تعريف التسويق الأخضر
يمكن تعريف التسويق الأخضر أو التسويق البيئي على أنه كل الأنشطة الاقتصادية التي ترمي إلى أخذ البعد البيئي بالحسبان في أثناء الترويج إلى المنتجات والخدمات. بمعنى أدق عرض المنتجات بطريقة تعكس ملاءمتها واحترامها للبيئة، وعادةً ما يمارس هذا النوع من التسويق من جانب الشركات الملتزمة بمبادئ التنمية المستدامة.
وصف منتج ما بكونه أخضر؛ أي صديقًا للبيئة يعني أن إنتاجه تم على أسس بيئية كالاعتماد على مواد غير سامة أو مدمرة، أو باستخدام طاقات نظيفة، أو إمكانية إعادة تدويره. إضافةً إلى استهلاك موارد طبيعية أقل وعدم التسبب في أي نفايات صناعية غير ضرورية. وقد سمح هذا النوع من التسويق للعديد من الشركات بتعزيز حجم ولاء العملاء للعلامة التجارية الخاصة بها. وبالتالي فالتسويق الأخضر لا يقتصر على الإعلان بل يتعداه ليشمل مختلف جوانب الإنتاج.
تاريخ التسويق الأخضر
خلال النصف الثاني من القرن العشرين، شهدت الأنشطة الصناعية والأعمال التجارية تطورًا كبيرًا وهو ما رفع من مستويات تدهور البيئة التي أصبحت مهددة بمختلف أشكال التلوث إلى جانب المخلفات الصناعية، وكذا ارتفاع حجم استغلال الموارد الطاقية والمعدنية.
أمام هذا الوضع تزايدت المخاوف العالمية، خاصةً مع بروز مشكلات بيئية كبرى في مقدمتها الاحتباس الحراري، وتهديد التنوع البيولوجي، كل هذا ساهم في ظهور مبادرات ودعوات لاتخاذ إجراءات جديدة يمكنها إنقاذ البيئة من حالة التدهور الكبير الذي أصبحت تعيشه.
من هذا المنطلق توالت المبادرات الهادفة إلى دمج المفاهيم البيئية في معظم الأنشطة الاقتصادية، فمنذ الاحتفال بيوم الأرض لأول مرة سنة 1970 برزت إلى الوجود مصطلحات جديدة كوصف المنتجات أنها طبيعية أو صديقة للبيئة. كما ظهرت مفاهيم بيئية غير معهودة في السابق أبرزها الاستدامة والتسويق الأخضر.
أسباب نمو التسويق الأخضر
يرجع النمو الكبير للتسويق الأخضر خلال العقود والسنوات الأخيرة إلى مجموعة من العوامل تأتي في مقدمتها ظهور طبقة استهلاكية أكثر اهتمامًا بقضايا البيئة، وشكلت هذه الفئة عنصر ضغط على الشركات ليصبح التسويق الأخضر مركزًا أساسيًا في توجهاتها. هذا إلى جانب، تزايد الإقبال على المنتجات الصديقة للبيئة التي تراعي الحفاظ عليها في مختلف مراحل الإنتاج وصولًا إلى المستهلك.
كما شهدت السنوات الأخيرة، ظهور حركات مؤثرة تنادي بضرورة الحد من تدهور البيئة، من أبرزها حركة السلام الأخضر التي ينادي أعضاءها بضرورة التزام رواد الأعمال بأهمية اعتماد سياسات تسويقية تأخذ البعد البيئي بالحسبان، هذا الأمر جعل التسويق الأخضر في صلب اهتمام المؤسسات الصناعية والتجارية، خاصةً مع تنامي الاحتجاجات المناهضة لمختلف مظاهر الإضرار بالبيئة.
فوائد التسويق الأخضر
- تعزيز المصداقية: يساهم اعتماد التسويق الأخضر في تحسين صورة الشركات والمؤسسات إذ تصبح أكثر مصداقية من وجهة نظر العملاء.
- أسواق جديدة: تعد السوق الخضراء فرصة ذهبية للشركات من أجل تطوير حجم أعمالها، إذ شهدت السنوات القليلة الماضية ارتفاع نسبة العملاء ذوي التوجهات الخضراء.
- ابتكار أكبر: اختيار التسويق الأخضر يعني بالضرورة تغييرًا جذريًا في شكل الإنتاج، ليس من جهة المواد فقط، ولكن أيضًا من جهة الأساليب المستخدمة وهو ما يعني فرصًا أكبر للتجديد والابتكار.
- أرباح أكثر: استخدام الأساليب الخضراء سيزيد من تكلفة العديد من المنتجات، غير أن العملاء مستعدون لدفع المزيد من المال، مقابل الحصول على منتجات خضراء صديقة للبيئة.
- مزايا بيئية: لا يقتصر التأثير الإيجابي للتسويق الأخضر على الأفراد والشركات، إذ تستفيد البيئة بشكل كبير من هذا التوجه الجديد، حيث تساهم مجهودات الشركات في الحد من أشكال التدهور والتدمير المهددة للوسط الطبيعي.
استراتيجية التسويق الأخضر
استطاعت الشركات التي تتبنى مبادئ الاستدامة الرفع من حجم الإيرادات وتوسيع قاعدة العملاء، من هنا تتضح أهمية نهج خطة تسويقية ذكية ترتكز أساسًا على العناصر التالية:
- المنتج: يجب التركيز على توفير منتجات طبيعية مع الحرص على إنتاجها بما يضمن الحفاظ على البيئة من خلال الاعتماد على المواد المعاد تدويرها، واستخدام طاقات نظيفة مع تجنب استنزاف الموارد الطبيعية. في الأساس يجب أن تكون منتجات صديقة للبيئة.
- المسؤولية: إذا كنت تفكر في التحول إلى التسويق الأخضر، فعليك أن تدرك حجم التغيير الذي ستعرفه العلامة التجارية الخاصة بك، يجب أن تظهر لعملائك مدى حرصك واهتمامك بالقضايا البيئية، وهو ما يزيد من حجم المسؤولية البيئية والاجتماعية.
- التسعيرة الخضراء: كما سبقت الإشارة إلى ذلك، ترتفع تكلفة وقيمة المنتج الأخضر، وهو ما يفرض على الشركات تعريف العملاء بالتفاصيل المبررة لارتفاع أسعار منتجاتها مقارنة مع غيرها.
- تغليف مستدام: احرص على التقليل من الاعتماد على العبوات البلاستيكية واستخدام بدائل يمكن إعادة تدويرها من جهة دون تشكيل خطرٍ كبير على البيئة من جهة أخرى.
- الإعلان الأخضر: ينبغي الحرص على استخدام البريد الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي في الحملات التسويقية، فتجنُب طباعة ونسخ المنشورات يعكس وعيًا حقيقيًا بمبدأ الاستدامة.
- دعم المبادرات البيئية: يتيح التبرع بالمال وتشجيع المبادرات البيئية على تعزيز مصداقية العلامات التجارية والشركات وهو ما يعزز ثقة العملاء فيها.
شركات تستخدم التسويق الأخضر
تتعدد أمثلة التسويق الأخضر ومن بينها التأكيد عن تخفيض حجم الانبعاث الناتجة عن تصنيع بعض المنتجات، الاعتماد على المواد المعاد تدويرها، كما تلجأ بعض المؤسسات والشركات إلى تصوير نفسها صديقة للبيئة عبر تخصيص جزء من عائداتها للأنشطة والمبادرات الهادفة إلى حماية البيئة كالتشجير ومحاربة التلوث. في ما يلي نستعرض سويًا بعض الشركات التي اعتمدت استراتيجية التسويق الأخضر:
تعد نموذجًا محترمًا للشركات الرائدة في مجال التسويق الأخضر، إذ تعددت استثماراتها ومبادراتها البيئية، فقد ذكرت الشركة أنها خصصت سنة 2019 ما يزيد عن مئة مليون دولار بهدف تطوير مصادر الطاقة المتجددة، إذ أصبحت تعتمد عليها بشكل أساسي في تشغيل المتاجر التي تديرها الشركة.
علامة تجارية رائدة في صناعة الأثاث والديكور، تتبنى الشركة نهجًا صديقًا للبيئة حيث تعتمد على الطاقة الشمسية بنسبة 90٪ من متاجرها المنتشرة بالولايات المتحدة الأمريكية، كما تستثمر في مجال الطاقة الريحية.
في الختام، ينبغي أن نذكر أنفسنا دومًا أن الاهتمام بالبيئة والمحافظة عليها مسؤولية جماعية تشترك فيها الشركات والأفراد، لكي نحافظ على الأرض التي تجمعنا ونعيش عليها. ويومًا عن يوم، ستكون مضطرًا للمبادرة والالتحاق بركب هذا النهج التسويقي الجديد حتى تبرر وجودك وتجارتك.
تعريف التسويق الأخضر
يمكن تعريف التسويق الأخضر أو التسويق البيئي على أنه كل الأنشطة الاقتصادية التي ترمي إلى أخذ البعد البيئي بالحسبان في أثناء الترويج إلى المنتجات والخدمات. بمعنى أدق عرض المنتجات بطريقة تعكس ملاءمتها واحترامها للبيئة، وعادةً ما يمارس هذا النوع من التسويق من جانب الشركات الملتزمة بمبادئ التنمية المستدامة.
وصف منتج ما بكونه أخضر؛ أي صديقًا للبيئة يعني أن إنتاجه تم على أسس بيئية كالاعتماد على مواد غير سامة أو مدمرة، أو باستخدام طاقات نظيفة، أو إمكانية إعادة تدويره. إضافةً إلى استهلاك موارد طبيعية أقل وعدم التسبب في أي نفايات صناعية غير ضرورية. وقد سمح هذا النوع من التسويق للعديد من الشركات بتعزيز حجم ولاء العملاء للعلامة التجارية الخاصة بها. وبالتالي فالتسويق الأخضر لا يقتصر على الإعلان بل يتعداه ليشمل مختلف جوانب الإنتاج.
تاريخ التسويق الأخضر
خلال النصف الثاني من القرن العشرين، شهدت الأنشطة الصناعية والأعمال التجارية تطورًا كبيرًا وهو ما رفع من مستويات تدهور البيئة التي أصبحت مهددة بمختلف أشكال التلوث إلى جانب المخلفات الصناعية، وكذا ارتفاع حجم استغلال الموارد الطاقية والمعدنية.
أمام هذا الوضع تزايدت المخاوف العالمية، خاصةً مع بروز مشكلات بيئية كبرى في مقدمتها الاحتباس الحراري، وتهديد التنوع البيولوجي، كل هذا ساهم في ظهور مبادرات ودعوات لاتخاذ إجراءات جديدة يمكنها إنقاذ البيئة من حالة التدهور الكبير الذي أصبحت تعيشه.
من هذا المنطلق توالت المبادرات الهادفة إلى دمج المفاهيم البيئية في معظم الأنشطة الاقتصادية، فمنذ الاحتفال بيوم الأرض لأول مرة سنة 1970 برزت إلى الوجود مصطلحات جديدة كوصف المنتجات أنها طبيعية أو صديقة للبيئة. كما ظهرت مفاهيم بيئية غير معهودة في السابق أبرزها الاستدامة والتسويق الأخضر.
أسباب نمو التسويق الأخضر
يرجع النمو الكبير للتسويق الأخضر خلال العقود والسنوات الأخيرة إلى مجموعة من العوامل تأتي في مقدمتها ظهور طبقة استهلاكية أكثر اهتمامًا بقضايا البيئة، وشكلت هذه الفئة عنصر ضغط على الشركات ليصبح التسويق الأخضر مركزًا أساسيًا في توجهاتها. هذا إلى جانب، تزايد الإقبال على المنتجات الصديقة للبيئة التي تراعي الحفاظ عليها في مختلف مراحل الإنتاج وصولًا إلى المستهلك.
كما شهدت السنوات الأخيرة، ظهور حركات مؤثرة تنادي بضرورة الحد من تدهور البيئة، من أبرزها حركة السلام الأخضر التي ينادي أعضاءها بضرورة التزام رواد الأعمال بأهمية اعتماد سياسات تسويقية تأخذ البعد البيئي بالحسبان، هذا الأمر جعل التسويق الأخضر في صلب اهتمام المؤسسات الصناعية والتجارية، خاصةً مع تنامي الاحتجاجات المناهضة لمختلف مظاهر الإضرار بالبيئة.
فوائد التسويق الأخضر
استراتيجية التسويق الأخضر
استطاعت الشركات التي تتبنى مبادئ الاستدامة الرفع من حجم الإيرادات وتوسيع قاعدة العملاء، من هنا تتضح أهمية نهج خطة تسويقية ذكية ترتكز أساسًا على العناصر التالية:
شركات تستخدم التسويق الأخضر
تتعدد أمثلة التسويق الأخضر ومن بينها التأكيد عن تخفيض حجم الانبعاث الناتجة عن تصنيع بعض المنتجات، الاعتماد على المواد المعاد تدويرها، كما تلجأ بعض المؤسسات والشركات إلى تصوير نفسها صديقة للبيئة عبر تخصيص جزء من عائداتها للأنشطة والمبادرات الهادفة إلى حماية البيئة كالتشجير ومحاربة التلوث. في ما يلي نستعرض سويًا بعض الشركات التي اعتمدت استراتيجية التسويق الأخضر:
تعد نموذجًا محترمًا للشركات الرائدة في مجال التسويق الأخضر، إذ تعددت استثماراتها ومبادراتها البيئية، فقد ذكرت الشركة أنها خصصت سنة 2019 ما يزيد عن مئة مليون دولار بهدف تطوير مصادر الطاقة المتجددة، إذ أصبحت تعتمد عليها بشكل أساسي في تشغيل المتاجر التي تديرها الشركة.
علامة تجارية رائدة في صناعة الأثاث والديكور، تتبنى الشركة نهجًا صديقًا للبيئة حيث تعتمد على الطاقة الشمسية بنسبة 90٪ من متاجرها المنتشرة بالولايات المتحدة الأمريكية، كما تستثمر في مجال الطاقة الريحية.
في الختام، ينبغي أن نذكر أنفسنا دومًا أن الاهتمام بالبيئة والمحافظة عليها مسؤولية جماعية تشترك فيها الشركات والأفراد، لكي نحافظ على الأرض التي تجمعنا ونعيش عليها. ويومًا عن يوم، ستكون مضطرًا للمبادرة والالتحاق بركب هذا النهج التسويقي الجديد حتى تبرر وجودك وتجارتك.
ذات صلة:
admin