عندما نقول الرقمنة (Digitization) أو التحول الرقمي (Digital Transformation) فإننا نقصد معنيين مختلفين. فالرقمنة تُعنى بتحويل العمليات التقليدية إلى رقمية باستخدام مختلف التقنيات لتدعيم وتحسين نماذج الأعمال والأنشطة. أما التحول الرقمي فهو أكثر شمولًا فهو يُعنى بدمج التكنولوجيا الرقمية في جميع أنشطة وأعمال الشركات والمؤسسات. مما يعمل على تغيير طريقة عملها بالكامل من نماذج التشغيل، والأشخاص، والتقنيات، إلى الإجراءات وغيرها.
والتحول الرقمي يهدف إلى استبدال التعاملات طويلة الأمد بالعمليات البسيطة ذات الكفاءة العالية، ودائمًا ما يبدأ بحل مشكلة أو استغلال فرصة ما، قد تكون تحسين تجربة العملاء، أو تقليل التكاليف أو زيادة الربحية. على سبيل المثال، انتقال الشركات والحكومات من التعامل بالورق إلى استخدام برمجيات إدارة الأعمال ومراكز البيانات، وبدلًا من القيام بإدارة علاقات العملاء بشكل تقليدي تستبدلها برمجيات الـ CRM.
تاريخ التحول الرقمي
التحول الرقمي يعدّ من أكثر المفاهيم مناقشة وتركيزًا في هذه الأيام، والأمر كذلك قد كان في تسعينات القرن الماضي عندما ظهرت شبكة الإنترنت. وفي بداية القرن الواحد والعشرين حولت الأشكال التقليدية للمستندات والصور إلى صيغ رقمية، واليوم تمس الرقمنة كل جزء من حياتنا، وتؤثر في كيفية عملنا. وقد غيرت من بيئة عمل الشركات بإدخال نماذج أعمال جديدة.
هذا التحول الرقمي يعتمد على مجموعة من التقنيات مثل الذكاء الاصطناعي (AI)، الحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء (IOT) إضافة لبرمجيات إدارة البيانات وتحليلها، التي تعد أساسية لعملية التحول الرقمي وتستهدف تسريع الرقمنة. والشركات التي لا تُولي للتحول التكنولوجي أهمية أو تضع استراتيجية رقمية فعالة سينتهي بها الأمر بالخروج من السوق.
من أمثلة خروج بعض الشركات من السوق، شركة “كوداك” المختصة بصناعة كاميرات التصوير، فلم تستفيد من التكنولوجيا وأصبحت منتجاتها متقادمة فنيًا بعد أن بدأت شركة “سوني وكانون” بالتحول إلى الكاميرات الرقمية. عملت هاتين الشركتين على إتاحة ميزات متعددة للمستخدمين مقارنةً مع الكاميرات التصوير التقليدية، مما أدى إلى خروج كوداك من سباق المنافسة.
في وقتنا الحاضر، غيّرت التقنيات الرقمية العديد من الصناعات، إذ تقدم تحسينات أساسية في الأنشطة وطرق تقديم الخدمات والمنتجات. وفي المستقبل ستكون هناك الكثير من الفرص الرقمية التي لم نكن نتصورها يومًا، وما جائجة كورونا عنا ببعيد. فقد ازدهر العمل عبر الإنترنت وإدارة الفرق العاملة عن بعد وانتعشت عديد التقنيات مثل الواقع المعزز والواقع الافتراضي والعملات الرقمية.
التحول الرقمي أدى إلى تغيير عالم الأعمال، وتغيير الكثير من المفاهيم والأنشطة القديمة، فعلى سبيل المثال، كان يعتمد قديمًا على التسويق على الجرائد والتلفاز، أما اليوم ظهرت قنوات تسويق جديدة وأكثر كفاءة وأقل تكلفة متمثلة في التسويق الرقمي. إليك ما الذي أتى به التحول الرقمي لعالم الأعمال:
ظهور الوظائف والشركات الرقمية
مع التحول الرقمي ظهرت شركات جديدة تعتمد على التقنية في كل أنشطتها أو بشكل جزئي، وذلك لتلبية الخدمات الضرورية للتحول الرقمي. فالآن تعد الشركات البرمجية الأكثر استحوذًا على السوق العالمي، فهي التي تصمم وتنفذ المشاريع التقنية وتقدم خدمات الدعم الفني فيما يتعلق بالشبكات، والآمن السيبراني، وصيانة أجهزة السيرفر والتسويق الرقمي وغيرها من الأدوات الضرورية.
كذلك ظهر مفهوم العمل الحر (freelance) ومواقع العمل الحر مثل موقعي مستقل وخمسات. إضافة إلى الشركات في مختلف القطاعات، ففي مجال النقل والمواصلات نجد شركة “كريم”، وفي مجال توصيل الطلبات تطبيق “مرسول” وللتسوّق تجد موقع “أمازون وسوق”، وفي التجارة الإلكترونية تجد ووكومرس مثلًا.
تسهيل العمليات والحصول على المنتجات
في الماضي كانت الشركات تستغرق الكثير من الوقت والجهد في إدارة أعمالها، على سبيل المثال، عملية إدارة المخزون كانت تتم عبر استخدام المستندات الورقية وتسجيل المخزون وحسابه وفق عمليات محاسبية مُعقدة، أما الآن تُستخدم نظم إدارة المخزون (warehouse management system).
تعمل هذه البرمجيات على إظهار حجم المخزون في الوقت الفعلي حسب الصنف والنوع، مع تبيين الأرباح للمخزون والتعرف على قيمة المخزون لحظيًا. ببساطة، تمكّنك من مراقبة جميع جوانب المخزون ومن أيّ مكان وفي أيّ وقت، كل ما تحتاجه هو اتصال بالإنترنت وحاسوب أو هاتف. الأمر كذلك بالنسبة للمستهلكين، فمن خلال بضع نقرات بإمكانك التعرف على معلومات المنتج من سعر ومواصفات وما إلى ذلك، ومن ثم طلبه ليصل إليك في منزلك دون تكبد عناء الذهاب إلى المتجر.
ظهور تقنيات التسويق الرقمي
من منا كان يتوقع أن تُدار علاقة العملاء من خلال فيسبوك، أو أن يُنشئ نشاط تجاري معتمد في الأساس على موقع إلكتروني. لكن الآن الأمر أصبح حقيقة، إذ ظهرت تقنيات جديدة من التسويق عبر محركات البحث، والتسويق عبر البريد الإلكتروني، التسويق من خلال منصات التواصل الاجتماعي، وغيرها.
مما عمل على تغيير طبيعة أنشطة الشركات. فالآن لا توجد خطة تسويقية تخلو من التسويق الرقمي، الذي يقلل من التكلفة، ويسمح بالوصول للعميل المناسب في الوقت المناسب.
الحكومات الإلكترونية
التحول الرقمي دائمًا تنادي به الحكومات لتطبيقه، لذلك تجدها أول من يبدأ بذلك، حيث يتيح لها خلق علاقة ذات شفافية تمتاز عملياتها بالسرعة والدقة، وتهدف للارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للجمهور والشركات الخاصة. وكل ذلك يتم من خلال تحسين البنية التحتية للحكومات وأتمتة أعمال الوزارات والهيئات.
ولو أخذنا مثال على الحكومة الإلكترونية، نجد أن حكومة المملكة العربية السعودية قد قطعت شوطًا طويلًا. فالآن يُمكن للمواطنين القيام بكل المعاملات من خلال تطبيقات وبرمجيات مخصصة لذلك، الأمر الذي يؤدي إلى رفع مستوى جودة وكفاءة الخدمات وتقليل التكاليف على المواطنين والحكومة، وتحقيق رضا المواطنين تجاه هذه الخدمات.
التعليم الإلكتروني
بالتحول من طرق التعليم التقليدية إلى الأنظمة التعليمية سيحصل الطلاب على فرصة لأن يكونوا عنصرًا حيويًا ضمن العملية التعليمية، من خلال تفعيل برامج المشاركة والمقترحات. أيضًا ستتاح الفرصة للطلاب بالتعلم بسرعتهم الخاصة بحيث لا يكونوا مقيدين بسنوات دراسية طويلة تستهلك أعمارهم.
كما أن التعليم الإلكتروني يساعد على تعلم واكتساب مهارات عديدة في مختلف المجالات، ومن الأمثلة العربية المشرقة، أكاديمية حسوب إذ تقدم مجموعة من الدورات التدريبية والدروس في مجالات تعليمية متنوعة على رأسها البرمجة، يُمكن لأيّ شخص الاستفادة منها وفي أي وقت وأي مكان في العالم.
لا يمكن تحقيق التحول الرقمي من دون تضافر الجهود، ووجود بنية معرفية ومهارية جيدة، إضافة للبنية التحتية من الاتصالات، والإنترنت، والكهرباء وما إلى ذلك. كذلك الأمر يشمل المؤسسات والشركات ونظرتها للتغيير، وهناك العديد من التحديات التي تواجه ذلك التحول أبرزها:
عندما نقول تحول رقمي، لا نقصد أن يتغير نشاط أو مجموعة من نشاطات الشركة أو الحكومة، بل يقصد أتمتة كل المهام والأعمال، أي بمعنى أنه يجب أن يكون هناك استراتيجية رقمية محددة، ويتم تنفيذها بشكل متسق، وهذا التنفيذ يحتاج لوقت وإمكانيات معرفية ومادية مع تعزيز التعاون والتشارك الداخلي والخارجي.
الأمية التكنولوجيا
تصور معي أنه تمت رقمنة جميع منظومات الأعمال، لكن لا يستطيع المواطنون أو الموظفون استغلالها والاستفادة منها بسبب ما يُطلق عليه “الأمية الرقمية”، لا يبقى فائدة من كل هذه التكنولوجيا إذا لم تأخذ حظها من الممارسة والتطبيق. إذ تعد الأمية التكنولوجيا أكبر التحديات التي تواجه عملية الرقمنة في الدول النامية. مما يحتم البدء في بناء بيئة معرفية مشجعة للأفراد للتعلم واكتساب مهارات جديدة للقضاء على هذه الأمية وخلق مجتمع رقمي.
البنية التحتية الرقمية
لا يوجد تحول رقمي من دون بنية تحتية تلبي احتياجات البيئة الرقمية، فهي إحدى المعوقات التي تقف أمام عملية الرقمنة، والمتمثلة في اتصال الإنترنت، واستقرار الإمداد الكهربائي وتوفر المهارات والخبرات والأمن السيبراني، وغيرها من المظاهر. الخبر السار، أن الدول العربية قد حققت تقدمًا في البنية التحتية فنجد أربع منها ضمن مؤشر speedtest العالمي لسرعة الإنترنت حول العالم لهذا الشهر، وحسنت من الخبرات والمهارات المعرفية.
ليست كل الشركات ولا الحكومات أو العاملين أو المواطنين يريدون التحول الرقمي. فالمؤسسات الكبيرة لا تقبل التغيير بسهولة، ولن تحققه إلا إذا شعرت أنها قد تواجه مخاطر حقيقية. إضافة إلى ذلك، يظهر عامل الخوف من الفشل، فالتحول الرقمي يعني طرق عمل جديدة، وأساليب تختلف عما كانت من قبل، مما يسبب رهبة من الفشل في الإقدام على هذا التغيير.
وفي سياق متصل، فإن غالبية العاملين لا يمتلكون الإرادة والاستعداد المتقد لتعلم طرق عمل جديدة، وهذا سيؤدي بطبيعة الحال لما يُطلق عليه “مقاومة التغيير” ويجب على الشركات أن تتعامل مع هذه المقاومة بحكمة وذكاء.
ما هو التحول الرقمي؟
عندما نقول الرقمنة (Digitization) أو التحول الرقمي (Digital Transformation) فإننا نقصد معنيين مختلفين. فالرقمنة تُعنى بتحويل العمليات التقليدية إلى رقمية باستخدام مختلف التقنيات لتدعيم وتحسين نماذج الأعمال والأنشطة. أما التحول الرقمي فهو أكثر شمولًا فهو يُعنى بدمج التكنولوجيا الرقمية في جميع أنشطة وأعمال الشركات والمؤسسات. مما يعمل على تغيير طريقة عملها بالكامل من نماذج التشغيل، والأشخاص، والتقنيات، إلى الإجراءات وغيرها.
والتحول الرقمي يهدف إلى استبدال التعاملات طويلة الأمد بالعمليات البسيطة ذات الكفاءة العالية، ودائمًا ما يبدأ بحل مشكلة أو استغلال فرصة ما، قد تكون تحسين تجربة العملاء، أو تقليل التكاليف أو زيادة الربحية. على سبيل المثال، انتقال الشركات والحكومات من التعامل بالورق إلى استخدام برمجيات إدارة الأعمال ومراكز البيانات، وبدلًا من القيام بإدارة علاقات العملاء بشكل تقليدي تستبدلها برمجيات الـ CRM.
تاريخ التحول الرقمي
التحول الرقمي يعدّ من أكثر المفاهيم مناقشة وتركيزًا في هذه الأيام، والأمر كذلك قد كان في تسعينات القرن الماضي عندما ظهرت شبكة الإنترنت. وفي بداية القرن الواحد والعشرين حولت الأشكال التقليدية للمستندات والصور إلى صيغ رقمية، واليوم تمس الرقمنة كل جزء من حياتنا، وتؤثر في كيفية عملنا. وقد غيرت من بيئة عمل الشركات بإدخال نماذج أعمال جديدة.
هذا التحول الرقمي يعتمد على مجموعة من التقنيات مثل الذكاء الاصطناعي (AI)، الحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء (IOT) إضافة لبرمجيات إدارة البيانات وتحليلها، التي تعد أساسية لعملية التحول الرقمي وتستهدف تسريع الرقمنة. والشركات التي لا تُولي للتحول التكنولوجي أهمية أو تضع استراتيجية رقمية فعالة سينتهي بها الأمر بالخروج من السوق.
من أمثلة خروج بعض الشركات من السوق، شركة “كوداك” المختصة بصناعة كاميرات التصوير، فلم تستفيد من التكنولوجيا وأصبحت منتجاتها متقادمة فنيًا بعد أن بدأت شركة “سوني وكانون” بالتحول إلى الكاميرات الرقمية. عملت هاتين الشركتين على إتاحة ميزات متعددة للمستخدمين مقارنةً مع الكاميرات التصوير التقليدية، مما أدى إلى خروج كوداك من سباق المنافسة.
في وقتنا الحاضر، غيّرت التقنيات الرقمية العديد من الصناعات، إذ تقدم تحسينات أساسية في الأنشطة وطرق تقديم الخدمات والمنتجات. وفي المستقبل ستكون هناك الكثير من الفرص الرقمية التي لم نكن نتصورها يومًا، وما جائجة كورونا عنا ببعيد. فقد ازدهر العمل عبر الإنترنت وإدارة الفرق العاملة عن بعد وانتعشت عديد التقنيات مثل الواقع المعزز والواقع الافتراضي والعملات الرقمية.
مظاهر التحول الرقمي في عالم الأعمال
التحول الرقمي أدى إلى تغيير عالم الأعمال، وتغيير الكثير من المفاهيم والأنشطة القديمة، فعلى سبيل المثال، كان يعتمد قديمًا على التسويق على الجرائد والتلفاز، أما اليوم ظهرت قنوات تسويق جديدة وأكثر كفاءة وأقل تكلفة متمثلة في التسويق الرقمي. إليك ما الذي أتى به التحول الرقمي لعالم الأعمال:
ظهور الوظائف والشركات الرقمية
مع التحول الرقمي ظهرت شركات جديدة تعتمد على التقنية في كل أنشطتها أو بشكل جزئي، وذلك لتلبية الخدمات الضرورية للتحول الرقمي. فالآن تعد الشركات البرمجية الأكثر استحوذًا على السوق العالمي، فهي التي تصمم وتنفذ المشاريع التقنية وتقدم خدمات الدعم الفني فيما يتعلق بالشبكات، والآمن السيبراني، وصيانة أجهزة السيرفر والتسويق الرقمي وغيرها من الأدوات الضرورية.
كذلك ظهر مفهوم العمل الحر (freelance) ومواقع العمل الحر مثل موقعي مستقل وخمسات. إضافة إلى الشركات في مختلف القطاعات، ففي مجال النقل والمواصلات نجد شركة “كريم”، وفي مجال توصيل الطلبات تطبيق “مرسول” وللتسوّق تجد موقع “أمازون وسوق”، وفي التجارة الإلكترونية تجد ووكومرس مثلًا.
تسهيل العمليات والحصول على المنتجات
في الماضي كانت الشركات تستغرق الكثير من الوقت والجهد في إدارة أعمالها، على سبيل المثال، عملية إدارة المخزون كانت تتم عبر استخدام المستندات الورقية وتسجيل المخزون وحسابه وفق عمليات محاسبية مُعقدة، أما الآن تُستخدم نظم إدارة المخزون (warehouse management system).
تعمل هذه البرمجيات على إظهار حجم المخزون في الوقت الفعلي حسب الصنف والنوع، مع تبيين الأرباح للمخزون والتعرف على قيمة المخزون لحظيًا. ببساطة، تمكّنك من مراقبة جميع جوانب المخزون ومن أيّ مكان وفي أيّ وقت، كل ما تحتاجه هو اتصال بالإنترنت وحاسوب أو هاتف. الأمر كذلك بالنسبة للمستهلكين، فمن خلال بضع نقرات بإمكانك التعرف على معلومات المنتج من سعر ومواصفات وما إلى ذلك، ومن ثم طلبه ليصل إليك في منزلك دون تكبد عناء الذهاب إلى المتجر.
ظهور تقنيات التسويق الرقمي
من منا كان يتوقع أن تُدار علاقة العملاء من خلال فيسبوك، أو أن يُنشئ نشاط تجاري معتمد في الأساس على موقع إلكتروني. لكن الآن الأمر أصبح حقيقة، إذ ظهرت تقنيات جديدة من التسويق عبر محركات البحث، والتسويق عبر البريد الإلكتروني، التسويق من خلال منصات التواصل الاجتماعي، وغيرها.
مما عمل على تغيير طبيعة أنشطة الشركات. فالآن لا توجد خطة تسويقية تخلو من التسويق الرقمي، الذي يقلل من التكلفة، ويسمح بالوصول للعميل المناسب في الوقت المناسب.
الحكومات الإلكترونية
التحول الرقمي دائمًا تنادي به الحكومات لتطبيقه، لذلك تجدها أول من يبدأ بذلك، حيث يتيح لها خلق علاقة ذات شفافية تمتاز عملياتها بالسرعة والدقة، وتهدف للارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للجمهور والشركات الخاصة. وكل ذلك يتم من خلال تحسين البنية التحتية للحكومات وأتمتة أعمال الوزارات والهيئات.
ولو أخذنا مثال على الحكومة الإلكترونية، نجد أن حكومة المملكة العربية السعودية قد قطعت شوطًا طويلًا. فالآن يُمكن للمواطنين القيام بكل المعاملات من خلال تطبيقات وبرمجيات مخصصة لذلك، الأمر الذي يؤدي إلى رفع مستوى جودة وكفاءة الخدمات وتقليل التكاليف على المواطنين والحكومة، وتحقيق رضا المواطنين تجاه هذه الخدمات.
التعليم الإلكتروني
بالتحول من طرق التعليم التقليدية إلى الأنظمة التعليمية سيحصل الطلاب على فرصة لأن يكونوا عنصرًا حيويًا ضمن العملية التعليمية، من خلال تفعيل برامج المشاركة والمقترحات. أيضًا ستتاح الفرصة للطلاب بالتعلم بسرعتهم الخاصة بحيث لا يكونوا مقيدين بسنوات دراسية طويلة تستهلك أعمارهم.
كما أن التعليم الإلكتروني يساعد على تعلم واكتساب مهارات عديدة في مختلف المجالات، ومن الأمثلة العربية المشرقة، أكاديمية حسوب إذ تقدم مجموعة من الدورات التدريبية والدروس في مجالات تعليمية متنوعة على رأسها البرمجة، يُمكن لأيّ شخص الاستفادة منها وفي أي وقت وأي مكان في العالم.
معوقات التحول الرقمي
لا يمكن تحقيق التحول الرقمي من دون تضافر الجهود، ووجود بنية معرفية ومهارية جيدة، إضافة للبنية التحتية من الاتصالات، والإنترنت، والكهرباء وما إلى ذلك. كذلك الأمر يشمل المؤسسات والشركات ونظرتها للتغيير، وهناك العديد من التحديات التي تواجه ذلك التحول أبرزها:
التحول في حد ذاته يعد عائقًا
عندما نقول تحول رقمي، لا نقصد أن يتغير نشاط أو مجموعة من نشاطات الشركة أو الحكومة، بل يقصد أتمتة كل المهام والأعمال، أي بمعنى أنه يجب أن يكون هناك استراتيجية رقمية محددة، ويتم تنفيذها بشكل متسق، وهذا التنفيذ يحتاج لوقت وإمكانيات معرفية ومادية مع تعزيز التعاون والتشارك الداخلي والخارجي.
الأمية التكنولوجيا
تصور معي أنه تمت رقمنة جميع منظومات الأعمال، لكن لا يستطيع المواطنون أو الموظفون استغلالها والاستفادة منها بسبب ما يُطلق عليه “الأمية الرقمية”، لا يبقى فائدة من كل هذه التكنولوجيا إذا لم تأخذ حظها من الممارسة والتطبيق. إذ تعد الأمية التكنولوجيا أكبر التحديات التي تواجه عملية الرقمنة في الدول النامية. مما يحتم البدء في بناء بيئة معرفية مشجعة للأفراد للتعلم واكتساب مهارات جديدة للقضاء على هذه الأمية وخلق مجتمع رقمي.
البنية التحتية الرقمية
لا يوجد تحول رقمي من دون بنية تحتية تلبي احتياجات البيئة الرقمية، فهي إحدى المعوقات التي تقف أمام عملية الرقمنة، والمتمثلة في اتصال الإنترنت، واستقرار الإمداد الكهربائي وتوفر المهارات والخبرات والأمن السيبراني، وغيرها من المظاهر. الخبر السار، أن الدول العربية قد حققت تقدمًا في البنية التحتية فنجد أربع منها ضمن مؤشر speedtest العالمي لسرعة الإنترنت حول العالم لهذا الشهر، وحسنت من الخبرات والمهارات المعرفية.
عدم تقبل فكرة التحول الرقمي
ليست كل الشركات ولا الحكومات أو العاملين أو المواطنين يريدون التحول الرقمي. فالمؤسسات الكبيرة لا تقبل التغيير بسهولة، ولن تحققه إلا إذا شعرت أنها قد تواجه مخاطر حقيقية. إضافة إلى ذلك، يظهر عامل الخوف من الفشل، فالتحول الرقمي يعني طرق عمل جديدة، وأساليب تختلف عما كانت من قبل، مما يسبب رهبة من الفشل في الإقدام على هذا التغيير.
وفي سياق متصل، فإن غالبية العاملين لا يمتلكون الإرادة والاستعداد المتقد لتعلم طرق عمل جديدة، وهذا سيؤدي بطبيعة الحال لما يُطلق عليه “مقاومة التغيير” ويجب على الشركات أن تتعامل مع هذه المقاومة بحكمة وذكاء.
ذات صلة:
No related posts.
admin