يرى أصحاب الأعمال أن مهارات القيادة المقياس الأكثر دقة لقدرة الشخص على النجاح في الدور الوظيفي من عدمه. قد تستخدم العديد من الطرق والأساليب لتعمل على تطوير مهارات القيادة الخاصة بك من أجل تحقيق أهداف المنظمة بأكبر فاعلية ممكنة. سيساعدك التعرف على أنواع القيادة على تحسين أسلوبك في القيادة وتحديد طرق القيادة التي تخدم أهدافك الحالية بأفضل شكل ممكن:
أولًا: أسلوب التدريب Coaching style
المدرب هو الشخص الذي يمكنه تمييز نقاط القوة والضعف الخاصة بأعضاء فريقه وما يحفزهم وما يثبط من عزيمتهم، ووفقًا لتلك الرؤية، فإنه يساعد كل عضو على التغلب على ضعفه ويعلمه الاستفادة من قوته بأقصى قدر ممكن. يتميز القادة الذين يعتمدون على هذا الأسلوب بقدرتهم على وضع وتحديد أهداف العمل وخلق بيئة عمل إيجابية ومحفزة وفرض توقعات واضحة عن المسار الذي يجب اتخاذه.
يعد أسلوب التدريب أحد أكثر الأساليب فائدة للمنظمات والموظفين الذين يعملون بها. ومع ذلك، قليلًا ما يعتمد عليه المدراء عند قيادة لأنه يستغرق الكثير من الوقت لتنفيذه مقارنة بأساليب القيادة الأخرى. قد يلائمك استخدام أسلوب التدريب إذا كنت:
- تقدم الدعم الإداري والنفسي اللازم للموظفين متى واجهتهم أي مشاكل.
- توجه موظفيك وتعلمهم كيفية القيام بالأمور بدلاً من مجرد الأمر والنهي.
- تحرص على تطوير وتحسين مهارات موظفيك وتنتهج نهج التعليم المستمر.
- توازن بين مشاركة المعرفة مع الآخرين وبين مساعدتهم في البحث عن الإجابة بأنفسهم.
المزايا: يعزز أسلوب التدريب تطوير المهارات الحالية ويشجع على اكتساب مهارات جديدة. كما يتبنى ثقافة التفكير الحر التي تنظر إلى أهداف الشركة من زوايا مختلفة وتعيد صياغتها بما يعود على مزيد من النفع على الشركة.
العيوب: يتضمن تطبيق هذا الأسلوب التواصل الدائم مع الموظفين وإرشادهم وتوجيههم لتنفيذ مهام العمل بشكل صحيح وذلك من خلال لقاء ومقابلة الموظفين بشكل فردي والتعرف على نقاط الضعف والقوة ومراقبة عملهم وتقييمهم والعمل على تحسين مهاراتهم. ولذلك يستغرق تنفيذه الكثير من الوقت ولا يلائم بيئة العمل التي تعتمد على المواعيد النهائية قصيرة الأجل.
مثال: يجمع مدير المبيعات فريقه لمناقشة أداء العمل والنتائج خلال الربع المنصرم. ويتم تحليل أداء الفريق وتقديم تقرير تقييم لنقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات الخاصة بالأداء. وفي ختام الاجتماع، يثني على الموظفين أصحاب الأداء الأفضل ويشجع باقي الفريق ليصلوا إلى مستواهم، ثم يضع أهداف الفترة القادمة والخطة لتحقيقها.
ثانيًا: أسلوب البصيرة Visionary style
يتمتع القادة ذوو البصيرة النافذة بقدرة عالية على رفع مستوى الأداء والإنجاز في العمل ومنح الموظفين أفكار جديدة وتحفيزهم على الابتكار. يعد هذا الأسلوب ملائمًا للشركات الصغيرة ذات معدل النمو السريع أو المؤسسات الكبيرة التي تمر بكثير من التغيرات والتحولات خلال فترة زمنية قصيرة. قد تكون قائدًا يتمتع ببصيرة ثاقبة إذا كنت تمتلك الصفات التالية:
- على استعداد دائم للمخاطرة والخروج عن طريقك المعتاد إذا كان ذلك سيحقق هدفك بطريقة أفضل.
- لديك القدرة على وضع الخطط الاستراتيجية.
- تفكر دائمًا خارج الصندوق بطريقة إبداعية.
- تشجع الآخرين وتكون مصدر للإلهام لهم.
المزايا: يساعد هذا الأسلوب المؤسسات على النمو بشكل أفضل وأسرع وتحسين تقنيات العمل القديمة أو تطوير واحدة جديدة.
العيوب: قد لا ينتبه القادة الذين يتبعون هذا الأسلوب إلى بعض التفاصيل المهمة لأنهم يضعون جل تركيزهم على المجمل أو الصورة ككل. كما أنهم يميلون إلى انتهاج نهج مختلف حينما يتعلق الأمر بحل مشاكل العمل بسبب رؤيتهم المستقبلية مما يستغرق الكثير من الوقت لحل المشكلة.
مثال: عندما ينشأ معلم مدرسة مجموعة تتكون من زملائه المعلمين الذين يريدون مساعدة الطلاب في حل المشاكل التي يواجهونها خارج أسوار المدرسة لكي يكونوا قادرين على التركيز بشكل أفضل على النجاح. عندما يجتمع هؤلاء المدرسون معًا، فإنهم سيبتكرون طرقًا جديدة لمساعدة الطلاب بطريقة سريعة وفعالة.
ثالثًا: أسلوب الخدمة Servant style
يتبنى هذا الأسلوب فكر “تأتي مصلحة الأشخاص أولًا” إذ يؤمن القادة الذين يستخدمون هذا الأسلوب بأن شعور الموظفين بالرضا والراحة في وظائفهم من شأنه أن ينعكس بالإيجاب على أدائهم ومستوى إنتاجيتهم. يعد هذا الأسلوب ملائم لجميع المنظمات باختلاف حجمها أو مجال عملها، لكنه شائع الاستخدام بكثرة في المؤسسات غير الربحية. قد يلائمك استخدام أسلوب الخدمة إذا كنت تمتلك مهارات القيادة التالية:
- تحفز أعضاء فريق للعمل بشكل إيجابي دائمًا وتميل لأخذ المبادرة.
- تمتلك مهارات تواصل جيدة مع الآخرين.
- تهتم بأعضاء فريقك بشكل خاص، وتسعي لتطوير مهاراتهم دائمًا.
المزايا: يساعد هذا الأسلوب على تعزيز مهارات وقدرات الموظفين والرفع من مستوى رضاهم الوظيفي مما يجعلهم أولياء للمنظمة ويعملون بجد لأجل الحفاظ على سمعتها.
العيوب: مع سعي القادة إلى إرضاء الموظفين دائمًا فإنهم يفقدون القدرة على الحكم بشكل صحيح ويكون من الصعب اتخاذ أي موقف أو إجراء حازم ضد الموظفين في حالة حدوث أي مشكلة.
مثال: عندما يقيم المدير اجتماعات شهرية مع كل موظف على حدى ممن لديهم أفكار أو مقترحات لتحسين وتطوير منتج الشركة أو لديهم حتى أي أسئلة أو مشاكل بالعمل يودون الحديث عنها.
رابعًا: الأسلوب الأوتوقراطي Autocratic style
يُعرف أيضًا باسم “الأسلوب الاستبدادي”، فالأشخاص الذين يعتمدون هذا الأسلوب يركزون بشكل خاص على أداء العمل والنتائج. وفي أغلب الأحيان، يتخذون القرارات بأنفسهم أو مع مجموعة محدودة من الأشخاص فقط. ويجب على الموظفين أن يفعلوا بالضبط ما يُطلب منهم وحسب دون نقاش. ويعد القادة العسكريين الأشهر بين القادة الذين يستعملون هذا الأسلوب.
يمكن استخدام هذا الأسلوب مع الموظفين الذين يحتاجون إلى إشراف مكثف ومباشر مثل العاملين أصحاب الخبرة القليلة أو المعدومة. ولكنه من ناحية أخرى، يمكن أن يحجم الإبداع ويجعل الموظفين يشعرون كما لو أنهم مجرد آلات تتحرك بأوامر مالكها. قد تكون قائدًا يستخدم الأسلوب الأوتوقراطي إذا كنت تمتلك مهارات القيادة التالية:
- لديك ثقة عالية بالنفس.
- تتواصل مع الآخرين بشكل واضح وصريح.
- تجيد وضع القوانين لضبط الأمور وتتبعها بحذافيرها.
- يمكنك إنشاء بيئة عمل شديدة التنظيم والالتزام.
- يمكن الاعتماد عليك لإنجاز الأمور على أكمل وجه.
المزايا: تخفيف الأعباء عن الموظفين من خلال اتخاذ القرارات بأنفسهم ورفع مستوى الانتاجية والكفاءة وتوفير بيئة عمل منظمة منضبطة خالية من أخطاء العمل.
العيوب: يشعر القادة الذين يستخدمون هذا الأسلوب بالضغط والتوتر معظم الوقت لأنهم يتولون مسؤولية كل شيء. وبسبب افتقارهم للمرونة وعدم مشاركة الآخرين، فغالبًا ما يستاء الموظفون الآخرون منهم.
خامسًا: أسلوب عدم التدخل Laissez-faire style
بخلاف الأسلوب الأوتوقراطي، فإن هذا الأسلوب يعتمد على توزيع أعباء العمل على الموظفين وتفويضهم للقيام بالمهمات بالكيفية التي يرونها ملائمة بقليل من الإشراف أو عدم وجوده. وذلك لأن القادة الذي يعتمد سياسة عدم التدخل يكرس وقته للعمل على مشاريع أخرى.
قد يتبنى المدير هذا الأسلوب عندما يكون أعضاء فريقه من أصحاب الخبرات الطويلة وبالكاد يحتاجون إلى أي إشراف. ولكن، إذا لم يكن لدى الفريق توقعات واضحة بشأن أهداف العمل النهائية، فقد يؤدي ذلك إلى هبوط في مستوى الإنتاجية. قد تكون قائدًا يعتمد سياسة عدم التدخل إذا كنت:
- توفر موارد وأدوات العمل لفريقك بشكل كافي.
- تقدم النقد البناء، وتطور بيئة عمل مستقلة.
- تشجع الفريق على أخذ المبادرة وتنمي فيهم مهارات القيادة.
المزايا: يعزز هذا الأسلوب من الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية وسرعة اتخاذ القرارات ويوفر بيئة عمل صحية مريحة تؤدي إلى إنتاجية ومستوى ابداع عال.
العيوب: لا يلائم هذا الأسلوب الموظفين المبتدئين أو أصحاب الخبرة القليلة، وذلك نظرًا لحاجتهم إلى المتابعة والإرشاد بشكل دائم.
سادسًا: الأسلوب الديموقراطي
ما بين الأسلوب الأوتوقراطي الذي تعتمد فكرته على اتخاذ القرارات من قبل القائد وحده، وأسلوب عدم التدخل الذي يفوض الخبراء للقيام بعملهم واتخاذ القرارات الملائمة بأنفسهم. هناك الأسلوب الديموقراطي الذي يجمع ما بين الأسلوبين من خلال الاستماع إلى آراء الموظفين أولًا واتخاذ القرار النهائي من قبل القائد. قد يلائمك هذا الأسلوب إذا كنت:
- تهتم بعقد اجتماعات مع الموظفين والاستماع إلى آرائهم ومقترحاتهم فيما يخص أمور الشركة.
- تعرض على الموظفين القرارات النهائية وتستمع إلى آرائهم بشأنها.
- تتحلى بالمرونة والعقلانية.
- توفر بيئة عمل تعتمد على مشاركة جميع الموظفين.
المزايا: يمنح الأسلوب الديموقراطي الموظفين شعورًا بالأهمية والتقدير لأن رأيهم يؤخذ بعين الاعتبار مما يجعلهم جزءًا من عملية صنع القرار. وهذا بدوره يعزز من ولائهم للمنظمة. ونظرًا لاعتماد هذا الأسلوب على المشاركة والنقاش، فإنه يكون ملائمًا للصناعات التي تحتاج إلى الإبداع والابتكار مثل صناعة التكنولوجيا.
العيوب: قد يكون مكلفًا وغير فعال في بعض الأحيان لأنه يستغرق الكثير من الوقت لتنظيم الاجتماعات والحصول على الآراء ودراستها للوصول للحل الأنسب. بالإضافة إلى أنه يجعل الموظفين الذين لا يجيدون التعبير عن آرائهم يشعرون بعدم الراحة والضغط.
سابعًا: أسلوب ضبط وتيرة العمل Pacesetter style
يعد أحد أكثر الأساليب الفعالة لتحقيق نتائج سريعة. إذ يركز القادة الذين يتبعون هذا الأسلوب على الأداء بشكل أساسي. كما أنهم يحددون معايير مرتفعة للموظفين ويجعلون أعضاء الفريق مسئولين بشكل كامل عن تحقيق أهدافهم. قد تكون قائدًا يتبع هذا الأسلوب إذا امتلكت مهارات القيادة التالية:
- تضع الأهداف نصب عينيك دائمًا وتركز عليها.
- على أتم الاستعداد لفعل أي شيء لتحقيق هدفك.
- ذو كفاءة عالية، وتفضل جودة الأداء على امتلاك المهارات الناعمة.
المزايا: يدفع تحديد وتيرة العمل الموظفين إلى العمل بجد لتحقيق أهداف العمل المطلوبة.
العيوب: قد يؤدي هذا الأسلوب إلى شعور الموظفين بالتعب والإرهاق بسبب وجود المواعيد النهائية طيلة الوقت.
ثامنًا: الأسلوب التحوّلي Transformational style
يشبه إلى حد كبير أسلوب التدريب من حيث التركيز المكثف على التواصل الدائم والمباشر مع الموظفين وتحفيزهم ووضع أهداف العمل. ولكن بدلًا من التركيز على الأهداف الفردية يهتم القائد بتحقيق أهداف المنظمة. ونظرًا لأن هذا الأسلوب يركز على الأهداف الكبيرة الشاملة، فإنه يلائم الموظفين الخبراء الذين يستطيعون العمل على مهام ومشاريع ضخمة يتخذون فيها القرارات بأنفسهم دون الحاجة إلى إشراف مباشر.
قد تكون قائدًا يلائمه استخدام هذا الأسلوب إذا كنت تمتلك مهارات القيادة التالية:
- تحافظ على الاحترام المتبادل بين أعضاء فريقك.
- تقدم التشجيع والتحفيز لأعضاء الفريق.
- مبدع وتلهم الآخرين لتحقيق الأهداف.
المزايا: يعزز هذا الأسلوب من الروابط الشخصية بين أعضاء الفريق مما يخلق بيئة عمل إيجابية تزيد من ولاء الموظفين ورغبتهم في البقاء في المؤسسة.
تاسعًا: أسلوب المعاملات
يركز هذا الأسلوب على الأداء في العمل بشكل خاص ومكثف. فالقائد الذي يتبنى أسلوب المعاملات يعلن عن مكافأت وحوافز مالية لأصحاب النتائج الأفضل، بينما تكون هناك إجراءات تأديبية لمن يفشل في تحقيق أهدافه في العمل أو يقدم أداءً أقل من المقبول.
لضمان تقديم أفضل أداء، يولي القادة اهتمامًا كبيرًا بتقديم التوجيه والإرشاد اللازمين للموظفين لرفع مستوى أدائهم وعمل التدريبات الدورية لتحسين مهاراتهم الحالية وجعلهم يكتسبون مهارات جديدة. قد تكون قائدًا يلائمه أسلوب المعاملات إذا كنت تمتلك المواصفات مهارات القيادة التالية:
- تركز في أدق تفاصيل العمل والموظفين بشكل عميق.
- ذو شخصية واقعية وعملية.
المزايا: يسهل أسلوب المعاملات عملية تحقيق الأهداف من خلال تخطيط أهداف قصيرة المدى ووضع هيكل عمل محدد.
العيوب: يمكن أن يؤدي العمل على الأهداف قصيرة المدى وحدها وعدم وضع أهداف طويلة الأجل أو أي خطط مستقبلية إلى جعل الشركة تتكبد خسائر فادحة في حال لم تسر أمور العمل على ما يرام.
عاشرًا: الأسلوب البيروقراطي
يتشابه هذا الأسلوب مع الأسلوب الأوتوقراطي في أن الموظفين يتبعون إجراءات وقواعد العمل بحذافيرها وبدقة كما هي مكتوبة تمامًا. إذ يعتمد الأسلوب البيروقراطي على التسلسل الهرمي والمهام الوظيفية المقررة لكل مستوى وظيفي. قد تكون قائد يلائمه الأسلوب البيروقراطي إذا كنت تمتلك مهارات القيادة التالية:
- تتمتع بالإرادة القوية.
- تلتزم بتطبيق أخلاقيات العمل.
- تتحلى بالانضباط الذاتي.
المزايا: يعد الأسلوب البيروقراطي ملائمًا للتطبيق في المنظمات التي تحتاج إلى تفرض قواعد وأنظمة صارمة يجب اتباعها بحذافيرها. فوجود قائمة مهام ومسؤوليات وظيفية محددة بوضوح لكل موظف في الشركة يؤدي إلى تأدية العمل على أكمل وجه.
العيوب: قد يشعر الموظفين بالكثير من التقييد ويفقدون قدرتهم على الإبداع. كما أن هذا الأسلوب لا يلائم بيئة العمل الديناميكية المتغيرة.
كيف تحدد أسلوب القيادة المناسب لك؟
إذا ما زالت تشعر بالحيرة بخصوص أسلوب القيادة الملائم لك، فهناك بعض الأسئلة التي تحتاج إلى طرحها على نفسك لتلقي لك إجاباتها بعض الضوء على الأسلوب الملائم. وقد تكون تلك الأسئلة كالتالي:
- أيهما تقدر أكثر العلاقات أم الأهداف؟
- هل تفضل اتخاذ القرارات بشكل فردي أم جماعي؟
- هل تركز على الأهداف قصيرة أم طويلة المدى؟
- كيف يبدو فريق العمل المثالي من وجهة نظرك؟
تريث قبل الإجابة عن تلك الأسئلة وامنح نفسك الوقت الكافي للعثور على الإجابة الصحيحة التي لا تحمل مجالًا للشك. إذ تساعدك الإجابات الواضحة على الوصول إلى هدفك بسهولة. وإذا كنت تسعى للتحسين والتطوير من أسلوب القيادة الذي تتبعه حاليًا، فهناك بعض الاستراتيجيات التي يمكنك تطبيقها مثل:
- التجربة: حاول تجرِبة الأساليب الأخرى في ظروف مختلفة ولاحظ النتائج وسجلها لتقارن بينها فيما بعد. لا تخف من تجرِبة شيء جديد وأكمل التجربة للنهاية لتحصل على نتائج صحيحة.
- استشر أحد الخبراء: تحدث مع قائد يتمتع بخبرة أكثر منك أن يقدم نظرة ثاقبة حول كيفية تطوير أسلوبهم وما الذي نجح معهم.
- اسأل الموظفين عن آرائهم: الاستماع إلى الملاحظات والآراء البناءة سيساعدك على إدراك الأخطاء التي فاتتك لتعمل على إصلاحها وتصبح قائدًا أفضل. لذا ابحث عن من تثق بهم وبآرائهم لمنحك إجابات صريحة.
- كن على طبيعتك: إذا كنت تحاول تبني أسلوب قيادة لا يلائم شخصيتك أو يتعارض مع مبادئك، فسيظهر ذلك جليًا في قراراتك المتذبذبة المتناقضة. مما ينعكس بالسلب على مصداقيتك كقائد. لذا، حاول اختيار أسلوب قيادة يدعم نقاط قوتك ويبرزها.
هناك بعض أساليب القيادة التي تناسب صناعة أو مجال معين دونًا عن غيره مثل الأسلوب الأوتوقراطي الذي يلائم المؤسسات العسكرية. وعلى النقيض، ففي بعض الأحيان يكون مزج أكثر من أسلوب معًا هو الأسلوب الأمثل. يعتمد اختيار أسلوب القيادة أيضًا على طبيعة بيئة العمل وأداء الموظفين وخبرتهم وطبيعة الموقف الذي يحتاج منك إلى قرار نهائي.
لذا، ضع في حسبانك بأن القادة أو المدراء قد يعتمدون على أساليب قيادة متنوعة تختلف باختلاف الأهداف التي يرغبون في تحقيقها والكيفية الأفضل للوصول إلى تلك الأهداف. وبالتالي، فإنه من المهم لك فهم كل أسلوب من أساليب القيادة والتنويع بينها إن لزم الأمر.
يرى أصحاب الأعمال أن مهارات القيادة المقياس الأكثر دقة لقدرة الشخص على النجاح في الدور الوظيفي من عدمه. قد تستخدم العديد من الطرق والأساليب لتعمل على تطوير مهارات القيادة الخاصة بك من أجل تحقيق أهداف المنظمة بأكبر فاعلية ممكنة. سيساعدك التعرف على أنواع القيادة على تحسين أسلوبك في القيادة وتحديد طرق القيادة التي تخدم أهدافك الحالية بأفضل شكل ممكن:
أولًا: أسلوب التدريب Coaching style
المدرب هو الشخص الذي يمكنه تمييز نقاط القوة والضعف الخاصة بأعضاء فريقه وما يحفزهم وما يثبط من عزيمتهم، ووفقًا لتلك الرؤية، فإنه يساعد كل عضو على التغلب على ضعفه ويعلمه الاستفادة من قوته بأقصى قدر ممكن. يتميز القادة الذين يعتمدون على هذا الأسلوب بقدرتهم على وضع وتحديد أهداف العمل وخلق بيئة عمل إيجابية ومحفزة وفرض توقعات واضحة عن المسار الذي يجب اتخاذه.
يعد أسلوب التدريب أحد أكثر الأساليب فائدة للمنظمات والموظفين الذين يعملون بها. ومع ذلك، قليلًا ما يعتمد عليه المدراء عند قيادة لأنه يستغرق الكثير من الوقت لتنفيذه مقارنة بأساليب القيادة الأخرى. قد يلائمك استخدام أسلوب التدريب إذا كنت:
المزايا: يعزز أسلوب التدريب تطوير المهارات الحالية ويشجع على اكتساب مهارات جديدة. كما يتبنى ثقافة التفكير الحر التي تنظر إلى أهداف الشركة من زوايا مختلفة وتعيد صياغتها بما يعود على مزيد من النفع على الشركة.
العيوب: يتضمن تطبيق هذا الأسلوب التواصل الدائم مع الموظفين وإرشادهم وتوجيههم لتنفيذ مهام العمل بشكل صحيح وذلك من خلال لقاء ومقابلة الموظفين بشكل فردي والتعرف على نقاط الضعف والقوة ومراقبة عملهم وتقييمهم والعمل على تحسين مهاراتهم. ولذلك يستغرق تنفيذه الكثير من الوقت ولا يلائم بيئة العمل التي تعتمد على المواعيد النهائية قصيرة الأجل.
مثال: يجمع مدير المبيعات فريقه لمناقشة أداء العمل والنتائج خلال الربع المنصرم. ويتم تحليل أداء الفريق وتقديم تقرير تقييم لنقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات الخاصة بالأداء. وفي ختام الاجتماع، يثني على الموظفين أصحاب الأداء الأفضل ويشجع باقي الفريق ليصلوا إلى مستواهم، ثم يضع أهداف الفترة القادمة والخطة لتحقيقها.
ثانيًا: أسلوب البصيرة Visionary style
يتمتع القادة ذوو البصيرة النافذة بقدرة عالية على رفع مستوى الأداء والإنجاز في العمل ومنح الموظفين أفكار جديدة وتحفيزهم على الابتكار. يعد هذا الأسلوب ملائمًا للشركات الصغيرة ذات معدل النمو السريع أو المؤسسات الكبيرة التي تمر بكثير من التغيرات والتحولات خلال فترة زمنية قصيرة. قد تكون قائدًا يتمتع ببصيرة ثاقبة إذا كنت تمتلك الصفات التالية:
المزايا: يساعد هذا الأسلوب المؤسسات على النمو بشكل أفضل وأسرع وتحسين تقنيات العمل القديمة أو تطوير واحدة جديدة.
العيوب: قد لا ينتبه القادة الذين يتبعون هذا الأسلوب إلى بعض التفاصيل المهمة لأنهم يضعون جل تركيزهم على المجمل أو الصورة ككل. كما أنهم يميلون إلى انتهاج نهج مختلف حينما يتعلق الأمر بحل مشاكل العمل بسبب رؤيتهم المستقبلية مما يستغرق الكثير من الوقت لحل المشكلة.
مثال: عندما ينشأ معلم مدرسة مجموعة تتكون من زملائه المعلمين الذين يريدون مساعدة الطلاب في حل المشاكل التي يواجهونها خارج أسوار المدرسة لكي يكونوا قادرين على التركيز بشكل أفضل على النجاح. عندما يجتمع هؤلاء المدرسون معًا، فإنهم سيبتكرون طرقًا جديدة لمساعدة الطلاب بطريقة سريعة وفعالة.
ثالثًا: أسلوب الخدمة Servant style
يتبنى هذا الأسلوب فكر “تأتي مصلحة الأشخاص أولًا” إذ يؤمن القادة الذين يستخدمون هذا الأسلوب بأن شعور الموظفين بالرضا والراحة في وظائفهم من شأنه أن ينعكس بالإيجاب على أدائهم ومستوى إنتاجيتهم. يعد هذا الأسلوب ملائم لجميع المنظمات باختلاف حجمها أو مجال عملها، لكنه شائع الاستخدام بكثرة في المؤسسات غير الربحية. قد يلائمك استخدام أسلوب الخدمة إذا كنت تمتلك مهارات القيادة التالية:
المزايا: يساعد هذا الأسلوب على تعزيز مهارات وقدرات الموظفين والرفع من مستوى رضاهم الوظيفي مما يجعلهم أولياء للمنظمة ويعملون بجد لأجل الحفاظ على سمعتها.
العيوب: مع سعي القادة إلى إرضاء الموظفين دائمًا فإنهم يفقدون القدرة على الحكم بشكل صحيح ويكون من الصعب اتخاذ أي موقف أو إجراء حازم ضد الموظفين في حالة حدوث أي مشكلة.
مثال: عندما يقيم المدير اجتماعات شهرية مع كل موظف على حدى ممن لديهم أفكار أو مقترحات لتحسين وتطوير منتج الشركة أو لديهم حتى أي أسئلة أو مشاكل بالعمل يودون الحديث عنها.
رابعًا: الأسلوب الأوتوقراطي Autocratic style
يُعرف أيضًا باسم “الأسلوب الاستبدادي”، فالأشخاص الذين يعتمدون هذا الأسلوب يركزون بشكل خاص على أداء العمل والنتائج. وفي أغلب الأحيان، يتخذون القرارات بأنفسهم أو مع مجموعة محدودة من الأشخاص فقط. ويجب على الموظفين أن يفعلوا بالضبط ما يُطلب منهم وحسب دون نقاش. ويعد القادة العسكريين الأشهر بين القادة الذين يستعملون هذا الأسلوب.
يمكن استخدام هذا الأسلوب مع الموظفين الذين يحتاجون إلى إشراف مكثف ومباشر مثل العاملين أصحاب الخبرة القليلة أو المعدومة. ولكنه من ناحية أخرى، يمكن أن يحجم الإبداع ويجعل الموظفين يشعرون كما لو أنهم مجرد آلات تتحرك بأوامر مالكها. قد تكون قائدًا يستخدم الأسلوب الأوتوقراطي إذا كنت تمتلك مهارات القيادة التالية:
المزايا: تخفيف الأعباء عن الموظفين من خلال اتخاذ القرارات بأنفسهم ورفع مستوى الانتاجية والكفاءة وتوفير بيئة عمل منظمة منضبطة خالية من أخطاء العمل.
العيوب: يشعر القادة الذين يستخدمون هذا الأسلوب بالضغط والتوتر معظم الوقت لأنهم يتولون مسؤولية كل شيء. وبسبب افتقارهم للمرونة وعدم مشاركة الآخرين، فغالبًا ما يستاء الموظفون الآخرون منهم.
خامسًا: أسلوب عدم التدخل Laissez-faire style
بخلاف الأسلوب الأوتوقراطي، فإن هذا الأسلوب يعتمد على توزيع أعباء العمل على الموظفين وتفويضهم للقيام بالمهمات بالكيفية التي يرونها ملائمة بقليل من الإشراف أو عدم وجوده. وذلك لأن القادة الذي يعتمد سياسة عدم التدخل يكرس وقته للعمل على مشاريع أخرى.
قد يتبنى المدير هذا الأسلوب عندما يكون أعضاء فريقه من أصحاب الخبرات الطويلة وبالكاد يحتاجون إلى أي إشراف. ولكن، إذا لم يكن لدى الفريق توقعات واضحة بشأن أهداف العمل النهائية، فقد يؤدي ذلك إلى هبوط في مستوى الإنتاجية. قد تكون قائدًا يعتمد سياسة عدم التدخل إذا كنت:
المزايا: يعزز هذا الأسلوب من الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية وسرعة اتخاذ القرارات ويوفر بيئة عمل صحية مريحة تؤدي إلى إنتاجية ومستوى ابداع عال.
العيوب: لا يلائم هذا الأسلوب الموظفين المبتدئين أو أصحاب الخبرة القليلة، وذلك نظرًا لحاجتهم إلى المتابعة والإرشاد بشكل دائم.
سادسًا: الأسلوب الديموقراطي
ما بين الأسلوب الأوتوقراطي الذي تعتمد فكرته على اتخاذ القرارات من قبل القائد وحده، وأسلوب عدم التدخل الذي يفوض الخبراء للقيام بعملهم واتخاذ القرارات الملائمة بأنفسهم. هناك الأسلوب الديموقراطي الذي يجمع ما بين الأسلوبين من خلال الاستماع إلى آراء الموظفين أولًا واتخاذ القرار النهائي من قبل القائد. قد يلائمك هذا الأسلوب إذا كنت:
المزايا: يمنح الأسلوب الديموقراطي الموظفين شعورًا بالأهمية والتقدير لأن رأيهم يؤخذ بعين الاعتبار مما يجعلهم جزءًا من عملية صنع القرار. وهذا بدوره يعزز من ولائهم للمنظمة. ونظرًا لاعتماد هذا الأسلوب على المشاركة والنقاش، فإنه يكون ملائمًا للصناعات التي تحتاج إلى الإبداع والابتكار مثل صناعة التكنولوجيا.
العيوب: قد يكون مكلفًا وغير فعال في بعض الأحيان لأنه يستغرق الكثير من الوقت لتنظيم الاجتماعات والحصول على الآراء ودراستها للوصول للحل الأنسب. بالإضافة إلى أنه يجعل الموظفين الذين لا يجيدون التعبير عن آرائهم يشعرون بعدم الراحة والضغط.
سابعًا: أسلوب ضبط وتيرة العمل Pacesetter style
يعد أحد أكثر الأساليب الفعالة لتحقيق نتائج سريعة. إذ يركز القادة الذين يتبعون هذا الأسلوب على الأداء بشكل أساسي. كما أنهم يحددون معايير مرتفعة للموظفين ويجعلون أعضاء الفريق مسئولين بشكل كامل عن تحقيق أهدافهم. قد تكون قائدًا يتبع هذا الأسلوب إذا امتلكت مهارات القيادة التالية:
المزايا: يدفع تحديد وتيرة العمل الموظفين إلى العمل بجد لتحقيق أهداف العمل المطلوبة.
العيوب: قد يؤدي هذا الأسلوب إلى شعور الموظفين بالتعب والإرهاق بسبب وجود المواعيد النهائية طيلة الوقت.
ثامنًا: الأسلوب التحوّلي Transformational style
يشبه إلى حد كبير أسلوب التدريب من حيث التركيز المكثف على التواصل الدائم والمباشر مع الموظفين وتحفيزهم ووضع أهداف العمل. ولكن بدلًا من التركيز على الأهداف الفردية يهتم القائد بتحقيق أهداف المنظمة. ونظرًا لأن هذا الأسلوب يركز على الأهداف الكبيرة الشاملة، فإنه يلائم الموظفين الخبراء الذين يستطيعون العمل على مهام ومشاريع ضخمة يتخذون فيها القرارات بأنفسهم دون الحاجة إلى إشراف مباشر.
قد تكون قائدًا يلائمه استخدام هذا الأسلوب إذا كنت تمتلك مهارات القيادة التالية:
المزايا: يعزز هذا الأسلوب من الروابط الشخصية بين أعضاء الفريق مما يخلق بيئة عمل إيجابية تزيد من ولاء الموظفين ورغبتهم في البقاء في المؤسسة.
تاسعًا: أسلوب المعاملات
يركز هذا الأسلوب على الأداء في العمل بشكل خاص ومكثف. فالقائد الذي يتبنى أسلوب المعاملات يعلن عن مكافأت وحوافز مالية لأصحاب النتائج الأفضل، بينما تكون هناك إجراءات تأديبية لمن يفشل في تحقيق أهدافه في العمل أو يقدم أداءً أقل من المقبول.
لضمان تقديم أفضل أداء، يولي القادة اهتمامًا كبيرًا بتقديم التوجيه والإرشاد اللازمين للموظفين لرفع مستوى أدائهم وعمل التدريبات الدورية لتحسين مهاراتهم الحالية وجعلهم يكتسبون مهارات جديدة. قد تكون قائدًا يلائمه أسلوب المعاملات إذا كنت تمتلك المواصفات مهارات القيادة التالية:
المزايا: يسهل أسلوب المعاملات عملية تحقيق الأهداف من خلال تخطيط أهداف قصيرة المدى ووضع هيكل عمل محدد.
العيوب: يمكن أن يؤدي العمل على الأهداف قصيرة المدى وحدها وعدم وضع أهداف طويلة الأجل أو أي خطط مستقبلية إلى جعل الشركة تتكبد خسائر فادحة في حال لم تسر أمور العمل على ما يرام.
عاشرًا: الأسلوب البيروقراطي
يتشابه هذا الأسلوب مع الأسلوب الأوتوقراطي في أن الموظفين يتبعون إجراءات وقواعد العمل بحذافيرها وبدقة كما هي مكتوبة تمامًا. إذ يعتمد الأسلوب البيروقراطي على التسلسل الهرمي والمهام الوظيفية المقررة لكل مستوى وظيفي. قد تكون قائد يلائمه الأسلوب البيروقراطي إذا كنت تمتلك مهارات القيادة التالية:
المزايا: يعد الأسلوب البيروقراطي ملائمًا للتطبيق في المنظمات التي تحتاج إلى تفرض قواعد وأنظمة صارمة يجب اتباعها بحذافيرها. فوجود قائمة مهام ومسؤوليات وظيفية محددة بوضوح لكل موظف في الشركة يؤدي إلى تأدية العمل على أكمل وجه.
العيوب: قد يشعر الموظفين بالكثير من التقييد ويفقدون قدرتهم على الإبداع. كما أن هذا الأسلوب لا يلائم بيئة العمل الديناميكية المتغيرة.
كيف تحدد أسلوب القيادة المناسب لك؟
إذا ما زالت تشعر بالحيرة بخصوص أسلوب القيادة الملائم لك، فهناك بعض الأسئلة التي تحتاج إلى طرحها على نفسك لتلقي لك إجاباتها بعض الضوء على الأسلوب الملائم. وقد تكون تلك الأسئلة كالتالي:
تريث قبل الإجابة عن تلك الأسئلة وامنح نفسك الوقت الكافي للعثور على الإجابة الصحيحة التي لا تحمل مجالًا للشك. إذ تساعدك الإجابات الواضحة على الوصول إلى هدفك بسهولة. وإذا كنت تسعى للتحسين والتطوير من أسلوب القيادة الذي تتبعه حاليًا، فهناك بعض الاستراتيجيات التي يمكنك تطبيقها مثل:
هناك بعض أساليب القيادة التي تناسب صناعة أو مجال معين دونًا عن غيره مثل الأسلوب الأوتوقراطي الذي يلائم المؤسسات العسكرية. وعلى النقيض، ففي بعض الأحيان يكون مزج أكثر من أسلوب معًا هو الأسلوب الأمثل. يعتمد اختيار أسلوب القيادة أيضًا على طبيعة بيئة العمل وأداء الموظفين وخبرتهم وطبيعة الموقف الذي يحتاج منك إلى قرار نهائي.
لذا، ضع في حسبانك بأن القادة أو المدراء قد يعتمدون على أساليب قيادة متنوعة تختلف باختلاف الأهداف التي يرغبون في تحقيقها والكيفية الأفضل للوصول إلى تلك الأهداف. وبالتالي، فإنه من المهم لك فهم كل أسلوب من أساليب القيادة والتنويع بينها إن لزم الأمر.
ذات صلة:
No related posts.
GFX4arab
مهتم بالجرافيكس وملحقاته اشرف حاليا على موقع www.gfx4arab.com