يعيش كل مستقل حياته بطريقته الخاصة، فلكل واحد أولوياته بشأن المصاريف، ويحصل كل منا على دخل معيّن. لكن وبصرف النظر عن الطريقة التي نعيش ونعمل وفقًا لها، هناك نصائح حول إعداد الميزانية بوسعنا جميعًا التعلم منها، وتطبيقها على حياتنا الخاصة.
ستنجح بالنسبة لك بعض هذه النصائح الخاصة بالميزانية الموجهة للمستقلين لكن ليس جميعها، وسيبدو بعضها واضحًا، لكن هناك دائمًا طُرقًا مختلفةً للنظر إلى الأمور التي قد نعتقد أننا نعلمها فعليًا، خُذ بما تريد من هذه النصائح الخاصة بالميزانية، واستخدمها لتحسين عملك ونمط حياتك.
1. استخدم تطبيقا للميزانية
تُعَد هذه واحدةً من أبسط النصائح وأكثرها وضوحًا، ولكن غالبًا ما يُتغاضى عنها بوصفها نصيحةً ذات صلة بالميزانية. وأنت المستقل مسؤول عن أمورك المالية.
تذكر أنك إن سعيتَ وراء كل مبلغ تنفقه -مهما كان زهيدًا- وقدمت العروض وعملت بجد لتكسبه في النهاية.
يجني المستقلون المال ويتعاملون معه ويستخدمونه على نحو مختلف عن باقي الناس، فهم لا يتقاضون رواتبًا ثابتةً، وليس هناك مبلغ ثابت عليهم دفعه لقاء إيجار أو رهن، كما يتقلب دخل المستقلين ومصروفاتهم كل يوم؛ إذ لا يمر عليهم أسبوع مماثل للذي قبله، وما دام أنّ دخلك غير متوقع -إذ تنتقل بين الشعور بالغنى تارةً إلى الإحساس بالعَوَز تارةً أخرى خلال اليوم الواحد-، فأنت بحاجة إلى استعمال تطبيقات خاصة بتنظيم الميزانية.
هناك العديد من تطبيقات الميزانية الممتازة، وننصحك بتجربة بعضها حتى تعثر على ما يناسبك منها. يبرز تطبيق Mint بوصفه تطبيق الميزانية الأكثر شيوعًا، والذي يثق به الناس كثيرًا على اختلاف وظائفهم وأوضاعهم. فهو تطبيق ذكي يتحدث آليًا دون أن يتأثر عمله، ويُظهِر لك خريطةً دائمةً حول إنفاقك بمجرد حصوله.
إذا كنت جادًا بشأن تنظيم ميزانيتك ولديك بعض المال لتنفقه، فهناك بعض تطبيقات الميزانية التي تكلف المال، لكنها عادةً تبرر ذلك. ومن تلك التطبيقات المدفوعة، نجد تطبيقا YNAB وEveryDollar اللذان يُعَدّان مثالين رائجَين على ذلك، إذ يكلف تطبيق YNAB مبلغ 84 دولارًا في السنة، أمّا تطبيق EveryDollar، فيكلف 130 دولارًا في السنة.
هناك بعض التطبيقات المجانية الرائعة، مثل تطبيق Mint وCLEO، وتُعد تطبيقات الميزانية أفضل من البشر بكثير في تنظيم الميزانية، إذ تؤدي تلك التطبيقات المهمة التي أُنشئت لأجلها بكل فعالية.
2. حضر وجبات طعامك بنفسك
يُعَد تحضير طعامك بنفسك من أهم التكتيكات الخاصة بالميزانية، إذ يستنزف شراء الوجبات الجاهزة كثيرًا من المال، ويمكننا بسهولة الشراء من المتاجر المحلية رخيصة الأسعار، وطبخ جميع وجبات طعامنا في المنزل. فإذا كنت قادرًا على العيش على هذا النحو بوصفك مستقلًا، فستكون قد طبّقت أفضل الطرق لتوفير المال الذي تنفقه على الطعام، إذ يُعد شراء مكونات السندويش من متجر رخيص مثلًا، أكثر توفيرًا للمال من شراء طعام جاهز يوميًا لمدة أسبوع، لذا اشتر -على سبيل المثال- كيسًا من الأرز، وكيسًا من المعكرونة، وربطة خبز، وعلب فول وتونا، وبعض الزبدة، وكيس سلطة، وكيسًا من التفاح.
يمكنك تحضير الطعام من تلك المكونات بسرعة ودون تكلف الكثير من المال، ولا تحتاج سوى لأدوات طبخ قليلة، مما يساهم في توفير كثير من المال في ميزانيتك. يمثل كل ما سبق ذكره نصائح ميزانية لا تقدر بثمن للمستقلين الذين قد يستسهلون شراء الطعام الجاهز بدلًا من الطبخ بأنفسهم وتوفير كثير من المال.
3. أنشئ حساب توفير مستقل
يُعَد إنشاء حساب توفير إحدى نصائح الميزانية التي يمكنك دمجُها بسهولة مع استخدام تطبيق ميزانية، إذ يمكنك تحقيق بعض الأمور المختلفة إذا أنشأت حساب توفير، منها:
ادخار المال بعيدًا عن مصروفاتك.
تكريس كل المال الباقي للمصروفات اليومية.
تحديد هدف مالي شهري تحفيزي لنفسك.
تخفيف الضغط الذي يولده ادخار المال.
نعني بهذه النقطة الأخيرة أن ادخار المال -عندما يكون لديك حساب مصرفي واحد فقط- أمر يخطر ببالك دائمًا، لذا عليك تقسيم المال إلى فئات (إيجار وفواتير وطعام) تفكر بها جميعًا.
إنّ من شأن إنشاء حساب توفير وإقناع نفسك بالغرض منه (إضافةً إلى كم من المال ستضعه فيه كل أسبوع أو شهر)، أن يزيل التوتر المرتبط بالادخار من ذهنك. وهذه في الواقع إحدى نصائح تخفيف التوتر الشائعة للعديد من الناس، وتتمثل في تكتيك يتضمن تخفيف التوتر النفسي بتحويله إلى شيء واقعي، فإذا كان هناك أمر مهم عليك فعله، فدونه على ورقة، إذ لا يفكر معظمنا على هذا النحو بل نستمر في التفكير فيه بدلًا من ذلك.
لكن التوتر المرافق للتذكر أو ربما للنسيان مرهق ومزعج، لذا اكتب ما يسبب لك التوتر على ورقة بدلًا من المرور بهذه التجربة، وبإمكانك الآن نسيان أمره وسيزول التوتر تباعًا بمجرد فعلك ذلك.
يمكن لحسابات التوفير أن تحدث التأثير ذاته على ذهنك، فامتلاكك حساب توفير تودع فيه المال أو المدخرات الزائدة، يجعلك تتوقف عن القلق حيال تذكر أين ينبغي إنفاق المال ما دام محفوظًا بحساب مملوك لك.
4. استخدم تقنية بسيطة
تُعَد التقنية الحديثة شيئًا مميزًا، إذ تُنِجز هواتفنا وحواسيبنا المحمولة وأجهزتنا اللوحية كثيرًا من المهام، وعلينا الحرص على تحقيق أقصى استفادة منها لغرض توفير المال والمساحة، فبتعلم الاعتماد أكثر على التقنيات الحديثة، يمكننا الكف عن إهدار المال والمساحة على أمور أخرى.
خذ القراءة مثالًا، فنحن نقرأ كثيرًا ونستهلك الكثير من الورق لطباعة الكتب، وغالبًا ما نسافر والكتب في حقائبنا، لكننا وصلنا إلى يوم بتنا نعتمد فيه على أجهزتنا اللوحية، وأجهزة كيندل Kindle، وحواسيبنا المحمولة حتى لأجل إشباع متعتنا بالقراءة، كما انتقلنا إلى استخدام الكتب الصوتية، إذ يمكن احتواء كل ما سبق ضمن هواتفنا المحمولة. ويمثل جهاز كيندل Kindle مكتبةً متنقلةً ضمن حقيبتك، أما الجهاز اللوحي، فهو لوحة تحكم تحتوي على مكتبة وسينما وألعاب.
إذا كنت لا تستخدم جهاز حاسوبك المحمول سوى للكتابة وتصفّح الإنترنت، فننصحك ببيعه وشراء جهاز لوحي مزوّد بلوحة مفاتيح قابلة للانفصال، فهو أصغر وأخف وزنًا وأنحف من الحاسوب المحمول، كما يمكنك إرفاق لوحة مفاتيح افتراضية بهاتفك وعرض جميع ملفات مستندات جوجل عليه. إذًا من المنطقي تمامًا أن تفعل كل ما أنت بحاجة إليه -بوصفك مستقلًا- بما لا يتعدى هاتفًا ذكيًا وبعض الملحقات الطرفية.
وإذا كنت مستقلًا يعمل في مجال التصوير وتتنقل حاملًا معك كاميرا ضخمة الحجم، فثمة كثير من الدروس والمحتوى التوجيهي الذي يعلمك كيفية تصوير فيديوهات لقناتك على يوتيوب باستخدام الهاتف بدلًا من الكاميرا المحمولة، إذ تحتوي عدة هواتف ذكية على كاميرا ذات جودة عالية لالتقاط الصور والفيديوهات، ولهذا لا حاجة لك بالكاميرا الضخمة التي تحملها معك حيثما ذهبت، وننصحك ببيعها والاعتماد على كاميرا الهاتف الذكي بطرق مثيرة وغير متوقعة.
ليست هذه إحدى أعظم النصائح الخاصة بالميزانية فحسب، بل تساعدك في التنقل بخفة، وتقليل ما تحمله معك، وتخفيف حجمه والفوضى التي يحدثها. يتحقق ذلك ببيع أجهزتك ثقيلة الوزن وكبيرة الحجم، وتعلُّم الاعتماد على هاتفك أو جهازك اللوحي.
5. تعلم مقاومة الخوف من فوات الأشياء
يُعَد الخوف من فوات الشيء المعروف اختصارًا بـ FOMO أي the fear of missing out، ظاهرةً خطيرةً لها تأثير قوي على الناس في يومنا هذا، فهو شبيه بالغيرة ويمكن الإحساس به عندما نبقى في منازلنا بيوم العطلة بينما يخرج أصدقاؤنا للتنزه، أو عندما لا نذهب إلى السينما لحضور العرض الأول من الأفلام الصادرة حديثًا، أو عندما لا نكون قد قرأنا آخر كتاب، أو لعبنا آخر لعبة فيديو.
يمكن لإتقان التعامل مع الخوف من فوات الشيء والتغلب عليه أن يمثل الحل السهل لتوفير المال وتنظيم الميزانية، فكر في ما يلي: في كل مرة تقاوم إنفاق المال على شيء ما -والذي يدفعك إليه رغبتك في أن تبقى مواكبًا للإعلانات الأخيرة-، فالأفضل ألا تنفقه في سبيل ذلك. إذ تُنسى الليلة التي تقضيها في الخارج سريعًا، وسرعان ما تحضر الفيلم الأخير، ثم يحل محله واحد آخر في اليوم التالي؛ أما المال فيبقى مثلما هو في جيبك لتنفقه في أمور أكثر أهمية.
لا يستقر الوضع المالي بالنسبة للمستقلين على حال وهو متذبذب وأموالهم غير ممكن التنبؤ بها، وغالبًا ما تترنح على حافة المجهول. وعندما تنفق المال لمواكبة كل ما تروّج له الإعلانات من أفلام ومنتجات، فإنك تخاطر بنفاذ مالك التي قد تحتاجه لاحقًا للإنفاق على أشياء ضرورية وأكثر أهمية.
احذر الوقوع في وضع تقول فيه لنفسك: “ليتني اشتريت ذلك الشيء”. بل أعطِ الأولوية للأشياء التي تريدها وتحتاج إليها فعلًا بدلًا من تلك التي تعتقد فقط أنك تحتاج إليها بسبب الوقع الذي يحدثه في نفسك اجتماع الإعلانات المروجة لها والخوف من فواتها عليك، والذي يقنعك بأنك تحتاج إليها وأنها مهمة في حين أنها ليست كذلك في نهاية المطاف.
وإذا كنت من الأشخاص الذين يضعفون أمام ذلك ويقعون ضحيةً للخوف من فوات الشيء، فلتجرب هذا التكتيك ولو لمرة واحدة: انتظر قدوم الحدث الكبير التالي -الذي قد يكون فيلمًا جديدًا- ثم قاوم رغبتك تجاهه ولا تذهب لحضوره وابتعد عن الضجة التي تُثار حوله على الإنترنت. ثم انتظر لمدة شهر فسرعان ما سيُنسى ذلك الفيلم ولن ترى أحدًا يأبه به بعد ذلك؛ أما أنت فستكون قد ادخرت المال الذي كنت ستنفقه عليه وسيكون قد مر ذلك الحدث دون أن ينقص مالك.
6. تمتع بذهنية الحد الأدنى
تُعد العديد من النصائح الخاصة بالميزانية على هذه اللائحة عمليةً وقابلةً للتطبيق واقعيًا، مثل تنزيل التطبيقات وإنشاء الحسابات والطبخ في المنزل، وغيرها؛ أما النصائح الأخرى، فمرتبطة بطريقة تفكيرك ونظرتك للأمور ومقاربتك للحياة اليومية، ومن شأن تبني ذهنية حد أدنى ‘Minimalism’ (إقلال، أو تبسيط؛ سنعتمد لفظ “تبسيط” من الآن فصاعدًا في هذا المقال) أن يمثل الحد بين نوعي النصائح الخاصة بالميزانية الذين ذكرناهما أعلاه.
يبدأ اعتماد ذهنية الحد الأدنى من الذهن، إذ عليك التفكير بوصفك شخصًا تبسيطيًا، أي شخصًا يتبنى ذهنية الحد الأدنى. وأفضل طريقة لفعل ذلك تكون بالبدء بقراءة الكتب المناسبة.
من أفضل تلك الكتب، الكتاب المسمّى ”وداعًا للأشياء goodby things” للتبسيطي الياباني فوميو ساساكي Fumio Sasaki، فهو أحد ملهمي التبسيط الحقيقيين، ويقدم كتابه نصائحًا عمليةً لتحقيقها في حياتك بوصفك مستقلًا.
يرتبط المنهج التطبيقي للتبسيط بإحدى النصائح الخاصة بالميزانية في قائمتنا هذه، وهي الواردة في الفقرة 4 أعلاه تحت عنوان: ‘استخدِم تقنيات بسيطة’. فإنفاق المال للحصول على تقنيات بسيطة -لكنها فعالة وذات استخدامات عديدة- يتيح لك توفير الكثير منها.
تخلص من مكتبتك واقتن جهاز Kindle اللوحي لقراءة الكتب، وتخلّى عن جهاز DVD الذي تمتلكه أيضًا مع أقراصه، واشتر جهازًا لوحيًا مع حساب منصة ترفيهية جيدة. اعتمد على خدمات بث مواد ترفيهية مثل الأفلام والمسلسلات وغيرها.
ينطبق هذا النهج التبسيطي أيضًا على اللباس، وإذا استطعت الاقتصار على الملابس والأحذية التي تحقق لك الوظيفة المطلوبة منها، فيمكنك توفير ثلاث قطع بواحدة مثلًا، وهو ما يوفر عليك المال في نهاية المطاف. إذًا يمكنك توفير كثير من المال إذا استخدمت تقنيةً بسيطةً، واقتصرت في شراء الملابس على الضروري والعملي منها.
حدد أهداف ميزانيتك البسيطة
لن تجني من تطبيقات الميزانية والكتب حول التبسيط وحسابات التوفير سوى أنها ستأخذك بعيدًا، وذلك ما لم تضع لنفسك أهدافًا معقولةً تتداخل جيدًا ضمن شخصيتك وتغدو جزءًا من نمط حياتك، إذ تعلّم نفسك جيدًا وتعلَم ما بوسعك تحقيقه. لن تنجح كل هذه النصائح الخاصة بالميزانية مع كل المستقلين، بل قد يتوقف ذلك على عوامل عديدة، مثل الشخصية والعمل ونمط الحياة.
ويعني ذلك في نهاية المطاف أنك أنت من عليه وضع أهدافه الخاصة بالميزانية مع أخذ عاداتك الشخصية بالحُسبان، فأنت الوحيد الذي يعرف ما هي عاداتك وعيوبك ورغباتك وحاجاتك، وأنت الذي يعلم ما إذا كنت تعمل على نحو أفضل باستخدام التطبيقات أم باستخدام الدفاتر والأقلام التقليدية، وتعلم كيف تحب أن تعيش. عليك فقط وضع أهداف ميزانية تأخذ حياتك وعاداتك بالحسبان.
تُعَد أكثر أهداف الميزانية نجاحًا بالنسبة لنا هي تلك التي نضعها بأنفسنا، فكم منا اتّبعَ أحدث الحميات المُبتدعة -التي لا أساسًا علميًا لها- ليجد نفسه مستسلمًا بسرعة؟ يعود سبب ذلك إلى أن تلك الحمية لم تتوافق مع ذوقه ولا مع إدارته للوقت ولا مع نمط حياته.
ينطبق المثال السابق على النصائح الخاصة بضبط الميزانية، والتي عليك أن تكون واقعيًا بشأنها، وتحدد أهدافًا تنطبق على نمط حياتك الشخصي، لهذا خذ الأسئلة التالية بالحسبان عند وضع أهداف ميزانيتك:
كم من المال تريد أن تدّخر؟
على ماذا تنفق المال عادةً؟
على ماذا ستنفقه بدلًا من ذلك؟
ما هي عاداتك السيئة؟
ما العادات التي يمكنك التخلص منها فعلًا؟
ما التغييرات التي يمكنك إحداثها بسرعة؟
ما التغييرات التي يمكنك العمل لتحقيقها؟ وكم من الوقت سيستغرق ذلك؟
كم من المال تريد أن تكون قد ادخرت خلال شهر واحد؟ وكيف يمكنك تحقيق ذلك؟
يعيش كل مستقل حياته بطريقته الخاصة، فلكل واحد أولوياته بشأن المصاريف، ويحصل كل منا على دخل معيّن. لكن وبصرف النظر عن الطريقة التي نعيش ونعمل وفقًا لها، هناك نصائح حول إعداد الميزانية بوسعنا جميعًا التعلم منها، وتطبيقها على حياتنا الخاصة.
ستنجح بالنسبة لك بعض هذه النصائح الخاصة بالميزانية الموجهة للمستقلين لكن ليس جميعها، وسيبدو بعضها واضحًا، لكن هناك دائمًا طُرقًا مختلفةً للنظر إلى الأمور التي قد نعتقد أننا نعلمها فعليًا، خُذ بما تريد من هذه النصائح الخاصة بالميزانية، واستخدمها لتحسين عملك ونمط حياتك.
1. استخدم تطبيقا للميزانية
تُعَد هذه واحدةً من أبسط النصائح وأكثرها وضوحًا، ولكن غالبًا ما يُتغاضى عنها بوصفها نصيحةً ذات صلة بالميزانية. وأنت المستقل مسؤول عن أمورك المالية.
تذكر أنك إن سعيتَ وراء كل مبلغ تنفقه -مهما كان زهيدًا- وقدمت العروض وعملت بجد لتكسبه في النهاية.
يجني المستقلون المال ويتعاملون معه ويستخدمونه على نحو مختلف عن باقي الناس، فهم لا يتقاضون رواتبًا ثابتةً، وليس هناك مبلغ ثابت عليهم دفعه لقاء إيجار أو رهن، كما يتقلب دخل المستقلين ومصروفاتهم كل يوم؛ إذ لا يمر عليهم أسبوع مماثل للذي قبله، وما دام أنّ دخلك غير متوقع -إذ تنتقل بين الشعور بالغنى تارةً إلى الإحساس بالعَوَز تارةً أخرى خلال اليوم الواحد-، فأنت بحاجة إلى استعمال تطبيقات خاصة بتنظيم الميزانية.
هناك العديد من تطبيقات الميزانية الممتازة، وننصحك بتجربة بعضها حتى تعثر على ما يناسبك منها. يبرز تطبيق Mint بوصفه تطبيق الميزانية الأكثر شيوعًا، والذي يثق به الناس كثيرًا على اختلاف وظائفهم وأوضاعهم. فهو تطبيق ذكي يتحدث آليًا دون أن يتأثر عمله، ويُظهِر لك خريطةً دائمةً حول إنفاقك بمجرد حصوله.
إذا كنت جادًا بشأن تنظيم ميزانيتك ولديك بعض المال لتنفقه، فهناك بعض تطبيقات الميزانية التي تكلف المال، لكنها عادةً تبرر ذلك. ومن تلك التطبيقات المدفوعة، نجد تطبيقا YNAB وEveryDollar اللذان يُعَدّان مثالين رائجَين على ذلك، إذ يكلف تطبيق YNAB مبلغ 84 دولارًا في السنة، أمّا تطبيق EveryDollar، فيكلف 130 دولارًا في السنة.
هناك بعض التطبيقات المجانية الرائعة، مثل تطبيق Mint وCLEO، وتُعد تطبيقات الميزانية أفضل من البشر بكثير في تنظيم الميزانية، إذ تؤدي تلك التطبيقات المهمة التي أُنشئت لأجلها بكل فعالية.
2. حضر وجبات طعامك بنفسك
يُعَد تحضير طعامك بنفسك من أهم التكتيكات الخاصة بالميزانية، إذ يستنزف شراء الوجبات الجاهزة كثيرًا من المال، ويمكننا بسهولة الشراء من المتاجر المحلية رخيصة الأسعار، وطبخ جميع وجبات طعامنا في المنزل. فإذا كنت قادرًا على العيش على هذا النحو بوصفك مستقلًا، فستكون قد طبّقت أفضل الطرق لتوفير المال الذي تنفقه على الطعام، إذ يُعد شراء مكونات السندويش من متجر رخيص مثلًا، أكثر توفيرًا للمال من شراء طعام جاهز يوميًا لمدة أسبوع، لذا اشتر -على سبيل المثال- كيسًا من الأرز، وكيسًا من المعكرونة، وربطة خبز، وعلب فول وتونا، وبعض الزبدة، وكيس سلطة، وكيسًا من التفاح.
يمكنك تحضير الطعام من تلك المكونات بسرعة ودون تكلف الكثير من المال، ولا تحتاج سوى لأدوات طبخ قليلة، مما يساهم في توفير كثير من المال في ميزانيتك. يمثل كل ما سبق ذكره نصائح ميزانية لا تقدر بثمن للمستقلين الذين قد يستسهلون شراء الطعام الجاهز بدلًا من الطبخ بأنفسهم وتوفير كثير من المال.
3. أنشئ حساب توفير مستقل
يُعَد إنشاء حساب توفير إحدى نصائح الميزانية التي يمكنك دمجُها بسهولة مع استخدام تطبيق ميزانية، إذ يمكنك تحقيق بعض الأمور المختلفة إذا أنشأت حساب توفير، منها:
ادخار المال بعيدًا عن مصروفاتك.
تكريس كل المال الباقي للمصروفات اليومية.
تحديد هدف مالي شهري تحفيزي لنفسك.
تخفيف الضغط الذي يولده ادخار المال.
نعني بهذه النقطة الأخيرة أن ادخار المال -عندما يكون لديك حساب مصرفي واحد فقط- أمر يخطر ببالك دائمًا، لذا عليك تقسيم المال إلى فئات (إيجار وفواتير وطعام) تفكر بها جميعًا.
إنّ من شأن إنشاء حساب توفير وإقناع نفسك بالغرض منه (إضافةً إلى كم من المال ستضعه فيه كل أسبوع أو شهر)، أن يزيل التوتر المرتبط بالادخار من ذهنك. وهذه في الواقع إحدى نصائح تخفيف التوتر الشائعة للعديد من الناس، وتتمثل في تكتيك يتضمن تخفيف التوتر النفسي بتحويله إلى شيء واقعي، فإذا كان هناك أمر مهم عليك فعله، فدونه على ورقة، إذ لا يفكر معظمنا على هذا النحو بل نستمر في التفكير فيه بدلًا من ذلك.
لكن التوتر المرافق للتذكر أو ربما للنسيان مرهق ومزعج، لذا اكتب ما يسبب لك التوتر على ورقة بدلًا من المرور بهذه التجربة، وبإمكانك الآن نسيان أمره وسيزول التوتر تباعًا بمجرد فعلك ذلك.
يمكن لحسابات التوفير أن تحدث التأثير ذاته على ذهنك، فامتلاكك حساب توفير تودع فيه المال أو المدخرات الزائدة، يجعلك تتوقف عن القلق حيال تذكر أين ينبغي إنفاق المال ما دام محفوظًا بحساب مملوك لك.
4. استخدم تقنية بسيطة
تُعَد التقنية الحديثة شيئًا مميزًا، إذ تُنِجز هواتفنا وحواسيبنا المحمولة وأجهزتنا اللوحية كثيرًا من المهام، وعلينا الحرص على تحقيق أقصى استفادة منها لغرض توفير المال والمساحة، فبتعلم الاعتماد أكثر على التقنيات الحديثة، يمكننا الكف عن إهدار المال والمساحة على أمور أخرى.
خذ القراءة مثالًا، فنحن نقرأ كثيرًا ونستهلك الكثير من الورق لطباعة الكتب، وغالبًا ما نسافر والكتب في حقائبنا، لكننا وصلنا إلى يوم بتنا نعتمد فيه على أجهزتنا اللوحية، وأجهزة كيندل Kindle، وحواسيبنا المحمولة حتى لأجل إشباع متعتنا بالقراءة، كما انتقلنا إلى استخدام الكتب الصوتية، إذ يمكن احتواء كل ما سبق ضمن هواتفنا المحمولة. ويمثل جهاز كيندل Kindle مكتبةً متنقلةً ضمن حقيبتك، أما الجهاز اللوحي، فهو لوحة تحكم تحتوي على مكتبة وسينما وألعاب.
إذا كنت لا تستخدم جهاز حاسوبك المحمول سوى للكتابة وتصفّح الإنترنت، فننصحك ببيعه وشراء جهاز لوحي مزوّد بلوحة مفاتيح قابلة للانفصال، فهو أصغر وأخف وزنًا وأنحف من الحاسوب المحمول، كما يمكنك إرفاق لوحة مفاتيح افتراضية بهاتفك وعرض جميع ملفات مستندات جوجل عليه. إذًا من المنطقي تمامًا أن تفعل كل ما أنت بحاجة إليه -بوصفك مستقلًا- بما لا يتعدى هاتفًا ذكيًا وبعض الملحقات الطرفية.
وإذا كنت مستقلًا يعمل في مجال التصوير وتتنقل حاملًا معك كاميرا ضخمة الحجم، فثمة كثير من الدروس والمحتوى التوجيهي الذي يعلمك كيفية تصوير فيديوهات لقناتك على يوتيوب باستخدام الهاتف بدلًا من الكاميرا المحمولة، إذ تحتوي عدة هواتف ذكية على كاميرا ذات جودة عالية لالتقاط الصور والفيديوهات، ولهذا لا حاجة لك بالكاميرا الضخمة التي تحملها معك حيثما ذهبت، وننصحك ببيعها والاعتماد على كاميرا الهاتف الذكي بطرق مثيرة وغير متوقعة.
ليست هذه إحدى أعظم النصائح الخاصة بالميزانية فحسب، بل تساعدك في التنقل بخفة، وتقليل ما تحمله معك، وتخفيف حجمه والفوضى التي يحدثها. يتحقق ذلك ببيع أجهزتك ثقيلة الوزن وكبيرة الحجم، وتعلُّم الاعتماد على هاتفك أو جهازك اللوحي.
5. تعلم مقاومة الخوف من فوات الأشياء
يُعَد الخوف من فوات الشيء المعروف اختصارًا بـ FOMO أي the fear of missing out، ظاهرةً خطيرةً لها تأثير قوي على الناس في يومنا هذا، فهو شبيه بالغيرة ويمكن الإحساس به عندما نبقى في منازلنا بيوم العطلة بينما يخرج أصدقاؤنا للتنزه، أو عندما لا نذهب إلى السينما لحضور العرض الأول من الأفلام الصادرة حديثًا، أو عندما لا نكون قد قرأنا آخر كتاب، أو لعبنا آخر لعبة فيديو.
يمكن لإتقان التعامل مع الخوف من فوات الشيء والتغلب عليه أن يمثل الحل السهل لتوفير المال وتنظيم الميزانية، فكر في ما يلي: في كل مرة تقاوم إنفاق المال على شيء ما -والذي يدفعك إليه رغبتك في أن تبقى مواكبًا للإعلانات الأخيرة-، فالأفضل ألا تنفقه في سبيل ذلك. إذ تُنسى الليلة التي تقضيها في الخارج سريعًا، وسرعان ما تحضر الفيلم الأخير، ثم يحل محله واحد آخر في اليوم التالي؛ أما المال فيبقى مثلما هو في جيبك لتنفقه في أمور أكثر أهمية.
لا يستقر الوضع المالي بالنسبة للمستقلين على حال وهو متذبذب وأموالهم غير ممكن التنبؤ بها، وغالبًا ما تترنح على حافة المجهول. وعندما تنفق المال لمواكبة كل ما تروّج له الإعلانات من أفلام ومنتجات، فإنك تخاطر بنفاذ مالك التي قد تحتاجه لاحقًا للإنفاق على أشياء ضرورية وأكثر أهمية.
احذر الوقوع في وضع تقول فيه لنفسك: “ليتني اشتريت ذلك الشيء”. بل أعطِ الأولوية للأشياء التي تريدها وتحتاج إليها فعلًا بدلًا من تلك التي تعتقد فقط أنك تحتاج إليها بسبب الوقع الذي يحدثه في نفسك اجتماع الإعلانات المروجة لها والخوف من فواتها عليك، والذي يقنعك بأنك تحتاج إليها وأنها مهمة في حين أنها ليست كذلك في نهاية المطاف.
وإذا كنت من الأشخاص الذين يضعفون أمام ذلك ويقعون ضحيةً للخوف من فوات الشيء، فلتجرب هذا التكتيك ولو لمرة واحدة: انتظر قدوم الحدث الكبير التالي -الذي قد يكون فيلمًا جديدًا- ثم قاوم رغبتك تجاهه ولا تذهب لحضوره وابتعد عن الضجة التي تُثار حوله على الإنترنت. ثم انتظر لمدة شهر فسرعان ما سيُنسى ذلك الفيلم ولن ترى أحدًا يأبه به بعد ذلك؛ أما أنت فستكون قد ادخرت المال الذي كنت ستنفقه عليه وسيكون قد مر ذلك الحدث دون أن ينقص مالك.
6. تمتع بذهنية الحد الأدنى
تُعد العديد من النصائح الخاصة بالميزانية على هذه اللائحة عمليةً وقابلةً للتطبيق واقعيًا، مثل تنزيل التطبيقات وإنشاء الحسابات والطبخ في المنزل، وغيرها؛ أما النصائح الأخرى، فمرتبطة بطريقة تفكيرك ونظرتك للأمور ومقاربتك للحياة اليومية، ومن شأن تبني ذهنية حد أدنى ‘Minimalism’ (إقلال، أو تبسيط؛ سنعتمد لفظ “تبسيط” من الآن فصاعدًا في هذا المقال) أن يمثل الحد بين نوعي النصائح الخاصة بالميزانية الذين ذكرناهما أعلاه.
يبدأ اعتماد ذهنية الحد الأدنى من الذهن، إذ عليك التفكير بوصفك شخصًا تبسيطيًا، أي شخصًا يتبنى ذهنية الحد الأدنى. وأفضل طريقة لفعل ذلك تكون بالبدء بقراءة الكتب المناسبة.
من أفضل تلك الكتب، الكتاب المسمّى ”وداعًا للأشياء goodby things” للتبسيطي الياباني فوميو ساساكي Fumio Sasaki، فهو أحد ملهمي التبسيط الحقيقيين، ويقدم كتابه نصائحًا عمليةً لتحقيقها في حياتك بوصفك مستقلًا.
يرتبط المنهج التطبيقي للتبسيط بإحدى النصائح الخاصة بالميزانية في قائمتنا هذه، وهي الواردة في الفقرة 4 أعلاه تحت عنوان: ‘استخدِم تقنيات بسيطة’. فإنفاق المال للحصول على تقنيات بسيطة -لكنها فعالة وذات استخدامات عديدة- يتيح لك توفير الكثير منها.
تخلص من مكتبتك واقتن جهاز Kindle اللوحي لقراءة الكتب، وتخلّى عن جهاز DVD الذي تمتلكه أيضًا مع أقراصه، واشتر جهازًا لوحيًا مع حساب منصة ترفيهية جيدة. اعتمد على خدمات بث مواد ترفيهية مثل الأفلام والمسلسلات وغيرها.
ينطبق هذا النهج التبسيطي أيضًا على اللباس، وإذا استطعت الاقتصار على الملابس والأحذية التي تحقق لك الوظيفة المطلوبة منها، فيمكنك توفير ثلاث قطع بواحدة مثلًا، وهو ما يوفر عليك المال في نهاية المطاف. إذًا يمكنك توفير كثير من المال إذا استخدمت تقنيةً بسيطةً، واقتصرت في شراء الملابس على الضروري والعملي منها.
حدد أهداف ميزانيتك البسيطة
لن تجني من تطبيقات الميزانية والكتب حول التبسيط وحسابات التوفير سوى أنها ستأخذك بعيدًا، وذلك ما لم تضع لنفسك أهدافًا معقولةً تتداخل جيدًا ضمن شخصيتك وتغدو جزءًا من نمط حياتك، إذ تعلّم نفسك جيدًا وتعلَم ما بوسعك تحقيقه. لن تنجح كل هذه النصائح الخاصة بالميزانية مع كل المستقلين، بل قد يتوقف ذلك على عوامل عديدة، مثل الشخصية والعمل ونمط الحياة.
ويعني ذلك في نهاية المطاف أنك أنت من عليه وضع أهدافه الخاصة بالميزانية مع أخذ عاداتك الشخصية بالحُسبان، فأنت الوحيد الذي يعرف ما هي عاداتك وعيوبك ورغباتك وحاجاتك، وأنت الذي يعلم ما إذا كنت تعمل على نحو أفضل باستخدام التطبيقات أم باستخدام الدفاتر والأقلام التقليدية، وتعلم كيف تحب أن تعيش. عليك فقط وضع أهداف ميزانية تأخذ حياتك وعاداتك بالحسبان.
تُعَد أكثر أهداف الميزانية نجاحًا بالنسبة لنا هي تلك التي نضعها بأنفسنا، فكم منا اتّبعَ أحدث الحميات المُبتدعة -التي لا أساسًا علميًا لها- ليجد نفسه مستسلمًا بسرعة؟ يعود سبب ذلك إلى أن تلك الحمية لم تتوافق مع ذوقه ولا مع إدارته للوقت ولا مع نمط حياته.
ينطبق المثال السابق على النصائح الخاصة بضبط الميزانية، والتي عليك أن تكون واقعيًا بشأنها، وتحدد أهدافًا تنطبق على نمط حياتك الشخصي، لهذا خذ الأسئلة التالية بالحسبان عند وضع أهداف ميزانيتك:
كم من المال تريد أن تدّخر؟
على ماذا تنفق المال عادةً؟
على ماذا ستنفقه بدلًا من ذلك؟
ما هي عاداتك السيئة؟
ما العادات التي يمكنك التخلص منها فعلًا؟
ما التغييرات التي يمكنك إحداثها بسرعة؟
ما التغييرات التي يمكنك العمل لتحقيقها؟ وكم من الوقت سيستغرق ذلك؟
كم من المال تريد أن تكون قد ادخرت خلال شهر واحد؟ وكيف يمكنك تحقيق ذلك؟
ذات صلة:
No related posts.
admin