية:
خلق المزيد من فرص العمل
تعتمد ريادة الأعمال في نجاحها على مهارة الأفراد المسئولين عن تأسيس الأعمال التجارية. بالتالي، كلّما ظهرت شركة جديدة، ستبحث عن موظفين للعمل في وظائفها المختلفة، وهو ما يعني خلق المزيد من فرص العمل في المجتمع، وقابلية توظيف الكثير من الأشخاص للعمل في هذه الشركة.
لا تكتفِ ريادة الأعمال بتوفير فرص جديدة فقط، لكنّها تفتح الباب نحو خلق مجالات جديدة كليًا، مطلوبة من أجل القدرة على العمل في مشاريع ريادة الأعمال. على سبيل المثال، تظهر وظائف جديدة باستمرار لم تكن موجودة قبل ذلك، ويحاول الأشخاص تطوير أنفسهم للحصول على فرصة عمل في هذه الوظائف.
تعزيز الابتكار في المجتمع
يرتبط تخصص ريادة الأعمال والابتكار بدرجة كبيرة جدًا، فالابتكار هو جزء من تعريف ريادة الأعمال ولا يمكن تجاوزه أبدًا، إذ هذه صفة مهمة في المشاريع الريادية. الميزة الحقيقية في الابتكار هو أنه يفتح الباب نحو تطور حقيقي في المجتمع، من خلال دعم وإنشاء أفكار جديدة، وتطوير التكنولوجيا المستخدمة، وغيرها.
بالتالي يساهم كل ذلك في تحسين جودة حياة الأفراد، إذ تتوفر مشاريع تسهّل على الإنسان حياته، وتقلل من الصعوبات. على سبيل المثال، لم يعد الفرد مضطرًا إلى الذهاب لمحلات تجارية في كل مرة يرغب في اقتناء أدوات جديدة، بل أصبح بإمكانه تصفح الخيارات المتاحة على المتاجر الإلكترونية، وإتمام عملية الشراء من المنزل، ثم استلام المطلوب من المنزل أيضًا دون أي مجهود.
التأثير على المجتمع بالإيجاب
يؤدي الاعتماد على ريادة الأعمال إلى إحداث تغيير كامل في المجتمع، فالكثير من المشروعات تحدث تطورًا هائلًا، نتيجة التخصصية التي تتواجد بها. مثلًا توجد العديد من الأعمال الريادية التي تؤدي إلى تحسين مستوى التعليم، أو تحسّن من أداء الخدمات الصحية، وغيرها من الأمور التي تؤكد أهمية ريادة الأعمال في المجتمع.
في الوقت ذاته، تعتمد ريادة الأعمال الناجحة على البحث ودراسة الأسواق والعملاء جيدًا قبل البدء في أي مشروع، وهو ما يعني توفر العديد من الدراسات التي يمكن الاستفادة منها في تحسين أحوال المجتمع بالإيجاب، إذ يمكن التعاون بين رواد الأعمال والمؤسسات المسئولة عن البحث والتطوير، سواءً لتنفيذ هذه الأبحاث، أو مشاركة النتائج النهائية، وهو ما يستفيد منه الطرفان في تحسين الأمور في المجتمع.
التحديات التي تواجه رائد الأعمال
لا يعني ذلك أن ريادة الأعمال هي طريق يمتلئ بالسعادة، بل في الواقع توجد العديد من التحديات التي تواجه رائد الأعمال، التي تجعل نمط حياته ليس سهلًا على الإطلاق، ودائمًا ما يعاني من أجل الوصول إلى أهدافه. من أبرز التحديات التي تواجه رائد الأعمال:
المخاطرة في تنفيذ الفكرة والخوف من الفشل
تقوم ريادة الأعمال على مفهوم اكتشاف الفرص من خلال المخاطرة. بالطبع ليس حبًا في المخاطرة، ولكن لأنّها غالبًا توفر العديد من الفرص المحتملة للنجاح، التي لا يمكن اكتشافها سوى بالتجربة، بشرط وجود ما يشير إلى احتمالية نجاح الفكرة.
يوجد اقتباس مشهور يُنسب إلى “هنري فورد” عن الوضع قبل اختراع السيارة، واعتماد الناس على الخيول، يقول به:
لذا، المخاطرة هي محور مهم في ريادة الأعمال، لكن تظل احتمالية الفشل تحيط برواد الأعمال، وغالبًا لا يمكن الوصول إلى النموذج الناجح إلّا بالاعتماد على الكثير من التجارب، وهو الأمر المرهق بالتأكيد لأي شخص فلا أحد يحب شعور الفشل.
الضغوطات والمسؤوليات العائلية
من أهم التحديات التي تواجه رائد الأعمال هي الضغوطات المستمرة التي يواجهها، لا سيّما في بداية تنفيذ مشروعه، إذ لا يضمن إمكانية النجاح في المشروع بعد، إلى جانب رؤيته لأقرانه يعملون في وظائف تقليدية، لكنّهم يحصلون على رواتبهم باستمرار، دون القلق بشأن مستقبل الفكرة.
على ناحية أخرى، قد لا تسير الأمور بأفضل صورة في البداية نتيجة الحاجة للإنفاق على المشروع، فأحيانًا يعتمد رواد الأعمال على تمويل مشاريع ريادة الأعمال من مدخراتهم الشخصية، إلى جانب صعوبة تحصيل الأموال المخطط لها منذ البداية، حتى يصل المشروع إلى مرحلة جيدة. بالطبع إذا كان رائد الأعمال مسئول عن أسرة، فهذا أحيانًا يضعه في ضغط نتيجة المسئوليات العائلية.
تكلفة الفرصة البديلة
يستخدم مصطلح تكلفة الفرصة البديلة (Opportunity Cost) في الاقتصاد لوصف عملية الإنفاق على خيار معين، في سبيل التنازل عن خيار آخر. يواجه رائد الأعمال ضغوطات تتعلق بهذه الفكرة إذا قرر اتخاذ مسيرته في ريادة الأعمال، وتأسيس مشروعه الخاص مع وجود العديد من المخاطر واحتمالية الفشل.
إذ بينما يطور الأفراد الآخرون من حوله أنفسهم في الوظائف المختلفة، فهو يركّز كل مجهوداته على مشروعه، وفي حالة حدوث أي مشكلة تضطره إلى إنهاء المشروع، فلن يكون لديه المقومات الكافية للعمل في الوظائف المعتادة، نتيجة امتلاكه الخبرة في مساحة محددة. بالتالي، يعد هذا من أهم التحديات التي تواجه رائد الأعمال، في أن يجد نفسه قد خسر مشروعه، وخسر فرصة امتلاك وظيفة تؤهله للنجاح.
ما هو مستقبل تخصص ريادة الأعمال؟ ولماذا أصبح توجهًا للعديد من الأفراد؟
على الرغم من تعدد التحديات في ريادة الأعمال، إلّا أنّ مستقبل تخصص ريادة الأعمال يصبح واعدًا مع تقدم الوقت، وذلك للعديد من الأسباب المتعلقة برواد الأعمال، وتطور طريقة تفكيرهم في الأمور المختلفة في الحياة العملية. من أهم الأسباب التي توضح رغبة رواد الأعمال في اللجوء إلى هذا المجال:
امتلاك الأموال وتحقيق النجاحات الشخصية
يعود السبب الرئيسي من اللجوء إلى ريادة الأعمال هو رغبة الأفراد في امتلاك الأموال، وتحقيق النجاحات الشخصية. إذ تعد ريادة الأعمال من أهم طرق الثراء حاليًا، فيسعى الأفراد إلى إنشاء أعمال تجارية، بهدف الاستفادة منها وبيعها لاحقًا من خلال التخارج (Exit)، مثل بيع الشركة إلى شركة أخرى ترغب في الاستحواذ عليها.
حتى إذا لم يخطط رواد الأعمال إلى بيع شركتهم، فهم يأملون من خلالها في تحقيق نجاحات واسعة، تمنحهم اسمًا ناجحًا في المجتمع، وتجعلهم يملكون قصة نجاح حقيقية يفتخرون بها، فتكون ريادة الأعمال سببًا في امتلاكهم للأموال والنجاح في الوقت نفسه.
الحرية والاستقلالية في تنفيذ الأفكار
من أهم الأشياء التي تدفع الأشخاص للتفكير في ريادة الأعمال، هي الحرية والاستقلالية التي يحصلون عليها في تنفيذ أفكارهم، فلا يوجد من يمنعهم عن تنفيذ أفكارهم، سواءً مدير يتحكم بأفكارهم، أو سياسة العمل بصفة عامة التي تحد من قدراتهم على تنفيذ ما يرغبون به.
من المهم بالطبع إدراك رواد الأعمال أنّ الحرية لن تكون مطلقة، إذ توجد بعض العوامل التي ستتحكم في الأمر، مثل آراء الشركاء في المشروع، أو توجيهات المستثمرين، أو حتى تعليقات العملاء وتطلعاتهم. لكن في النهاية تتيح ريادة الأعمال قدرًا من الإبداع للراغبين في تنفيذ أفكارهم.
الرغبة في مساعدة المجتمع
من أهم الدوافع التي تحفّز رواد الأعمال، وتشجعهم على التفكير في إنشاء مشروعاتهم الخاصة، هي رغبتهم في مساعدة المجتمع، من خلال رؤيتهم لمشكلة معينة يعاني منها الأشخاص، وبالتالي يفكرون في الطريقة المناسبة لحل هذه المشكلة عبر تنفيذ مشروع خاص بهم.
قد تتواجد أسباب ودوافع أخرى للعمل في ريادة الأعمال، لكن وفقًا للوضع الحالي، وكذلك مع وجود العديد من فرص الدعم التي تحصل عليها المشاريع الريادية، يفكر الكثير من الأفراد في امتلاك مشروع خاص به، حتى يستثمر هذه الفرص، ويبدأ رحلة النجاح الخاصة به.
ثانيًا: 4 من أهم أنواع ريادة الأعمال لا بد من معرفتها
مع تطور مفهوم ريادة الأعمال، يحدث تطور آخر في أنواع ريادة الأعمال وتصنيفات المشاريع المنفذة بها. رغم ذلك يمكن الحديث عن أربعة من أهم أنواع المشاريع الريادية التي تعد المظلة الرئيسية لبقية الأنواع:
1. ريادة الأعمال الصغيرة
تمثل ريادة الأعمال الصغيرة النسبة الأكبر من المشاريع، وهي تعبّر عن رواد الأعمال الذين ينشئون أعمالًا خاصة بهم، بهدف الاعتماد عليها كمصدر لكسب العيش. تحقق هذه المشاريع جميع مبادئ ريادة الأعمال، لكن لا تهدف إلى التوسع أو الانتشار، بل تتمثل أهداف ريادة الأعمال بالنسبة لهم هنا في إنشائها كمصدر للحياة.
على الأغلب يكون السبب في ذلك هو رغبة رواد الأعمال في الإبقاء عليها كذلك، نتيجة عدم وجود إمكانية للتوسع في عملياتها، أو لأنّ الأمر يتطلب بذل مجهود إضافي لتحقيق هذا الهدف، أو نتيجة الاعتماد على تمويل المشروع ذاتيًا أو من خلال طرق بسيطة لا بالاعتماد على وجود مستثمرين في المشروع. يعد هذا النوع الأكثر شيوعًا من بين أنواع ريادة الاعمال في الوقت الحالي.
2. ريادة الأعمال القابلة للتوسع
يهتم رواد الأعمال في هذا النوع بتأسيس مشروعات بهدف التوسع مستقبلًا. يعتمد رائد الأعمال على البدء بالحد الأدنى من الخصائص في المشروع (MVP)، حتى يقدر على الوصول إلى نموذج العمل المناسب للمشروع، القادر على التكرار والتطوير وتحقيق الأموال.
على الأغلب يهتم رواد الأعمال بعد الوصول إلى هذه المرحلة، ببدء البحث عن المستثمرين الراغبين في تمويل مشروعاتهم. ثم بعد الحصول على التمويل المناسب، يستخدمه رواد الأعمال في تحقيق النمو والتوسع وفقًا للخطة الأصلية.
3. ريادة الشركات الكبيرة
تعرف الشركات الكبيرة كيفية توظيف الإبداع والابتكار في ريادة الأعمال، وكيفية استثمارهما لتحقيق تطور في المنتجات والخدمات التي تقدمها إلى العملاء. لذا، النوع الثالث من أنواع ريادة العملاء هو المختص بالشركات الكبيرة الموجودة فعلًا، التي تحرص على تطوير عملياتها، وقد تقدم منتجات جديدة كليًا لهم.
تعتمد الشركات الكبيرة في هذا النوع على مواكبة التطورات التكنولوجية الحادثة، وكثيرًا ما تنفّذ استراتيجياتها من خلال الشراكات مع شركات أخرى، أو من خلال الاستحواذ على هذه الشركات وشرائها، لاستخدامها في تحسين عملياتها. تعد شركة جوجل نموذجًا ناجحًا على ريادة الشركات الكبيرة.
4. ريادة الأعمال الاجتماعية
يهتم رواد الأعمال في ريادة الأعمال الاجتماعية بإنشاء مشاريع بهدف مساعدة المجتمع. يرى رواد الأعمال مشكلة في المجتمع، ثم يقررون التفكير في الحل المناسب لها، أيًا يكن هذا الحل بالنسبة لهم، سواءً تمثل في إنشاء أفكار جديدة تمامًا، أو من خلال تطوير للأفكار الموجودة قبل ذلك.
قد يتوسع رواد الأعمال في هذا النوع تدريجيًا مع الوقت، أو قد يرغب أصحابها في الإبقاء عليها ضمن دائرة الأعمال الصغيرة. لكن يظل الاختلاف بينها وبين بقية الأنواع متمثلًا في الهدف النهائي منها، وهو تقديم المساعدة إلى المجتمع، لا التركيز على مستوى الربحية.
ذات صلة:
admin