ألوان الطباعة وألوان الويب

ألوان الطباعة وألوان الواب

تعتبر الألوان عاملا مهما وأساسيا لقيمة أي عمل فني، ولذلك يركز أي مصمم على تعلم مبادئ وتفاصيل الألوان وضوابط استعمالها، فهذه ألوان حارة وتلك باردة، وهذه تستعمل في مواطن الحزن والخوف، والأخرى في مناسبات الفرح والسّلم، تلك طفولية وهذه للكبار، هي معايير متفق عليها من خبراء مجال التصميم الفني.

بالإضافة لهذا هناك نقطة مهمة أريد الحديث عنها تتمثل في الفرق بين استعمال الألوان للتصميم المطبعي أو لتصاميم الويب، وأعني بها تصاميم القوالب، (Templates)، أو البانرات Banners فهناك بعض الخلط في هذا الأمر من المصممين عند بداياتهم، أحاول أن أبسط المسألة وأبين بعض الفروق.

أغلب المصممين في بداية مشوارهم وقعوا في مشكلة نظام الألوان الأربعة أوالثلاثة، حيث يصمم أحدنا تصميما ليطبعه لنجد أنه استعمل نظام الألوان RGB ( Redالأحمر، Greenالأخضر، Blueالأزرق)، وبعدما يخرج العمل مغايرا تماما لما يراه في الشاشة، يذهب مباشرة في لوم المطبعة والقائم بالطباعة، ولكنه لا يدري أن الخلل منه وكان عليه استعمال نظام الأربع ألوان CMYK ( Cyonالأزرق السماوي، Magentaالأرجواني، Yellowالأصفر، key (Black) الأسود) المخصص للطباعة، هذه المعلومة تعتبر من أهم المبادئ التي يجب على كل مبتدئ أن يكون على علم بها، كما يحدث العكس في تصميم بانرات المواقع بنظام الأربع ألوان وهذا ما ليس صحيحا أيضا.

وتوجد أيضا أنظمة ألوان أخرى في الفوتوشوب بما أنها ليست موضوعنا هذه المرة يمكن البحث عن ماهيتها في مصادر التعليم المتاحة.

بالنسبة للفروق بين التصميم الموجه للطباعة والموجه للأنترنت من ناحية الألوان نجد الأخير يستوجب استعمال ألوان براقة، وبمزج بسيط، حيث ما نراه في الشاشة يبقى هو ما يعرض في الموقع، غير أن استعمال الألوان في التصميم الموجه للطباعة يستلزم دقة أكثر ومهارة أيضا، كما يجعلنا نضحي أحيانا بأذواقنا في سبيل بعض النظم التي تستوجبها المطبعة، وليخرج العمل بنتيجة مضمونة.

مزج الألوان في التصميم المطبعي يعتمد على بعض الحيل وحسن الاختيار، فإذا أمكن استخراج اللون الأزرق مثلا بمزج لونين فقط، لا داعي لمزج لون ثالث أو رابع، وهكذا، فكلما كان النص رقيقا علينا أن نقلل من مزج الألوان فيه، فيما تكون لنا بعض الحرية في المساحات الواسعة.

اللون الأسود يلعب دورا هاما في الخلفيات بالنسبة للتصميم المطبعي، فلنحذر في الإفراط من استعماله، وعلينا كل مرة التدقيق في نسبته، كونه خادع، فظهوره في الشاشة ليس كما نراه بعد الطباعة، وهذه ليست دعوة لعدم استعماله، بل العكس فهو الذي يضفي اللمسة الجمالية النهائية للتصميم، فقط علينا تنقية الألوان جيدا، ولكم أن تجربوا في نافدة مزج الألوان في الفوتوشوب مع اللون الأحمر حيث نعلم أنه مزيج بين اللونين الأصفر والأرجواني Y,M ولكن كيف نجعله قاتما؟ يمكن فعل هذا إما باللون الأسود أو الأزرق، فهنا نفعل ذلك بالأزرق مع إضافة القليل من الأسود، وأكرر أن هذه الطريقة ليست للنصوص الرقيقة ولكن ينصح بها في الكتابات الكبيرة كالعناوين أو الخلفيات.

ولاستعمال أحسن للألوان أنصح بالباينتون Pantone أو دليل الألوان، فهو أحسن مرشد لنا للدقة، ولا نكتفي في اختيار الألوان بالعين المجردة، لأن هناك عدة عوامل تتدخل في ذلك مثل جودة الشاشة ودرجة إضاءتها وسطوعها وتباينها.

أرجو أني قد بلغت الفكرة، رغم أنها تحتاج لتفصيل أكبر، فخلاصة الأمر أن هناك فرق في استعمال الألوان بين ما هو موجه للطباعة وما هو موجه لتصاميم الويب، والله الموفق والحمد لله رب العالمين.

المصدر

كيف تصمم مجلة ؟
علاقة البيئة بالتصميم