ما المقصود بتعلم لغة جديدة؟
تًعد اللغة مهارة حيوية لا غنى عنها للتواصل الاجتماعي في المجتمع العالمي، فهي نظام يتكون من رموز وإشارات وأصوات وألفاظ مألوفة بين المجتمعات البشرية. وحينما يحاول الإنسان تعلم لغة جديدة، فإنه يسعى إلى فهمها وهضمها جيدًا حتى يتعلم اللغة بشكل صحيح. ويتطلب ذلك العديد من المهارات المهمة، مثل التحدث بها بطلاقة واستماعها وقراءتها وكتابتها باحترافية.
مميزات تعلم لغة جديدة
تزايدت أهمية تعلم لغة جديدة في القرن الحادي والعشرين لأسباب عديدة، فقد أصبح تعلم اللغات أمرًا ضروريًا لا سيما في ظل الانفجار المعرفي والانفتاح التكنولوجي وانهيار الحواجز الجغرافية والثقافية والاقتصادية على مستوى العالم، إلى جانب حاجة سوق العمل إلى المتعلمين لأكثر من لغة. كما أنها تمنحك فرص كثيرة للتفاعل مع المجتمعات المختلفة بطريقة فورية، كما تكون سببًا رئيسيًا للنجاح في الحياة الشخصية والمهنية والعلمية. وفيما يلي أبرز فوائد تعلم لغة جديدة:
1. تعزيز نشاط الدماغ وزيادة الأداء
نشرت الجمعية الأمريكية للسمع والنطق واللغة ASHA، نتائج دراسة علمية في عام 2015 م حول تأثير ثنائية اللغة على تعدد المهام، أكدت أن الأفراد ثنائيي اللغة لديهم القدرة على أداء مهام مُتعددة أكثر كفاءة من أقرانهم أحاديي اللغة، وأشارت إلى أن التجارب في أكثر من لغة تُسهم في زيادة الأداء خلال القيام بأكثر من مهمة في وقت واحد. وهذا يعني أن تعلم اللغات مفيدة لأدمغتنا، إذ يعزز نشاط الوظائف التنفيذية للأدمغة ويُحفز الذاكرة ويساعدها على التذكر وتنظيم المهام وإثارة المرونة المعرفية والتحكم المعرفي غير اللغوي لدى هؤلاء الأفراد.
في هذا الصدد، يقول “جون غروندي” عالم الأعصاب في جامعة ولاية أيوا، الخبير في ثنائية اللغة والدماغ:
إن تعلم لغة جديدة يؤثر تأثيرًا كبيرًا على الأدمغة، فقد يساعد على إنشاء مسارات عصبية وروابط جديدة وإعادة تشكيل الدماغ بطريقة تجعله أكثر كفاءة من أي وقت مضى
وفي دراسة أخرى أجراها باحثون في جامعة نورث وسترن الأمريكية على طلاب يتعلمون اللغة الإسبانية، وجد الباحثون زيادة النشاط العصبي لدى هؤلاء الطلاب مقارنةً بغيرهم. وذلك وفقًا لما ذكرته المجلة العلمية الأمريكية Discover Magazine.
2. محاربة الأمراض وتحسين القدرات
من أهم مميزات تعلم لغة جديدة، التقليل من احتمالات الإصابة بالأمراض المعرفية مثل الزهايمر، وفقًا لما تؤكده الأبحاث العلمية. فعلى سبيل المثال لا الحصر، أُجريت دراسة على 325 سيدة يتحدثن أكثر من لغة وتصل أعمارهن إلى 75 عامًا، وقد توصلت نتائجها التي نُشرت في مجلة Journal of Alzheimer’s Disease في عام 2019، إلى أن النساء اللواتي يتحدثن 4 لغات فأكثر تقل لديهن احتمالات الإصابة بالزهايمر مقارنةً باللواتي يتحدثن لغة واحدة فقط.
ولا يمكن إنكار الفوائد المعرفية لتعلم اللغات، حيث تعزز من عمليات التفكير الإبداعي والنقدي وتجعل التفكير أكثر مرونة وحيوية، وتسهم في تحسين القدرات اللفظية وتعزيز مهارات معالجة المشكلات وحلها، إضافةً إلى زيادة التحصيل الأكاديمي والتنمية المعرفية، والقدرة على الابتكار والتغلب على التحديات والعقبات، وتجنب الإصابة بالشيخوخة المبكرة والحد من تدهور القدرات العقلية والتراجع المعرفي مع تقدم العمر.
3. التواصل الفعّال وفهم الثقافات الأخرى
تخيل أنك سافرت إلى دولة أجنبية لا يتحدث شعبها لغتك، ماذا تفعل إذًا؟ كيف تفهمهم؟ ماذا لو طلب أحدهم منك شيئًا؟ كيف تصل إلى العنوان الذي تريده؟ هنا تكمن أهمية تعلم اللغات، فهي ضرورية للتعبير عن النفس والتواصل مع الآخرين وتحسين التواصل غير اللفظي مثل لغة الجسد، ومضاعفة مهارات الاتصال عمومًا. كما أن ثنائيي اللغة لديهم القدرة على التنقل خارج بلدانهم بسهولة مثل المواطنين الأصليين، ويفتح الباب أمامهم للحصول على المنح الدراسية أو العمل في الخارج أو بناء صداقات من دول مختلفة.
ويُحسن تعلم اللغات الجديدة فهمنا ومعرفتنا بالثقافات المختلفة، ويُعزز من احترامنا وتقديرنا للتقاليد والفنون وتاريخ البلدان الأخرى، ما يجعلنا أكثر تسامحًا وتعاطفًا وقبولًا لمعتقدات وثقافات الآخرين. فلكل لغة ثقافة فريدة تميزها، وهذا يعني أن هناك المئات بل الآلاف من الثقافات والتقاليد والعادات التي لا يمكن معرفتها وفهمها إلا من خلال تعلم اللغات وإدراك العالم من حولنا.
4. تحسين مكانتك في العمل
تعلم اللغات يجعلك متميزًا في العمل ويزيد من فرص ترقيتك ويؤهلك للحصول على وظيفة أعلى، حيث تبحث الشركات والمنظمات الكبرى عن الأشخاص الذين يفهمون أكثر من لغة، وقادرون على التنقل في الاقتصاد العالمي المعاصر ويندمجون مع الاقتصاديات الأجنبية بسهولة. كما يرغب أرباب العمل في توظيف أشخاص ثنائيي اللغة، ويمكنهم التواصل بسلاسة مع العملاء خارج الحدود وفي الأسواق الخارجية. لذا، التمتع بالمهارات اللغوية المختلفة يمنحك ميزة تنافسية تجعلك متفوقًا ومتقدمًا عن الذين لا يعرفون سوى لغتهم الأم.
كما أن الأشخاص الذين يتحدثون أكثر من لغة يتمتعون بمكانة عالية في حياتهم المهنية والعملية. فقد يساعد تعلم اللغات على زيادة الرواتب والمكافآت في العمل، حيث أظهرت العديد من الأبحاث العلمية أن تعلم لغة أجنبية ثانية قد يزيد راتبك بنسبة 15% وفقًا لوكالة التوظيف المتخصصة في اللغة Euro London. كما توصلت دراسة أجرتها كلية وارتون بجامعة بنسلفانيا والشركة الاستشارية LECG Europe، إلى أن تعلم لغة جديدة يزيد الدخل بنسبة 2% سنويًا. وقد نشرت هيئة الإذاعة البريطانية BBC تقريرًا في عام 2004، يُشير إلى أن التحدث بلغة ثانية يزيد راتب العامل في المتوسط إلى أكثر من 3 آلاف جنيه إسترليني.
5. تعزيز الثقة بالنفس
عندما تبدأ في تعلم لغة جديدة ستُعزز ثقتك بنفسك وتحفز إحساسك الإيجابي، خاصةً عند التحدث والانخراط مع المتحدثين الأصليين في محادثات نصية وكلامية حقيقية، ويمكنك ذلك من خلال التواصل مع الأجانب عبر الإنترنت أو عقد لقاءات دورية مع أصدقائك الذين يتعلمون اللغة ذاتها، وما إلى ذلك. فعندما تتحدث مع شخص ما بلغته الأم وتستعرض مهاراتك اللغوية سيثير ذلك إعجابه ويمنحك المزيد من الثقة بالنفس ويرسخ المعلومات في ذهنك ويكون من الصعب نسيانها.
ومن الطبيعي إدراك النمو المتزايد في ثقتك مع بداية عملية التعلم، لا سيما مع اكتشاف الأخطاء اللغوية التي من المحتمل الوقوع فيها. وهذا يستلزم عدم الشعور باليأس أو الإحباط إلى جانب اتخاذ خطوات ثابتة وثاقبة من أجل استكمال مسيرة التعلم. فكلما حققت هدفك اليومي في تعلم لغة جديدة وأحرزت المزيد من التقدم، زادت ثقتك بنفسك.
6. القدرة على اتخاذ القرار بفعالية
هناك علاقة وثيقة بين تعلم اللغات الجديدة والقدرة على اتخاذ القرارات السليمة بفعالية. على غير المتوقع، ظن الباحثون أن استخدام لغة أجنبية غير اللغة الأم سيجعل القرارات أقل منهجية وغير منطقية، لكن تبين أن العكس هو الصحيح. فقد توصلت دراسة علمية أجراها علماء في علم النفس بجامعة شيكاغو، أن الأفراد الذين يفكرون بأكثر من لغة يتخذون قرارات مالية رشيدة وأكثر حصافة واتزانًا عن غيرهم.
وأكدت نتائج الدراسة التي نُشرت في مجلة SAGE Journals أن استخدام لغة أجنبية يساعد على الحد من تحيزات اتخاذ القرار ويقلل من بُغض الخسارة، وزيادة الاهتمام بالمخاطر ذات القيم الإيجابية والميل نحو المراهنات والاستثمارات ذات المكاسب طويلة المدى في المستقبل. لذا، يشير الباحثون إلى أن التفكير بلغة أجنبية يُقلل من ردود الفعل العاطفية السلبية مثل الخوف، وهذا مفيد جدًا عند اتخاذ القرارات في بيئات العمل.
7. سوق اقتصادي متنامي
تُشير التقديرات إلى أن حجم السوق العالمي لتعلم لغة جديدة عبر الإنترنت سيصل إلى 25.73 مليار دولار أمريكي بحلول العام 2027 م، وذلك بعدما بلغت قيمته نحو 12.49 مليار دولار أمريكي فقط في العام 2019، وفقًا لتقرير تعلم اللغات عن بُعد، الذي أعدته شركة Verify Markets للأبحاث والاستشارات السوقية. وهذا يؤكد أن هناك طلبًا متزايدًا على الدورات التدريبية لتعلم اللغات الأجنبية عبر الإنترنت.
اللغات الأكثر تحدثًا في العالم
هل تعرف ما هي أشهر لغات العالم وأكثرها استخدامًا؟ فعلى الرغم من وجود آلاف اللغات، إلا أن أكثر من نصف سكان المعمورة يتحدثون 23 لغة فقط، حيث تعتمد شعبية كل لغة على إجمالي المتحدثين الأصليين وغير الناطقين بها. وتُشير الإحصاءات إلى أن أكثر 10 لغات تحدثًا في العالم تتمثل في: (الإنجليزية والماندرين الصينية والهندية والإسبانية والعربية والبنغالية والفرنسية والروسية والبرتغالية والأردية) وفقًا لتقرير صادر في أبريل 2021 نشرته منصة Statista المعنية بالإحصاءات وبيانات السوق العالمية.
ليس غريبًا أن تكون اللغة الإنجليزية الأكثر شيوعًا في العالم، فهي لغة عالمية يتحدث بها أكثر من 1.34 مليار شخص من سكان الأرض، من بينهم 379 مليون شخص تقريبًا يتحدثون الإنجليزية لأنها لغتهم الأم، والغالبية الأخرى غير ناطقين بها.
وتُعد الإنجليزية من أشهر اللغات سهلة التعلم ويتقنها شعوب دول شمال أوروبا، لا سيما الدولة الهولندية. وتُعد اللغة الرسمية في 67 دولة، ويرجع سبب انتشارها إلى الاستعمار البريطاني للعديد من البلدان، كما أنها لغة أعمال رئيسية مطلوبة لدى غالبية الشركات حول العالم. ويمكنك فهمها جيدًا عن طريق الاستعانة بخدمات تعلم اللغة الإنجليزية التي يوفرها موقع خمسات.
تُعد لغة الماندرين الصينية الأكبر عالميًا من حيث عدد المتحدثين الأصليين (اللغة الأم)، فهي لغة أصلية لأكثر من 921 مليون شخص، ويتمركز الناطقون بها في آسيا. بحسب ما أكدته منصة Ethnologue التي توفر أكبر قاعدة بيانات للغات في العالم. لكنها تحتل المرتبة الثانية في قائمة اللغات الأكثر تحدثًا في العالم بما يزيد عن 1.12 مليار متحدث.
تحتل هذه اللغة المرتبة الثالثة في قائمة اللغات الأكثر استخدامًا في العالم، حيث يتحدث بها أكثر من 600 مليون شخص من بينهم حوالي 342 مليون متحدث أصلي.
تأتي لغة الإمبراطورية الرومانية في المرتبة الرابعة من حيث عدد المتحدثين بها عمومًا، البالغ عددهم أكثر من 543 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، منهم 460 مليون نسمة على الأقل من الناطقين الأصليين للغة (حوالي 6% من سكان العالم). ويتوقع معهد سرفانتس Instituto Cervantes -منظمة غير ربحية أسستها الحكومة الإسبانية- أن يصل عدد المتحدثين بالإسبانية إلى 724 مليون شخص بحلول عام 2068.
لغة القرآن الكريم واحدة من أركان التنوع الثقافي للبشرية وتُعد من اللغات الأكثر انتشارًا في العالم، فهي لغة عالمية منتشرة في 60 دولة ويتحدث بها أكثر من 436 مليون شخص من سكان المعمورة، ولغة رسمية لجميع الدول العربية، وتوصف بأنها لغة الضاد والسياسية والعلم والأدب. كما تُشير شبكة “فرانس 24” إلى أن فرنسا اعتمدتها في أعرق مؤسساتها “الكوليج دو فرانس” وهي منظمة فرنسية تختص بالبحث العلمي والتعليم العالي، منذ العام 1587 ميلاديًا.
ربما تفاجأت حينما عرفت أن اللغة البنغالية في قائمة أكثر 10 لغات تحدثًا في العالم، فهي اللغة الرسمية لبنغلاديش وتتحدث بها بعض المدن في الهند وميانمار، وتُعد سادس أكثر اللغات انتشارًا لزيادة عدد سكان تلك المناطق، وترجع جذورها إلى اللغات الهندية الآرية التي ظهرت خلال العامين 1000 و1200 ميلاديًا.
يتحدث الفرنسية أكثر من 280 مليون شخص حول العالم من بينهم 77 مليون متحدثًا أصليًا، بحسب إحصائيات منصة Statista لأبحاث السوق. فهي واحدة من أسرع اللغات نموًا على المستوى العالمي، ولغة رسمية في 29 دولة، وتشير الإحصائيات إلى أن حوالي 50 % من الناطقين باللغة الفرنسية يقطنون في القارة الإفريقية. ويمكنك الاستعانة بخدمات تعلم اللغة الفرنسية التي يوفرها موقع خمسات، لزيادة حصيلتك اللغوية في هذه اللغة الممتعة.
يسعى ملايين الطلاب إلى تعلم اللغة الروسية لأنها من أشهر لغات العالم، فهي لغة رسمية لأربعة بلدان هي: (روسيا وقيرغيزستان وكازاخستان وبيلاروسيا) ومنتشرة في دول أخرى مثل الدول الأوروبية الشرقية ودول الاتحاد السوفيتي سابقًا. ويبلغ عدد المتحدثين بالروسية على مستوى العالم أكثر من 258 مليون شخص من بينهم 153 مليون متحدث أصلي.
كيفية تعلم لغة جديدة
هل تتطلع إلى تعلم لغة جديدة والتحدث بها بطلاقة لكنك لا تعرف من أين تبدأ؟ هل تبحث عن خطوات تعلم اللغات لتنطلق في مسيرتك التعليمية؟ طالما وصلت إلى هنا فقد وجدت ضالتك لتخطو أولى خطواتك نحو هدفك المعرفي، لكن عليك إدراك أن تعلم لغة جديدة يتطلب العمل الجاد والجهد المتواصل، إلى جانب الإصرار والعزيمة. وفيما يلي استراتيجيات فعّالة لتعلم اللغات الجديدة:
أولًا: حدد هدفك من تعلم اللغة
تتمثل الخطوة الأولى في فهم سبب رغبتك في تعلم اللغات وتحديد الدوافع والأهداف بوضوح. اسأل نفسك لماذا تطمح إلى تعلم لغة جديدة؟ لأن الدافع يمنحك القوة والهِمَّة للاستمرار. وإذا لم تحدد هدفك لن تكون قادرًا على قياس النتائج ومعرفة ما حققته. وكلما كان الهدف ذكيًا ودقيقًا، تمكّنت من تعلم اللغة بفعالية وركزت جهودك على مجال مُحدد يخدم هدفك. فهل رغبتك في تعلم لغة جديدة هدفه الترقية في العمل أم الحصول على وظيفة ذات دخل مرتفع أم تكوين صداقات جديدة أم تنوي السفر إلى الخارج؟
فهذه المرحلة ضرورية للغاية لتحفيز نفسك خلال عملية التعلم الذاتي. لذلك ينبغي أن تكون أهدافك ذكية ومفصلة وقابلة القياس ومحددة زمنيًا، بحيث تُحدد الهدف النهائي طويل المدى وتقسمه إلى أهداف متوسطة وقصيرة المدى، مع ضرورة أن تكون الأهداف منطقية ومن السهل تحقيقها والالتزام بها، فليس من المعقول أن يكون هدفك اليومي “حفظ 500 كلمة باللغة الإنجليزية خلال 24 ساعة”، فهذا الهدف المخيف يثبط عزيمتك ويجعلك تشعر بالإحباط إن لم تنفذه.
لنأخذ مثال عملي على ذلك، قد يكون دافعك من التعلم توسيع شبكة علاقاتك المهنية وبناء علاقات عمل ناجحة مع ناطقين باللغة الإنجليزية، ويتمثل الهدف النهائي في “تعلم اللغة الإنجليزية وفهمها والتحدث بها بطلاقة بحلول عام 2023″، أما هدفك متوسط المدى يتمثل في “تعلم 3000 كلمة باللغة الإنجليزية وفهم 100 محادثة خلال العام الواحد”، ثم ضع أهدافًا صغيرة مثل “حفظ 250 كلمة باللغة الإنجليزية كل شهر” أو “تعلم 30 كلمة إنجليزية يوميًا” أو “إجراء محادثة مع صديقك باللغة الإنجليزية كل يومين”.
ثانيًا: تعلم الكلمات الأكثر استخدامًا
تحتوي اللغات على عشرات الآلاف من الكلمات والمصطلحات مثل اللغة الإنجليزية التي تتضمن 600 ألف إلى مليون كلمة، وهناك لغات زاخرة بملايين المفردات مثل اللغة العربية التي يتجاوز عدد كلماتها 12 مليون كلمة بدون تكرار، بحسب مراجع ومعاجم اللغة العربية. فمن الصعب الإلمام بهذا الكم الهائل من المعلومات. ولحسن الحظ يمكنك إتقان الكلمات الأكثر استخدامًا وفهمها جيدًا لأنها تُشكل الجانب الأساسي في المحادثات اليومية.
فإذا كنت ترغب في تعلم اللغة الإنجليزية مثلًا، عليك دراسة الـ 1000 كلمة الأكثر شيوعًا بين المتحدثين الأصليين، مع وضع الكلمات الأخرى الأقل استخدامًا في قائمة الانتظار الآن، لأن الكلمات الأكثر شيوعًا تُشكل 90% تقريبًا من النصوص الإنجليزية وتكون في غالبية المحادثات الحياتية، لذا، من المهم تركيز جهودك على فهمها أولًا لأنها ستساعدك على تعلم اللغة سريعًا.
ويمكن الاعتماد على استراتيجية التكرار المتباعد Spaced Repetition في هذه المرحلة، لضمان حفظ الكلمات والجمل وعدم نسيانها. فهذا النظام التعليمي يُعد نهجًا فعّالًا للغاية من أجل الاستذكار والتذكّر، وعادةً ما يستند إلى استخدام البطاقات التعليمية. وفي هذه الطريقة تقوم بمراجعة الكلمات والعبارات الأجنبية على فترات زمنية متباعدة ومتزايدة لاستذكارها قبل نسيانها، مع ضرورة زيادة الفترات الزمنية بين التكرارات تدريجيًا، ما يؤدي إلى تحسين استيعاب وتخزين المعلومات وفهمها بشكل أفضل وأعمق، وترسيخها في الذاكرة طويلة الأمد.
ثالثًا: فهم قواعد اللغة
حينما تبدأ في تعلم الكلمات الأجنبية، يُفضل وضعها في جمل منظمة يمكن استخدامها فيما بعد، حتى تكون قادرًا على تكوين العبارات بنفسك. وتتطلب هذه العملية فهم قواعد اللغة لأنها عنصر أساسي في أي لغة ولا يمكن تجاهله على الإطلاق، إذ تمكّنك من تكوين مئات الجمل وتجعل اللغة أكثر سلاسة. ولحسن الحظ، غالبًا ما تكون القواعد في غاية السهولة إذا درستها بطريقة صحيحة وفهمتها جيدًا.
وهناك طرق عديدة لفهم قواعد اللغات، من أهمها الحصول على شروحات ودورات تدريبية عبر الإنترنت أو الاحتفاظ بكتاب في جيبك عن قواعد اللغة أو قراءة الكتب والمقالات المكتوبة باللغة الأجنبية، لأن القراءة تساعدك على بناء العبارات وتكوين الجمل والتعمق في اللغة وتزيد من قاعدة البيانات اللغوية لديك، ومع هذا التعرض المستمر للغة تكون قادرًا على إتقان قواعد اللغة.
رابعًا: استخدام اللغة طوال اليوم
استخدام اللغة يوميًا لا يقل أهمية عن الخطوات السابقة، فهناك العديد من الوسائل والطرق التي تجعل عملية التعلم ممتعة وشيقة. على سبيل المثال، قد تستعين بمقاطع الفيديو التعليمية على مواقع التواصل الاجتماعي مثل يوتيوب أو الاستماع إلى محطات الراديو الناطقة باللغة الأجنبية أو مشاهدة فيلمًا أو الاحتفاظ بالبطاقات التعليمية في حوزتك لاستخدامها في المذاكرة أثناء التنقل في المواصلات أو عند قضاء وقت فراغك. ومن الممكن تنزيل ألعاب تعليمية للاستمتاع أكثر بعملية التعلم، لأن الألعاب من أفضل طرق تعلم اللغات.
الهدف من ذلك، استثمار أكبر جزء من وقتك في استخدام اللغة، لتصبح عادة يومية لا غنى عنها، حتى تفهم كل ما تسمعه وتكون قادرًا على معرفة أصوات الحروف وكيفية نطقها، إضافةً إلى تقوية مهارة الاستماع ورصد أهم الكلمات وأكثرها شيوعًا وكيفية استخدامها في سياق منطقي ومفهوم، والتعود على إيقاع اللغة وجعلها وسيلة ترفيهية للترويح عن النفس وليس عبء يومي يُعكر المزاج.
خامسًا: الممارسة أساس التعلم
المذاكرة وحدها لا تكفي لتعلم اللغات الجديدة، فإذا لم تتمرن على استخدام اللغة يوميًا وتجاهلت ممارستها، فلن تحقق أي نتائج ملموسة. فالممارسة المستمرة للغة والتدريب الفعّال هو المفتاح الأساسي لإدراكها واستيعابها جيدًا. فمن السهل حفظ أكبر عدد من الكلمات والمصطلحات الأجنبية، لكن قد يكون من الصعب استخدامها بطريقة صحيحة إذا لم تتدرب جيدًا.
لذا، يوصي الخبراء بضرورة ممارسة اللغة نطقًا وكتابةً مع الآخرين من خلال إجراء المحادثات عبر تطبيقات الدردشة أو إجراء اجتماع فيديو عبر الإنترنت مع صديقك الذي يتحدث اللغة التي تتعلمها أو الانضمام إلى نوادي المحادثة التي تنظمها بعض المؤسسات. أمامك جميع الخيارات وعليك البدء في ممارسة اللغة دون تأجيل.
وتتطلب ممارسة اللغة تخصيص وقتًا كافيًا لتعلمها. فكلما زاد عدد الساعات التي تخصصها للممارسة والتمارين أسبوعيًا، زاد فهمك للغة. فلا بأس أن تتمرن 20 دقيقة على الأقل، لكن من المهم الالتزام بذلك في جميع الأيام. وكن على يقين أن الممارسة تجعل عملية التعلم أسرع وأكثر فعالية، وتجعلك تكتشف أخطاءك بسهولة، ومن ثم تعمل على تصويبها، كما تساعدك على استخدام جميع حواسك عند استخدام اللغة، وبذلك تُحسن الذاكرة وتقويها وتحد من نسيان المفردات.
سادسًا: تقييم الأداء باستمرار
طالما وضعت أهدافًا لتحقيقها، فلا بد من قياس نتائجها وتقييم أدائك. يمكنك حل بعض الاختبارات بشكل دوري لتحفيز نفسك على تعلم اللغة ومعرفة مدى تقدم مستواك. إذ تزخر شبكة الإنترنت بالعديد من الاختبارات التدريبية في مختلف اللغات وبإمكانك مراجعة التمارين في الكتب المدرسية والخارجية. فمن الضروري وضع خطة مُحكمة لإجراء الاختبارات شهريًا وسنويًا، فهذه من أهم الطرق التي تساعدك على ترسيخ المعلومات في عقلك، واستعادة الكلمات المهمة من الذاكرة.
وخلال هذه المرحلة، يمكنك تلقي ردود الفعل الفورية من أصدقائك وزملائك. إذ يجب أخذ تعليقاتهم على محمل الجد واستثمارها في تطوير ذاتك وتقوية الحصيلة اللغوية لديك. فإذا لفت أحدهم انتباهك نحو الأخطاء التي تقع فيها خلال القراءة أو التحدث أو الكتابة أو الاستماع، عليك معرفة كيفية تصويبها وتعزيزها في ذهنك بالمزيد من التمارين والاختبارات حتى لا تقع فيها مرة أخرى.
وإذا كنت من الطامحين إلى تعلم اللغات الجديدة عن بُعد، فإنه يمكنك ذلك من خلال الاستعانة بخدمات تعلم اللغات الذي يوفرها موقع خمسات، أكبر سوق عربي لبيع وشراء الخدمات المصغرة، ويضم مجموعة من المُعلمين المحترفين والمتخصصين في تعليم اللغات المختلفة لجميع الفئات.
ما المقصود بتعلم لغة جديدة؟
تًعد اللغة مهارة حيوية لا غنى عنها للتواصل الاجتماعي في المجتمع العالمي، فهي نظام يتكون من رموز وإشارات وأصوات وألفاظ مألوفة بين المجتمعات البشرية. وحينما يحاول الإنسان تعلم لغة جديدة، فإنه يسعى إلى فهمها وهضمها جيدًا حتى يتعلم اللغة بشكل صحيح. ويتطلب ذلك العديد من المهارات المهمة، مثل التحدث بها بطلاقة واستماعها وقراءتها وكتابتها باحترافية.
مميزات تعلم لغة جديدة
تزايدت أهمية تعلم لغة جديدة في القرن الحادي والعشرين لأسباب عديدة، فقد أصبح تعلم اللغات أمرًا ضروريًا لا سيما في ظل الانفجار المعرفي والانفتاح التكنولوجي وانهيار الحواجز الجغرافية والثقافية والاقتصادية على مستوى العالم، إلى جانب حاجة سوق العمل إلى المتعلمين لأكثر من لغة. كما أنها تمنحك فرص كثيرة للتفاعل مع المجتمعات المختلفة بطريقة فورية، كما تكون سببًا رئيسيًا للنجاح في الحياة الشخصية والمهنية والعلمية. وفيما يلي أبرز فوائد تعلم لغة جديدة:
1. تعزيز نشاط الدماغ وزيادة الأداء
نشرت الجمعية الأمريكية للسمع والنطق واللغة ASHA، نتائج دراسة علمية في عام 2015 م حول تأثير ثنائية اللغة على تعدد المهام، أكدت أن الأفراد ثنائيي اللغة لديهم القدرة على أداء مهام مُتعددة أكثر كفاءة من أقرانهم أحاديي اللغة، وأشارت إلى أن التجارب في أكثر من لغة تُسهم في زيادة الأداء خلال القيام بأكثر من مهمة في وقت واحد. وهذا يعني أن تعلم اللغات مفيدة لأدمغتنا، إذ يعزز نشاط الوظائف التنفيذية للأدمغة ويُحفز الذاكرة ويساعدها على التذكر وتنظيم المهام وإثارة المرونة المعرفية والتحكم المعرفي غير اللغوي لدى هؤلاء الأفراد.
في هذا الصدد، يقول “جون غروندي” عالم الأعصاب في جامعة ولاية أيوا، الخبير في ثنائية اللغة والدماغ:
وفي دراسة أخرى أجراها باحثون في جامعة نورث وسترن الأمريكية على طلاب يتعلمون اللغة الإسبانية، وجد الباحثون زيادة النشاط العصبي لدى هؤلاء الطلاب مقارنةً بغيرهم. وذلك وفقًا لما ذكرته المجلة العلمية الأمريكية Discover Magazine.
2. محاربة الأمراض وتحسين القدرات
من أهم مميزات تعلم لغة جديدة، التقليل من احتمالات الإصابة بالأمراض المعرفية مثل الزهايمر، وفقًا لما تؤكده الأبحاث العلمية. فعلى سبيل المثال لا الحصر، أُجريت دراسة على 325 سيدة يتحدثن أكثر من لغة وتصل أعمارهن إلى 75 عامًا، وقد توصلت نتائجها التي نُشرت في مجلة Journal of Alzheimer’s Disease في عام 2019، إلى أن النساء اللواتي يتحدثن 4 لغات فأكثر تقل لديهن احتمالات الإصابة بالزهايمر مقارنةً باللواتي يتحدثن لغة واحدة فقط.
ولا يمكن إنكار الفوائد المعرفية لتعلم اللغات، حيث تعزز من عمليات التفكير الإبداعي والنقدي وتجعل التفكير أكثر مرونة وحيوية، وتسهم في تحسين القدرات اللفظية وتعزيز مهارات معالجة المشكلات وحلها، إضافةً إلى زيادة التحصيل الأكاديمي والتنمية المعرفية، والقدرة على الابتكار والتغلب على التحديات والعقبات، وتجنب الإصابة بالشيخوخة المبكرة والحد من تدهور القدرات العقلية والتراجع المعرفي مع تقدم العمر.
3. التواصل الفعّال وفهم الثقافات الأخرى
تخيل أنك سافرت إلى دولة أجنبية لا يتحدث شعبها لغتك، ماذا تفعل إذًا؟ كيف تفهمهم؟ ماذا لو طلب أحدهم منك شيئًا؟ كيف تصل إلى العنوان الذي تريده؟ هنا تكمن أهمية تعلم اللغات، فهي ضرورية للتعبير عن النفس والتواصل مع الآخرين وتحسين التواصل غير اللفظي مثل لغة الجسد، ومضاعفة مهارات الاتصال عمومًا. كما أن ثنائيي اللغة لديهم القدرة على التنقل خارج بلدانهم بسهولة مثل المواطنين الأصليين، ويفتح الباب أمامهم للحصول على المنح الدراسية أو العمل في الخارج أو بناء صداقات من دول مختلفة.
ويُحسن تعلم اللغات الجديدة فهمنا ومعرفتنا بالثقافات المختلفة، ويُعزز من احترامنا وتقديرنا للتقاليد والفنون وتاريخ البلدان الأخرى، ما يجعلنا أكثر تسامحًا وتعاطفًا وقبولًا لمعتقدات وثقافات الآخرين. فلكل لغة ثقافة فريدة تميزها، وهذا يعني أن هناك المئات بل الآلاف من الثقافات والتقاليد والعادات التي لا يمكن معرفتها وفهمها إلا من خلال تعلم اللغات وإدراك العالم من حولنا.
4. تحسين مكانتك في العمل
تعلم اللغات يجعلك متميزًا في العمل ويزيد من فرص ترقيتك ويؤهلك للحصول على وظيفة أعلى، حيث تبحث الشركات والمنظمات الكبرى عن الأشخاص الذين يفهمون أكثر من لغة، وقادرون على التنقل في الاقتصاد العالمي المعاصر ويندمجون مع الاقتصاديات الأجنبية بسهولة. كما يرغب أرباب العمل في توظيف أشخاص ثنائيي اللغة، ويمكنهم التواصل بسلاسة مع العملاء خارج الحدود وفي الأسواق الخارجية. لذا، التمتع بالمهارات اللغوية المختلفة يمنحك ميزة تنافسية تجعلك متفوقًا ومتقدمًا عن الذين لا يعرفون سوى لغتهم الأم.
كما أن الأشخاص الذين يتحدثون أكثر من لغة يتمتعون بمكانة عالية في حياتهم المهنية والعملية. فقد يساعد تعلم اللغات على زيادة الرواتب والمكافآت في العمل، حيث أظهرت العديد من الأبحاث العلمية أن تعلم لغة أجنبية ثانية قد يزيد راتبك بنسبة 15% وفقًا لوكالة التوظيف المتخصصة في اللغة Euro London. كما توصلت دراسة أجرتها كلية وارتون بجامعة بنسلفانيا والشركة الاستشارية LECG Europe، إلى أن تعلم لغة جديدة يزيد الدخل بنسبة 2% سنويًا. وقد نشرت هيئة الإذاعة البريطانية BBC تقريرًا في عام 2004، يُشير إلى أن التحدث بلغة ثانية يزيد راتب العامل في المتوسط إلى أكثر من 3 آلاف جنيه إسترليني.
5. تعزيز الثقة بالنفس
عندما تبدأ في تعلم لغة جديدة ستُعزز ثقتك بنفسك وتحفز إحساسك الإيجابي، خاصةً عند التحدث والانخراط مع المتحدثين الأصليين في محادثات نصية وكلامية حقيقية، ويمكنك ذلك من خلال التواصل مع الأجانب عبر الإنترنت أو عقد لقاءات دورية مع أصدقائك الذين يتعلمون اللغة ذاتها، وما إلى ذلك. فعندما تتحدث مع شخص ما بلغته الأم وتستعرض مهاراتك اللغوية سيثير ذلك إعجابه ويمنحك المزيد من الثقة بالنفس ويرسخ المعلومات في ذهنك ويكون من الصعب نسيانها.
ومن الطبيعي إدراك النمو المتزايد في ثقتك مع بداية عملية التعلم، لا سيما مع اكتشاف الأخطاء اللغوية التي من المحتمل الوقوع فيها. وهذا يستلزم عدم الشعور باليأس أو الإحباط إلى جانب اتخاذ خطوات ثابتة وثاقبة من أجل استكمال مسيرة التعلم. فكلما حققت هدفك اليومي في تعلم لغة جديدة وأحرزت المزيد من التقدم، زادت ثقتك بنفسك.
6. القدرة على اتخاذ القرار بفعالية
هناك علاقة وثيقة بين تعلم اللغات الجديدة والقدرة على اتخاذ القرارات السليمة بفعالية. على غير المتوقع، ظن الباحثون أن استخدام لغة أجنبية غير اللغة الأم سيجعل القرارات أقل منهجية وغير منطقية، لكن تبين أن العكس هو الصحيح. فقد توصلت دراسة علمية أجراها علماء في علم النفس بجامعة شيكاغو، أن الأفراد الذين يفكرون بأكثر من لغة يتخذون قرارات مالية رشيدة وأكثر حصافة واتزانًا عن غيرهم.
وأكدت نتائج الدراسة التي نُشرت في مجلة SAGE Journals أن استخدام لغة أجنبية يساعد على الحد من تحيزات اتخاذ القرار ويقلل من بُغض الخسارة، وزيادة الاهتمام بالمخاطر ذات القيم الإيجابية والميل نحو المراهنات والاستثمارات ذات المكاسب طويلة المدى في المستقبل. لذا، يشير الباحثون إلى أن التفكير بلغة أجنبية يُقلل من ردود الفعل العاطفية السلبية مثل الخوف، وهذا مفيد جدًا عند اتخاذ القرارات في بيئات العمل.
7. سوق اقتصادي متنامي
تُشير التقديرات إلى أن حجم السوق العالمي لتعلم لغة جديدة عبر الإنترنت سيصل إلى 25.73 مليار دولار أمريكي بحلول العام 2027 م، وذلك بعدما بلغت قيمته نحو 12.49 مليار دولار أمريكي فقط في العام 2019، وفقًا لتقرير تعلم اللغات عن بُعد، الذي أعدته شركة Verify Markets للأبحاث والاستشارات السوقية. وهذا يؤكد أن هناك طلبًا متزايدًا على الدورات التدريبية لتعلم اللغات الأجنبية عبر الإنترنت.
اللغات الأكثر تحدثًا في العالم
هل تعرف ما هي أشهر لغات العالم وأكثرها استخدامًا؟ فعلى الرغم من وجود آلاف اللغات، إلا أن أكثر من نصف سكان المعمورة يتحدثون 23 لغة فقط، حيث تعتمد شعبية كل لغة على إجمالي المتحدثين الأصليين وغير الناطقين بها. وتُشير الإحصاءات إلى أن أكثر 10 لغات تحدثًا في العالم تتمثل في: (الإنجليزية والماندرين الصينية والهندية والإسبانية والعربية والبنغالية والفرنسية والروسية والبرتغالية والأردية) وفقًا لتقرير صادر في أبريل 2021 نشرته منصة Statista المعنية بالإحصاءات وبيانات السوق العالمية.
ليس غريبًا أن تكون اللغة الإنجليزية الأكثر شيوعًا في العالم، فهي لغة عالمية يتحدث بها أكثر من 1.34 مليار شخص من سكان الأرض، من بينهم 379 مليون شخص تقريبًا يتحدثون الإنجليزية لأنها لغتهم الأم، والغالبية الأخرى غير ناطقين بها.
وتُعد الإنجليزية من أشهر اللغات سهلة التعلم ويتقنها شعوب دول شمال أوروبا، لا سيما الدولة الهولندية. وتُعد اللغة الرسمية في 67 دولة، ويرجع سبب انتشارها إلى الاستعمار البريطاني للعديد من البلدان، كما أنها لغة أعمال رئيسية مطلوبة لدى غالبية الشركات حول العالم. ويمكنك فهمها جيدًا عن طريق الاستعانة بخدمات تعلم اللغة الإنجليزية التي يوفرها موقع خمسات.
تُعد لغة الماندرين الصينية الأكبر عالميًا من حيث عدد المتحدثين الأصليين (اللغة الأم)، فهي لغة أصلية لأكثر من 921 مليون شخص، ويتمركز الناطقون بها في آسيا. بحسب ما أكدته منصة Ethnologue التي توفر أكبر قاعدة بيانات للغات في العالم. لكنها تحتل المرتبة الثانية في قائمة اللغات الأكثر تحدثًا في العالم بما يزيد عن 1.12 مليار متحدث.
تحتل هذه اللغة المرتبة الثالثة في قائمة اللغات الأكثر استخدامًا في العالم، حيث يتحدث بها أكثر من 600 مليون شخص من بينهم حوالي 342 مليون متحدث أصلي.
تأتي لغة الإمبراطورية الرومانية في المرتبة الرابعة من حيث عدد المتحدثين بها عمومًا، البالغ عددهم أكثر من 543 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، منهم 460 مليون نسمة على الأقل من الناطقين الأصليين للغة (حوالي 6% من سكان العالم). ويتوقع معهد سرفانتس Instituto Cervantes -منظمة غير ربحية أسستها الحكومة الإسبانية- أن يصل عدد المتحدثين بالإسبانية إلى 724 مليون شخص بحلول عام 2068.
لغة القرآن الكريم واحدة من أركان التنوع الثقافي للبشرية وتُعد من اللغات الأكثر انتشارًا في العالم، فهي لغة عالمية منتشرة في 60 دولة ويتحدث بها أكثر من 436 مليون شخص من سكان المعمورة، ولغة رسمية لجميع الدول العربية، وتوصف بأنها لغة الضاد والسياسية والعلم والأدب. كما تُشير شبكة “فرانس 24” إلى أن فرنسا اعتمدتها في أعرق مؤسساتها “الكوليج دو فرانس” وهي منظمة فرنسية تختص بالبحث العلمي والتعليم العالي، منذ العام 1587 ميلاديًا.
ربما تفاجأت حينما عرفت أن اللغة البنغالية في قائمة أكثر 10 لغات تحدثًا في العالم، فهي اللغة الرسمية لبنغلاديش وتتحدث بها بعض المدن في الهند وميانمار، وتُعد سادس أكثر اللغات انتشارًا لزيادة عدد سكان تلك المناطق، وترجع جذورها إلى اللغات الهندية الآرية التي ظهرت خلال العامين 1000 و1200 ميلاديًا.
يتحدث الفرنسية أكثر من 280 مليون شخص حول العالم من بينهم 77 مليون متحدثًا أصليًا، بحسب إحصائيات منصة Statista لأبحاث السوق. فهي واحدة من أسرع اللغات نموًا على المستوى العالمي، ولغة رسمية في 29 دولة، وتشير الإحصائيات إلى أن حوالي 50 % من الناطقين باللغة الفرنسية يقطنون في القارة الإفريقية. ويمكنك الاستعانة بخدمات تعلم اللغة الفرنسية التي يوفرها موقع خمسات، لزيادة حصيلتك اللغوية في هذه اللغة الممتعة.
يسعى ملايين الطلاب إلى تعلم اللغة الروسية لأنها من أشهر لغات العالم، فهي لغة رسمية لأربعة بلدان هي: (روسيا وقيرغيزستان وكازاخستان وبيلاروسيا) ومنتشرة في دول أخرى مثل الدول الأوروبية الشرقية ودول الاتحاد السوفيتي سابقًا. ويبلغ عدد المتحدثين بالروسية على مستوى العالم أكثر من 258 مليون شخص من بينهم 153 مليون متحدث أصلي.
كيفية تعلم لغة جديدة
هل تتطلع إلى تعلم لغة جديدة والتحدث بها بطلاقة لكنك لا تعرف من أين تبدأ؟ هل تبحث عن خطوات تعلم اللغات لتنطلق في مسيرتك التعليمية؟ طالما وصلت إلى هنا فقد وجدت ضالتك لتخطو أولى خطواتك نحو هدفك المعرفي، لكن عليك إدراك أن تعلم لغة جديدة يتطلب العمل الجاد والجهد المتواصل، إلى جانب الإصرار والعزيمة. وفيما يلي استراتيجيات فعّالة لتعلم اللغات الجديدة:
أولًا: حدد هدفك من تعلم اللغة
تتمثل الخطوة الأولى في فهم سبب رغبتك في تعلم اللغات وتحديد الدوافع والأهداف بوضوح. اسأل نفسك لماذا تطمح إلى تعلم لغة جديدة؟ لأن الدافع يمنحك القوة والهِمَّة للاستمرار. وإذا لم تحدد هدفك لن تكون قادرًا على قياس النتائج ومعرفة ما حققته. وكلما كان الهدف ذكيًا ودقيقًا، تمكّنت من تعلم اللغة بفعالية وركزت جهودك على مجال مُحدد يخدم هدفك. فهل رغبتك في تعلم لغة جديدة هدفه الترقية في العمل أم الحصول على وظيفة ذات دخل مرتفع أم تكوين صداقات جديدة أم تنوي السفر إلى الخارج؟
فهذه المرحلة ضرورية للغاية لتحفيز نفسك خلال عملية التعلم الذاتي. لذلك ينبغي أن تكون أهدافك ذكية ومفصلة وقابلة القياس ومحددة زمنيًا، بحيث تُحدد الهدف النهائي طويل المدى وتقسمه إلى أهداف متوسطة وقصيرة المدى، مع ضرورة أن تكون الأهداف منطقية ومن السهل تحقيقها والالتزام بها، فليس من المعقول أن يكون هدفك اليومي “حفظ 500 كلمة باللغة الإنجليزية خلال 24 ساعة”، فهذا الهدف المخيف يثبط عزيمتك ويجعلك تشعر بالإحباط إن لم تنفذه.
لنأخذ مثال عملي على ذلك، قد يكون دافعك من التعلم توسيع شبكة علاقاتك المهنية وبناء علاقات عمل ناجحة مع ناطقين باللغة الإنجليزية، ويتمثل الهدف النهائي في “تعلم اللغة الإنجليزية وفهمها والتحدث بها بطلاقة بحلول عام 2023″، أما هدفك متوسط المدى يتمثل في “تعلم 3000 كلمة باللغة الإنجليزية وفهم 100 محادثة خلال العام الواحد”، ثم ضع أهدافًا صغيرة مثل “حفظ 250 كلمة باللغة الإنجليزية كل شهر” أو “تعلم 30 كلمة إنجليزية يوميًا” أو “إجراء محادثة مع صديقك باللغة الإنجليزية كل يومين”.
ثانيًا: تعلم الكلمات الأكثر استخدامًا
تحتوي اللغات على عشرات الآلاف من الكلمات والمصطلحات مثل اللغة الإنجليزية التي تتضمن 600 ألف إلى مليون كلمة، وهناك لغات زاخرة بملايين المفردات مثل اللغة العربية التي يتجاوز عدد كلماتها 12 مليون كلمة بدون تكرار، بحسب مراجع ومعاجم اللغة العربية. فمن الصعب الإلمام بهذا الكم الهائل من المعلومات. ولحسن الحظ يمكنك إتقان الكلمات الأكثر استخدامًا وفهمها جيدًا لأنها تُشكل الجانب الأساسي في المحادثات اليومية.
فإذا كنت ترغب في تعلم اللغة الإنجليزية مثلًا، عليك دراسة الـ 1000 كلمة الأكثر شيوعًا بين المتحدثين الأصليين، مع وضع الكلمات الأخرى الأقل استخدامًا في قائمة الانتظار الآن، لأن الكلمات الأكثر شيوعًا تُشكل 90% تقريبًا من النصوص الإنجليزية وتكون في غالبية المحادثات الحياتية، لذا، من المهم تركيز جهودك على فهمها أولًا لأنها ستساعدك على تعلم اللغة سريعًا.
ويمكن الاعتماد على استراتيجية التكرار المتباعد Spaced Repetition في هذه المرحلة، لضمان حفظ الكلمات والجمل وعدم نسيانها. فهذا النظام التعليمي يُعد نهجًا فعّالًا للغاية من أجل الاستذكار والتذكّر، وعادةً ما يستند إلى استخدام البطاقات التعليمية. وفي هذه الطريقة تقوم بمراجعة الكلمات والعبارات الأجنبية على فترات زمنية متباعدة ومتزايدة لاستذكارها قبل نسيانها، مع ضرورة زيادة الفترات الزمنية بين التكرارات تدريجيًا، ما يؤدي إلى تحسين استيعاب وتخزين المعلومات وفهمها بشكل أفضل وأعمق، وترسيخها في الذاكرة طويلة الأمد.
ثالثًا: فهم قواعد اللغة
حينما تبدأ في تعلم الكلمات الأجنبية، يُفضل وضعها في جمل منظمة يمكن استخدامها فيما بعد، حتى تكون قادرًا على تكوين العبارات بنفسك. وتتطلب هذه العملية فهم قواعد اللغة لأنها عنصر أساسي في أي لغة ولا يمكن تجاهله على الإطلاق، إذ تمكّنك من تكوين مئات الجمل وتجعل اللغة أكثر سلاسة. ولحسن الحظ، غالبًا ما تكون القواعد في غاية السهولة إذا درستها بطريقة صحيحة وفهمتها جيدًا.
وهناك طرق عديدة لفهم قواعد اللغات، من أهمها الحصول على شروحات ودورات تدريبية عبر الإنترنت أو الاحتفاظ بكتاب في جيبك عن قواعد اللغة أو قراءة الكتب والمقالات المكتوبة باللغة الأجنبية، لأن القراءة تساعدك على بناء العبارات وتكوين الجمل والتعمق في اللغة وتزيد من قاعدة البيانات اللغوية لديك، ومع هذا التعرض المستمر للغة تكون قادرًا على إتقان قواعد اللغة.
رابعًا: استخدام اللغة طوال اليوم
استخدام اللغة يوميًا لا يقل أهمية عن الخطوات السابقة، فهناك العديد من الوسائل والطرق التي تجعل عملية التعلم ممتعة وشيقة. على سبيل المثال، قد تستعين بمقاطع الفيديو التعليمية على مواقع التواصل الاجتماعي مثل يوتيوب أو الاستماع إلى محطات الراديو الناطقة باللغة الأجنبية أو مشاهدة فيلمًا أو الاحتفاظ بالبطاقات التعليمية في حوزتك لاستخدامها في المذاكرة أثناء التنقل في المواصلات أو عند قضاء وقت فراغك. ومن الممكن تنزيل ألعاب تعليمية للاستمتاع أكثر بعملية التعلم، لأن الألعاب من أفضل طرق تعلم اللغات.
الهدف من ذلك، استثمار أكبر جزء من وقتك في استخدام اللغة، لتصبح عادة يومية لا غنى عنها، حتى تفهم كل ما تسمعه وتكون قادرًا على معرفة أصوات الحروف وكيفية نطقها، إضافةً إلى تقوية مهارة الاستماع ورصد أهم الكلمات وأكثرها شيوعًا وكيفية استخدامها في سياق منطقي ومفهوم، والتعود على إيقاع اللغة وجعلها وسيلة ترفيهية للترويح عن النفس وليس عبء يومي يُعكر المزاج.
خامسًا: الممارسة أساس التعلم
المذاكرة وحدها لا تكفي لتعلم اللغات الجديدة، فإذا لم تتمرن على استخدام اللغة يوميًا وتجاهلت ممارستها، فلن تحقق أي نتائج ملموسة. فالممارسة المستمرة للغة والتدريب الفعّال هو المفتاح الأساسي لإدراكها واستيعابها جيدًا. فمن السهل حفظ أكبر عدد من الكلمات والمصطلحات الأجنبية، لكن قد يكون من الصعب استخدامها بطريقة صحيحة إذا لم تتدرب جيدًا.
لذا، يوصي الخبراء بضرورة ممارسة اللغة نطقًا وكتابةً مع الآخرين من خلال إجراء المحادثات عبر تطبيقات الدردشة أو إجراء اجتماع فيديو عبر الإنترنت مع صديقك الذي يتحدث اللغة التي تتعلمها أو الانضمام إلى نوادي المحادثة التي تنظمها بعض المؤسسات. أمامك جميع الخيارات وعليك البدء في ممارسة اللغة دون تأجيل.
وتتطلب ممارسة اللغة تخصيص وقتًا كافيًا لتعلمها. فكلما زاد عدد الساعات التي تخصصها للممارسة والتمارين أسبوعيًا، زاد فهمك للغة. فلا بأس أن تتمرن 20 دقيقة على الأقل، لكن من المهم الالتزام بذلك في جميع الأيام. وكن على يقين أن الممارسة تجعل عملية التعلم أسرع وأكثر فعالية، وتجعلك تكتشف أخطاءك بسهولة، ومن ثم تعمل على تصويبها، كما تساعدك على استخدام جميع حواسك عند استخدام اللغة، وبذلك تُحسن الذاكرة وتقويها وتحد من نسيان المفردات.
سادسًا: تقييم الأداء باستمرار
طالما وضعت أهدافًا لتحقيقها، فلا بد من قياس نتائجها وتقييم أدائك. يمكنك حل بعض الاختبارات بشكل دوري لتحفيز نفسك على تعلم اللغة ومعرفة مدى تقدم مستواك. إذ تزخر شبكة الإنترنت بالعديد من الاختبارات التدريبية في مختلف اللغات وبإمكانك مراجعة التمارين في الكتب المدرسية والخارجية. فمن الضروري وضع خطة مُحكمة لإجراء الاختبارات شهريًا وسنويًا، فهذه من أهم الطرق التي تساعدك على ترسيخ المعلومات في عقلك، واستعادة الكلمات المهمة من الذاكرة.
وخلال هذه المرحلة، يمكنك تلقي ردود الفعل الفورية من أصدقائك وزملائك. إذ يجب أخذ تعليقاتهم على محمل الجد واستثمارها في تطوير ذاتك وتقوية الحصيلة اللغوية لديك. فإذا لفت أحدهم انتباهك نحو الأخطاء التي تقع فيها خلال القراءة أو التحدث أو الكتابة أو الاستماع، عليك معرفة كيفية تصويبها وتعزيزها في ذهنك بالمزيد من التمارين والاختبارات حتى لا تقع فيها مرة أخرى.
وإذا كنت من الطامحين إلى تعلم اللغات الجديدة عن بُعد، فإنه يمكنك ذلك من خلال الاستعانة بخدمات تعلم اللغات الذي يوفرها موقع خمسات، أكبر سوق عربي لبيع وشراء الخدمات المصغرة، ويضم مجموعة من المُعلمين المحترفين والمتخصصين في تعليم اللغات المختلفة لجميع الفئات.
ذات صلة:
No related posts.
admin